شيءُ مرسوم في بؤبهها .. طالما تطلعت في عينيها لكني اليوم وجدت ما رابني .. صورة صنم يتطلع بي .. رباه .. ما ارَ .. اهذه حبيبتي .. ام اني واهم .. جحود المشاعر .. اضطراب الملامح .. انها كائن أخر .. حيرّتني حجارة الذهول .. لأنها شحيحة كصخرة .. ينهض داخلها رماد تذروه الرياح .. لا تعبأ بي .. يتوقف بيننا زمنين متوازيين .. لايلتقيان ابدا ً .. حين تنطق يكون وقع حروفها صدىً موجع .. ضاعت بين نبراته احاسيس ظننت انها لاتشطب .. ما هذا الذي يتطاول كأنه جدار اسمنتي لايعرف الرحمة .. اكتظت الاسئلة في ذهني المكدود .. عابرة نحو مفازات موحشة علاقتنا المبعثرة .. بين حب لايجف داخلي كمستنقع ازلي .. وبين غبار جذوتها التي لاتهدأ .. تتحرك صوب شاطىء بعيد .. لاتلفت الى الوراء .. اصرخ باعلى صوتي .. لاتستجيب لندائي .. عافتني في منتصف الطريق .. عَبَرت ضفة النهر .. دون ان تعيرني اهتماماً .. لحظة التّمرد حين تحين لايّردها عقل راسخ .. احاول اللِحاق بها من خلال الجسر المعلق فوق النهر .. تختفي ملامحها في زوايا البنايات المهجورة .. مشكلة حين تصير الحبيبة وثن .. وهو يصير حقيقة تعتمل في نفسي .. الخواء يمّر عبر منافذ وطن لايمنَحني هوية .. لأن معشوقتي مزقت كل اوراقنا الثبوتية .. لم يعد يربطنا سوى ذكرى عتيدة .. بلا خرائط تمضي ايامنا .. تحت رمشها يرقد مٌحب لايقوى على السفر .. في رحلتها تكتشف معالم الغرباء .. لذا ابقى وحيدا بدون انتماء .. من يوقد عند المساء نجمة تحتفل .. بأخر حبيب هبّ يدافع عن شوارع تفترش مسراتنا .. احلاماً ذوت عند نخلة بيت لم يصافح الغرباء .. ما زلت ابحث عنها .. رغم جحودها .. افتش عظامي .. اقلب حصى الازقة .. عن اثار اصابع قدميها .. ابعثر خزانة الملابس عن مشط شعرها .. حتى المآذن صدحت باسمها .. البارحة سألت اسمالي البالية عنها : اجابتني ان رائحتها ما زالت في طيات الابط .. أي حبيبة انت .. لا تسأل عما حلّ بحبيبها .. هناك قرب القصر القديم .. حيث تمثال الشاعر الكبير .. في كل جمعة يحتفي الشعراء بحبيباتهم .. اجلس على جرف النهر العتيد يغسل دموعي .. أي بلاد انت ِ .. أقصد أي حبيبة أنتِ .. لاتسمح لرئتي بالتنفس .. ولعيني بالتطلع الى جذعك المنقوش على كرب النخل رغم خشونته .. اهفو الى عبق شعرك المنسدل حتى عجيزتك .. أنه يذكرني بسعف بستان لم يضل طريقه .. بعد الليلة سيجدني الحراس غافيا عند عشبة تنتشي لرقرقة الماء الجاري ..