روى أبو داود في كتابه (السُّنن) عن أنس بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنه- قالَ: كان رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلمَ يدخلُ علينا، ولي أخٌ صغيرٌ يُكنَى أبا عُمَيْرٍ، وكان له نُغَرٌ يَلعبُ به فماتَ، فدخلَ عليه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ فرآه حزيناً فقالَ: "ما شأنُه؟" قالوا: ماتَ نُغَرُهُ فقالَ: "يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعلَ النُّغَير؟". النُّّغَرُ : طائرٌ صغيرٌ. هذا الحديثُ من الأحاديثِ العظيمةِ التي تكشفُ تواضعَ النبيِّ -عليه الصلاة والسلامُ- وعطفَه على الصبيانِ ، فهو يسألُ عن حالِ أمِّتِه ولا ينسَى الصبيَّ منهم ، ومعلومٌ أنَّ الصبيَّ لا يُصيبُه من الهَمِّ ما يجعله مَحَلَّ عنايةِ النبيِّ الأعظمِ وسؤالِه ، ولكنَّ قلبَ النبيِّ وعقلَه الكبيرَين كانا يَسَعانِ الناسَ أجمعين ؛ والصغيرُ والكبيرُ سواءٌ عنده ، فهذا الصبيُّ ماتَ طائرُه فاهتمَّ لأمرِه وسأله عمَّا أحزنه . صاغ الشاعرُ الغنائيُّ (نبيل خلف) معنى الحديثِ في قطعةِ شعرٍ ولحَّنها الملحنُ (وليد سعد) تلحينًا جميلاً وهو على مقامِ الصبا، وغناها المطربُ المُتمكنُ (وائل جسار) بصوتٍ رائعٍ وأداءٍ مُؤثِّرٍ وقد مُثِّلت الأغنية ُ تمثيلاً ممتازًا أعانَ على إظهارِ المعنى الرائعِ الذي صاغه الشاعرُ وأصابَ الغرَضَ المَقصودَ ،،، إنَّ في الشعرِ الفصيحِ قصائدَ كثيرة ً مُتقنة ً تعرِضُ حياة َ النبيِّ (ص) وأخلاقَه وأخرَى تعرِضُ وصايا الإسلامِ السَّمْحة َعمومًا ،غيرَ أنَّ أهلَ الفنِّ مِن منتجين وملحنين ومطربين يَعزفون عنها؛ يظنون أنها لا تلقى قبولَ الناسِ وإعجابَهم ، وإذ هم كذلك فلا أقلَّ مِن أنْ يختارَ الشعراءُ منهم موضوعاتٍ مهمَّة ً وراقية ً ليَصوغوها شعرًا - ولو عامِيًّا لأنَّ فصيحَ الشعرِ يستصعِبُه بعضُ الناسِ - ثمَّ يُلحِّنَها مُلحنون ماهِرون فيؤدِّيَها مطربون ذوو صوتٍ عذبٍ وقويٍّ ، ولا مَحِيدَ مِن أنها ستكونُ مَحبوبة ً عندَ الناسِ ومطلوبة ً ؛ لأنهم مَلُّوا من استماعِ الأغاني التافهةِ في مَوضوعاتِها وكلماتِها وألحانِها وأدائها . رابط الأغنية من موقع يوتيوب/ http://www.youtube.com/watch?v=edJQCBZcRYY