* تسأل إسلام اسماعيل من مدينة السلام بالقاهرة فتقول: أنا سيدة متزوجة ومتعلمة ولكن زوجي رجل رجعي وأريد أن أحج وزوجي يمنعني من السفر بمفردي نظراً لأنه ليس معي: فهل إذا خالفته وصممت علي السفر قهراً عنه بمفردي أكون مخالفة لأصول الدين وهل أعاقب علي ذلك من الله؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: رفقاً يا سيدتي بزوجك فلا داعي أن تصفيه بالرجعية فإنه يشفق عليك وهو رحيم بك يخاف عليك من الأذي فإن سفر المرأة بدون محرم تكون عرضة للأذي ولو كانت في عباده فإنها مطمع لغواية الشيطان ولهذا فقد ذكر البخاري ومسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا تسافر امرأة ثلاثاً إلا ومعها محرم" زاد مسلم في رواية "أو زوج" وقال صلي الله عليه وسلم "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفراً يكون ثلاثة أيام فصاعداً إلا ومعها أبوها أوزوجها أو ابنها أو اخوها أو ذو محرم منها" رواه الترمذي وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لا يحل لامرأة تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها" ومن هذا يعلم أن سفرك يا سيدتي بدون زوج أو محرم تكوني آثمة ومرتكبة معصية أخري هي مخالفتك أمر زوجك وقد فرض الله عز وجل طاعة الزوجة لزوجتها في غير معصية وجعل حق الزوج علي زوجته أوجب من حق أبيها عليها. وقد قال صلي الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة إن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" والخلاصة في هذه المسألة. إذا كانت السائلة لم تحج الفريضة فإن الشرع يبيح لها السفر بمفردها إذا كان معها صحبة من النساء وهي متوافرة في هذه الأيام. فلها أن تحج وليس عليها أي شيء ويجب علي الزوج أن يأذن لها. ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أما إذا كانت قد أدت فريضة الحج وتريد أن تذهب تطوعاً فليس لها الحق في السفر إلا بإذن الزوج لأن طاعة الزوج فرض والفرض مقدم علي التطوع والأفضل أن تناقش زوجك حتي يقتنع ويوافق علي سفرك حفاظاً علي الأسرة. * يسأل طالب بكلية السياحة والفنادق فيقول: لقد دأبت أختي علي المزاح مع الناس. والآن قد بلغت مبلغ النساء ولا تستطيع الاستغناء عن المزاح. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: الأصل في المرأة المسلمة أن تكون جادة في أقوالها وأفعالها لأن المزاح قد يخرجها عن طبيعتها التي جبلها الله عز وجل عليها فيؤدي إلي قلة هيبتها واجتراء السفهاء علي المزاح معها. وهذا ما أكد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: "من مزح استخف به". أو قد يؤدي إلي الغفلة أو يورث شيئاً من الضغينة. بل قد يصبح المزاح حراماً. وذلك إذا صاحبه مخالفة شرعية كالكذب في المزاح. لقوله "صلي الله عليه وسلم": "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب. ويل له. ويل له" "أخرجه أبو داود". وكالمزاح الذي تنتهك فيه حدود الله. كالاستهزاء ببعض آيات القرآن الكريم أو أحاديث المعصوم "صلي الله عليه وسلم" أو الأحكام الفقهية. والمزاح الذي يؤدي للاضرار بالممزوح معه وغير ذلك من الأنواع التي أنكرها الشرع. ومن هنا ينبغي علينا توجيهها إلي ما يجب عليها أن تحطاط له. * يسأل عبدالفتاح محمود من القاهرة. فيقول: هل مزح النبي صلي الله عليه وسلم. وما هديه في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: ورد في السنة المشرفة أن النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يمازح أصحابه ويمازحونه ولكن لم يكن مزاح النبي "صلي الله عليه وسلم" للعبث أو اللهو أو لمجرد الترويح. بل كان جزءاً من تربيته لأصحابه وتعليمه للمسلمين. فمزح "صلي الله عليه وسلم" للمواساة لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يدخل علي أم سليم ولها ابن من أبي طلحة يكني أبا عمير. وكان يمازحه. فدخل عليه فرآه حزيناً فقال: "مالي أري أبا عمير حزيناً؟ فقالوا مات نغره عصفور ذو صوت جميل الذي كان يلعب به. قال: فجعل يقول: أبا عمير ما فعل النغير" "أخرجه أحمد". ومزح "صلي الله عليه وسلم" من أجل التربية. كما مزح من أجل التحبيب. ومن ذلك قدم صهيب علي النبي "صلي الله عليه وسلم" وبين يديه تمر وخبز قال: ادن فكل. فأخذ يأكل من التمر. فقال له النبي "صلي الله عليه وسلم": "إن بعينك رمداً" فقال: يا رسول الله إنما آكل من الناحية الأخري. فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم.