منذ ايام عرض الإعلامي عمرو أديب في برنامجه مشكلة قرية برية لاصيفر بمحافظة كفر الشيخ التي تعاني من عدم وجود مدارس بالرغم من أن جميع أبنائها في مراحل التعليم المختلفة.. والقرية حتى وقت قريب كانت بها ثلاث مدارس منها معهدين ازهريين تم هدمهما ليشرد حرفيا عشرات الأطفال الذين يسيرون في القيظ والمطر عشرات الكيو مترات يومياً في طريق خطرة بعد نقلهم إلى مدارس اخرى في قرى بعيدة كحلٍ بديل ووحيد لمشكلتهم الكبيرة .. وبالمصادفة أجرت صحيفة يومية تحقيقاً عن الموضوع أيضاً وعرضت بالصور كيف تحولت مواقع المدارس التي هدمت إلى مقالب للقمامة ومرابط للحيوانات .. كما تناولت حكاية الوعود والقرارات الإدارية ومشاكل الميزانيات التي أوقفت وعطلت بناء المدارس في القرية التي يشفع لها أنها واحدة من القرى التي نجحت في القضاء على الأمية بشكل كامل. المشكلة في قرية برية لا صيفر هي عنوان لأزمة كبيرة جدا نعيشها وهي قلة المنشآت التعليمية في الأقاليم أو إهمالها في أحسن الأحوال فالقرى والنجوع والكفور في الوجهين القبلي والبحري تتشارك في المدارس وهي أصلا لم تجهز لذلك كما أنها مصممة لتكون ذات سعة محددة لا يمكن تجاوزها وهذا الأمر من جهة أخرى يخلق أزمات جديدة بداية من مشكلة التكدس وانتهاء بمشكلة التسرب من التعليم أخذا في الاعتبار ان أغلب المدارس الموجودة فى القرى تحتاج الى صيانة وترميم . الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء فى تقرير أصدره لأول مرة فى مصر العام الماضي تناول أوضاع البنية التحتية والخدمات فى 4655 قرية هى عدد القرى فى أنحاء مصر قال إن نحو 60% من القرى تحتاج إلى إنشاء مدارس وأوضح التقرير أن المدارس الثانوية موجودة فى 18.2% من القرى المصرية فقط أضف إلى ذلك أن وزارة التربية والتعليم أكدت العام الماضي ايضاً أن 42% من المدارس الحكومية تعمل بكثافة أكبر من الكثافة المعيارية وأن 18% من المدارس الحكومية تعمل بنظام تعدد الفترات وانها تحتاج إلى بناء 53034 فصلًا للقضاء على مشكلة الكثافة بالفصول الدراسية . اعتقد ان المشكلة برغم ضخامتها تتوفر لها حلول عدة أهمها إعادة النظر إلى خريطة البنى التعليمية في المحافظات وإعطاء الأولولية للمناطق الأقل توزيعاً ومحاسبة الجهات المسؤولة عن عدم بناء وصيانة المؤسسات التعليمية وتحميل مقاولي تلك المشروعات كلفة التاخيرواستئجار مبانٍ مناسبة بصفة مؤقتة في زمام القري التي هدمت مدارسها أو ازيلت لسبب أو لآخر لحين إنشاء مدارس جديدة وكذلك يمكن تفعيل البرنامج القومي لبناء المدارس والذي سيكون حلًا حقيقًا للمشكلة لا سيما وان اصواتا حكومية تحدثت عن هذا البرنامج لكنه لم يرى النور إلى الآن.