على الرغم من كون النجارة مهنة شاقة تقتصر على الرجال إلا أن ذلك لم يمنع أسماء مجاهد بملامح وجهها المصرية الأصيلة، التي تنم عن بنت البلد المعيلة الكادحة - من احترافها وإظهار مواهبها ومنافسة الصنايعية فى تصنيع الأخشاب وتصميم غرف النوم و"الأنتريهات"، والصالونات، والمطابخ، والأبواب، والشبابيك، وإكسسوارات القصور، حتى تشعر بسعادة بالغة أثناء قيامها بمساعدة زوجها، والعمل معه يدا بيد لتحقيق أمالها وطموحهما. روت أسماء كيف بدأت العمل في هذه المهنة قائلة :"منذ 3 سنوات كنت مجرد مساعدة لزوجي مدحت، وأعجبتني الحرفة واستمررت في مساعدة زوجي والذي أعطاني كل الدعم وشجعني وأثنى على مهاراتي، والبداية كانت في إصلاح وترميم الأثاث القديم وإعادته مرة أخرى كالجديد، وبعد ذلك بدأنا في تطوير الورشة، وقمنا بإحضار المعدات الحديثة لتصنيع الأثاث من جديد بكافة أنواعه من غرف نوم إلى انتريهات وغيرها". وأضافت أسماء أنه بالرغم من أن المهنة شيقة وممتعة إلا أنها تعانى من عزوف الشباب عن تعلمها، فنجد الأمهات ترفض تعليم أولادها مثل هذه الحرف على اعتبار أنها مرهقة وغير مجزية ماديا ويفضلون العمل على"توك توك" أو يشترون"فاترينة" سجائر بدلا من تعلم حرفة، لذا نجد حرفا ومهن كثيرة تشهد عجزا كالتنجيد، والأوستر وغيرها من الحرف التي لها علاقة بالنجارة، مطالبة الشباب الحاصلين على مؤهلات بعدم انتظار الوظيفة على المقاهي والاتجاه للعمل الحرفي، فالبلد بها فرص عمل كبيرة وتحتاج لسواعد أبنائها". وأشارت أسماء إلى أن الصناعة تحتاج لدعم كبير من الدولة لأننا نعانى من الارتفاع المستمر للخدمات، فلوح الكونتر يرتفع كل أسبوع بمعدل 30 جنيها، والمتر المكعب من الزان ارتفع من 6400 ألاف جنيه إلي 7 ألاف جنيه خلال 3 أسابيع، وكذلك الإكسسوارات المستوردة ارتفع ثمنها جدا، ليس ذلك فحسب بل انتشار الأثاث الصيني بدأ يؤثر على المصري ويضرب سوق الأثاث والعمالة المصرية". وأوضحت أسماء أن ابنتها الصغيرة فاطمة، تهوى أعمال النجارة، مضيفة أنها تنوي تعليمها أعمال النحت على الخشب، لأنها تهوى الرسم. ووجهت رسالة إلى الفتيات قائلة:"عليهن عدم الانتباه لمن يعلق سلباً على اقتحامهن أعمال الرجال، فالأنثى تستطيع أن تمارس أي عمل مهما كانت صعوبته، وخصوصاً أن التكنولوجيا سهلت الكثير من الأعمال الشاقة بدنياً عن طريق توفير الماكينات الحديثة". واختتمت حديثها بأنها تأمل أن تجد جهة تتبنى المواهب ويكون هناك معرض لعرض المنتجات فأحيانا نقوم بتصنيع بعض التحف الفنية كما حدث أن قمنا بتصنيع بعض التحف الفنية كما حدث أن قمنا بتصنيع صوان خشبية وأعجب بها أحد السياح وطلب تصديرها لروسيا ولكن لا نجد أي جهة أو دعما من أي مكان لتطوير مواهبنا وإمكانيتنا.