لم يعد بغريب أن نجد سيدة تمتهن مهنة شاقة مرهقة مثل "النجارة" وهى من المهن التى تحتاج إلى الشاب القوة والعضلات حيث أن صناعة الأبواب والشبابيك أو غرف النوم وجميع أثاث المنزل يحتاج إلى قوة فى نقلة أو تجميعه. "ماجدة محمد كامل" التي تعود أصولها إلى الصعيد وتحديدا من مدينة اسنا التابعة لمحافظة قنا تبعد عن القاهرة 800 كيلو، قبل أن يتزوج والدها وينتقل للسكن في القاهرة. في البداية تقول ماجدة التي تسكن بمنطقة الشرابية أن لها 6 أخوات وولدين وبعد أن كبر والدها فى السن اخذها هي وأختها نادية لمساعدته فى الورشة ويعلمهم صنعة "النجارة" لكي يديروا الورشة بنفسهم". وأضافت "بعد فترة من تعلمنا المهنة أصبحنا أنا ونادية نصلح ونصنع كل شئ وبعد أن توفى والدى لم يكن لدينا طريق آخر غير أن نقف فى ورشتنا ونعمل حتى ندبر نفقات الأسرة التى أصبحت بدون عائل لها غيرنا وبعد فترة بسيطة تزوجت نادية وتركتنى فى الورشة بمفردى، ورفضت الزواج كثيرا حتى اليوم فكان كل همى أن أدبر نفقات الأسرة فأنا المسئولة عنهم وليس لنا مصدردخل غير الورشة، وبدأت فى البحث عن أى شى فى النجارة أتعلمه حتى لا أحتاج إلى أحد، وتعلمت "الدهان" فبعد ما انتهي من تصنيع غرفة النوم أقوم بدهانها حسب الألوان المطلوبة". ماجدة تتعامل مع جميع العدد التى تستخدم فى النجارة فهي تقوم بمسح الخشب وتسويته على الفارة الكهربائية، وتستخدم "الشنيور" فى تخريم الأخشاب أو العمل على الدسك وهو المشار السابت وهو أخطر ميكنة فى التصنيع، وتقضى معظم الوقت فى الورشة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعات الأولى من الليل، وتقوم بتصنيع الموديلات الحديثة مثل غرفة نوم البجعة وتبيعها ب 5 آلاف جنيه، وغرفة أخرى اسمها الدفاية وتبيعها ب 6 آلاف جنيه. وعن موسم العمل تقول: "من المفترض أن يكون الموسم في الأيام الحالية ولكن الانتخابات آخرت العمل والإقبال من الزبائن". وتحدثت "ماجدة" عن أسرتها قائلة: "نادية أختي عندها 60 سنة ولم تنجب، وأنا بلغت 55 سنة ولم أتزوج حتى الآن، وأسكن مع أمى الكفيفة، وعندي أخت معاقة، ولي أخ اسمه سيد متزوج وله 4 أولاد يعمل فى الورشة لكن شغله لنفسه ولا يدفع معى أي تكاليف سواء للورشة أو للبيت أو لعلاج أمه الذى يتجاوز 300 جنيه فى الأسبوع، وكذلك أحمد أصغر واحد لم يكمل الدبلوم وهو يعمل نجار لكن فى الخارج بعيدا عن الورشة متزوج وله 3 أولاد". ماجدة ضحت بمستقبلها من أجل أمها وأخوتها، وتحدت تقاليد المجتمع وعملت في مهنة لا يمتهنها سوى الرجال.