رغم إننا نعيش فى عصر الإعلام المرئي وثقافة الصورة.. لكن مازال للإذاعة سحرها جودة ما يقدم لم تعد تسمح بفكرة "المذيع النجم" الذى ينتظره الجمهور
رغم أن عمرها الإذاعي لا يتعدى خمس سنوات.. إلا أنها استطاعت أن تستعيد جمهور الراديو من جديد، بل الأهم من ذلك أنها استطاعت أن تستهدف مراحل عمرية، وخاصة الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم ال30 عاماً، كلامنا عن إذاعة نغم إف إم والتي تحاول أن تقدم من خلال برامجها كل ما يهم المجتمع والأسرة المصرية، عن سر هذا النجاح ومفرداته وخطة المحطة فى رمضان سنتوقف في هذا الحوار مع الإعلامي أحمد سمير رئيس الإذاعة. ما سبب عدم تقديمك لبرنامج فى المحطة التى تشرف عليها؟ لأن اهتمامي الأول بالعمل الإعلامي ككل وليس مجرد تقديم برنامج، وأرى فى ذلك تعارضا قد يأخذ من وقتي على حساب تفرغي للمحطة، ولكنني عملت مذيعاً فى بعض الإذاعات الأوروبية لأني سافرت إلى ألمانيا حيث أنهيت دراستي، وأنا من الأساس أعشق العمل الإعلامي ومن ثم قمت بعمل إذاعة خاصة اسمها "أرابيسك " كان الهدف منها خدمة الجاليات العربية هناك وكان شعارها "وطنك أينما كنت"، حيث إنني كنت أريد أن أنقل لكل عربى بلده على تلك الإذاعة التى كانت خدمية وترفيهية فى نفس الوقت، وبعد نجاحها قررت أن أنقل هذه التجربة إلى مصر، ولذلك استأجرت فيلا وأنشأت إذاعة على الإنترنت اسمها "أرابيسك مصر "الهدف منها خدمة الجاليات العربية التي تعيش فى مصر وكنت أقدم معظم برامجها واستعنت بشباب من السودان وفلسطين والعراق من هواة العمل الإعلامي ليقدموا برامج لجاليتهم هنا، وبعد ذلك بدأت أعمل دراسات للإذاعات المصرية حتى التقيت بالأستاذ محسن جابر الذي رشحني لإدارة نغم إف إم والتى كانت تمثل اتحاد الإذاعة والتليفزيون آنذاك، وأصبحت مسئولاً عن الإعداد والتنفيذ على محطات ميجا وهيتس ونغم .. ثم عينت مشرفاً عاماً على "نغم FM". وما توليفة تلك الطفرة التى حققت بها هذا النجاح ؟ أهم تحد بالنسبة لى هو أن أجعل المحطة تتحدث بلسان كل أفراد العائلة المصرية باختلاف أعمارهم واهتماماتهم من خلال الحفاظ على الآصالة والإيقاع العصري، وشباب السبعينيات والثمانينيات أصبحوا من جمهورنا.. وهذا كان من أهدافي سواء على مستوى شكل الأغاني التي نقدمها أو طبيعة البرامج، يعنى مثلا أفكار برامج مثل "كلام بنات" و "أوقات" و " ناشط غذائي " معظمها تخاطب الشباب فى الثلاثينيات، يعنى من الآخر كده أنا حرصت على أن أجعل الإذاعة تشبه الشاب الذى يرتدى "بنطلون جينز وجاكيت كلاسيك"، وفى نفس الوقت أحرص أيضا على ألا أجعل الطابع العام الغالب علينا هو القديم حتى أتماشى مع الإيقاع العصري . هل حقيقى أنك تختار بنفسك كل الأغاني التي تذاع على المحطة؟ لا طبعا هذا الكلام غير حقيقى فأنا فقط أضع الرؤية العامة وزملائي هم من يقومون بالاختيار، ولكنى أختار معظم موضوعات وأفكار وأسماء البرامج . هل جمهور الإذاعة يختلف عن جمهور التليفزيون؟ عنصر إبهار الصورة غير موجود بالإذاعة وبالتالي نعتمد على الفكرة والمحتوى فقط، وبشكل عام جودة ما يقدم لا تجعل أى أحد يرقى وينجح إلا حالات استثنائية جدا منهم مثلا أحمد يونس وأسامة منير فى وقت من الأوقات. لماذا لم يعد عندنا الإذاعي النجم كما كان الحال زمان؟ ظروف الإعلام حاليا مختلفة عنها زمان وطبيعة الجمهور وإيقاع الحياة يجعل فكرة المذيع النجم مسألة صعبة جدا ولكنى أجتهد أنا وزملائي رغم قلة الإمكانيات لأن فكرة صناعة الإذاعي النجم تلك تعد من أولوياتنا. هناك بعض التجاوزات أو التعالي الذي يشعر به الجمهور من مذيعي نغم إف إم فهل تشعر أنت أيضا؟ غير مسموح لأحد بالتعالي على مستمع فنحن فى وظيفتنا تلك من أجله وإذا حدث تجاوز فالمسألة نسبية فأحيانا الشكل العائلي بيننا وبين الجمهور قد يترتب عليه بعض الأخطاء غير المقصودة وهذا نادر الحدوث فنحن إذاعة تعتمد فى كل ما تقدمه على التواصل مع الجمهور والناس فى الشارع مما يجعل المستمع يشعر وكأنه أحد أفراد المحطة وهذا الأمر له الأولوية عندي لذا فأنا أشارك فى إعداد معظم البرامج حتى أقدم أفكار بسيطة تمس المواطن المصري لدرجة إنى من كثرة ما يتردد اسمي فى البرامج أصبح المستمع عندما يكون عنده تعليق على شيء يقول فى مداخلاته أنا هتصل أشتكى لأحمد سمير. ما الذى ينقص إذاعة كنغم إف إم أو أى إذاعة مصرية حتى تعود لسابق عهدها زمان؟ الانضباط وتحسين جودة ما نقدمه سواء فى الأفكار أو غيرها وأن نغلق باب المجاملة والمحسوبية أمام الكاميرا والميكروفون والتسويق الجيد أولا وأخيرا لأن هناك محطات وقنوات ناجحة إعلانيا بفضل جودة التسويق رغم فقر أفكارها. وهل النجاح فى الإذاعة أصعب منه فى التليفزيون؟ لا التليفزيون أصعب بكثير لأنه لا يعتمد على الكاريزما فقط ولكن هناك عناصر أخرى لابد من توافرها للنجاح فى التليفزيون . هل السوشيال ميديا والإعلام المرئى استطاعا أن يسحبا البساط من الإذاعة؟ ربما فى السنوات القليلة الماضية لكن التطور الذي تشهده الإذاعة الآن استطاع أن يعيد جمهورها مرة أخرى ولكن طبعا ليس كما كان الحال عليه زمان حيث كانت الإذاعة هى وسيلة الإعلام والمتعة والترفيه الأولى للجمهور خاصة فى رمضان أما الآن فالوضع مختلف بعد أن استحدثت وسائل إعلام لا حصر لها تأتى السوشيال ميديا على قمتها وبالتالي فشيء طبيعي أن الجمهور الذي كان مقسما بين الإذاعة والتليفزيون فقط أصبح موزعا على عدة وسائل إعلامية وبالرغم من ذلك فمازالت الإذاعة لها سحرها وبريقها المنفرد بدليل اهتمام الجمهور بنا ومتابعتهم لنا وهذا يبدو واضحا من كم الاتصالات والمداخلات التليفونية للمستمعين التى تشهدها البرامج التى نقدمها وكذلك رسائل التليفون التي لا تحصى فهذا إن دل على شيء يدل على أن الإذاعة مازالت من أهم وسائل الإعلام تأثيرا . لماذا قررت إعادة إحياء أعمال درامية قديمة مثل مسلسل "رأفت الهجان" وتقدمه إذاعياً ؟ عندما قدمت "رأفت الهجان" لم يكن الهدف الاستفادة من نجاح المسلسل ولكنى كنت أريد إحياء التراث وتفكير الناس بها، وقررت أيضا تذكير الناس بأعمال أخرى منها مثلا برنامج "العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود وكذلك مسلسل "المال والبنون" الذى سنقدم منه فقرة قصيرة فى رمضان. وهل فكرة إحياء التراث تلك هى التى جعلتك تقرر تقديم برنامج "واحد من العيلة" فى رمضان؟ منذ أن توليت إدارة نغم إف إم قمت بوضع خطة لرمضان اسمها "رمضان يفكرنا" العام قبل الماضي كانت عن الشخصيات الفنية والإعلامية التى أثرت فينا فى رمضان منهم عمو فؤاد والشيخ الشعراوى وبوجى وطمطم، وهذا العام سنقدم رمضان بيفكرنا بالعيلة ولمتها بما فيها الجيران والأقارب، وهذه ستكون روح المحطة كلها فى رمضان، وجزء منه سيكون عن النجوم الذين أثروا فينا فى رمضان وسيكون برنامجاً لن تتعدى مدته 6 دقائق. لماذا يبدو للإذاعة سواء نغم إف إم أو غيرها بريق خاص فى رمضان؟ ليس الإذاعة فقط ولكن الإعلام كله يكون له بريق خاص فى رمضان ولكننا فى نغم إف إم تحديدا نحرص أن نقدم إعلاما متميزا طوال السنة ربما قد لا يكون ملموسا بنفس الدرجة التى يشعر بها الناس فى رمضان وذلك لأن المصريين لهم عادات وطقوس تجعلهم دائما يتجمعون على موائد السحور أو الإفطار فى رمضان ولاشك أن الراديو يكون من ثوابت تلك التجمعات .