ماحدث فى بورسعيد الأسبوع الماضى وما تلاه من أحاديث وتحليلات ومناظرات ومحاولة إلصاق التهم لأى طرف للتبرئة من المسئولية كان شيئا مثيرا ومستفزا أكثر من الحدث لأننا جميعا يجب أن نسأل أنفسنا : هل ماحدث شىء جديد ؟ أعتقد لا وإلا لم نقم بالثورة ثورة على الفساد بكل أشكاله ومنها إفساد التربية والأخلاق التى برعت حكومات النظام السابق فى تكريسه وتوريثه لجزء كبير من أبناء الشعب. ما حدث فى بورسعيد جعلنى أسترجع مشهدا منذ 02 عاما ، وأنا أذكر المدة للتأكيد على التربية والأخلاق التى فقدنا جزءا كبيرا منها منذ زمن ، أتذكر أثناء اجتماع لمجلس آباء فى مدرسة أبنائى سمعنا شجارا حادا بين المدرسين وأحد أولياء الأمور وكان صوت الأم يعلو بكلام لا يليق وتقول: أنا ابنى مايعملش كده أنا ابنى عارفاه كويس ومتربى. وللأسف الجميع أثبتوا أن ابنها ليس لديه تربية ولا أخلاق. نفس المشهد يتكرر مع كل حادث نقول المصريين مايعملوش كده احنا شعب حضارة وأصالة وشهامة، ورغم هذا رأينا وسمعنا حكايات لو اجتمع ملوك وأباطرة الشر فى العالم لا يفعلون ما حدث فى بورسعيد وغير بورسعيد من قبل الثورة مما كنا نقرأه فى الصحف من عمليات اغتصاب وخطف وآباء يقتلون أبناءهم وأبناء يقتلون آباءهم وتلاميذ وطلبة يعتدون على مدرسيهم بالضرب والشتائم والزواج العرفى وغيره من الطرق الأخرى التى انتشرت بين طلاب وطالبات الجامعة ومشاجرات المرور وصف وركن العربات وقتل الأخ لأخيه من أجل قيراط والبلطجة والبلطجية صنيعة عصر مبارك لحماية مصالحهم وتحقيق أهدافهم الشيطانية والبطالة المتعمدة التى كانت أم الداء لكل أمراض ضياع الأخلاق وإفسادها وانتشار المخدرات بشكل مقصود بين الشباب كما كان يفعل المستعمر فى الصين ليغيب الشعب عن وعيه وبعد كل ما حدث للشعب فترة مبارك من تدمير للذمم والأخلاق نقول : شعبنا لايفعل هذا. لا أيها السادة لابد من الاعتراف بأن جزءا كبيرا من الشعب تغيرت صفاته عبر سنوات حكم فاسد ولنبدأ بشعار لنا جميعا وهو الأخلاق والتربية هى الحل ونقيم تعليما حقيقيا وجيدا ونقضى على البطالة والعشوائيات ونفعل القوانين وهى الأهم، أرجوكم فلنبدأ بدلا من أن نبكى على اللبن المسكوب.