كتب - فلاديمير كارا-مورزا سياسى وصحفى روسى نقلا عن وورلد افيرز جورنال ترجمة- مى فهيم يرفض مناهضو الشيوعية دوما الخلط بين كلمة "روسي" و"سوفييتي"، فلكل منهما مدلول خاص، ويتذكر فلاديمير بيكوفيسكي- الذي قضي 12 عاما في السجن في الفترة ما بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بسبب ميوله للمعارضة السياسية- كيف كانت الصحف الغربية تكتب عن " القوات الروسية" التي تغزو أفغانستان وأن الأكاديمي السوفيتي أندريه سخاروف يعارض هذا الغزو فهذا النوع من الاستبدال بين كلمة "روسي"و"سوفييتي" ليس فقط يعبر عن التجاهل بل عن اهانة لذاكرة ملايين من الروس الذين لقوا حتفهم جراء إرهاب الدولة اللينيني الستاليني. وفي 25 أغسطس من عام 1968 قام ناتاليا جوربانيفيسكي واحد من بين سبعة منشقين بتنظيم مسيرة في الساحة الحمراء في وسط مدينة موسكو للإعراب عن احتجاجهم ضد الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا وكان جوربانيفيسكي يرغب في أن تكون روسيا هي أول دولة تعلن انفصالها عن الاتحاد السوفيتي. وكانت أول من أعلنت انفصالها عن الاتحاد السوفيتي هي ليتوانيا فنالت الاستقلال في 11 مارس عام 1990.. وتبعتها روسيا في 12 من يونيو وأعلنت سيادة الدولة.وعلي الرغم من أن هذه الخطوة لم تكتب النهاية لعضوية روسيا في الاتحاد السوفيتي فالإعلان عن سيادة الدولة جعل عضوية الاتحاد السوفيتي لروسيا عديمة الجدوي. فبدأ الإعلان عن الجنسية الروسية منفصلة عن السوفييتي، والتأكيد علي حق روسيا في إقامة علاقات دبلوماسية في الخارج، والشروع في العمل بالقوانين الروسية بالإضافة إلي تعليق العمل بأي تشريع سوفيتي يتعارض مع الدولة الروسية. وتوالي إعلان الدول انفصالها عن الاتحاد السوفيتي في الفترة ما بين عام 1990 و1991. واجتاحت المظاهرات شوارع موسكو وليننجراد للمطالبة بالمزيد من الديمقراطية في البلاد وأمام هذا الحشد لم يكن هناك سبيل للرجوع.وفي السادس من سبتمبر تم الاعتراف دوليا ب" لاتفيا وليتوانيا واستونيا".وفي الثامن من ديسمبر التقي القادة المنتخبون في روسيا وأوكرانيا وروسياالبيضاء لحل جمهوريات الاتحاد الاشتراكي السوفيتي رسميا .ومن جانب آخر، اعتبر يوم 12 يونيو عام 1992 بأنه عيد قومي لروسيا لقيام أول كونجرس روسي بإعلان دولة جديدة تتمتع بالسيادة. روسيا اليوم يحكمها مسئولو أمن سابقون لديهم الحنين إلي الماضي في عهد الاتحاد السوفيتي، فدائما ما يعبر فلاديمير بوتين عن أن حل الاتحاد السوفيتي هو أكبر كارثة جيو سياسية شهدها العالم في القرن العشرين.وتحتفل روسيا هذا الأسبوع بالذكري العشرين علي ما يعرف ب"يوم روسيا" وهو من أهم الأعياد الحكومية في البلاد فقبل نحو عشرين عاما قام المؤتمر الأول لنواب الشعب في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية بإعلان سيادة دولة روسيا مع الحفاظ علي كونها جزءا من الاتحاد السوفيتي وبعدها بنحو عام في مثل هذا اليوم تم انتخاب أول رئيس لروسيا. فلم يكن بوتين حريصا علي محو الماضي السوفيتي من أذهان الروس ونتيجة لذلك استعادة البلاد عددا من الرموز السوفيتية القديمة مثل النشيد الوطني السوفيتي ولن يشهد هذا العام المزيد من الاختلاف في الاحتفالات إلا بقدر من الخطب عن "الديمقراطية" من الرئيس الصوري الروسي ديميتري ميدفيديف. ويحتفل النشطاء الروس المؤيدون للديمقراطية في 12 من يونيو كل عام ويعتبرونه يوما خاصا بهم تتطلع فيه أنظارهم إلي تحقيق وعود الديمقراطية والحرية السياسة وسيادة القانون التي نص عليها إعلان عام 1990 .