كتب : فلاديمير كارا - ميرزا* مر الشهر الأول علي تولي سيرجي سوبيانين مهام منصبه رئيساً جديداً لبلدية موسكو فمن الصعب أن نطلق عليه اسم «عمدة» دون استخدام علامات التنصيص لفكرة أن أكبر مدينة في أوروبا بها عمدة بتصديق من مجلس النواب وهي فكرة تبدو مضحكة في القرن الحادي والعشرين ففي انتخابات افتراضية لمنصب العمدة علي الإنترنت والعالم الافتراضي نظمتها صحيفة كوميرسانت وموقع gazeta.ru احتل سوبيانين المركز السابع بنسبة 28% من بين الآخرين مثل المحامي البارز اليكسي نيفلاني وزعيم المعارضة بوريس نيمتسوف وعلي عكس كل الخيارات جاءت النتيجة التي تثير الدهشة لتعلن عن السيد سوبيانين محافظ مقاطعة تيومين السابق الذي أصبح من سكان العاصمة الروسية فقط منذ عام 2005 . وبات افتقار رئيس بلدية موسكو إلي فهم اقطاعيته الجديدة بشكل سريع أمراً واضحاً فأول تصرفاته الدعوة إلي إزالة الاكشاك من بينها المحلات الصغيرة وسلسلة مطاعم الوجبات السريعة من محطة مترو موسكو، وكانت النتيجة فقد قرابة 80000 شخص وظائفهم وانخفاضاً بمقدار 960 مليون دولار في ميزانية المدينة ناهيك عن حرمان ملايين من سكان موسكو من أماكن التسوق المناسبة وبعد موجة من احتجاجات العامة ورفع صغار رجال الأعمال دعاوي قضائية تراجع رئيس بلدية موسكو الجديد عن قراره أو لتحري الدقة ادعي أنه لم يصدر عنه هذا التصريح مطلقا. وبالمثل تحولت حملة سوبيانين لمواجهة الاختناقات المرورية «التي تعد مشكلة حقيقية وعاجلة لموسكو» إلي مهزلة فاقترح العمدة الجديد إزالة الأتوبيسات الكهربائية أو ما يسمي ب«ترولي باص» بل وإلغاء معابر المشاة متناسيا أن هناك بعض الأشخاص يستخدمون وسائل النقل العام بل وأحيانا يسيرون في الشوارع ففكرة سوبيانين لمنع الشاحنات من وسط المدينة قد تبدو فكرة جذابة ولكنه أخفق حيث إن هذه الشاحنات تمد مئات المحال التجارية والمطاعم في العاصمة فاستبدال حافلة كبيرة بالعديد من مركبات النقل الصغيرة من الصعوبة بمكان أن تنقذ موسكو من مشكلات الاختناقات المرورية. ولا يوجد ما يدعو للدهشة فيما سبق ذكره بالنظر إلي قانون السيد بوتن عام 2004 وفي هذا الصدد فسجل سوبيانين لا تشوبه شائبة فهو قام بالفعل باقتراح استبدال مئات المسئولين في المدينة بالمعينين من جانب حزب روسياالمتحدة الذي يتزعمه السيد بوتن بل ولم يكن من جانب سوبيانين إلا إرسال الشرطة لتفريق مسيرة الاحتجاجات في المدينة وتحت لواء النظام الحالي فعشرات الملايين من سكان موسكو ليس لديهم أي سبيل للتأثير في أفعال الرئيس التنفيذي الذي تم تعيينه ومن المؤكد أنه عندما يستعيد سكان موسكو الحق في اختيار «العمدة» لن يكون سوبيانين من أبرز المنافسين علي هذا المنصب. صحفي وسياسي روسي نقلا عن ورلد أفيرز جورنال ترجمة - مي فهيم