في ظل تكرار حوادث الاعتداء على الأطفال في بعض المدارس، أصبح تعزيز التواصل الفعال بين المدرسة وأولياء الأمور ضرورة ملحة لحماية أبنائنا وضمان سلامتهم. فالعلاقة بين الأسرة والمدرسة، علاقة تكاملية وتبادلية؛ حيث تُعتبر الأسرة أساس بناء مهارات الحياة للطالب، بينما تهتم المدرسة بتنشئته وتنمية قدراته ومهاراته. والسؤال هنا: كيف يمكن بناء جسور تواصل فعّالة بين المدرسة وولي الأمر لتعزيز الأمان المدرسي وتقليل المخاطر؟ يقول الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس وعضو اتحاد نقابة كتاب مصر، إن نجاح المتعلم يعتمد على شراكة حقيقية بين المدرسة والأسرة، وهو ما يعرف ب"التربية الوالدية"، وهو توجه حديث في التعليم يهدف إلى إشراك الآباء في تربية الأبناء وتحقيق أهداف المدرسة. وأوضح أن هذا التعاون يجعل الوالدين على علم كامل بأهداف العملية التعليمية، ويتحملان جزءًا من المسؤولية التعليمية بالتواصل اليومي مع المعلمين، ليكون المتعلم هو المستفيد الأكبر. وأضاف الدكتور شحاته أن هناك طرق متعددة للتواصل بين أولياء الأمور والمعلمين، أهمها: إعلام الآباء بالحضور والغياب صباح كل يوم. استخدام النشرات الدورية واجتماعات مجلس أولياء الأمور والمعلمين. اعتماد نظام اليوم المفتوح للقاء الآباء والمعلمين والمتعلمين أسبوعيًا لمناقشة أداء الطلاب. تغطية المدرسة بالكاميرات واستخدام تطبيقات خاصة لأولياء الأمور على الهاتف. التعاون مع الأخصائي النفسي والاجتماعي للطلاب الذين يواجهون مشكلات تعليمية. المتابعة اليومية من الآباء والتحدث مع الأبناء للتعرف على كل ما يحدث في الوقت الفعلي. وأكد الدكتور شحاته أن التعليم الحديث يعتمد على التعليم المدمج والمعكوس، حيث يتشارك المنزل والمدرسة في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ويقوم الطالب في المنزل بأعمال وتكليفات يتابعها ولي الأمر، بينما يتابعها المعلم أيضًا، مما يعزز المشاركة والتعاون الحقيقي بين الأسرة والمدرسة.