لا يقل عن 12 ألف مريض سنويا من جميع محافظات مصر يترددون علي معهد الأورام اضافة إلي المرضي الوافدين من الدول العربية فجأة أصبحوا في انتظار المجهول بعد أن أصبح المبني آيلاً للسقوط فقد أنشيء المبني القديم عام 9591 والمبني الجديد عام 9791، وبدأ الترميم في المبني القديم منذ بضع سنوات وحتي الآن فإن أعمال الصيانة مستمرة، ومعظم العاملين بالمعهد يؤكدون أن هذه الصيانة شكلية فقط في مبني يستحق الإزالة لضعف اعمدته رغم انفاق أموال طائلة في أعمال الترميم وصلت 60 مليون جنيه في 5 سنوات. قرار الترميم صدر من رئيس جامعة القاهرة بعد قرار اللجنة الهندسية المشكلة من الجامعة في محاولة يائسة لانقاذ المبني، فمن المسئول عن إهدار المال العام؟ وما هو مصير المرضي؟ النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود من جانبه أمر بالتحقيق في مخالفات المعهد وطلب تحريات مباحث الأموال العامة وتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات بشأن إجراءات إقامة المبني. بينما أصابت المرضي والمترددين علي المعهد القومي للأورام، حالة من الارتباك بعد سماع قرار الإزالة وإخلاء المبني من المرضي خلال ساعات. بهيجة إبراهيم 05 عاما من سوهاج ذهبت منذ بضعة أيام للكشف في المعهد إلا أن الموظفين رفضوا استقبالها وطلبوا منها الحضور في وقت آخر.. وعندما حضرت رفضوا استقبالها بحجة أن الكشف متوقف لأن المعهد به تجديدات لن تنتهي قبل شهرين.. وأن عليها اللجوء للمستشفيات ومراكز الأورام في محافظتها لحين انتهاء المعهد من التجديدات. عيادات خاصة وتقول صفية حمدون 64 عاما من الشرقية حضرت عدة مرات إلي المعهد أسبوعيا لتلقي العلاج الكيماوي أو فحص الحالة المرضية، وفي العيادة قالوا لها إن المعهد سيأخذ إجازة وأن من يرغب في المتابعة عليه أن يتابع مع الطبيب المعالج في عيادته الخاصة، حتي لا تسوء حالته ولم يعلنوا عن مدة الإجازة وتقول وهذا سيكلفني عبئاً زائدا في المصروفات فأقل كشف في عيادة أي طبيب لا يقل عن 001 جنيه، وتقول لو كان هناك مستشفي يمكن تلقي العلاج به في الشرقية ماحضرت إلي القاهرة للعلاج بالمعهد. وساد ذعر بين العاملين بالمعهد خاصة المؤقتين منهم، الذين ليست لهم أي حقوق قانونية في حالة الاستغناء عنهم، وتقول أمل علي بقسم الاشعة: أعمل بالمعهد منذ 4 سنوات لمدة 6 ساعات يوميا من 9 صباحا وحتي 3 مساء وفي حالة التأخير حتي ولو 01 دقائق يسجل اليوم غيابا ويقدر ب7 جنيهات لأن راتبي 002 جنيه، بعد أن كان 07 جنيها منذ عامين، وعلي الرغم من أننا مؤقتون إلا أن الراتب يخصم منه 04 جنيها كتأمينات وضرائب وهذا غير قانوني في العمالة مؤقتة.. نحن في القسم 5 موظفين معينين و10 مؤقتين ويحرموننا من الأجر الإضافي دون أن يجدو منا معارضة. وتؤكد ماجدة محمد 54 سنة أنها تعمل بالمعهد القومي منذ 51 عاما ولم تعين وبعد أن قضيت كثيرا من عمري في خدمة المرضي بالمعهد تقول: سأصبح في لحظة واحدة في الشارع ولن أجد عملا في مكان آخر في هذه السن المتقدمة، وتطالب ماجدة المسئولين بأن ينظروا للمؤقتين بعين الرأفة وألا يتم الاستغناء عنهم، متسائلة ماذا سيكون مصيرهم بعد ذلك، وطالب عدد من العاملين بالمساواة في الأجور والتعيين بينهم وبين زملائهم في مستشفي سرطان الأطفال 75375. المعهد سيقدم خدمته للمرضي حتي آخر مريض بوحدة زرع النخاع، هذا ما أكده الدكتور علاء حداد، رئيس وحدة زرع النخاع بالمعهد القومي للأورام، أما الحالات الجديدة فسيتم تحويلها إلي معهد ناصر وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة. وقال إن عمر وحدة زرع النخاع بالمعهد القومي لا تتعدي العام ونصف العام فقط، وقدرت أعداد المرضي المترددين علي المعهد سنويا ب12 ألف حالة، وأكد أن قرار الترميم نص علي أن تصل المدة ما بين عام ونصف العام وعامين ولكننا نأمل أن تصل المدة إلي عام واحد حرصا علي سلامة المرضي والعاملين. ورغم تسريح عدد من العمالة المؤقتة بالمعهد القومي للأورام الأيام الماضية حسب تأكيدات موظفي المعهد وبعض من تم تسريحهم إلا أن عميد المعهد الدكتور صلاح عبدالهادي نفي ذلك، مشددا علي أن المبني الجديد لن تتم إزالته ولكن صدر له قرار ترميم حسب رأي اللجنة الهندسية المشكلة بقرار من رئيس جامعة القاهرة في 01 يناير الجاري، وأضاف أن المعهد سيستمر في تقديم الخدمة العلاجية للمرضي في ضوء الامكانيات حتي يتم الانتهاء من الإخلاء الكلي، وأضاف: تم إخلاء الأدوار 3 و7 و8 من المبني حتي الآن أما قسم الأطفال فالإخلاء سيكون تدريجياً وتم حجز 7 أسرة في مستشفي طلبة أبوالريش لنقل مرضي الأطفال بها وسيتم نقل قسم الجراحة بالكامل لمستشفي التجمع الخامس الأحد المقبل في حالة التأكد من صلاحيته لنقل القسم.. وأكد أن الاخلاء في صالح المرضي والعاملين بالمعهد علي السواء حرصا علي حياتهم.. وعن بدء عمليات الترميم. وقال: إنه سيكون بعد كشف اللجنة الهندسية علي أساسات المبني، وأكد أنه لا استغناء عن العمالة بصفة عامة إلا في حالة طلبهم ذلك وسيتم نقل المرضي وطاقم التمريض والعاملين والوحدات بأجهزتها. تهالك ا لمبني مسئول سابق عن الدراسات في معهد الأورام رفض ذكر اسمه قال إن الإنشاءات الهندسية لمباني المعهد القومي للأورام وعياداته أنشئت بالمبني القديم عام 1959 والجديد منذ عام 1979 حيث تعاني المباني من التهالك الشديد وصدأ في الحديد وتآكل في الكتل الخرسانية به وانهيار متواصل في الأسقف. وأبدي استياءه من انفاق ما يزيد علي 60 مليون جنيه علي ترميمات المبني القديم في ال5 سنوات الاخيرة لأن المبنيين ليس لهما حل سوي الهدم والبناء مرة أخري. الدكتور حمدي السيد نقيب الاطباء ورئيس لجنة الصحة في مجلس الشعب.. طالب وزير الصحة بالوفاء بوعده الذي اطلقه منذ سنوات بأنه سيتم نقل المعهد الي مقر مستشفي السلام الدولي المعروف بهرمل الواقع علي الكورنيش، مطالبا الوزير بعدم الرجوع في الوعد والوفاء به من أجل المرضي خاصة أن المبني الحالي للمعهد يحتاج إلي الهدم وإعادة الإنشاء مرة أخري الأمر الذي يستغرق وقتا طويلاً متسائلا أين سيذهب مرضي الأورام الذين يتلقون العلاج في المعهد؟!