تأتي جمعة تصحيح المسار، نقطة فارقة في مسيرة الثورة المصرية، اللي خدت شومة علي دماغها، لحد ما فرفرت وقطعت النفس، وخدتها الاسعاف لحد قصر العيني، وركبولها خرطوم بوتاجاز بدل الأوكسجين، فبدأت تدخن ولا عربية البطاطا، بينما الناس كلها عيال ونسوان ورجاله مشغولين بمحاكمة الراجل اللي بطل يلعب في مناخيره، بعد الحاجة أم جمال ما لسعته علي إيده بمعلقة سخنة، وقالتله خليك راقد علي السرير، بدل ما حد من أهالي الضحايا ينشك عين، وأنت ريحك خفيف، وأول ما تدخل المحكمة اعمل نفسك نايم عشان ما تشوفش أمنا الغولة، خصوصا وقلبك ضعيف ورهيف ولا قلب حمامة، انشغلت الناس بالمعارك الدائرة داخل المحكمة، وجدع اللي يفقع عين أخوه، أو ينط في كرشه يكومه علي الأرض، والمعارك الدائرة خارج قاعة المحكمة، بين أهالي الضحايا وبين الهكسوس المدعومين بالخيالة والعجلات الحربية والقوات المحمولة جواً، وخرجت إحدي المناضلات، وقالتلك صلي علي النبي العدنان، مبارك من الأشراف، وكفايه أنه وافق يحكم مجموعة من الأنجاس والكفار، وأن الذين أطلقوا النار علي الشهداء، إيرانيون وفلسطينيون وقطريون، عشان المخلوع كان سالف منهم قرشين يعمل بيهم عمرة، ومش عاوز يدفعهم، ثم خرجت مناضلة أخري، وقالتلك.. حتي لو المخلوع هو الذي أصدر الأوامر بإطلاق النار علي المتظاهرين هايفضل برضه لابس تاج الجزيرة، ليه يا حاجة؟! قالتلك.. الخروج علي الحاكم عقوبته الإعدام في القانون؟! وما تعرفش قانون إيه ده؟! جايز تقصد قانون ملي الكاسات وسقاني، وياريت يا مناضلة.. كان المخلوع طخك رصاصة في عينك، والا المخبرين اللي الواحد فيهم يجر قطر لوحده، كانوا خدوك علي قصر النيل الشهير بقسم أمراض النسا والولادة السريعة، وساعتها بقي.. هانشوف مبارك هايبقي برضه الزعيم الأباصيري؟! ولا مرسي الزناتي؟! لذلك.. تأتي تلك الجمعة الحاسمة، لتحقيق المطالب التي لم تتحقق حتي الآن، بل إن هناك إصرارا غريبا علي تحدي إرادة الشعب المصري، والإبقاء علي نسبة العمال والفلاحين في الانتخابات، ومجلس الشوري الذي يذكرك بالراحل يونس شلبي في مدرسة المشاغبين، ثم حكاية ضم الدوائر الانتخابية، والتي ستفتح أبواب المجلسين لأتباع المخلوع، والذين سيعملون بهمة ونشاط، علي دفع ميكروباص الثورة باللي فيه، من فوق المحور، والجبله اللي هايخرج سليم هايشووا عليه دره،وفي الوقت الذي يحاكم فيه القتلة والسفاحون واللصوص، أمام محاكم مدنية، وفي قاعات مكيفة لأنهم لامؤاخذة قاطعين تذاكر درجة أولي، يحاكم المدنيون أمام المحاكم العسكرية، الأهم من ذلك.. أن الحاج عصام شرف والحاج عيسوي الله يرضي عليهما، قد عجزا حتي الآن عن تحقيق مطالب الثورة، وكأنهما راكبان حمار لا مؤاخذة يعني، ومزرجن ومش عاوز يطلع بيهم عشان الحمولة زايدة، والعساكر تزق فيه مافيش فايدة.. وفي الآخر.. زرجن ووقع الاثنان علي الأرض، وبرطع لوحده في الشارع. الحاج عصام شرف الذي خرج من الميدان، وأعلن أنه سوف يعود إليه إذا فشل في تحقيق مطالب الثورة لم يرجع حتي الآن رغم سقوطه المدوي ومن غير ملحق كمان، جايز الراجل لسه بيدور علي خيمة كويسة ورخيصة عشان يقعد فيها، أو جايز نزل الميدان، ولما شاف الأمن المركزي خاف لياخد شومة وجتته مش خالصة، فقالك أبقي أرجع في وقت تاني، واتنكر عشان ما حدش يعرفني، وياخدني مقلب حرامية علي خوانة، لقد أصدر الرجل الذي كان معتصما قراراً بتجريم الاعتصام، لا وإيه.. المعتصم اللي المخبرين ها يقفشوه، ها يدفع خمسين ألف جنيه؟! منين ياعم الحاج واحنا مش لاقيين ناكل، ولا أنت يعني عاوز تهزر معانا وها تبقي تقف قدام السيدة تلملنا الخمسين ألف، والا تشغلنا بيهم نغسلك المواعين ونسيقلك الشقة، وبعدين نطلع نخدم في القسم بذمتك مش مكسوف ياعم الحاج؟! ونصيحة لوجه الله.. ما تسيبك من رئاسة الوزراء دي، وتروح تقعد جنب الحاج حسني في التكييف، واهه تونسه وتاخد بحسه. والحاج عيسوي الذي مازال عاجزا حتي هذه اللحظة، عن تحقيق الأمن، بحجة أن الضباط مخاصمينه ومش عاوزين يكلموه، ومافيش عنده ياضنايا غير شوية مخبرين عدمانين، مش قادرين يصلبوا طولهم، والبلطجية مفتريين ومعاهم سلاح، وانتوا برضه ما يرضكوش أتبدهل وأنا في السن ده، طب الحل يا عم الحاج.. قالك.. إحنا بنتفاوض مع البلطجية، أننا نترك لهم طريقاً آمناً للخروج وكفي الله المؤمنين شر القتال، والبلطجي اللي هايسلم سلاحه.. هانديله مصاصة هدية، وفوقها طربة حشيش، وها نعمله اشتراك مجاني في المترو، عشان يقشط الزباين براحته، في نفس الوقت.. تقوم قوات الحاج عيسوي بضرب وسحل أهالي الضحايا، لأنهم جبلات وماعندهمش دم، وبيحرقوا صور المخلوع، ويشتموا العيال النضيفة اللي حاطه برفان من الغالي، وبيقولوا إنهم أبناء مبارك، وماتعرفش يا أخي مبارك خلفهم أمتي؟! ولا كان متجوز علي سوزان في السر، واحنا مش عارفين؟! ومازال الحاج عيسوي ينكر أن الداخلية فيها قناصة رغم تأكيدات كل الضباط، بأن جهاز أمن الدولة به فرقة قناصة، يعني الحاج عيسوي ما حدش قاله يا ضنايا وكأنه كان بيشتغل في وزارة الزراعة قسم المبيدات الحشرية، وخدوه من الدار للنار علي خوانة، لذلك.. كان لابد من وقفة لتصحيح المسار، بدل ما الثورة تدخل في لوري والا عامود نور، أو بدل ما تطلع علي الزراعي وتغرز في أي غيط.