الدراما المصرية الوحيدة، التي وصلت إلي العالمية، حيث تتابعها الدنيا كلها علي الهواء مباشرة، بشغف وانبهار ولهفة، لدرجة أن ولية ولدت وهي بتتفرج عليها، وبرضه متلقحة ومش عاوزة تقوم، وعمالة تصوت. اللي ما يشتري يتفرج يانسوان، هي محاكمة المخلوع وأسدين قصر النيل جمال وعلاء، ولو اشتركنا بها في مهرجان كان السينمائي، لحصلنا علي السعفة الذهبية والفضية والبرونزية في نفس واحد، وحصل المخلوع علي جائزة أجدع ممثل حتي لو ان اللي قدامه المخفي علي عينه آل باتشينو، وفاز الأخوين الحلوين بجائزة أجدع ممثل دور تاني رجال مناصفة، ولحصل حبيب العادلي علي شهادة تقدير خاصة، عن تجسيده الرائع لشخصية أحدب نوتردام، فهذه الدراما أروع وأعظم من ثلاثية الأب الروحي، علي الأقل الأب بتاعنا ما متش في الجزء الأول زي الخايب براندو، لكنه ما زال يعافر ويناكف في عزرائيل، لحد ما طفش وراح الصومال، بينما سيادته ما زال مصرا علي أن يلعب بطولة الأجزاء كلها، حتي لو وصلت للجزء العشرين. دراما مليئة بالاثارة والتشويق، وفي نفس الوقت.. لا تخلو من الفانتازيا والمسخرة، ولا مسخرة الزناتي مجاهد، اللي بلع الموبايل، تقولش زوره ده بلاعة لا مؤاخذة، والدكتور قاله.. ابعد عن أي محطة محمول، بالاضافة إلي الاكشن الجامد جدا، ولا الاكشن المضروب بتاع الامريكان، والذي يعتمد علي الخدع، فخارج القاعة. تدور المعارك الشرسة، ولا معارك فتوات عماد الدين زمان، بين فتوات المخلوع، الذين يعلنون أن العيال بتوع الثورة، كانوا مأجرين شوية بلطجية يطخوهم بالنار، عشان يلبسوا سيادته قضية، هو وعياله اللي العيبة عمرها ما طلعت من بقهم، وكان جمال بيضربنا بس بالجزمة، وإيه يعني.. طب ده حتي جزمته إيطالي يعني خسارة في جتتنا، وبعدين الحاج حسني عامله توكيل رسمي في الشهر العقاري، لإدارة العزبة الخصوصي، بالفلاحين الأوباش اللي فيها، وعلي رأي المثل .. اللي ملوش خير في ابنه .. ملوش خير في شعبه، وبين أهالي الضحايا الذين يطالبون بالقصاص، وياريت النهاردة قبل بكرة، ونفسهم ومني عينهم، يشفوهم لابسين البدلة الحمرا، والمساجين يعنون لهم.. ها هأ هأ سعيدة.. ياأبوبدلة جديدة. وداخل قاعة المحكمة.. تدور معركة أخري بين المحامين بتوع الضحايا، كل واحد فيهم عاوز يتكلم الأول وبالعافية، ولا حسن أبوالروس اللي قعد يغني في الفرح بصوت ولا صوت البهيمة الفطسانة، واللي مش عاجبه يفقعه روسية يكومه، لحد ما بوظ الفرح، كل محامي بيجري رهوان عشان يقف قدام ويتكلم، وبالمرة يبعت سلاماته لأهالي الحارة وأصحابه اللي قاعدين علي القهوة، والزباين اللي ما عندهمش دم، ولسه مادفعوش بقية الأتعاب، دراما حقيقية وعلي عينك ياتاجر، عشان محدش صايع يقولك دول دوبليرات جايين يسخنوا المحاكمة، بدل ما هي إيقاعها واقع، وما فيش أحداث تشد المشاهدين، وتجيب إعلانات، ولذلك .. كان قرار المستشار أحمد رفعت بعدم إذاعة الجلسات، قرارا صائبا، حتي لا تتحول قاعة المحكمة، إلي صندوق الدنيا، أو مثل حلبات المصارعة الرومانية القديمة، وجدع اللي يجيب كرش أخوه، أو يدبحه مثل الفراخ، وياخد تاج الجزيرة، فيقف وسط الحلبة وهو يغني .. خدت السلطانية.. افرحي يازكية. دراما مليئة أيضا بالمسخرة، فلأول مرة في التاريخ، نري أحد الضباط الأشاوس، بتاع طفي النور ياولية.. احنا بتوع الداخلية، وهو يؤدي التحية لمتهم بالقتل!! وكأنه يؤمن في داخله، بأن ما فعله العادلي عين العقل، وياريت كان خلص علي بقية العيال اللي في التحرير وخلصنا، بدل البهدلة اللي شايفينها دلوقتي، حيث تجرأ الأوغاد والأندال علي البهوات بتوع الداخلية، أو جايز بقي ده هايبقي شعار الداخلية الجديد. وتعظيم سلام للمجرم ده أحلي من نانسي عجرم. وقد تجسدت المسخرة بأعلي درجاتها في الجلسة الأخيرة، فعند وصول المخلوع.. شاهدنا علاء مبارك بيتمشي قدام قاعة المحكمة ولا أميتاب باتشان، لا معاه حرس، ولا في إيده كلابشات، هو مش متهم برضه ولا إحنا فاهمين غلط ياإخوانا؟! ثم قام علاء بمنع المصورين من التقاط الصور للمخلوع، بينما البوليس بيتفرج عليه؟! أو عندهم تعليمات من الراجل الطيب الحاج عيسوي، انهم يسيبوه يفك زنقة، وأخوكم ومزنوق .. ما يجراش حاجة يعني.. احنا في شهر كريم، والأهم.. أن السيد الرئيس المخلوع بوظ الراكور بتاع الفيلم، فالمفروض أن يكمل بقية المشاهد بنفس اللبس الأبيض، وظهر بروب أزرق عشان نفسيته لا مؤاخذة ما بتجيش علي الأبيض، لانه بيفكره بالكفن. ويبدو أن الثلاثة .. قد أفاقوا من صدمة المحاكمة الأولي، وعادوا إلي جبروتهم القديم، لدرجة أن ولا واحد فيهم قال أفندم، واكتفوا بكلمة موجود، جايز لأن الثورة لغت الألقاب من زمان، وفي نهاية الجلسة.. رفع جمال يده بعلامة النصر، جايز فاكر نفسه في ماتش للمنتخب ولا حاجة، والمنتخب جاب جون أو أن الحاجة أم جمال..