أسرة بسيطة، لم تطمح ذات يوم لاقتناء المنزل الفاره، أو المصوغات الذهبية، أو حتى المزيد من الأراضي، ولكنها استثمرت «شقا العمر»، فى تربية نجلتهم الوحيدة. لم يكن يتوقع الأبوان، أن الحلم الذى أنفقا لأجله الغالى والنفيس كى يراه بنيانًا واضحًا ملموس، منتظرين الشعور والإحساس بسعادة حصول ابنتهما على مؤهل جامعي، يؤهلها لاعتلاء منصب مرموق، وأن يراها عروسا بفستانها الأبيض، أن تصبح «فص ملح وادب» صباح يوم الاربعاء «20/3/2019»، استعدت «نرمين اشرف مطر، ابنة قرية تل بنى تميم بشبين القناطر»، كعادتها للذهاب إلى جامعتها «كلية البنات جامعة عين شمس»، قبلتها والدتها، وودعها والدها، ولم يكن يدريان بما يخبأه لهما القدر، وأنهما على موعد مع رحلة الألم والعذاب فى البحث عن نجلتهما المفقودة. انتظر الوالدان عودة ابنتهما الوحيدة فى موعدها المحدد، بعد أن أعدت الأم مائدة الطعام، وجهزت مراسم الاحتفال بعيد الأم مع ابنتها، فلم تعد، وطال الانتظار لعدة ساعات، مما اضطر جميع عائلة الطالبة الخروج للبحث عنها، حتى صباح اليوم التالي، فاتجهوا إلى جامعتها للسؤال عنها هناك، وكانت الكارثة أنها لم تأتِ، ولم تحضر اليوم الدراسى من الأساس، فسقطت الأم أرضًا مغشيًا عليها بعد انقطاع آخر أمل فى إيجاد ابنتها. هرعت أسرة الفتاة إلى مركز شرطة شبين القناطر، وعلى الفور حررت محضرًا يحمل رقم «2661»، ومازال البحث عنها جاريًا.