هذه القضية لا تتضمن جريمة واحدة، سطور أوراقها تحمل عدة جرائم بشعة؛ قتل وسرقة وهتك عرض وضرب وتهديد وترويع ، أسرة صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد, شهدوا فيلم رعب داخل منزله حيث تم قتل رب الأسرة وتم هتك عرض الزوجة وتم ضرب الابنة الصغيرة والتى شهدت تلك الأحداث دون رحمة بها أو بسنوات عمرها ، كل ذلك حدث لمجرد ان الأب فى تلك الأسرة تاجر صغير ويحمل بعض الأموال، التفاصيل مثيرة ترويها السطور التالية. فى أحد المنازل بحي امبابة ، يسكن الحاج عبد الله يعمل تاجرا "علافة " وهو متزوج من سيدة فى العقد الرابع من عمرها، شاء القدر أن ينعم عليهما المولى عز وجل بابنتهما آية 14 عاما وكانت هى الابنة الوحيدة لهما ، جميع سكان المنطقة كانوا يشهدون لهم بحسن الخلق والجيرة ، كان كل اول شهر الحاج عبد الله يذهب الى المحلات التى يتعامل تجاريا معها ويأخذ منهم حصيلة ما أشتروه منه من حبوب وأعلاف فهو كان تاجر جملة ، وفى اليوم التالى يذهب الى البنك لوضع تلك الأموال فى رصيده . كان الحاج عبد الله على هذا الحال منذ ان عمل بالتجارة لم يكن له خصومات مع أحد، لكن اهل الشر لم يتركوه فى حاله ففى نفس المنطقة التى يسكن بها كان هناك احد الاشخاص، ويدعى فرج حامد 20 سنه ولديه مجموعة من أصدقاء السوء وهم عصام فوزى سباك وايمن عبد الفتاح 36 ومحمد صفوت 19 سنه الجميع يعلمون عنهم إدمانهم للمواد المخدرة قرروا فى إحدى جلسات المزاج بعد ان نفذت منهم الأموال ان يقوموا بسرقة الحاج عبد الله . وخططوا لذلك اليوم وانتظروا اول الشهر حتى جمع الحاج عبد الله حصيلة بيع الحبوب وانتظروا حتى عاد الى بيته ، وبمجرد حلول الليل قرروا الهجوم وذلك بعد ان وصلت لهم معلومات ان زوجة الحاج عبد الله وابنته يبيتان ليلتهما عند والدتها ، وقام المتهمون الأربعة بارتداء أقنعة على وجوههم ودخلوا المنزل عن طريق أحد أسواره . وداخل المنزل قسموا أنفسهم وكان فى البداية هدفهم هو السرقة محاولين انجاز مهمتهم الشيطانية قبل استيقاظ الحاج عبد الله ، لكن المفاجأة اكتشافهم وجود الزوجة والابنة ، بحثوا فى اركان المنزل لم يجدوا شيئا ، فقرر زعيمهم ان يوقظوا من فى المنزل وتهديدهم حتى يبلغوهم عن مكان المال . وبالفعل أوقظ المتهمون الحاج عبد الله وزوجته وابنته الصغيرة ، حاولوا الصراخ لكنهم وبكل وحشية كتموا أنفاسهم قام كل واحد منهم بالإمساك بفرد من أفراد الأسرة وبدأوا ضربهم وهم يستجوبوهم عن مكان المال والمصوغات فى البداية اخذت الزوجة تنكر هى وزوجها فهذه اموال ابنتهما الصغيرة . وأمام اصرارهم على عدم الإفصاح عن مكان المال ، ليقوم افراد العصابة بضربهم وكانت الطامة الكبرى قيام أحد أفراد العصابة بتهديد الحاج عبد الله بأنه سيقوم باغتصاب زوجته أمامه وبدأ أحدهم بتمزيق ملابس الزوجه بعد ضربها بعصا على رأسها مما أدى الى سقوطها مغشيا عليها ، وأمام ذلك المشهد المأسوي قام الحاج عبدالله بإخبار المتهمين عن مكان المال والمصوغات الذهبية التى تمتلكها زوجته وابنته وسرق المتهمون 37 الف جنيه ومصوغات ذهبية . وقام أفراد العصابة بتقييد ايدي وتكميم أفواه الزوجه والابنة ووضع كل منهما فى غرفة منفردة وشاء القدر ان تكون الطفلة فى كامل وعيها ، واخذوا الحاج عبد الله الى صالة الشقة والتى كانت تطل عليها الغرفة المحبوس بها الابنة الصغيرة والتى شاهدت المتهمين جميعا من ثقب الباب ، واثناء وجود افراد العصابة مع والدها سقط قناع أحدهم واثناء ذلك تعرف عليه المجني عليه وبدأ يقول له : " انتم بتعملوا كده ليه .. ده انا كنت بعطف عليكم " وهنا قرر زعيمهم قتل الحاج عبد الله حتى لا يتعرف عليهم او يتسبب فى القبض عليهم وبدأوا فى تسديد الطعنات له وهو مكمم الفم ، سقط غارقا فى دمائه وفى تلك اللحظة وهم فى غفلة والطفلة الصغيرة تشاهد جريمتهم وتشاهد قتل ابيها قام اللصوص الاربعة بنزع الأقنعه عن وجوههم وشاهدتهم الفتاة جميعا، وبعدها فروا هاربين . فاقت الزوجة وحاولت فتح باب الغرفة لكنها لم تعرف استغاثت بالجيران وأخذت تصرخ حتى تجمع الجيران وقاموا بكسر باب المنزل ووجدوا الحاج عبد الله ملقى على الارض غارقا فى دمائه وقاموا بكسر باب غرفة الأم والابنة وإبلاغ الشرطة . وامام رجال الشرطة روت الام والابنة ماحدث لهما ليتم تحرير محضر بالواقعة وأدلت الفتاة الصغيرة بأوصاف المتهمين جميعا مؤكدة لرجال المباحث انها رأت كل شيء ، تم تشكيل فريق بحث تحت قيادة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة وتمكنوا من التوصل للمتهمين وبحوزتهم جزء من المبلغ المسروق والمصوغات قبل بيعها ، واعترفوا بارتكابهم الواقعة لتتم إحالتهم الى النيابة العامة وهناك تمت مواجهة بين المجنى عليهما والمتهمين حيث تعرفا عليهما فى طابور العرض لتتم إحالة المتهمين الى المحاكمة الجنائية العاجلة . وامام المستشار محمد عبد اللطيف وبعضوية كل من المستشارين خالد الشباسي وابراهيم عبد الخالق قررت هيئة المحكمة احالة اوراق المتهمين الى فضيلة المفتي وقالت المحكمة فى اسبابها ان مثل هؤلاء المتهمين وأمثالهم لابد ان يؤخذوا بأقصى قدر من الشدة نظرا لخطورتهم الإجرامية.