نقترب الآن من الاستحقاق الثانى فى خارطة الطريق وهو انتخابات الرئاسة، وتتميز الانتخابات القادمة بأننا نختار رئيسنا من بين شخصيات وطنية مصرية. وسنتطلع جميعنا بكيفية إدارة المستقبل، هذا المستقبل المحفوف بالمخاطر والتحديات وكيف سنواجهها فى ظل قيادة جديدة. وأعتقد أن السمات الوطنية يجب أن تنعكس على الحملات الانتخابية ومستواها الفنى والأخلاقى وفى النهاية نحن نعمل جميعا على إنقاذ هذا الوطن، بما يمكننا من القول بأن الأهداف قد اتفقت ولكن قد يختلف أسلوب التنفيذ. يجب ألا تكون هناك محاولات للنيل من الأشخاص أو ما يقال عنه بالاغتيال المعنوى. وأعتقد أن الشخصيات المرشحة للسباق الرئاسى قد تجاوزت حملاتهما، بمعنى أن الحملات قد تسىء أحيانا للمرشح خاصة إذا كانت هناك شخصيات غير مسئولة بها تحاول القفز على أكتاف المرشحين وتحميلهما بفواتير انتخابية تتطلب استحقاقات فيما بعد. منطق الأمور يقول إننا فى معركة انتخابية قد تكون محسومة لصالح مرشح بعينه، لكن فى الانتخابات لا تطمئن إلى النتائج إلا بعد انتهاء العملية الانتخابية. الانتخابات الرئاسية المصرية تجذب الجميع وتثير انتباه العالم الخارجى وقد لاحظت هذا خلال زيارتى الأخيرة لبروكسل عاصمة بلجيكا. والاتحاد الأوروبى. لذا فإن المعايير الدولية ضرورية من حيث مراعاة النزاهة والشفافية أيضا تأسيس الشرعية، حيث إن إقبال المصريين على هذه الانتخابات أمر ضرورى فى سبيل مستقبل التعامل مع العالم الخارجى الذى لا يزال ينظر للأمور فى مصر بمنطق مختلف عما يريده الغالبية العظمى من الشعب المصرى العظيم. سوف تكون أهم التحديات التى تواجه النظام الجديد فى مصر، الاهتمام بالمسار الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان وأتحدث هنا من وجهة نظر العالم الخارجى، والداخلى بالطبع. والتحديات الداخلية ستكون الأمن والطاقة والمياه وهى عناصر التنمية لأى مجتمع و سيكون التحدى العام الذى يواجهه هو احترام الدستور والقانون. نحن أمام فترة صعبة للغاية، تحديات داخلية وخارجية والأمر يتطلب وحدة الصف المصرى والعربى حتى نستطيع الخروج بالعالم العربى من نفق التحديات التى استهدفت مستقبله واستقراره. وأود أن أضيف هنا التحدى الاجتماعى الذى يشكل بعدا خطيرا يستهدف نسيج المجتمع المصرى وقدرته على التماسك. وما يحاوله البعض من غرس أفكار خاصة بصراع الأجيال وتضخيم الموضوع حتى يصور على أنه مشكلة اجتماعية تؤثر على السلام المجتمعى. مصر تدخل مرحلة جديدة صعبة تحتاج إلى رؤية وقيادة وشعب يريد أن يعمل، وهناك أنظار العالم بعضها متربص ويضمر شرا وبعضها يريد الاستقرار لهذا البلد. والأهم هو ما نريده نحن ويجب أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن.