اللعب ضد مصر تحديداً.. ودول الربيع العربى عموماً أصبح على المكشوف.. دون خجل أو وجل أو مواربة!! فهذه هى المعركة الأخيرة والحاسمة لقوى ومحاور الشر.. بل إنها مؤامرة كبرى تشارك فيها أطراف داخلية (للأسف الشديد) وأقليمية ودولية أيضاً. بعضها يريد إعاقة الثورة.. وجانب منها يسعى لفرملة نهضة أرض الكنانة.. وأخطرها من يريد تدميرها وهلاكها.. لا قدر الله.. وهو لم ولن يحدث.. لأنها محفوظة بأمره وعنايته.. وسوف تحيا أبد الدهر فى كنف الرحمن. وعندما نستعرض محاور الشر التى تشارك فى هذه المؤامرة الكبرى.. نكتشف أن إسرائيل والموساد وكافة أجهزتها تأتى على رأس هذه المحاور.. لأنها تدرك أن مصر قد تغيرت.. كما أن إسرائيل نفسها بدأت مرحلة تفككها وانهيارها.. وقد يكون ذلك قريباً وليس بعيداً. إسرائيل التى خسرت كنزها الاستراتيجى.. تريد استغلال أذنابه وذيوله فى مواجهة النظام الجديد الذى اختاره شعب مصر بحرية مطلقة لأول مرة على مدار التاريخ. ونحن لا نفصل بين زيارة أوباما الأخيرة والترتيب لهذه المعركة.. خاصة مع طرف ينتمى إلى أهم قضايانا: القضية الفلسطينية.. لذا انفتحت صنابير المعونات الأمريكية المجمدة.. وكذلك عوائد الضرائب والجمارك الأسرائيلية..انهمرت هذه الصنابير فجأة بمال غزير وغير متوقع.. يشير إلى صفقة فى الخفاء.. وترتيب إقليمى موجه ضد مصر فى جانب منه. وقد شهدت لقاء لأحد زعماء هذه القضية فى القاهرة «وللأسف الشديد».. كان الغمز واللمز والإشارة باليدين والعيون يعبر عما فى الصدور ضد مصر وقيادة مصر التى ترعى هذه القضية العربية الكبرى.. نعم شهدت هذا الرجل يغمز ويلمز ويؤشر بما يوحى إيحاءات غير لائقة.. فى حق دولة كبرى هى مصر. وهو لا يدرك قدر نفسه ولا أقدار الآخرين. المهم أننى أرى أن ما يحدث الآن هو جزء من مؤامرة كبرى تشارك فيها أطراف عديدة أبرزها إسرائيل التى تحرك عملاءها فى المحيط القريب والبعيد بالمال والضغوط والإغراءات.. وشتى الأساليب القذرة التى اعتادوا عليها. وأمريكا ليست بعيدة عن هذه اللعبة والمؤامرة الكبرى.. وليس أدل على ذلك من تحركات السفيرة الأمريكية ولقاءاتها المستمرة مع أطراف بعينها.. وتدخلها السافر والمرفوض فى الشأن المصرى ولست أدرى ماذا لو حدث العكس.. وذهب دبلوماسى مصرى وتدخل فى الشأن الأمريكى؟.. هل سيتركون الأمر يمر مرور الكرام؟ أم أنه سيتحول إلى قضية ومشكلة سياسية كبرى بين البلدين.. مثلما يحدث مع أطراف كثيرة اتهمتها الولاياتالمتحدة بالتدخل فى شئونها؟ الولاياتالمتحدة تدرك تماماً أن منطقة الشرق الأوسط قد بدأت مرحلة التغيير ولن تعود كما كانت.. كما أن نفوذها وثقلها بدأ يتراجع بشكل حاد وهى تريد لى ذراع الأحداث بما يتناسب مع مصالحها وأهدافها الاستراتيجية.. حتى لو تعاونت مع القوى الاسلامية البازغة.. كأمر واقع وضرورة لا مفر منها.. فالولاياتالمتحدة تدرك حجم ونفوذ هذه القوى الاسلامية فى المنطقة، والعالم الإسلامى بأسره.. فهذه هى إرادة شعوبها.. وهذا هو هواها.. وتلك هى هويتها الأسلامية الأصيلة. فلا مفر إذاً من التعامل والتعاون مع هذه الأنظمة.. ليس حباً لها.. ولكنها البراجماتية الأمريكيةالغربية. الأمر الثانى الذى تدركه واشنطن هو أن القوى الليبرالية التى تنتمى إليها.. والقوى اليسارية التى تلعب معها ليست لها قاعدة شعبية قوية.. بل إن تكرار الانتخابات والاستفتاءات يؤكد مدى تراجع هذه القوى التى يضخمها الاعلام.. نعم الاعلام الذى يصنع نجوماً من ورق.. ونموراً زائفة.. لا نراها إلا على شاشات الفضائيات.. لذا إنتفض هؤلاء لمجرد منعهم من الظهور على الفضائيات.. لأنها بالنسبة إليهم مسأله حياة أو موت.. فلا وجود لهم على أرض الواقع سوى مع قلة مخدوعة ومضللة.. والمؤامرة الكبرى التى تستهدف مصر تشارك فيها أجهزة المخابرات الغربية الكبرى التى لها جذور وقواعد قوية قامت ببنائها مع النظام البائد.. وللأسف الشديد مازالت تعمل وتعبث بأمن مصر.. وتحرك الأحداث فيها.. بالمال والاعلام وبعض الساسة المأجورين وأجهزة المخابرات الغربية تستعين ببعض الدبلوماسيين والاعلاميين والاقتصاديين الزائرين لمصر أو المقيمين فيها.. ويتخذون من تلك الأنشطة ستاراً لأعمالهم القذرة ضد مصر. ولو اتجهنا شرقاً لوجدنا بعض الدول التى تدعى أنها شقيقة تشارك فى المؤامرة.. بل تستضيف المعارضين لمصر، وتغدق عليهم بكل أشكال الدعم والرعاية.. بمن فيهم مرشح رئاسى سابق مطلوب القبض عليه من الانتربول الدولى، ولسنا ندرى لماذا هذا العداء من تلك الدولة تحديداً؟ هل هو حبهم لرموز النظام السابق البائد؟.. أم مصالحهم معه.. أم ارتباطهم بالدوائر المعادية لمصر.. إقليمياً ودولياً؟ ولتعلم تلك الدولة أن مصر التاريخ والحضارة أبقى من كل هؤلاء العابثين الذين لا يدركون أقدارهم وأحجامهم.. وللأمانه فإن هناك أطرافاً خليجية تتخذ موقفاً معتدلاً ومتوازناً، ومنها من يقف موقفاً مسانداً وداعماً لمصر وقضيتها وثورتها أيضاً، وهذه الأخيرة تعلم أنها تراهن على التاريخ والمستقبل الزاهر بمشيئة الله. والأخطر من ذلك كله..هذه الأطراف الداخلية لأرض الكنانة التى تشارك فى المؤامرة الكبرى.. ولا تدرك أن تلك القوى الاقليمية والدولية تتخذها وسيلة لتحقيق أغراضها.. وإذا كانت مشاركة فلول النظام البائد وبعض رجال أعماله فى هذه المؤامرة مبررة من منطلق إنتمائهم لذات التيار الفاسد.. فإن مشاركة بعض رموز وشخصيات الثورة المصرية فى هذه اللعبة القذرة مرفوضة بكل المقاييس.. بل إننا ندعو هؤلاء الشرفاء الثوار الأحرار لمراجعة مواقفهم والعدول عن دعم الفلول والعودة إلى طريق الثورة.. وحضن الوطن. *** وإذا كنا قد استعرضنا بعض محاور الشر.. فإن محاور التنمية التى تستطيع مصر التحرك فى إطارها والانطلاق من خلالها أقوى من محاور الشر.. مهما عظمت قوتها وعلا صوتها الفاسد.. ولعل أبرز محاور التنمية هو الانسان المصرى الأصيل.. هذا الانسان الواعى هو اساس التنمية وهدفها وهو الذى يدرك خفايا المؤامرة ويعلم أن مصير المشاركين فيها إلى زوال وهلاك لتبقى أرض الكنانة أبد الدهر بمشيئة الله. ومحور قناة السويس هو الضلع الثانى فى هذه المعادلة.. لكونه يرتبط بشكل غير مباشر بمحاور الشر.!! بعض هذه الأطراف ظنت أن إقامة محور قناة السويس سوف يُدمر اقتصادياتها..وإسرائيل أيضاً تدرك أن محور القناة سوف يصيبها بأضرار كبرى اقتصادية وسياسية وأمنية لذا فإن هذه الأطراف تحارب إنشاء محور القناة بكل الطرق.. ليس لأنه سيصيبها بالضرر فى نهاية المطاف.. ولكن لأنه سيرفع مكانة مصر ويعيدها إلى وضعها الطبيعى. ومحاور التنمية فى مصر عديده ومديدة.. ومنها محور الساحل الشمالى الذى يمكن أن يصنع نقله كبرى فى السياحة وزراعة القمح والحبوب.. بل أن هذا المحور يمكن أن يمتد إلى الصحراء الغربية التى ساهم الجيش فى تطهير مساحات شاسعة منها من الألغام، وإذا كانت القوى الغربية المتحاربة قد ساهمت فى هذا المشروع فهو واجب عليها وحق لنا.. رغم تقديرنا لجهدها. وهناك محور النيل الموازى فى الصحراء الغربية.. وقد سبق أن طرحنا هذه الفكرة قبل أسابيع قليلة. وحتى تكتمل محاور البناء.. فإننا نعتقد أن الوقت قد حان للانطلاق فى مشاريع التكامل مع السودان وليبيا الشقيقتين فهذا هو المحيط الحيوى والعمق الاستراتيجى لمصر، ونعتقد أن الظروف السياسية والشعبية والاعلامية مهيأة تماماً لتحقيق نقلة كبرى فى العلاقات مع السودان الشقيق، ولو حدث هذا فسوف نشهد بزوغ عملاق جديد.. ومارد هائل ينطلق من الخرطوموالقاهرة معاً. *** ويمكن لهذا المارد أن يوسع نطاق الحركة الاقليمية والدولية.. ليشمل تركيا والعراق وإيران والصين وروسيا والهند.. هذا هو النطاق الأوسع لمحاور التنمية التى يمكن أن ينطلق إليها التحرك المصرى الواعى المدروس.. والمهم أن نبدأ الخطوة الأولى، ولا نكترث بمحاور الشر الهاوية.. المتهاوية!