إنها «الجائزة الكبرى».. و«العدو الاستراتيجى» و«الشقيقة الكبرى» و«الصديق اللدود».. هذه بعض ألقاب يطلقونها على مصر.. كنانة الله فى أرضه! فمع احترامنا وتقديرنا لكل الأشقاء العرب، ولكل القوى الإقليمية.. فإن مصر تظل هى محورها وهدفا استراتيجيا لكل الصراعات والحروب.. وأيضاً لا يمكن أن يتم سلام أو استقرار بدون مصر.. رغم ما يعتريها من ضعف أو تعيشه من أزمات. نعم انطلقت شرارة الربيع العربى من تونس الشقيقة.. ولكن الانطلاقة الحقيقية كلها لهذه الثورات جاءت من مصر وبدأت تترك آثارها وتشّع أضواءها من أرض الكنانة.. وليس أدل على ذلك من أن أحداث التحرير الأخيرة خطفت الأضواء من كل الثورات.. بما فى ذلك اليمن وسوريا الدامية.. التى تدمى قلوبنا.ونظراً لأن مصر كانت على وشك الدخول فى طريق الديمقراطية الحقيقية.. تكاملت المؤامرة لإفشال هذه المسيرة.. من خلال إفساد العملية الانتخابية وتأجيلها.. تمهيداً لإلغائها، ثم السقوط فى بئر سحيقة من الأزمات والانقسامات.. لا يمكن لمصر أن تقوم منها.. لا قدر الله. هكذا كانوا يخططون قبل الانتخابات.. وسوف يستمرون فى مؤامراتهم أثناءها وبعدها.. فالهدف مازال هو خطف «الجائزة الكبرى».. مصر!! هذه المؤامرة شارك – ومازال يشارك فيها – إسرائيل وأمريكا ودول غربية أخرى.. والأخطر من ذلك دول عربية تدعى أنها شقيقة.. وتزعم أنها تدعم مصر علنا.. بينما تطعنها فى الظهر سراً! وعندما يتم ضبط العديد من الأجانب فى أنحاء مصر.. سواء كانوا إسرائيليين أو أمريكيين أو غيرهم.. فإن الأمر يكشف جانباً من أبعاد المؤامرة.. علماً بأن وسائل الضغط والتهديد الأخرى تشمل الاقتصاد والإعلام والدبلوماسية.. وبعض هذه الوسائل معروفة وواضحة.. وأغلبها يمارس وراء الكواليس. فإسرائيل تدرك أن سقوط نظام مبارك شكّل نقطة تحول استراتيجى فى تاريخها ومصيرها ومستقبلها، وربما كان ذلك بداية النهاية بالنسبة لها.. نعم سوف يطول الاحتضار.. وسوف يكون أشد ألماً ومرارة وعنفاً على أناس يعشقون الحياة (? ? ? چ چ چ) .. ولكن الحقيقة القاطعة أن زمن إسرائيل قد ولىَّ.. وعليها الاستعداد لهذه النهاية المحتومة، أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فتدرك – فى نفس السياق الاستراتيجى – أن مصر الثورة.. غير مصر مبارك، بل إن الشرق الأوسط لم ولن يعود.. كما كان قبل الثورات العربية، لذا فإنها تشارك فى إضعاف مصر.. حتى لا تستعيد مكانتها وقوتها.. وتشكل تهديداً لها.. ولحليفتها إسرائيل. وليس غريباً أن يكون هذا موقف الحليفين العقائديين والاستراتيجيين (أمريكا وإسرائيل).. ولكن الأغرب أن ينضم إليهما فى هذا الزمان العجيب أشقاء يدّعون العروبة ويدّعون أنهم يدعمون الثورات العربية.. أحد هؤلاء المسئولين يجلس فى الاجتماعات العربية مثل الطاووس.. منفوش الريش.. عريض المنكبين.. يدبر.. ويهدد.. ويتوعد.. وكأنه مدير عموم الثورات العربية.. يصدر القرارات.. ويوقع العقوبات.. بأمر من أسياده فى الغرب وإسرائيل.. ويلبسها ثوباً عربياً.. وهو فى الحقيقة غربى الهوى.. يهودى الهوية.. إنه زمن العجائب والغرائب والتناقضات الحادة! وللأسف الشديد يستخدم هؤلاء العرب الإعلام والقنوات الفضائية تحديدا لتنفيذ مخططاتهم.. ويتم توجيه كل قناة حسب سياسة من يمولها ويوجهها من وراء الكواليس. إحدى هذه القنوات المباشرة كانت تركز على الكوارث التى ستحدث إذا جرت الانتخابات.. وأن الأمن منهار.. وسوف يسقط العديد من القتلى والجرحى.. وسوف تشهد مصر أياماً دامية إذا جرت الانتخابات.. كانت كل أحاديثهم وأحاديث محاوريهم تركز على هذا المحور الشيطانى.. وأثناء أحداث التحرير الأخيرة أطل علينا شاب من هذه القناة بقلبه الأسود يقول لمحاوره: إذاً فالأمور لن تهدأ.. والأمر يتطلب تدخلاً دولياً وزاد هذا الشيطان الأصغر – لا فُض فوه – قائلاً: يبدو أن هناك انقسامات داخل الجيش! من الواضح من خلال سياق التغطية الإعلامية وتحليل مضمونها أن هناك من يرسم الخطط الشيطانية لهذه القنوات.. ويتم تحديد محاورها وانتقاء المحاورين وتوجيههم.. ولا مانع من شراء البعض.. فى زمن تكاد تضيع فيه الكلمة الشريفة والرأى الصادق.. والنصيحة المخلصة.. لذا فإن أصحاب هذه الوسائل الفضائية الشيطانية يريدون أن يحكموا ويتحكموا فى العالم العربى.. من خلال الإعلام وبواسطته.. يسقطون أنظمة ويأتون بأخرى.. حسب المخططات الغربية. ومع احترامنا وتقديرنا لأبنائنا فى التحرير – وأنا وأولادى منهم منذ البداية وحتى النهاية – لكن يجب أن يدركوا أبعاد هذا المخطط الشيطانى الرهيب فهؤلاء لا يريدون الاستقرار والهدوء ولا أى خير لمصر.. بل يريدون تدميرها، فيجب ألا نمنحهم الفرصة لتحقيق هدفهم المشئوم. بداية كان الهدف إفشال الانتخابات ومنع انعقادها فى موعدها.. حتى تنزلق مصر فى دوامة خطيرة لا تنتهى.. والهدف الثانى هو عدم تطور النموذج الديمقراطى المصرى.. حتى لا يكون قدوة لشعوبهم ويحثهم على الثورة.. أما الهدف الأهم والأخطر هو عدم استعادة مصر لدورها الإقليمى والدولى.. خاصة بعد بروز دور تركيا.. واحتمال امتلاك إيران للأسلحة النووية التى يمتلكون منها ما يكفى لتدمير العالم عشرات المرات.. وكأنها محرمة علينا.. وحلال لهم. ورغم كل ذلك فإن مصر بدأت أولى خطوات إفشال هذه المؤامرة.. فلا الإعلام الشيطانى.. ولا الإخوة الأعداء.. ولا أعداؤنا الاستراتيجيون قادرون على تمرير هذا المخطط.. لقد بدأ الشعب مع الجيش.. بمنتهى الوعى والجرأة والذكاء مسيرة الديمقراطية.. مهما اعتراها من تجاوزات وأخطاء غير مقصودة.. فقد بدأت.. وسوف تستمر.. وأولى سمات هذه المسيرة.. تحديد جدول زمنى واضح لنقل السلطة من المجلس العسكرى إلى الشعب.. ثم إجراء الانتخابات كاملة بمشيئة الله.. وكذلك تشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى برئاسة الجنزورى الذى يجب أن نعطيه الفرصة ونمنحه الوقت والظروف المناسبة لتحقيق أهدافه فى هذه المرحلة الأخطر من تاريخ مصر. نعم إنهم يريدون أن يحصلوا على «الجائزة الكبرى».. يريدون تدمير مصر والسيطرة عليها.. ولكننا نحن – بمشيئة الله – سوف نحصد هذه «الجائزة الكبرى».. فهى لنا.. ونحن الأجدر بها.. رغم كل تحالفات ومؤامرات الشياطين!