قبل مغادرته.. البابا تواضروس يُدشّن كنيسة أُنشئت بأمرٍ ملكي في عهد الملك فاروق قبل أكثر من 80 عامًا

دشَّن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، مذبح وأيقونات كنيسة الشهيد مارجرجس بمدينة أسيوط، بعد إعادة بنائها وتوسعتها بشكل كامل، لتُضاف إلى سلسلة الكنائس السبع التي دشنها قداسته خلال جولته الرعوية بمحافظة أسيوط.
ولدى وصوله إلى الكنيسة، أزاح قداسة البابا الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشينها، حيث استقبله الشعب بالألحان والورود في أجواء امتلأت بالفرح والترحيب، فيما شارك في صلوات التدشين والقداس الذي تلاها 18 من الآباء المطارنة والأساقفة.
من جانبه، عبّر نيافة الأنبا يوأنس عن سعادته البالغة وكل شعب أسيوط بزيارة قداسة البابا، معتبرًا أنها تحمل بركة روحية عميقة تتجاوز الطابع الاحتفالي، مشيرًا إلى إشادة محافظ أسيوط اللواء الدكتور هشام أبو النصر بالزيارة التي وصفها بأنها "رفعت اسم أسيوط في كل العالم"، كما تلا نيافته وثيقة تدشين الكنيسة التي وقع عليها قداسته والآباء المطارنة والأساقفة وكهنة الكنيسة.
وفي عظته عقب إنجيل القداس، استعاد قداسة البابا تاريخ الكنيسة، مشيرًا إلى أنها من الكنائس العريقة التي أسسها نيافة المتنيح الأنبا ميخائيل مطران أسيوط السابق، وأنها تحتفظ بمكانة خاصة بين كنائس الإيبارشية لما لها من جذور روحية عميقة.
وتقع كنيسة الشهيد مارجرجس بشارع يسري راغب بمنطقة شركة قلتة في مدينة أسيوط، ويعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من ثمانين عامًا، حيث تم شراء ثلاث قطع أرض متجاورة لبنائها عام 1945 بمساحة إجمالية تبلغ 1050 مترًا مربعًا، وصدر بشأنها الأمر الملكي رقم 30 لسنة 1947 في عهد الملك فاروق الأول بتاريخ 27 أبريل 1947 بإنشائها.
وتم حفر أساس الكنيسة في 26 أكتوبر 1947 بحضور الأنبا ميخائيل، ودُشنت رسميًا في 24 يوليو 1948، فيما أقيم أول قداس بها في اليوم التالي 25 يوليو 1948. ومع مرور السنوات أُقيمت بجوارها مبانٍ خدمية لخدمة أبناء المنطقة.
وتعرضت الكنيسة لأعمال تخريب في أحداث 14 أغسطس 2013، قبل أن يُتخذ قرارٌ في عام 2015 بهدمها وإعادة بنائها بالكامل على طابقين، حتى جاء اليوم الذي تُدشَّن فيه من جديد بيد قداسة البابا، في مشهدٍ أعاد إلى الأذهان تاريخًا حافلًا بالإيمان والصمود يمتد لأكثر من ثمانية عقود.