ماجرى خلال الأسبوع الماضى منذ بدء إعلان الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وماشاهدناه على شاشات الفضائيات بشأن أعداد ونوعيات ومستويات المتقدمين للترشح لمنصب «رئيس جمهورية مصر أكبر دولة فى الشرق الأوسط» والذين قارب عددهم الألف مرشح يعد إهانة بالغة لمصر وشعبها بعد أن تحول الأمر إلى مسرحية هزلية، وأنا لست ضد أن يترشح لهذا المنصب أى مواطن مهما كانت حرفته فكلهم مواطنون شرفاء لديهم مشاعر وطنية مخلصة ويريدون مزاولة حقهم الذى كفله لهم الدستور.. ولكن ألم يكن من الأجدى أن تضع اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المعاييرالحاكمة والمواصفات العلمية لكل من يريد الترشح من المواطنين لهذا المنصب الرفيع حتى نحفظ له كرامته وهيبته ومكانته اللائقة أمام الشعب. إن منصب رئيس الدولة فى كل دول العالم هو منصب عظيم وخاصة فى دولة مثل مصر يتطلب قدرات فائقة ومواصفات عالية وخبرة كبيرة فى مختلف المجالات وأن يكون له تاريخ معروف فى العمل السياسى وخدمة الجماهير وأن يكون شخصية محترمة موثوقاً بها وقويا وحازما حتى يقود البلاد إلى الأمام ويحقق الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية لكل المواطنين، وذلك من خلال التعامل والتعاون بحكمة مع كافة مؤسسات الدولة. ولقد أدهشنى بعض برامج التوك شو فى الفضائيات التى حرصت على تقديم نماذج المرشحين البسطاء بالاستهزاء والسخرية، وذلك بدلا من بحث الأمر بمزيد من الأهمية والجدية لتوضيح أبعاد هذا الموضوع المهم أمام الناخبين حتى يكونوا على بينة من أمرهم عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس مصر المرتقب ، وكنت أتمنى أن تتاح فرصة أطول للدعاية الانتخابية لتمكين المرشحين من عرض برامجهم الانتخابية بوضوح حتى يتمكن الناخب من اختيار البرنامج والمرشح الذى يراه قادرا على القيام بهذه المهمة الثقيلة خدمة للوطن والمواطنين وتحفيزهم على المشاركة بإيجابية فى هذه الانتخابات التى تعد أول انتخابات حرة لمنصب رئيس الجمهورية منذ إعلان النظام الجمهورى فى مصر. بلدنا أمام مرحلة مصيرية يتم خلالها وضع دستور يحدد خريطة الطريق لمصر خلال المرحلة القادمة وينبغى أن يكون الدستور توافقيا يشارك فى صياغته جميع أطياف المجتمع دون سيطرة لأى فصيل أو تيار سياسى.. كما أننا بصدد انتخاب رئيس جديد للبلاد من خلال انتخابات يجب أن تكون حرة ونزيهة وتمثل الإرادة الحقيقية لكافة أبناء هذا الوطن.