دعونا جميعا نلملم الجراح ونبدأ صفحة جديدة مشرقة، فالمجتمع المصرى بشبابه قوة فاعلة فى تشكيل المجتمع، ففى تاريخ الشعوب تواريخ فاصلة، فعندما قامت ثورة يوليو عام 1952 بقيادة الضباط الأحرار ألغت جميع الأحزاب، ولكن الأمر هذه المرة اختلف فمع شباب 25 يناير حدث لأول مرة أن اتخذت جماعة الإخوان والشباب مكانا للحوار على طاولة التفاوض لتشارك كل الأحزاب السياسية فى صياغة مستقبل مصر جديدة واستقرارها. ولنضع جميعا مصر فوق الجميع، لأن مصر نضحى لها بكل غال ونفيس ونضع فى الاعتبار أمن مصر القومى، لذلك يجب عدم تصعيد الأزمة ودفعها لمزيد من التعقيد لمصلحة قوة خفية تتربص بنا لنعبر معا هذه الأزمة برؤية شاملة متكاملة للتعامل مع كافة التحديات المختلفة التى تواجه مصر أهمها بعد الأمن القومى للبلاد وما يتبعه من مؤامرات داخلية وخارجية، وهذا لن يحدث دون استقرار للبلاد، أما الأمر الثانى أنه يجب علينا جميعا أن ندرك المخطط الخاص بتقسيم مصر إلى مجموعة دويلات صغيرة تتناحر مع بعضها البعض على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، لذلك قلنا إن يوم 25 يناير تاريخ فاصل فى حياة مصر والأمة العربية كلها، فكما احتذت ثورات التحرير فى بعض الدول العربية بثورة 23 يوليو، فأنا أتمنى أن تحتذى بنا كل الدول العربية فى تجربتنا الديمقراطية التى لم يسبقنا إليها أحد، لأن مصر بلد الحضارة منذ آلاف السنين ولنجعل من مصر دولة مثل الدول الغربية فى تجربتها الديمقراطية بوجود رئيس سابق لمصر، فشباب مصر الذى قام بثورة 25 يناير والذى حمى البلاد فى كل أحيائها من حرب العصابات التى كادت تعصف بالبلاد شاركوا بالفعل فى صناعة تاريخ مصر للألفية الثالثة، ولتكملوا مساركم الآن ولتظهروا للعالم أجمع أنكم على قدر المسئولية التى يتطلبها منكم الوطن الغالى، وليكن تغيرنا تغيرا مصريا فريدا لا تونسيا ولا عراقيا ولا إيرانيا وسيشهد علينا التاريخ بالفعل أننا شعب فريد وأصيل له حضارة تمتد لآلاف السنين لنصل بمصرنا الغالية إلى بر الأمان.