أسعار الكحك تأثرت ببورصة القمح اشتعلت أسعار الكعك والبيتي فور والغريبة على خلفية موجة الارتفاعات الحادة التي شهدتها أسعار الدقيق والقمح على مستوى العالم .
فلا أحد يتصور أن الأسعار ارتفعت بوتيرة متسارعة وأصبح كل يوم له سعر خاص, خاصة مع الاستعدادات لعمل الكعك وحلويات عيد الفطر المبارك.. يقول أحد التجار إن طن الدقيق زاد خلال أسبوع واحد من2000 إلي 3000 جنيه ليرتفع بذلك سعر جوال الدقيق العادي زنة 50 كيلو من 100 جنيهاً إلى ما يزيد على 150 جنيهاً . وربما أكثر في أنواع أخرى زاد فيها الطن من.2200 جنيه إلي2750 جنيها والدقيق الخمس نجوم وصل إلي ثلاثة آلاف جنيه . وإذا ما عدنا إلى الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة نجد أن هناك العديد من التقارير التي تؤشر بأن العالم على شفا تضخم اقتصادي زراعي agflation وإن ارتفاع القمح ليس إلاّ جزء من الأزمة التي تشمل ارتفاع أسعار مواد غذائية أخرى كالذرة وحبوب كثيرة .
بوش السبب
بوش هو السبب .. أنها ليست نظرية المؤامرة.. بل إن أحد الأسباب الرئيسية التي قادت أزمة زيادة أسعار القمح هي أحلام الرئيس الأمريكي جورج بوش بتقليل إدمان الولاياتالمتحدة لنفط الشرق الأوسط وإيجاد مصادر بديلة للنفط وذلك بتسخير المحاصيل الزراعية لتطوير الايثيانول (ethanol) وهو البديل الطبيعي للنفط .
بوش يحلم بالشفاء من إدمان النفط فتوسعت أمريكا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي واليابان في إنتاج الوقود الحيوي الذي يقصد به أنواع الزيوت القابلة للاحتراق المستخرجة من النباتات المزروعة أو الطبيعية بما فيها زيت الذرة أو بذرة القطن، أو المحضرة من معالجة المواد والعصائر الطبيعية خاصة الكحول المحضر من تخمير العصائر السكرية الطبيعية مثل قصب السكر .
وهكذا تحولت العديد من المزارع لتصبح منشآت لإنتاج الوقود الحيوي أو البيولوجي، ونتيجة لذلك وعلى الصعيد الداخلي قفزت أسعار المواد الغذائية بدرجات غير مسبوقة .
تحذيرات دولية
كانت عدة منظمات وهيئات دولية قد حذرت من التوسع في إنتاج الوقود الحيوي لما له من تبعات تهدد بحدوث زيادة في مشكلة نقص الغذاء في العالم، لأن توسيع المساحات المخصصة لإنتاج النباتات والحبوب لصنع الوقود البديل للنفط سيكون على حساب المحاصيل الغذائية، وما سيزيد الوضع سوءاً وتعقيداً هو الجفاف الذي جاء هذا العام ليؤجج حدة للأزمة .
جدير بالذكر، أن أحدث تقرير أصدرته اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بعنوان "حالة الأغذية وآفاق المحاصيل في العالم" قد دق ناقوس الخطر من أن الأسعار الدولية للقمح تدفع بزيادة الأسعار الداخلية للخبز وأغذية أساسية أخرى في البلدان النامية المستوردة مما أُثّر بشدة لاسيما على بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض وخلقت اضطرابات اجتماعية في كثير من البلدان .
كما انطلقت دعوات وتحذيرات حقوقية تنذر من أن هناك خطر كبير على حق الطعام بسبب تطوير الوقود الحيوي، وأن من سيدفع الثمن هم مئات الآلاف من الأشخاص الذين سيموتون جوعاً"، حيث يتوقع الخبراء أن يرتفع عدد الجوعى في العالم بأكثر من 150 مليون نسمة خلال السنوات العشر القادمة .
وهكذا تفاقمت أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق خاصة مادتي القمح والدقيق، وما زاد الأمر تعقيداً هو مشكلة الاحتكار من بعض التجار الذين وجدوا الفرصة سانحة لاستغلال موسم الطلب المتزايد على الدقيق والقمح برفع سعره .
وما كان رد الفعل الحكومي سوى أن طالب أحد المسئولين من المواطنين ضرورة مقاطعة كعك عيد الفطر أو تخفيض الكميات التي يقومون بشرائها لافتاً إلى أن الإيطاليين خفضوا استهلاكهم من المعكرونة رغم أنها تمثل الوجبة الأساسية لهم بعد ارتفاع الأسعار .
أزمة رغيف العيش !
ارتفاع غير مسبوق في أسعار القمح أزمة ارتفاع أسعار القمح لن تلقي فقط بظلالها الكثيفة على أسعار الكعك والبسكويت بل إنها تتخطى ذلك بكثير لتهدد بشكل أساسي من لا يحلمون سوى بلقمة الخبز، وهم كثر في بعض المناطق بجمهورية مصر العربية .
وفي هذا الشأن وحول أزمة رغيف الخبز في الشارع المصري أعرب الدكتور على المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي عن استيائه من مسألة بيع الدقيق المدعم وقال إن هذا يعد حرام شرعا ، مشيراً إلى تزايد ظاهرة تهريب الدقيق المدعم من الأفران وبيعه في السوق السوداء، خاصة خلال شهر رمضان، مطالبا المواطنين بسرعة التقدم بالبلاغات والشكاوي ضد مهربي الدقيق .
وقال إنه لا يجوز أن تدعم الحكومة رغيف الخبز ب13 مليار جنيه سنويا لإنتاج نحو 210 ملايين رغيف بشكل يومي، في الوقت الذي يقوم فيه أصحاب المخابز ببيع جزء كبير من حصصها في الدقيق المدعم في السوق السوداء، أو بيع الخبز لأصحاب المزارع لتتناوله المواشي والطيور» .
وعما أثير من قبل بشأن دراسة الأزهر إصدار فتوى بتحريم تقديم الخبز المدعم للطيور والحيوانات في المنازل مؤكداً أنه لا يملك عصا موسي للقضاء علي مافيا تهريب الدقيق، ولكن ما يمكن فعله هو تشديد الرقابة علي المخابز .