«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاقات الإخوان بالأمريكان .. الحلف الذى سقط (13)
نشر في محيط يوم 28 - 08 - 2013

يخطئ من يعتقد أن علاقات الإخوان بالأمريكان بدأت بعد 30/6/2013 حين قامت الموجة الثانية للثورة المصرية ، ثورة 25 يناير ، وأطاحت بحكم الإخوان ، فتقدم أوباما وماكين وجون كيرى وبيرنز وآخرين بالزيارات والضغوط المتتالية على الإدارة المصرية الجديدة ، ولكنها بدأت قبل ذلك بسنوات طوال ، بدأت منذ الأربعينات وازدادت أيام عبد الناصر وقويت فى عهد السادات ومبارك .
* يحدثنا التاريخ أن علاقات الإخوان بالأمريكان لم تبدأ فى 2011 و2012 حين زار مكتب الإرشاد على مدار العامين حوالى 12 من كبار رجال المخابرات والساسة الأمريكان وفى مقدمتهم آن باترسون سفيرة أمريكا فى مصر أو وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية (فى زيارته لمقر حزب الحرية والعدالة وكانت فى 10/1/2012) وكان فى استقباله وقتها (الكتاتنى وعصام العريان) لقد كانت العلاقات أقدم وأعقد من ذلك ، وكان ولايزال التنظيم الدولى للإخوان المسلمين دوراً مهماً فى ترسيخ هذه العلاقات وفى إشعال النار فى مصر مؤخراً وفى تحريك حكام الغرب ضد الجيش والشرطة المصرية ، ورغم ذلك كانت هذه العلاقات مع واشنطن فى محصلتها النهائية ذات نتائج سيئة على الإخوان قبل الأمريكان الذين زادت كراهية الشعب المصرى لهم بعد علمه بتلك العلاقات الغامضة .
* لقد كانت الأحداث الدامية المتتالية بعد 30/6/2013 ، والتى مثلت أكبر صدام تاريخى مسلح بين جماعة الإخوان ومن حالفها من تيارات الإسلام التكفيرى ؛ ضد (الدولة) ممثلة فى جيشها وشرطتها ، و(الشعب) ممثلاً فى أغلب قواه الوطنية وجمهوره الواسع ، مثلت تلك الأحداث لحظة تاريخية فارقة فى قراءة ومتابعة العلاقات السرية بين واشنطن والإخوان ومثلت أعلى نموذج فى الضغوط والتدخل السافر فى شئون مصر ، وكان الدور الأبرز والأخطر فيها هو دور السيناتور جون ماكين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى والمعروف بأنه رجل إسرائيل فى واشنطن نتيجة انحيازه الأعمى والتاريخى ضد الفلسطينيين والعرب ، ودفاعه المستميت عن الكيان الصهيونى ، وهو الذى كان يدعو إلى إحراق وهدم الكعبة المشرفة دفاعاً عن إسرائيل (ترى لماذا لم يتذكر الإخوان ذلك؟) ، لقد فضح ماكين وآن باترسون ووليم بيرنز ومن قبلهما هيلارى كلينتون وجون كيرى ، العلاقات الخاصة والقوية التى ربطتهم بإخوان مصر ، وكانت زيارتهم المتكررة للبلاد بعد 30/6/2013 لإنقاذ الإخوان من المصير البائس الذى آلت إليه جماعتهم فى مواجهة الشعب والجيش ، أكبر مثال على عمق وقوة العلاقات بين الإخوان والولايات المتحدة ؛ ومثل الهجوم الرسمى الأمريكى والتهديد بقطع المعونات (وياليتهم فعلوا فتلك المعونات تخدم واشنطن سياسياً واقتصادياً منذ 35 عاماً وحتى اليوم بشهادة الخبراء المتخصصين أكثر مما خدمت مصر !!) والتهديد الذى نفذ بإيقاف مناورات النجم الساطع وهذا لو يعلم الأمريكى ؛ كان فعلاً إيجابياً لصالح الجيش المصرى الذى كانت تتم عملية اختراقه وتوظيفه من خلال المناورات لصالح الاستراتيجية والضغوط الأمريكية فى العدوان على المنطقة (من أفغانستان إلى العراق وسوريا) .
إن هذه التدخلات والضغوط منذ 30 يونيو 2013 كشفت الأسرار وفضحت التاريخ ، ولكن دعونا نتأمل ونتابع ونعيد قراءة التاريخ السرى (والعلنى) لعلاقات الإخوان بالأمريكان .. فماذا عنها ؟ .***هل ساعدت واشنطن محمد مرسى ب 50 مليون دولار ؟!
يحدثنا التاريخ إنه عقب انتهاء مراسم تنصيب محمد مرسي رئيسا منتخبا لمصر، فجر عضو الكونجرس الأمريكي فرانك وولف قنبلة من العيار الثقيل، حيث تقدم بمذكرة قانونية للكونجرس الأمريكي يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في المستندات المنسوبة إليهما من جهات أمنية أمريكية تفيد دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين ب50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الإعادة لصالح محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، وقال وولف الذي يعتبر واحدا من أشهر أعضاء الكونجرس عن ولاية فرجينيا إنه يمتلك الأدلة والمستندات التي تكشف كيف تلاعب أوباما وكلينتون بأموال الشعب الأمريكي لتصعيد مرشح جماعة الإخوان في مصر، وأن البيت الأبيض قرر التضحية بمصالح الشعب الأمريكي مقابل إقامة جسور من العلاقات مع الإخوان وبعض الجماعات الإسلامية في مصر، مؤكدا أن أمريكا وافقت علي مساندة جماعة الإخوان بعد تعهدات شاملة من تلك الجماعة بالحفاظ علي المعاهدات الدولية خاصة اتفاقية كامب ديفيد، ومعاهدة السلام مع إسرائيل ، تزامنت تصريحات فرانك وولف مع العديد من الزيارات التي قام بها أعضاء في حزب الحرية والعدالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك التصريحات التي أدلى بها مجموعة من قيادات الجماعة في حينها، وعلى رأسهم خيرت الشاطر الذي قال ل"الواشنطن تايمز": إن الجماعة ملتزمة تماما بالاتفاقيات الدولية، وإن حماية أمن إسرائيل جزء من تلك الالتزامات، ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريرا في صدر صفحتها الأولي قالت فيه إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتحالف مع الولايات المتحدة، مقابل التزامها الشامل بمعاهدة "كامب يفيد" وحماية أمن إسرائيل، مقابل الدعم الأمريكي، ووصول مرشحهم إلي الحكم.
* وعلى ذات المستوى نقرأ التصريحات الإخوانية التالية :
- صرَّح محمد غانم القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بأنّه من الخطأ الحديث عن ضرورة أن تُبادِر مصر بقطع علاقتها مع إسرائيل عقب نجاح الثورة.
وأكّد غانم في تصريحات لشبكة "برس تي في" على عدم صِحّة الأصوات المطالبة بإنهاء علاقات مصر مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه الخطوة ستعود بمصر إلى الوراء كما كان الوضع من قبل.
- ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن إسرائيل وأنصارها فى أمريكا يشعرون بالقلق عقب إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات محدودة بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر ، ويذكر أنه قد تم لقاء سابق في عام 2007 علي مستوي الوفود البرلمانيه بين الاخوان المسلمين والولايات المتحده الامريكيه وقد تم هذا بعلم فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق .
***
شهادة فرنسية على علاقات الإخوان بال C.I.Aومنذ أيام قليلة ذكر الموقع البحثي الفرنسي "ميديا بارت" في مقال له أنه لا يخفي على أحد أن الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في مصر منذ عام، على علاقة وثيقة مع الاستخبارات الأمريكية والسلطات الأمريكية.
وأشار إلى أن العلاقة وصلت لدرجة أن الولايات المتحدة تصف ثورة 30 يونيو التي وقعت خلال الأيام الماضية بانقلاب عسكري، مضيفًا أنه حتى في حرب القوى الغربية على النظام السوري وبشار الأسد، نجد الإخوان المسلمين المصريين في طليعة هذا الهجوم الاستعماري الغربي على سوريا مما يؤكد عمالتهم المباشرة لواشنطن والغرب .وأوضح نقلًا عن صحيفة "لو بوا" الفرنسية أن الولايات المتحدة منذ ستينات القرن الماضي تمول الإخوان المسلمين، فقد خصصت لهم صناديق بنكية تحت عنوان "اي 4320" باسم سعيد رمضان- صهر حسن البنا- الذي طرده عبد الناصر من مصر بسبب اكتشاف تجسسه لصالح الأمريكان في عام 1959، ففر إلى سويسرا.
ووفق وثيقة سرية للمخابرات السويسرية بتاريخ 5 يوليو1967 تشير إلى أن سعيد رمضان كان عميل للإنجليز والأمريكان،كما أنه كان يحظى بالترحيب من قبل الاستخبارات السويسرية.وأضافت "لو بوا" نقلًا عن كتاب ألفه الصحفي الأمريكي "لان جونسون" أنه خلال الحرب العالمية عملت المانيا على التنسيق مع التيارات الشيوعية في البلدان المسلمة، غير أن الولايات المتحدة عملت بعد ذلك على التعاون مع الإخوان المسلمين للتصدي لهذه التيارات.
وفي يوليو 1953 استدعت الولايات المتحدة وفد يضم مسلمين بينهم سعيد رمضان.كما نشر موقع "أمه" الممثل للجالية الإسلامية في فرنسا في مقال له باسم "دور الحشد الذي لعبه سعيد رمضان" في 28 أكتوبر الماضي، نشر صورة للرئيس الأمريكي ايزنهاور وسعيد رمضان على يمينه.
وأضاف "ميديا بارت" أن الإخوان المسلمين أسسوا في عام 1988 بنك " التقوى " في جزر البهاما المجاورة للولايات المتحدة، وهذا البنك يموله في الأساس الاستخبارات الأمريكية، حسب الموقع حيث كان أهم أعضائه رجل الأعمال المصري الإيطالي يوسف ندا.
ومن جهة أخرى، يوضح "ميديا بارت" أن الاجتماعات السرية والمتكررة لمسئولين من الإخوان المسلمين مع شخصيات أمريكية منذ الثورة المصرية في 2011 خلقت شكوك عديدة لدى الجيش المصري، بل وجعلته يفكر بأن هناك مساومات بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية لصالح الأمريكان بعد أن أوصلوهم للحكم.
ويلفت الموقع إلى أن تكرار الاجتماعات السرية وسماح الإخوان للأمريكيين المدانين أمام المحاكم المصرية بالعودة إلى بلادهم، ووضع الإخوان غزة تحت الحصار عن طريق قيامها بهدم الأنفاق، وإعلان الإخوان احترامهم الديني لمعاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل- على الرغم من معارضتهم ذلك أثناء عهد السادات ومبارك (انظر للتناقض الفج والتوظيف الأكثر فجاجة للدين !!) والوقوف إلى جانب المعارضة السورية العميلة للمخابرات الغربية والتي تسلحها قطر وأمريكا، زاد من الشك لدى الجيش بأن هناك اتفاق أمريكي – إخواني لتدمير الجيش والدولة فى مصر لذلك سارعت واشنطن لدعمهم وبقوة بعد 30 يونيو ووصف ما جرى بأنه انقلاب عسكرى !! .
***
اتفاق غزة ودور الإخوان فى خدمة إسرائيلتاريخ العلاقات الإخوانية - الأمريكية يقول لنا أيضاً أن الإخوان نجحوا فى أول اختبار لهم من قبل إسرائيل في عدوان غزة الأخير (14/11/2012) ، فبدلا من قطع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مصر وإسرائيل، وإيقاف كل أشكل التطبيع على أرض مصر، وإلغاء "كامب ديفيد" واتفاقيات الغاز والكويز ، رأينا الجماعة تقوم بأعمال استعراضية إعلامية، كذهاب رئيس الوزراء المصري إلى غزة أو سحب السفير المصري من "تل أبيب"، وإذا نظرنا إلى التطبيق على الأرض سنرى أن الإخوان استطاعوا بالفعل إخضاع قطاع غزة للإرادة الأمريكية، فقد أوقفوا صواريخ المقاومة، رغم خسارتها الكبيرة في استشهاد القيادي الكبير أحمد الجعبري في وقت قياسي، وخرجوا من لقاءاتهم السرية بعد التفاوض بين غزة وإسرائيل باتفاق هزيل يمثل هزيمة سياسية للمقاومة رغم انتصارها على الأرض وكان ذلك برعاية إخوانية وبعد هذا الاتفاق الهزيمة قام الرئيس الإخوانى بهدم وإغلاق قرابة المائة من أنفاق غزة، والموافقة على نشر كاميرات مراقبة إسرائيلية في سيناء، بحجة مكافحة الإرهاب، وذلك لخنق المقاومة في غزة وترويضها، لقد نجح الإخوان إذن وبشكل باهر في تنفيذ اتفاقيتهم مع الولايات المتحدة والحفاظ على السلام مع إسرائيل، ومحاولة إخضاع الحركات الإسلامية المقاومة للإرادة الامريكية، وقام الإخوان أيضا بدورهم ضمن اتفاقهم مع الولايات المتحدة لاستلام الحكم في البلدان العربية، حيث لعبوا دورا بارزا في نشرا الفتنة داخل سوريا، وجرها لحرب أهلية لتدمير كل مقومات الدولة السورية وأسسوا لمجموعة عملاء قطر والC.I.A من السوريين مقراً لهم فى القاهرة اسمه مقر الائتلاف السورى ، وهو الذى يقف الآن خلف تجنيد الشباب السورى فى اعتصامات الإخوان وضرب مقرات الشرطة ونستغرب كيف لايزال يعمل فى مصر أمام أنظار الجيش والحكام الجدد ، بل وقاموا بإعلان الجهاد فى سوريا بدلاً من فلسطين خدمة لواشنطن وتل أبيب وعملائها من المعارضة السورية ، وقاموا – أى الإخوان إبان حكم مصر – بطرد السفير السورى من مصر بدلاً من طرد السفير الإسرائيلى فهل هذا هو الإسلام والوطنية ؟ .
إن الاتصالات بين الأمريكان والإخوان لم تنقطع منذ فترة طويلة، لكن هذه الاتصالات تكثفت بالتحديد في عام 2004 بعد المقولة الشهيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس "الفوضى الخلاقة"، حيث كان الأمريكان وقتها لديهم تصور بأن الإرهاب الذي حدث، سواء في 11 سبتمبر بالولايات المتحدة أو مدريد أو لندن، منبعه مساندة أمريكا لأنظمة ديكتاتورية تحول دون وصول الإسلاميين للحكم، وفي نفس الوقت كانت هناك أصوات داخل الولايات المتحدة تنادي بوصول الإسلاميين للسلطة بشرط إزالة المناطق الرمادية، ومنها الموقف من المرأة والأخر "الأقباط" والديمقراطية والغرب بصفة عامة، وكانت هذه الرؤية تؤكد أن وصول الإسلاميين للسلطة سيحول الشباب الإسلامي عن التنظيمات العنيفة مثل تنظيم القاعدة إلى هذه التنظيمات الإسلامية المعتدلة، وبعدها لن تكون هناك مشكلة من وصول الإسلاميين للسلطة، وخاصة الإخوان، وهذا يفسر خروج الإخوان بمظاهرات ضد نظام مبارك وصل عددها 50 ألف، وقد شجعهم على ذلك الدعم والمساندة الأمريكية، كما يفسر انضمام الإخوان ل"كفاية" والجمعية المصرية للتغيير ود. محمد البرادعي، والمتابع للشأن السياسي المصري منذ 10 سنوات يعلم أن الإخوان كانوا يعدون أنفسهم للحظة يصبحون فيها الورثة الشرعيين لحكم مبارك، وأمريكا كانت تعلم هذا، وفى الوقت الذي كانت تقوم فيه بمساندة نظام مبارك كانت تقوم أيضا بفتح قنوات اتصال مع الإخوان، حتى تستطيع أن تكسب ود جميع الأطراف، والحقيقة أن هذه الاتصالات ظلت بشكل سري حتى قبل الثورة بفترة قصيرة، حيث عقد اجتماع في اسطنبول حضره مسئول من إخوان مصر وأخر من إخوان تونس، واتفقوا على أنه عندما تبدأ الثورة في مصر لا يظهروا في الصورة في البداية، وعندما تحتاج الثورة لزخم يدخل الإخوان، لذلك كانت مشاركتهم الفعلية يوم 28 يناير، بعد أن سحب الأمريكان دعمهم لنظام مبارك، وبدأت الأمور تسير في هذا الاتجاه، وبعد نجاح الثورة بدأت الاتصالات تتكثف بين الأمريكان والإخوان، ثم تكثفت بشكل أكبر عقب تقدم الإخوان في الانتخابات البرلمانية، وهو ما تطلب زيارة مسئول أمريكي كبير في الكونجرس بحجم جون كيري (وهو الآن وزير الخارجية) لمقر الإخوان ، باعتبار أن هذا حزب سيحكم مصر في المستقبل وهو ما كان وفقاً للتخطيط الأمريكى الدقيق!! والذى ساعد فى إنجاحه سذاجة وضعف القوى الوطنية المصرية الأخرى .
***
هيلارى كلينتون تؤكد غرام واشنطن والإخوان !ورغم تسابق قيادات الإخوان لنفي الاتصالات السرية في السابق، إلا أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الخاصة باستئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين - في حينها - أكدت كذب هؤلاء القادة، خاصة أنها جاءت هذه المرة على لسان أرفع مسئول رسمي في الحكومة الأمريكية. حيث جاء في الخبر الذى طيرته وكالات الأنباء من واشنطن ، وفقاً للمنشور في الأهرام (1/7/2011) في الصفحة الأولى ، ما يلى نصاً : [قالت كلينتون - خلال مؤتمر صحفى فى بودابست - إنه نظرا لتغير المشهد السياسى فى مصر؛ فمن مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع كل الأطراف السلمية الملتزمة بنبذ العنف، التى تعتزم التنافس فى انتخابات البرلمان والرئاسة.
وأضافت أن بلادها تواصل التأكيد على أهمية المبادئ الديمقراطية ودعمها، خاصة الالتزام بنبذ العنف، واحترام حقوق الأقليات، وإشراك المرأة بشكل كامل فى أى (نظام) ديمقراطي.
وتأتى تصريحات كلينتون بعد أن أعلن مسئول أمريكى رفيع المستوى - رفض الإفصاح عن اسمه فى وقت سابق - أن الولايات المتحدة قررت استئناف الاتصال الرسمى بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، قائلا: إن الخريطة السياسية فى مصر تتغير، وسيكون فى مصلحة الولايات المتحدة التواصل مع كل الأحزاب المتنافسة فى السباق الانتخابي، سواء البرلمانى أو الرئاسي.
وأشار المراقبون إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم هذه المرة أن يكون الحوار مع الجماعة على جميع المستويات حتى الكوادر الصغيرة، وليس القيادات فقط. وأضافوا أن واشنطن كانت تتحاور مع قيادات فى جماعة الإخوان فى السابق، إلا أنهم كانوا أعضاء فى البرلمان، وتعد هذه هى المرة الأولى التى تعلن التحاور مع الجماعة بمختلف مستوياتها.
وفى غضون ذلك، صرح محمد سعد الكتاتنى المتحدث الرسمى (وقتها) باسم جماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة ترحب بأى اتصالات رسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا من شأنه توضيح رؤيتها ] .(وللدراسة بقية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.