وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع الإمارات ويتابع تنفيذ فرع جامعة الإسكندرية بأبوظبي    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للثانوية العامة والكليات المتاحة    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    نائب محافظ قنا يتفقد منظومة التقنين ويتابع البرنامج التدريبي لحصر أملاك الدولة    تطوير التعليم بالوزراء يعلن إطلاق أول دبلوم للمعلمين المصريين على أنشطة التعلم الياباني «توكاتسو»    «صحة الحيوان» ينظم برنامجا تدريبيا لطلاب «الطب البيطري» في جامعة الملك سلمان    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    كاتب إسرائيلى يدعو العالم لوقف مخطط حكومة بلاده لإبادة الفلسطينيين فى غزة    الأونروا :هناك مليون امرأة وفتاة يواجهن التجويع الجماعي إلى جانب العنف والانتهاكات المستمرة في غزة    شبكة بريطانية : محمد صلاح لاعب استثنائي وتألقه مع ليفربول فاق كل التوقعات    متي يرسل الأهلي بطاقة وسام أبو علي الدولية لنادي كولمبوس ؟ مصدر بالنادي يجيب    ليفربول يحتفل بإنجاز محمد صلاح غير المسبوق    قبل انطلاق الدوري.. الزمالك يدعم صفوفه في الكرة النسائية بعدة صفقات جديدة    بمقابل مالي.. حبس سيدة وشخصين آخرين بتهمة إدارة شبكة منافية للآداب بالتجمع الأول    الأرصاد الجوية : استمرار انخفاض الحرارة وظهور سحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    انهيار والدة وزوجة مدير التصوير تيمور تيمور فى جنازة الراحل    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    وفاة ابن شقيق أروى جودة بعد أيام من إصابته في حادث دراجة نارية    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    "الصحة" تقدم 30 مليون خدمة طبية وعلاجية بالمحافظات خلال 6 شهور    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    اليونيسيف تطالب بممارسة كافة الضغوط على إسرائيل لدخول المساعدات إلى غزة    السر في اللائحة الداخلية، طريقة انتخاب مكاتب اللجان في مجلس الشيوخ    بمشاركة شقيقه.. أحمد سعد يتألق بأغنية «أخويا» في حفله ب «ليالي مراسي»    عاجل- الهيئة القومية لسلامة الغذاء: خلال الأسبوع الماضي 506 إذن تصدير لحاصلات زراعية.. والبطاطا والفراولة على رأس قائمة الخضراوات والفواكه المصدرة    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    اليورو يتراجع فى منتصف تعاملات اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 بالبنوك المصرية    حظر بيع وتداول وتركيب عدادات المياه غير المدموغة من مصلحة المصوغات والموازين    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان مادة اللغة الثانية دور ثان.. فيديو    مصر تحصد ذهبية تتابع المختلط في بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    الخارجية الروسية: نأمل أن يكون المرشح المصري المدير العام الجديد لليونسكو    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    الأنبا مقار يترأس القداس الإلهي بكنيسة البابا أثناسيوس بالعاشر    فتنة إسرائيلية    إصلاح الإعلام    صفقات الأهلى الجديدة قنبلة موقوتة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    "زيزر صنع فارق وتريزيجيه لم يقدم المنتظر"..نجم الزمالك السابق يعلق على أداء الأهلي ضد فاركو    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عمرو حسن: وسائل منع الحمل متوفرة فى الوحدات الصحية مجانا وآمنة وفعالة    خطأ أمريكي هدد سلامة ترامب وبوتين خلال لقائهما.. ماذا حدث؟    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رفعت سيد أحمد يكتب: قصة وجذور العلاقة بين الإخوان وأمريكا «3-1»
نشر في الدستور الأصلي يوم 21 - 08 - 2013

كيف دعمت واشنطن الجماعة بالأموال منذ عام 1959؟

يخطئ من يعتقد أن علاقات الإخوان بالأمريكان بدأت بعد 30/6/2013 حين قامت الموجة الثانية للثورة المصرية، ثورة 25 يناير، وأطاحت بحكم الإخوان، فتقدم أوباما وماكين وجون كيرى وبيرنز وآخرون بالزيارات والضغوط المتتالية على الإدارة المصرية الجديدة، ولكنها بدأت قبل ذلك بسنوات طوال، بدأت منذ الأربعينيات وازدادت أيام عبد الناصر وقويت فى عهد السادات ومبارك.

* يحدثنا التاريخ أن علاقات الإخوان بالأمريكان لم تبدأ فى 2011 و2012 حين زار مكتب الإرشاد على مدار العامين نحو 12 من كبار رجال المخابرات والساسة الأمريكان، وفى مقدمتهم آن باترسون سفيرة أمريكا فى مصر أو وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية (فى زيارته لمقر حزب الحرية والعدالة وكانت فى 10/1/2012)، وكان فى استقباله وقتها الكتاتنى وعصام العريان، لقد كانت العلاقات أقدم وأعقد من ذلك، وكان ولا يزال للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين دور مهم فى ترسيخ هذه العلاقات وفى إشعال النار فى مصر مؤخرا وفى تحريك حكام الغرب ضد الجيش والشرطة المصرية، ورغم ذلك كانت هذه العلاقات مع واشنطن فى محصلتها النهائية ذات نتائج سيئة على الإخوان قبل الأمريكان الذين زادت كراهية الشعب المصرى لهم بعد علمه بتلك العلاقات الغامضة.

* لقد كانت الأحداث الدامية المتتالية بعد 30/6/2013، والتى مثلت أكبر صدام تاريخى مسلح بين جماعة الإخوان ومن حالفها من تيارات الإسلام التكفيرى، ضد «الدولة» ممثلة فى جيشها وشرطتها، و«الشعب» ممثلا فى أغلب قواه الوطنية وجمهوره الواسع، مثلت تلك الأحداث لحظة تاريخية فارقة فى قراءة ومتابعة العلاقات السرية بين واشنطن والإخوان ومثلت أعلى نموذج فى الضغوط والتدخل السافر فى شؤون مصر، وكان الدور الأبرز والأخطر فيها هو دور السيناتور جون ماكين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى والمعروف بأنه رجل إسرائيل فى واشنطن، نتيجة انحيازه الأعمى والتاريخى ضد الفلسطينيين والعرب، ودفاعه المستميت عن الكيان الصهيونى، وهو الذى كان يدعو إلى إحراق وهدم الكعبة المشرفة دفاعا عن إسرائيل «ترى لماذا لم يتذكر الإخوان ذلك؟»، لقد فضح ماكين وآن باترسون ووليم بيرنز ومن قبلهما هيلارى كلينتون وجون كيرى، العلاقات الخاصة والقوية التى ربطتهم بإخوان مصر، وكانت زيارتهم المتكررة للبلاد بعد 30/6/2013 لإنقاذ الإخوان من المصير البائس الذى آلت إليه جماعتهم فى مواجهة الشعب والجيش، أكبر مثال على عمق وقوة العلاقات بين الإخوان والولايات المتحدة، ومثل الهجوم الرسمى الأمريكى والتهديد بقطع المعونات (ويا ليتهم فعلوا فتلك المعونات تخدم واشنطن سياسيا واقتصاديا منذ 35 عاما وحتى اليوم بشهادة الخبراء المتخصصين أكثر مما خدمت مصر!!) والتهديد الذى نفذ بإيقاف مناورات النجم الساطع، وهذا لو يعلم الأمريكى، كان فعلا إيجابيا لصالح الجيش المصرى الذى كانت تتم عملية اختراقه وتوظيفه من خلال المناورات لصالح الاستراتيجية والضغوط الأمريكية فى العدوان على المنطقة «من أفغانستان إلى العراق وسوريا».

إن هذه التدخلات والضغوط منذ 30 يونيو 2013 كشفت الأسرار وفضحت التاريخ، ولكن دعونا نتأمل ونتابع ونعد قراءة التاريخ السرى «والعلنى» لعلاقات الإخوان بالأمريكان.. فماذا عنها؟

عضو بالكونجرس قال إنه يمتلك الأدلة والمستندات التى تكشف كيف تلاعب أوباما وكلينتون بأموال الشعب الأمريكى لتصعيد مرشح الجماعة مرسى

اتصالات الطرفان وصلت ذروتها عام 2004 بعدما تحدثت كوندليزا رايس عن الفوضى الخلاقة فى المنطقة

يحدثنا التاريخ أنه عقب انتهاء مراسم تنصيب محمد مرسى رئيسا منتخبا لمصر، فجَّر عضو الكونجرس الأمريكى فرانك وولف قنبلة من العيار الثقيل، حيث تقدم بمذكرة قانونية للكونجرس الأمريكى يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون فى المستندات المنسوبة إليهما من جهات أمنية أمريكية تفيد دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين ب50 مليون دولار فى الانتخابات الرئاسية المصرية فى جولة الإعادة لصالح محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، وقال وولف، الذى يعد واحدا من أشهر أعضاء الكونجرس عن ولاية فرجينيا، إنه يمتلك الأدلة والمستندات التى تكشف كيف تلاعب أوباما وكلينتون بأموال الشعب الأمريكى لتصعيد مرشح جماعة الإخوان فى مصر، وأن البيت الأبيض قرر التضحية بمصالح الشعب الأمريكى مقابل إقامة جسور من العلاقات مع الإخوان وبعض الجماعات الإسلامية فى مصر، مؤكدا أن أمريكا وافقت على مساندة جماعة الإخوان بعد تعهدات شاملة من تلك الجماعة بالحفاظ على المعاهدات الدولية، خصوصا اتفاقية كامب ديفيد، ومعاهدة السلام مع إسرائيل، تزامنت تصريحات فرانك وولف مع العديد من الزيارات التى قام بها أعضاء فى حزب الحرية والعدالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك التصريحات التى أدلى بها مجموعة من قيادات الجماعة فى حينها، وعلى رأسهم خيرت الشاطر الذى قال ل«الواشنطن تايمز»: إن الجماعة ملتزمة تماما بالاتفاقيات الدولية، وإن حماية أمن إسرائيل جزء من تلك الالتزامات، ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريرا فى صدر صفحتها الأولى قالت فيه إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتحالف مع الولايات المتحدة، مقابل التزامها الشامل بمعاهدة «كامب يفيد» وحماية أمن إسرائيل، مقابل الدعم الأمريكى، ووصول مرشحهم إلى الحكم.

■ وعلى ذات المستوى نقرأ التصريحات الإخوانية التالية:

- صرَّح محمد غانم القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، بأنّه من الخطأ الحديث عن ضرورة أن تُبادِر مصر بقطع علاقتها مع إسرائيل عقب نجاح الثورة.

وأكّد غانم فى تصريحات لشبكة «برس تى فى» على عدم صِحّة الأصوات المطالبة بإنهاء علاقات مصر مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه الخطوة ستعود بمصر إلى الوراء كما كان الوضع من قبل.

- ذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن إسرائيل وأنصارها فى أمريكا يشعرون بالقلق عقب إعلان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن وجود اتصالات محدودة بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ويذكر أنه قد تم لقاء سابق فى عام 2007 على مستوى الوفود البرلمانية بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم هذا بعلم فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق.

شهادة فرنسية على علاقات الإخوان بال«C.I.A»

ومنذ أيام قليلة ذكر الموقع البحثى الفرنسى «ميديا بارت» فى مقال له إنه لا يخفى على أحد أن الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم فى مصر منذ عام، على علاقة وثيقة مع الاستخبارات الأمريكية والسلطات الأمريكية.

وأشار إلى أن العلاقة وصلت إلى درجة أن الولايات المتحدة تصف ثورة 30 يونيو التى وقعت خلال الأيام الماضية بانقلاب عسكرى، مضيفًا أنه حتى فى حرب القوى الغربية على النظام السورى وبشار الأسد، نجد الإخوان المسلمين المصريين فى طليعة هذا الهجوم الاستعمارى الغربى على سوريا مما يؤكد عمالتهم المباشرة لواشنطن والغرب.

وأوضح نقلا عن صحيفة «لو بوا» الفرنسية أن الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضى تمول الإخوان المسلمين، فقد خصصت لهم صناديق بنكية تحت عنوان «آى 4320» باسم سعيد رمضان -صهر حسن البنا- الذى طرده عبد الناصر من مصر بسبب اكتشاف تجسسه لصالح الأمريكان فى عام 1959، ففر إلى سويسرا.

ووفق وثيقة سرية للمخابرات السويسرية بتاريخ 5 يوليو 1967 تشير إلى أن سعيد رمضان كان عميلا للإنجليز والأمريكان، كما أنه كان يحظى بالترحيب من قبل الاستخبارات السويسرية.

وأضافت «لو بوا» نقلًا عن كتاب ألفه الصحفى الأمريكى «لان جونسون» أنه خلال الحرب العالمية عملت ألمانيا على التنسيق مع التيارات الشيوعية فى البلدان المسلمة، غير أن الولايات المتحدة عملت بعد ذلك على التعاون مع الإخوان المسلمين للتصدى لهذه التيارات. وفى يوليو 1953 استدعت الولايات المتحدة وفدا يضم مسلمين بينهم سعيد رمضان. كما نشر موقع «أمة» الممثل للجالية الإسلامية فى فرنسا فى مقال له باسم «دور الحشد الذى لعبه سعيد رمضان» فى 28 أكتوبر الماضى، نشر صورة للرئيس الأمريكى أيزنهاور وسعيد رمضان على يمينه. وأضاف «ميديا بارت» أن الإخوان المسلمين أسسوا فى عام 1988 بنك «التقوى» فى جزر البهاما المجاورة للولايات المتحدة، وهذا البنك يموله فى الأساس الاستخبارات الأمريكية، حسب الموقع حيث كان أهم أعضائه رجل الأعمال المصرى الإيطالى يوسف ندا.

ومن جهة أخرى، يوضح «ميديا بارت» أن الاجتماعات السرية والمتكررة لمسؤولين من الإخوان المسلمين مع شخصيات أمريكية منذ الثورة المصرية فى 2011 خلقت شكوك عديدة لدى الجيش المصرى، بل وجعلته يفكر بأن هناك مساومات بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية لصالح الأمريكان بعد أن أوصلوهم إلى الحكم. ويلفت الموقع إلى أن تكرار الاجتماعات السرية وسماح الإخوان للأمريكيين المدانين أمام المحاكم المصرية بالعودة إلى بلادهم، ووضع الإخوان غزة تحت الحصار عن طريق قيامها بهدم الأنفاق، وإعلان الإخوان احترامهم الدينى لمعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، على الرغم من معارضتهم ذلك فى أثناء عهد السادات ومبارك (انظر للتناقض الفج والتوظيف الأكثر فجاجة للدين!!) والوقوف إلى جانب المعارضة السورية العميلة للمخابرات الغربية، والتى تسلحها قطر وأمريكا، زاد من الشك لدى الجيش بأن هناك اتفاقا أمريكى-إخوانى لتدمير الجيش والدولة فى مصر، لذلك سارعت واشنطن لدعمهم وبقوة بعد 30 يونيو ووصف ما جرى بأنه انقلاب عسكرى!!

اتفاق غزة ودور الإخوان فى خدمة إسرائيل

تاريخ العلاقات الإخوانية-الأمريكية يقول لنا أيضا إن الإخوان نجحوا فى أول اختبار لهم من قبل إسرائيل فى عدوان غزة الأخير (14/11/2012)، فبدلا من قطع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مصر وإسرائيل، وإيقاف كل أشكال التطبيع على أرض مصر، وإلغاء «كامب ديفيد» واتفاقيات الغاز والكويز، رأينا الجماعة تقوم بأعمال استعراضية إعلامية، كذهاب رئيس الوزراء المصرى إلى غزة أو سحب السفير المصرى من «تل أبيب»، وإذا نظرنا إلى التطبيق على الأرض سنرى أن الإخوان استطاعوا بالفعل إخضاع قطاع غزة للإرادة الأمريكية، فقد أوقفوا صواريخ المقاومة، رغم خسارتها الكبيرة فى استشهاد القيادى الكبير أحمد الجعبرى فى وقت قياسى، وخرجوا من لقاءاتهم السرية بعد التفاوض بين غزة وإسرائيل باتفاق هزيل يمثل هزيمة سياسية للمقاومة رغم انتصارها على الأرض، وكان ذلك برعاية إخوانية، وبعد هذا الاتفاق الهزيمة قام الرئيس الإخوانى بهدم وإغلاق قرابة المائة من أنفاق غزة، والموافقة على نشر كاميرات مراقبة إسرائيلية فى سيناء، بحجة مكافحة الإرهاب، وذلك لخنق المقاومة فى غزة وترويضها، لقد نجح الإخوان إذن وبشكل باهر فى تنفيذ اتفاقيتهم مع الولايات المتحدة والحفاظ على السلام مع إسرائيل، ومحاولة إخضاع الحركات الإسلامية المقاومة للإرادة الأمريكية، وقام الإخوان أيضا بدورهم ضمن اتفاقهم مع الولايات المتحدة لتسلم الحكم فى البلدان العربية، حيث لعبوا دورا بارزا فى نشر الفتنة داخل سوريا، وجرها لحرب أهلية لتدمير كل مقومات الدولة السورية وأسسوا لمجموعة عملاء قطر والC.I.A من السوريين مقرا لهم فى القاهرة اسمه مقر الائتلاف السورى، وهو الذى يقف الآن خلف تجنيد الشباب السورى فى اعتصامات الإخوان وضرب مقرات الشرطة، ونستغرب كيف لا يزال يعمل فى مصر أمام أنظار الجيش والحكام الجدد، بل وقاموا بإعلان الجهاد فى سوريا بدلاً من فلسطين خدمة لواشنطن وتل أبيب وعملائها من المعارضة السورية، وقاموا -أى الإخوان إبان حكم مصر- بطرد السفير السورى من مصر بدلا من طرد السفير الإسرائيلى فهل هذا هو الإسلام والوطنية؟

إن الاتصالات بين الأمريكان والإخوان لم تنقطع منذ فترة طويلة، لكن هذه الاتصالات تكثفت بالتحديد فى عام 2004 بعد المقولة الشهيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس «الفوضى الخلاقة»، حيث كان الأمريكان وقتها لديهم تصور بأن الإرهاب الذى حدث، سواء فى 11 سبتمبر بالولايات المتحدة أو مدريد أو لندن، منبعه مساندة أمريكا لأنظمة ديكتاتورية تحول دون وصول الإسلاميين إلى الحكم، وفى نفس الوقت كانت هناك أصوات داخل الولايات المتحدة تنادى بوصول الإسلاميين إلى السلطة بشرط إزالة المناطق الرمادية، ومنها الموقف من المرأة والآخر (الأقباط) والديمقراطية والغرب بصفة عامة، وكانت هذه الرؤية تؤكد أن وصول الإسلاميين إلى السلطة سيحول الشباب الإسلامى عن التنظيمات العنيفة مثل تنظيم القاعدة إلى هذه التنظيمات الإسلامية المعتدلة، وبعدها لن تكون هناك مشكلة من وصول الإسلاميين إلى السلطة، خصوصا الإخوان، وهذا يفسر خروج الإخوان بمظاهرات ضد نظام مبارك وصل عددها 50 ألفا، وقد شجعهم على ذلك الدعم والمساندة الأمريكية، كما يفسر انضمام الإخوان إلى «كفاية» والجمعية المصرية للتغيير ود.محمد البرادعى، والمتابع للشأن السياسى المصرى منذ 10 سنوات يعلم أن الإخوان كانوا يعدون أنفسهم للحظة يصبحون فيها الورثة الشرعيين لحكم مبارك، وأمريكا كانت تعلم هذا، وفى الوقت الذى كانت تقوم فيه بمساندة نظام مبارك كانت تقوم أيضا بفتح قنوات اتصال مع الإخوان، حتى تستطيع أن تكسب ود جميع الأطراف، والحقيقة أن هذه الاتصالات ظلت بشكل سرى حتى قبل الثورة بفترة قصيرة، حيث عقد اجتماع فى إسطنبول حضره مسؤول من إخوان مصر وآخر من إخوان تونس، واتفقوا على أنه عندما تبدأ الثورة فى مصر لا يظهرون فى الصورة فى البداية، وعندما تحتاج الثورة إلى زخم يدخل الإخوان، لذلك كانت مشاركتهم الفعلية يوم 28 يناير، بعد أن سحب الأمريكان دعمهم لنظام مبارك، وبدأت الأمور تسير فى هذا الاتجاه، وبعد نجاح الثورة بدأت الاتصالات تتكثف بين الأمريكان والإخوان، ثم تكثفت بشكل أكبر عقب تقدم الإخوان فى الانتخابات البرلمانية، وهو ما تطلب زيارة مسؤول أمريكى كبير فى الكونجرس بحجم جون كيرى (وهو الآن وزير الخارجية) لمقر الإخوان، باعتبار أن هذا حزب سيحكم مصر فى المستقبل وهو ما كان وفقا للتخطيط الأمريكى الدقيق!! والذى ساعد فى إنجاحه سذاجة وضعف القوى الوطنية المصرية الأخرى.

هيلارى كلينتون تؤكد غرام واشنطن والإخوان!

ورغم تسابق قيادات الإخوان لنفى الاتصالات السرية فى السابق، فإن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون الخاصة باستئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين -فى حينها- أكدت كذب هؤلاء القادة، خصوصا أنها جاءت هذه المرة على لسان أرفع مسؤول رسمى فى الحكومة الأمريكية، حيث جاء فى الخبر الذى طيرته وكالات الأنباء من واشنطن، وفقا للمنشور فى «الأهرام» (1/7/2011) فى الصفحة الأولى، ما يلى نصا: «قالت كلينتون -خلال مؤتمر صحفى فى بودابست- إنه نظرا لتغير المشهد السياسى فى مصر، فمن مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع كل الأطراف السلمية الملتزمة بنبذ العنف، التى تعتزم التنافس فى انتخابات البرلمان والرئاسة. وأضافت أن بلادها تواصل تأكيد أهمية المبادئ الديمقراطية ودعمها، خصوصا الالتزام بنبذ العنف، واحترام حقوق الأقليات، وإشراك المرأة بشكل كامل فى أى (نظام) ديمقراطى.

وتأتى تصريحات كلينتون بعد أن أعلن مسؤول أمريكى رفيع المستوى -رفض الإفصاح عن اسمه فى وقت سابق- أن الولايات المتحدة قررت استئناف الاتصال الرسمى بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، قائلا: إن الخريطة السياسية فى مصر تتغير، وسيكون فى مصلحة الولايات المتحدة التواصل مع كل الأحزاب المتنافسة فى السباق الانتخابى، سواء البرلمانى أو الرئاسى. وأشار المراقبون إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم هذه المرة أن يكون الحوار مع الجماعة على جميع المستويات حتى الكوادر الصغيرة، وليس القيادات فقط. وأضافوا أن واشنطن كانت تتحاور مع قيادات فى جماعة الإخوان فى السابق، إلا أنهم كانوا أعضاء فى البرلمان، وتعد هذه هى المرة الأولى التى تعلن التحاور مع الجماعة بمختلف مستوياتها.

وفى غضون ذلك، صرح محمد سعد الكتاتنى المتحدث الرسمى (وقتها) باسم جماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة ترحب بأى اتصالات رسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا من شأنه توضيح رؤيتها».

وللدراسة بقية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.