قال حمة الهمامي، الناطق باسم الجبهة الشعبية (ائتلاف لأحزاب يسارية) اليوم، إن الجبهة لن تشارك في مسيرة الأحد المنددة بالإرهاب لأنها "لا تقوم على أسس صحيحة بل على الغش والنفاق". وفي مؤتمر صحفي اليوم السبت، بالعاصمة تونس، أضاف الهمامي: " قبل الحديث عن وحدة وطنية وعمل موحد ضد الإرهاب لابد من كشف الحقيقة في ملفات اغتيالات شكري بلعيد ومحمد البراهمي واستشهاد الأمنيين والعسكريين طيلة الفترة الأخيرة إضافة إلى كشف ملابسات عملية باردو الأخيرة". ولفت الهمامي، إلى أن الجبهة متمسكة بالوحدة الوطنية الحقيقة و بمقاومة الإرهاب "لأنها اكتوت مع الأمنيين و العسكريين و سائر الشعب التونسي بناره لكنها في المقابل تريد تفكيك الإرهاب وفهم تطوره لتحديد مسؤوليات الضالعين فيه"، حسب تعبيره. ورأى الهمامي أنه من المهم تقديم ما وصفه ب "كشف حساب" عن جل العمليات الإرهابية السابقة وفهم حقيقة الملف حتى يمكن مقاومته و بناء وحدة وطنية حقيقة. وجدد الناطق باسم الجبهة دعوته لتنظيم مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب للخروج باستراتيجية شاملة ذات أبعاد سياسية واجتماعية و اقتصادية ودينية وأمنية وعسكرية وحتى دبلوماسية جديدة لمجابهة الإرهاب. ومضى قائلا:" لدينا تحفظا داخليا على بعض المشاركين في المسيرة و خاصة حكومة الترويكا (حكمت البلاد عقب ثورة يناير/كانون ثاني 2011) التي كان لها مسؤولية سياسية وأخلاقية في تطور الإرهاب وعدم كشف ملابساته، أما التحفظ الثاني فهو على أطراف خارجية تدعم الإرهاب في سوريا و ليبيا والعراق وتعبر في ذات الوقت عن دعمها لتونس في مقاومته"، دون ذكر تلك الأطراف. كما لفت الهمامي إلى أن الجبهة فكرت في المشاركة في المسيرة لكن وبعد لقائه برئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر تبين له أن المسيرة ستكون صامتة دون شعارات وهو ما سيساعد بعض الأطراف على مواصلة طمس الحقيقة، حسب تعبيره. ودعت تونس إثر العملية الإرهابية الأخيرة بمتحف باردو التي أسقطت 23 قتيلا، بينهم 20 سائحا إلى تنظيم مسيرة عالمية منددة بالإرهاب وتعبيرا على الوحدة الوطنية. وستنطلق المسيرة غدا بمشاركة أحزاب تونسية و جمعيات و منظمات من المجتمع المدني إضافة إلى رؤساء دول.