قال الشيخ علي الأمين عضو كبار علماء لبنان، إن المسلمين يسعون للعيش بسلام مع جميع شعوب العالم ولا يهدفون للصدام مع المجتمع الإنساني، وأن الدين الإسلامي ليس مصدر التطرف، مشيرا إلي أن هذه الظواهر نشأت نتيجة لعدة أسباب أهمها استمرار معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني، وهو الذي جعل المناخ ملائما لظهور حالات التطرف والإرهاب. وأضاف " الأمين" خلال كلمته في المؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب أن الأخير يرتكز إلي خلفية ثقافية يستغلها في تعبئة أتباعه وهي ثقافة مشوهة للدين ظهرت أفاتها في إزهاق النفوس وقطع الرؤوس وتدمير الأوطان، وتحت زعم هذه الثقافة المشوهة للدين والمدمرة للدنيا زعمت الخلافة الدينية، التي تفتقر إلي أي المعايير العقلية والنقلية. وأكد الأمين علي أهمية الدور الملقي علي أهل الأمر والعلماء تجاه الأمة لمواجهة هذا الخطر الداهم، وقد ورد في الحديث ( اثنان إذا صلحا صلحت أمتي، الأمراء والعلماء)، وهو دلالة أن الإصلاح المطلوب يتطلب ضرورة التعاون ببين السيف والقلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأشار إلي أنه لذلك لابد من التفكير بالدرجة الأولي علي دور ولاة الأمر في هذه المسألة المهمة لكونهم في موقع المسؤولية الأولى وبين أيديهم تقع أدوات وإمكانات مواجهة الإرهاب، وهذه المواجهة تتطلب تطوير الخطاب الديني لإبعاد الدين عن الاستغلال الخاطئ ضد مصلحة الأمة. وقدم الأمين بعض المقترحات للمساهمة في مواجهة الأفكار المتطرفة، حيث دعا إلي دعم أصحاب الاعتدال الديني في المجتمعات المسلمة، وإنشاء المعاهد الدينية التي تعلم الفكر الوسطي المعتدل، وتحديث المناهج الدينية، كما دعا الأمين إلي اعتماد الوسائل الإعلامية لنشر الوسطية والاعتدال في مجتمعاتنا وعلي مستوي العالم أجمع.