أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن تنظيم "الدولة الإسلامية المعروف باسم "داعش" ليس هو الفصيل المسلح الوحيد على الساحة، "بل هناك ميليشيات أخرى طائفية تذبح وتهجر قسرًا في العراق وسوريا واليمن، وهناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلى ولاءات إقليمية خارجية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان". وأضاف شيخ الأزهر في كلمته الافتتاحية خلال مؤتمر دولي ينظمه الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب، أن "الباحث في أسباب ظهور هذه التنظيمات المسلحة وتمددها السريعِ في الدول العربية والإسلامية تطالعه تفسيرات شتى منها الديني ومنها الاقتصادي ومنها الحضاري، ومنها السياسي ومنها غير ذلك". وأوضح أن "ما نعانيه إن هو إلا مؤامرة من مؤامرات الأعداء على الشرق العربي، لصالحِ دولة إسرائيل ومصالحها، وبقائها الدولة الأقوى والأغنى في المنطقة، ونحن لا نستبعد ذلك". وحذر من أن "أصحاب هذه الخطط يجنون ثمارًا هائلة من وراء اقتتالِ العربِ والمسلمين فيما بينهم فهذا الاقتتال الدائمُ يبقي العرب والمسِمين في حالة هزال وضعف ويأس مستمر، ولا يسمح لهم بأي شكل من أشكال القوة والتطور والتقدم". من جهته، قال محمد قريش شهاب عضو مجلس حكماء المسلمين في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر، إن "الإسلام يلزمنا بالتعاون مع النصارى وغيرهم في مواجهة كل فكر متطرف ومخرب".
وتابع شهاب، أن "الاتحاد بصرف النظر عن الدين والتوجه ضرورة في مواجهة الأفكار المتطرفة لان كل اختلاف مع رأي واتحاد ينتج قوة". وأكد سيد علي الأمين أحد كبار علماء لبنان أن شعوب المنطقة تريد العدالة والاستقرار والعيش بسلام مع بعضهم البعض ويريدون العيش مع العالم علي أسس من الاحترام المتبادل مع ضرورة إظهار الخطاب الديني بعيدا عن أي شحن طائفي يهدد نسيج الوطن الواحد. وأضاف " أن الإرهاب المنظم شكل أكبر الأخطار علي مجتمعاتنا وهو يستغل ثقافة مشوهة للدين لإغراء أتباعه بالانضمام إليهم. وشدد على أن الأمراء والعلماء إذا صلحوا صلح الدين، وهو ما يتطلب ضرورة التعاون بين السيف والقلم، وقد يحاول البعض الفرار من هذه المسئولية في الحياة الدنيا ويعتذر البعض عن تحمل مسئولية الإصلاح لكن الهدف الحقيقي هو المحافظة علي المصالح الشخصية . وطالب الأمين بضرورة دعم أصحاب الخطاب الديني وإنشاء المعاهد وتنقيح المناهج والتمسك بخط الوسطية والاعتدال وأنه عندما يتخلي المسئولون عن دورهم في الإصلاح فإن ذلك يعمل علي إفساد المجتمع.