إحساسهم بالقهر والذل دفعهم لتأسيسها جبهة للمخلوعين ومأوى للرجال المعنفين! محيط - فادية عبود رحم الله جسارة "سي السيد " وهيبته ، لم يكن يهتز له شارب من شئ اسمه تحرر المرأة وحصولها على حقوقها ، فرغم ازدواجيته الفكرية إلا أنه لم يشكو قط من جبروت امرأة . فزع الرجال من أن النساء قادم(ون) ولسن "قادمات" ، والدليل أن غالبية الناشطات بحقوق المرأة يأبون التحدث بنون النسوة ، وفي آخر مؤتمر نظمته رابطة المرأة العربية من أجل مناقشة مشروع " للمرأة الحق في الصحة والعمل " أكدت هدى بدران رئيسة الرابطة لشبكة الأخبار العربية " محيط" أنها ترفض التحدث بنون النسوة وتاء التأنيث تأكيداً على حق المرأة في المساواة الحقيقية . هذا الفزع دفع بعضهم إلى البحث الآن عن أي ملاذ لهم يؤّمنهم قهر زوجاتهم لهم وتهديدهم الدائم "ببعبع" الخلع حتى وإن لم يكن ذلك صراحة . لا إجبار في الزواج طالما أن آدم يرتضي على "رجولته" الاستمرار في الحياة مع امرأة ترفضه ، فلما لا تستعمل حواء حقها الشرعي وتخلعه ؟! من هذا المنطلق تقدمت ربة منزل مصرية بطلب الخلع من زوجها أمام محكمة الأسرة بالفيوم ، لأنه يداوم علي أكل البصل قبل النوم ، ولم يقلع عن تلك العادة السيئة رغم نصحها الدائم له بالإضافة إلى تطاوله عليها بالسب والضرب . يبدو أن "بطيخة" نادية محمود في الزواج لم تكن حمراء ، ورغم أنها تزوجت عن قصة حب عنيفة ، إلا أنها تقدمت بطلب الخلع من زوجها أمام محكمة الآسرة في بنها ، وذلك بعد اكتشفها أنه يفضل النوم مع كلبه الوولف ، معللاً ذلك بأن كلبه هو أعز صديق له ولا يمكن أن يبعده عنه أحد حتى لو كانت زوجته . لم تكتشف طبيبة مصرية شابة إدمان زوجها على اللعب في أنفه إلا بعد الزواج ، ولأنها كانت مستاءة جداً من هذا التصرف الدائم لم تحتمل الحياة معه ورفعت دعوى للخلع . بعد 65 عاما من الإهانات والضرب قررت سيدة أردنية تبلغ من العمر 85 عاماً خلع زوجها ، كي لا تلقاه في الآخرة . جبهة المخلوعين رجال كثيرون يعتبرون أن قانون الخلع ينقص من كرامتهم ورجولتهم ، خاصة وأن دراسات مصرية حديثة أكدت أن الرجل المخلوع سيء السمعة ترفض الارتباط به العوانس والمطلقات والآرامل . ربما يكون هذا أقوى الأسباب التي جنت جنون الرجال واستفزتهم لينظموا مؤسسات ومنظمات تدافع عن حقوق الرجل وتؤازره بعد الخلع لتعيد توازنه من جديد وسط الحياة . استضاف برنامج 90 دقيقة علي قناة المحور، رئيس وأمين جمعية الرجال المخلوعين، وهي جمعية مصرية أنشأها بعض الأزواج الذين قامت زوجاتهم بخلعهم إثر هوجة قانون الخلع المطبق في مصر منذ حوالي ست سنوات ، وأطلقوا عليها الجبهة . بداية طالب الدكتور عبد الصمد الشرقاوى رئيس الجبهة خلال استضافته ببرنامج 90 دقيقة على قناة المحور مساء الاثنين بالمساواة مع المرأة وذلك بتجنيد النساء في الجيش المصري وإلغاء تخصيص عربات لهن بمترو الأنفاق . مؤكداً أن تخصيص عربات بعينها بمترو الأنفاق وقصرها على النساء فقط هو خرق سافر لأحد نصوص الدس تور المصري . كما طالب الدكتور عبد الصمد في الحلقة بمراجعة قانون الخلع وتقييمه بعد تطبيقه لعدة سنوات لأن به ثغرات يجب علاجها، حيث استغلته بعض الزوجات أسوأ استغلال لأغراض في أنفسهن أو لأسباب تافهة، وذكر مثالاً لزوج يعمل قبطاناً بحرياً عاد من رحلته فلم يجد زوجته واكتشف إنها تزوجت عليه بعقد عرفي وهي علي ذمته، فلجأ إلي النيابة التي حبستها هي وزوجها الثاني بتهمة الزنا وتعدد الأزواج، لكن الزوجة قامت برفع دعوى خلع وقضت لها المحكمة بذلك. وقد صرح الدكتور عبد الصمد وهو أحد مؤسسي "الجبهة" وهو أحد الرجال المخلوعين أيضا ، إلى صحيفة مصرية أنه أصبح يوجد الآن حركات نسوية كثيرة تدافع عن حقوق المرأة إلى الدرجة التي بات فيها حق الرجل مهضوما، لذا يطالب بالمساواة وتطبيق الشعار نفسه الذي يطالبن به، ومنع الميزات اللاتي يتمتعن بها مثل إلغاء تخصيص عربيات المترو لهن كما يتم تجنيدهن بالجيش. ملجأ للرجال المضطهدين
يبدو أن الرجال الشرقيين باتوا يعانون أزمة مع زوجاتهم ، فتارة تجد رجلاً مهزوز الشخصية لا يقوى على القيادة ويشكو تسلط زوجته ، وأخرى ترى رجلاً أذاق زوجته العذاب الجسدي والنفسي ألوان ومن ثم ينفجر غضبها في وجهه يصير من الرجال المضروبين المعنفين ، مما دعا العربي بن علي الفيتوري ، وهو أحد وجوه المجتمع المدني التونسي ، يطالب بتخصيص فضاء بأحد مدن الضاحية الشمالية في تونس كملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم الذين غالباً ما يجدون أنفسهم خارج بيت الزوجية بسبب معاملة أو عنف زوجاتهم. وذكر العربي بحسب صحيفة " القبس" ، أن العنف لم يعد ضحيته الزوجات فقط بل شمل أيضاً الأزواج بعد تنامي هذه الظاهرة الجديدة الدخيلة على المجتمع التونسي التي تتمثل في وجود نساء يجدن متعة في تعنيف أزواجهن . من جانب آخر كشفت دراسة للديوان التونسي للأسرة والعمران البشري نشرت نتائجها أن تركيبة الأسرة التونسية شهدت تغييراً وأن الرجل لم يعد المصدر الرئيسي للدخل في البيت. محاربة تأنيث المجتمع إيماناً بأن حقوق الرجل الشرقي مهضومة وسط نيل المرأة حقوقها وخروجها إلى العمل ومزاحمتها الرجال في المواصلات ومقاسمتها إياهم " لقمة العيش " طالب طارق إمام الناشط الاجتماعي المصري بالتصدي لما يسمي بموجة "تأنيث المجتمع" المصري التي تقف ورائه العديد من المؤسسات النسائية المدعومة من جهات خارجية، حسب قوله . مؤكداً على استياءه من إهدار حقوق الرجل في مقابل حقوق المرأة، ومطالبا بحماية الرجل من ظلم المرأة وكف التحرشات الجنسية التي تمارسها بعض النساء. كما يشدد طارق إمام مؤسس جمعية"الحرية لأصدقاء الرجل" على ضرورة تخصيص إعانة للرجال الذين يعانون البطالة وكذلك نفقة للأزواج المخلوعين من قبل زوجاتهم إضافة إلي إنشاء مراكز متخصصة لأمراض الذكورة في كل محافظات ومدن مصرية على غرار مراكز الأمومة والطفولة التي تخص المرأة . في رأيك عزيزي القارئ ما الذي أوقع الرجال فريسة للشعور بكل هذا القهر ؟ مجرد سؤال برئ