بلد القوقاز (روسيا) (رويترز) - قالت السلطات الروسية ان انتحاريا فجر قنبلة قرب سوق مزدحمة بمنطقة شمال القوقاز المضطربة يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 15 على الاقل واصابة العشرات. وقالت لجنة التحقيق التابعة للمدعي العام الروسي ان الانتحاري فجر القنبلة المحشوة بالمسامير والقطع المعدنية في سيارة أمام مدخل السوق في بلد القوقاز عاصمة اقليم أوسيتيا الشمالية. ورأى شاهد من رويترز خمس جثث على الاقل ملطخة بالدماء بين خضروات متناثرة وزجاج محطم قرب مدخل السوق على بعد نحو عشرة أمتار من سيارة تحترق. وصرخت امرأة وهي تبكي "أين الاسعاف".. وجاهد رجال الاطفاء لتهدئة السنة اللهب المتصاعدة من سيارة متفحمة بسبب الانفجار. واستخدم الناس الواحا خشبية لنقل الجرحى. ويمثل التفجير في أوسيتيا الشمالية التي تسكنها أغلبية من المسيحيين الارثوذكس ضربة جديدة للكرملين الذي يسعى جاهدا لكبح جماح تمرد اسلامي في أقاليم الشيشان والانجوش وداغستان المضطربة التي تسكنها أغلبية مسلمة بشمال القوقاز. وذكرت وكالات أنباء روسية ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قال لمفتي روسيا "ان مجرمين مثل أولئك الذين قاموا بهذا العمل اليوم في شمال القوقاز انما يبتغون زرع الكراهية بين مواطنينا... لا يحق لنا أن نسمح بحدوث ذلك." وجاء الهجوم بعد أن ذكر موقع للاسلاميين على الانترنت ان قنبلتين زرعهما متمردون تسببتا في حريق عطل محطة كهرباء في داغستان هذا الاسبوع. وقال مسؤولون انه لم تقع اصابات في المحطة وان الامدادات لم تتأثر. ونقلت وكالة ايتار-تاس للانباء عن تيموراز مامسوروف أكبر مسؤول في أوسيتيا الشمالية قوله انه تم العثور على جثة مقطوعة الرأس في السيارة التي استخدمت في الهجوم على السوق. وأضاف أن السيارة كانت تمر بمدخل السوق حين انفجرت لكن لجنة التحقيق قالت انها كانت متوقفة. وقالت لجنة التحقيق ان قوة الانفجار تعادل ما بين 30 و40 كيلوجراما من مادة تي.ان.تي. شديدة الانفجار وأضافت أن 15 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 77 اخرون. وقال مسؤولون في وقت لاحق ان نحو مئة شخص أصيبوا بجروح ونقلت وكالة الاعلام الروسية الحكومية عن مسؤول من مدينة بلد القوقاز قوله ان طفلا مصابا يبلغ عاما من العمر توفي متأثرا باصابته ليصل عدد القتلى الى 16 قتيلا. وقال الكرملين ان الرئيس ديمتري ميدفيديف الذي وصف الاضطرابات في شمال القوقاز بأنها أقوى مشكلة سياسية تواجهها روسيا أمر مبعوثه لشمال القوقاز بالتوجه الى المنطقة. وقال مدفيديف في تصريحات بثها التلفزيون "ما حدث هو أحدث اندلاع للانشطة الاجرامية لعصابات لا يمكن التساهل معها أو التوصل الى هدنة." ولقي 50 شخصا على الاقل حتفهم في تفجير قنبلة في نفس السوق عام 1999 وهو العام الذي شن فيه الكرملين حربه الثانية لابعاد انفصاليين من السلطة في الشيشان. وتعهد متشددون اسلاميون يعتبرون الروس "محتلين" ويسعون الى تطبيق الشريعة في شمال القوقاز بمهاجمة "أهداف اقتصادية" داخل القوقاز وخارجه. وأعلنوا مسؤوليتهم عن تفجيرات انتحارية أسفرت عن سقوط 40 قتيلا في قطارات أنفاق في موسكو في مارس اذار.