ترامب يوجه تحذيرا جديدا إلى مادورو    أسعار اللحوم والأسماك والخضروات والدواجن اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر    لتفادي الغرامة والحبس.. طريقة التصالح في جرائم سرقة التيار بقانون الكهرباء    إدارة ترامب توقع اتفاقيات صحية مع 9 دول أفريقية    المخرجة إنعام محمد علي تكشف كواليس زواج أم كلثوم والجدل حول تدخينها    أليك بالدوين في عين العاصفة مجددًا... قضية Rust تعود وتثير قلقًا واسعًا على حالته النفسية    كسر الرقم التاريخي السابق، سعر الذهب يصل إلى مستوى قياسي جديد    عمر مرموش يؤكد: فوز منتخب الفراعنة على زيمبابوي أهم من أي إنجاز فردي    أحمد التهامي يحتفل بفوز منتخب الفراعنة ويُوجه رسالة ل محمد صلاح    ارتفاع صاروخي لأسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية    الرئيس الفنزويلي: الطاقة يجب ألا تتحول إلى سلاح حرب    "بسبب غاز السخان" النيابة تحقق في وفاة عروسين    أمم أفريقيا 2025| بهذه الطريقة احتفل محمد صلاح ومرموش بالفوز على زيمبابوي    اليوم، بدء إعادة جثامين 14 مصريا ضحايا غرق مركب هجرة غير شرعية باليونان    إلهام شاهين تتصدر جوجل وتخطف قلوب جمهورها برسائل إنسانية وصور عفوية    زينة منصور تدخل سباق رمضان بدور مفصلي في «بيبو»... أمومة على حافة التشويق    أجواء شديدة البرودة والصغرى 12 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بعد ارتدائها البدلة الحمراء.. محامي ضحية ابنتها ببورسعيد يكشف موعد تنفيذ حكم الإعدام في المتهمة (خاص)    استشاري تغذية علاجية بالفيوم ل"أهل مصر": دودة الطماطم خطر صحي وآفة زراعية.. ولا علاقة لها بالقيمة الغذائية    حين تضطر أم لعرض أطفالها للتنازل: ماذا فعلت سياسات السيسي بالمصريين؟    بيسكوف: لا أعرف ما الذي قصده فانس بكلمة "اختراق" في مفاوضات أوكرانيا    مواطن يستغيث من رفض المستشفي الجامعي طفل حرارته عاليه دون شهادة ميلاده بالمنوفية    مشروع قومى للغة العربية    نقابة أطباء الأسنان: أعداد الخريجين ارتفعت من 45 إلى 115 ألفا في 12 عاما فقط    «المستشفيات التعليمية» تعلن نجاح معهد الرمد والسمع في الحصول على اعتماد «جهار»    رئيس هيئة المستشفيات التعليمية يُكرّم مساعد وزير الصحة للمبادرات الرئاسية    استكمال الاختبار التجريبي لطلاب الصف الأول الثانوي على منصة كيريو في محافظات الجمهورية يوم 23 ديسمبر    المؤبد والمشدد 15 سنة ل 16 متهماً ب «خلية الهيكل الإدارى بالهرم»    أمم إفريقيا - مؤتمر حسام حسن: كنت أحمل هم الجماهير في مصر.. وصلاح يصنع الفارق    أمم أفريقيا 2025| وائل القباني: منتخب الفراعنة قدم أداء جيدًا.. وهناك عيب وحيد    حسام حسن: حدث ما توقعته «صعبنا الأمور على أنفسنا أمام زيمبابوي»    بالصور.. مدير محطة حدائق الأهرام بالخط الرابع للمترو: إنجاز 95% من الأعمال المدنية    بالانتشار الميداني والربط الرقمي.. بورسعيد تنجح في إدارة انتخابات النواب    فرقة سوهاج للفنون الشعبية تختتم فعاليات اليوم الثالث للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر    استغاثة عاجلة إلى محافظ جنوب سيناء والنائب العام    شعبة الاتصالات: أسعار الهواتف سترتفع مطلع العام المقبل بسبب عجز الرامات    مصرع شخص صدمته سيارة نقل أثناء استقلاله دراجة نارية فى المنوفية    حماية القلب وتعزيز المناعة.. فوائد تناول السبانخ    ما هي أسباب عدم قبول طلب اللجوء إلى مصر؟.. القانون يجيب    القانون يضع ضوابط تقديم طلب اللجوء إلى مصر.. تفاصيل    ليفربول يحتفل بأول أهداف محمد صلاح مع منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا    القصة الكاملة لمفاوضات برشلونة مع الأهلي لضم حمزة عبد الكريم    ليفربول يعلن نجاح جراحة ألكسندر إيزاك وتوقعات بغيابه 4 أشهر    وزير الدفاع الإيطالي: روما مستمرة في دعم استقرار لبنان وتعزيز قدرات جيشه    فرحة أبناء قرية محمد صلاح بهدف التعادل لمنتخبنا الوطني.. فيديو    بعد 5 أيام من الزفاف.. مصرع عروسين اختناقًا بالغاز في حدائق أكتوبر    فولر ينصح شتيجن بمغادرة برشلونة حفاظا على فرصه في مونديال 2026    هيئة الدواء: متابعة يومية لتوافر أدوية نزلات البرد والإنفلونزا خلال موسم الشتاء    ستار بوست| أحمد الفيشاوى ينهار.. ومريم سعيد صالح تتعرض لوعكة صحية    «الشيوخ» يدعم الشباب |الموافقة نهائيًا على تعديلات «نقابة المهن الرياضية»    فضل صيام شهر رجب وأثره الروحي في تهيئة النفس لشهر رمضان    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    ميرال الطحاوي تفوز بجائزة سرد الذهب فرع السرود الشعبية    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    برلمانية الشيوخ ب"الجبهة الوطنية" تؤكد أهمية الترابط بين لجان الحزب والأعضاء    جامعة قناة السويس تعتلي قمة الجامعات المصرية في التحول الرقمي لعام 2025    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لدينا فوضي في الإفتاء
الداعية الإسلامية د. عبلة الكحلاوي في حوار الملفات المفتوحة:
نشر في أخبار الحوادث يوم 30 - 08 - 2016

لا مانع من توحيد مصارف الجمعيات الأهلية مع صندوق تحيا مصر
الردع هو الحل الوحيد للفكر الإرهابي.. وهناك من يستخدم الشباب لتفكيك الأمة
أحمد زويل عالم كبير.. وأقول لمن يكفِّرونه: اتقوا الله
لا تجديد للخطاب الديني بدون فتح باب الاجتهاد والإعلام لم يقم بدوره
لا تحتاج مصر في مرحلتها الدقيقة الحالية إلي علماء متكلمين بقدر حاجتها إلي علماء عاملين مشتبكين مع قضايا المجتمع المُلحة، مُستغلين مكانتهم الدينية لدي الناس في دفع مستوي التنمية عن طريق المؤسسات الأهلية الاجتماعية التي تصنع الأمل في قلوب أضناها الألم، سواء من الفقراء المعوزين في القري أو المدن، هكذا فعل العالم الجليل د. علي جمعة في مصر الخير، وهكذا فعلت د. عبلة الكحلاوي عندما أسست جمعية الباقيات الصالحات للأعمال الخيرية التي بدأت تحتل مساحةً واسعةً من العمل الأهلي في مصر، خاصة بعد البدء في تأسيس مستشفي متخصص لألزهايمر وأمراض الشيخوخة، وهو المستشفي الوحيد في مصر الذي يُعالج هذا النوع من الأمراض.
عدة ملفات كانت علي طاولة الحوار: الأحداث الأخيرة من محاولة اغتيال المفتي الأسبق، وتكفير د. أحمد زويل، من بعض الهمج؛ وملف عن تجديد الخطاب الديني والآليات المطلوبة لذلك؛ والملف الثالث عن كيفية خلق تنمية أهلية موازية للنشاطات الحكومية لسد بعض ثغرات مشاكلنا الاجتماعية... إلي المزيد في هذا الحوار:
في البداية كيف تلقيتِ خبر محاولة اغتيال مفتي مصر الأسبق د. علي جمعة؟
- د. علي جمعة عالِم جليلٌ، والحادثُ مؤسفٌ بكل المقاييس ويُشير إلي تلك العقليةِ الآثمةِ التي تُحاول النيْلَ من العلماء وترويعهم.
لماذا لا نري مواجهاتٍ حواريةً حاسمةً من »مشايخنا»? حتي الآن لمشايخ التغرير بالشباب وفتاواهم القبيحة؟
- رأي العالم المخلص لايقلُّ أثره عن القائد في الميدان فالعالِم لديه علمٌ وافرٌ بصحيح الدين وأيضًا دراية بأحداثٍ مرَّت في التاريخ الإسلامي مشابهةٍ لما نحن فيه الآن منذ التحكيم والخروج علي الإمام»علي» وقتل الخليفة عثمان فكلُّ ما يحدث الآن له ما يُماثله في ثنايا الكتب الصفراء فبإمكان العالم المفكِّر أن يتعرَّف علي اتجاه الحركة هل هو سياسي أو مذهبي بل ويتعرَّف أيضًا علي فكر مؤسس هذا الاتجاه، للأسف لجأ بعض مفكري الغرب لتدمير هذه الأمَّة من خلال تَبَنِّي أحداثٍ مريرةٍ مرَّتْ عبر التاريخ وكانت سببًا في فرقتها، فَلَوْ بيَّن العلماء هذه الحقائق للشباب لتوقَّف التغرير بهم، وهنا سيعلم الشباب أنَّهم استُخْدِمُوا كأداةٍ لتنفيذ مخطط تفكيك الأمَّة، من هنا تأتي أهميَّة العالِم المفكِّر القريب من القلوب فصَوْته مسموعٌ مهما تعالت أبواق التغرير.
ورثة الأنبياء
كيف تردين علي بعض من أفتوا بعدم الترحم علي د.أحمد زويل بحجة أنه مُناصرٌ لليهود والمشركين؟
- قال رسول الله صلي الله عليه وَسَلَّم: »?العلماء ورثة الأنبياء»، وأكثر الفقهاء علي أن المقصود من قولهم مَن هو العالم، أي: هو الذي تخصَّص أو لديه خبرة في سائر العلوم التي تخدم الإنسانية، وليست فقط العلوم الدينية والعالم د. أحمد زويل، رحمه الله، مصري مسلم ملء السمع والبصر يتلقّف العلماء آخر ما توصَّل إليه من أبحاث لعظيم فائدتها التي تعود علي الإنسانية جمعاء.. فلنتَّقِ الله، ولْنَتْركِ الأمر لصاحب الأمر.
كيف تحولت من مجرد داعيةٍ إلي رائدةٍ للعمل الاجتماعي؟
- العمل الخيري رزقٌ من أرزاق الله وهو متعةٌ لا يشعر بها إلا مَن داوم عليها والحمد لله تعلمت العمل الخيري من والدي منذ الصغر وعندما كان عمري 8 سنوات، كان والدي يصحبني وإخوتي إلي المسجد لإطعام الطعام ومساعدة المحتاجين.. وعندما بلغت السنوات العشر أحضر لي شيخًا ليُحفظني القرآن وكانت المكافأة تتوقف علي نقل ما أتعلَّمه لأعلم غيري من سيدات المنطقة.. وبعدها وحتي يُعلمني قضاء حوائج الناس، كان يطلب مني الاستفسار عن حوائجهن وبالفعل يعدهن بالمساعدة وتوفير كل مطالبهن وفي درس الجمعة بالمسجد أعطيهن إياها. وكان ذلك أول لقاء مع فرحة العطاء وقراءة لغة السعادة علي الوجوه الطيبة وعندما سافرت إلي مكة كرئيسٍ لقسم الشريعة كنتُ أنا وزوجي خلال أكثر من 17 سنة نسعي لمساعدة الناس في مصر للذهاب إلي العمرة أو مساعدة كل محتاج وكان زوجي حريصًا علي الخير، كان يشبهني كثيرًا، فقد كنّا نتنفس الخير معًا بل كنّا نتفنن في الحصول علي ابتسامة السعادة علي الوجوه الطيبة وهذا من توفيق الله. وبعد فقد زوجي اللواء مهندس ياسين بسيوني أحد أبطال حرب أكتوبر قررتُ أن أكملَ طريق الخير وإضاءة شمعة بدلاً من أن ألعن الظلام. وبالإيمان وبفضل الله خرجت من أجواء الأزمة والعزلة إلي مواصلة الحياة، بل العطاء أيضًا.
مذاق الحياة
كيف بدأت نواة جمعية الباقيات الصالحات كعمل خيري يُساعد الدولة في مشروعاتها التنموية؟
- كانت فكرة دار الباقيات الصالحات حلمًا يُراودنا معًا، أنا وزوجي، وبعد وفاة شريك العمر والحلم خرجت الفكرة إلي النور وصارت واقعًا فما وجدت للحياة مذاقًا باقيًا إلا في بسمة طفل سكن ألمُه ولو لحظة، أو فرحة ممتنٍّ بقضاء حاجته ومنذ أكثر من اثني عشر عامًا تم تأسيس جمعية الباقيات الصالحات بمعاونة أهل الخير لتضم دار أبي ودار أمي وضنايا حيث تحوي تلك الدور عشرات النزلاء من مرضي الألزهايمر والسرطان، بالإضافة إلي مساعدات تعليم وزواج ومحو أمية ومساعدات شهرية ثابتة وغير ذلك من الأنشطة الخيرية وكان هدفي تعمير الآخرة كما عمَّرنا الدنيا وأن نجعل لأنفسنا نصيبًا من رزق الله، فالمدخرات الحقيقية لنا هي الباقيات الصالحات علي تنوعها، من هنا جاءت فكرة الجمعية وكان شعارنا قول الرسول صلي الله عليه وسلم: (أحبُّ الناس إلي الله أنفعُهم للناس).
دعاة الأزهر
كيف السبيل إلي إقناع باقي الدعاة الأزهريين لسلوك مثل هذا العمل الأهلي المهم؟
- رزق الله واسع.. وطرق الخير والقرب إلي الله متعددة.. وهناك تجارب أخري لعلماء أزهريين في الخير جيدة.. ولا يمكن فرض طريقة علي أحد.. وإنما نسأل الله القبول للجميع.
ما أهم المصارف التي تنفق عليها جمعية الباقيات الصالحات.. وهل تعتقدين أن ما يتم جمعه من أموال الزكوات كافٍ لسد حاجة الفقراء؟
- لدينا دور رعاية كما قلتُ لمرضي الألزهايمر والسرطان وأيضًا من أنشطتنا أننا نكفل أكثر من 200 أسرة بتكلفة 300 جنيه وأحيانًا 500 بحسب الحاجة وعدد الأفراد ومساعدة موسمية لأكثر من 5000 أسرة، وشنط تموينية وبطاطين وكساء ومساعدة تعليمية ل100 طالب بالإضافة لتوفير ملابس لأكثر من7000 من أسر أيتام ومرضي، بالإضافة إلي 4000 شنطة رمضان بخلاف الأضاحي السنوية. ثم أنشأت مؤسسة »?ضنايا» ليحظي أطفال مرضي السرطان ومرضي جهاز المناعة
برعايةٍ خاصةٍ وجعلت لمحو الأمية نصيبًا وافرًا، فالجهل والعوز من أهم أسباب المرض والحمد لله تم افتتاح 40 فصلا في العشوائيات أيضًا نقوم بمهمة توصيل المياه النقية إلي القري النائية وفي كل قرية ننشئ فصلًا لمحو الأمية وجارٍ تجهيز مستشفي الباقيات الذي يتسع لعلاج أكثر من 500 شخصٍ، ولكننا بحاجةٍ إلي مساندة أهل الخير بتبرعاتهم لاستمرار نشاطنا واستكمال مشروعاتنا والانتهاء من المستشفي الذي سيكون من المستشفيات النادرة في تخصصه، فليس هناك مستشفي متخصص في رعاية مرضي الألزهايمر وأمراض الشيخوخة بصفةٍ خاصةٍ وأيضًا تسكين الألم والحمد لله بالبركة تجد القليل كثيرًا عندما تصدق النيات الطيبة تفتح لها القلوب والأبواب وكما ذكرت فقد جاءت فكرة الباقيات الصالحات من منطلق أن نجعل لأنفسنا مدخرًا طيبًا من رزق الله يبقي ويدوم، ويقول الحبيب صلي الله عليه وسلم أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطًا في سبيل الله، ورجل علم علمًا فأجره يجري عليه ما عمل به ورجلٌ أجري صدقةً فأجرُها يجري عليه ما جرت عليه، ورجل ترك ولدًا صالحًا.
أي الأعمال الخيرية بدأتم بها هذه النشاطات، ولماذا؟
- في البداية استوقفتنا الأبوة الواهنة والطفولة الزابلة، الأبوة التي ظلت تتدفقُ عطاء طهورًا لبنيها، فإذا بنا نري الكبار في الطرقات بلا مأوي إنهم آباء الشوارع الذين يُزاحمون أطفال الشوارع، فكانت هذه بداية إنشاء الضيافة للرجال والنساء وهالنا العدد الذي يفوق سعة الدار، وبتوفيق الله تم إنشاء مجمع الباقيات وأنا عندما أنظر إلي المجمع من شرفة منزلي أقول: »?سبحان الله..والحمد لله» فسبحان الله أن أتممت هذا الحلم وأصبح واقعًا بين عيني وأيضًا الحمد لله علي نعمة التوفيق، وعودة للسؤال قد يكون هناك بعض الإجراءات التي تحتاج لتعديل ولكن علي المسئولين البحث عن التطوير وإزالة المعوقات وعلي أصحاب العمل الخيري إخلاص النوايا لله، وأظن الكثير منهم كذلك.
3 ملايين متطوع
رغم وجود عدد كبير من الجمعيات الخيرية في مصر، فإننا لا نري علاجًا حقيقيًّا لمشاكلنا المزمنة.. كيف تفسرين هذه المفارقة؟
- في مصر المطلوب كثير ورغم دور الحكومات والأعباء الملزمة بها، فإن هناك دورا مهما علي الجمعيات الخيرية والعمل الأهلي في مصر والذي ذكرت بعض التقارير أن هناك 3 ملايين متطوع بمصر في مجال العمل الأهلي بأنشطته الخيرية والإنسانية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن هناك عدم تنظيم لتلك الجهود بشكلٍ جيدٍ أيضًا مع عدم قيام كل جمعية من آلاف الجمعيات الموجودة بالدور الذي تم تأسيسُها من أجله، رغم أن العمل الأهلي والخيري كان له دورٌ كبيرٌ في التاريخ الإسلامي وحتي تاريخ الأمم غير المسلمه في نهضتها.. والعمل التطوعي في مجتمعِنا يستمد جذوره من تعاليمِ الإسلامِ الحنيف التي حضت علي التواد والتراحمِ، والتعاونِ والتّكافل، يقول الله: ? وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي ? ويقول: ? فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ? ويقول: ? وَآتَي الْمَالَ عَلَي حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ? (البقرة: 177).
لماذا لا يتم الاتفاق بين المؤسسات الأهلية وتحيا مصر لتوحيد المصارف في خدمة المشروعات القومية الكبري؟
- لا مانع من هذا، فقط إذا كان يخدم المجتمع بطريقة أحسن.
قوة ناعمة
رغم الجولات الخارجية المهمة لشيخ الأزهر فإن الواقع يؤكد وجود قصوراً واضحاً في عدم استغلال الطلبة الوافدين في دعم قضايانا ومواقفنا الوطنية؟
- يُسأل في هذا المسئولون.. ولكن أبناءنا الوافدين هم كنز لا بد من استغلاله لأنهم ينشرون الدين الوسطي في أكثر من مائة دولةٍ أتوا منها.. وهم أيضًا قوة ناعمة لمصر بلد الأزهر في امتداد العلاقات الطيبة مع كل هذه الدول.
يخوض الأزهر الشريف معركة وجود ضد قوي الأفكار المتطرفة والإرهاب غير أنه لم ينتصر في هذه المعركة حتي الآن.. برأيك ماذا ينقص هذا التوجه للقضاء علي التطرف الفكري؟
- لا يمكن مواجهة التطرف والانتصار عليه إلا بنجاحك أن تصل للشباب ويفهموا قول الله تعالي: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان لدينا علماء قادرون علي التعامل بلغة العصر وقادرون علي فهم الشباب ويستطيعون إقناعهم لكي يتم المراد النهائي وهو تصحيح المفاهيم المغلوطة في أذهان الشباب كمفهوم الجهاد والجزية التي ترفع رايتها الجماعات التكفيرية ونظرتهم للمجتمع وتصحيح أيضا الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة وتنزيل الأحكام في غير مواطنها بقصد استقطاب عناصر بدافع الغيرة علي الدين.. ويبقي الحل في أعداد الأئمة والدعاة إعدادًا جيدًا وتجديد لغتهم للتماشي مع لغة العصر وفتح باب الاجتهاد.. لا تطوير ولا تجديد لخطاب ديني من غير فتح باب الاجتهاد.
لم يقم بدوره
كيف تُقيمين واجب الإعلام الداعم لمواجهة التطرف الفكري ونشر الفكر الأزهري الوسطي؟
- لن يتم القضاء علي الفكر المتطرف إلا من خلال فكر مستنير ووسطي، والإعلام هو النافذة لنشر هذا الفكر، ولن نستطيع القيام بدورٍ فاعلٍ في مواجهة الإرهاب إلا إذا قام الإعلام بدور معرفي ودور تنويري، وأنا أري أن الإعلام حتي الآن لم يقم بدوره في التركيز علي أهمية تكوين العقل السليم والمعلومة الصحيحة ومواجهة الأفكار بالأفكار والبعد عن الآراء الشاذة.. الإعلام دوره تنوير العقول فهل هذا موجود الآن؟!!
يعتقد البعض أن حصر الفتوي والفقه في علماء الأزهر تجميدٌ لحرية الفكر والإبداع للأمة المسلمة ويُشبه المسلمين بأوربا في القرون الوسطي.. ما رأيك؟
- كان العلماء في عصر السلف الصالح، يُحاولون الابتعاد عن الإفتاء لأنه مسئولية كبيرة وأمانة سيتحملها أمام الله إلا أننا مؤخرًا شاهدنا المتصدرين للفتوي وازدياد عددهم يومًا بعد يومٍ، فالمتجرئون أصبحوا كثرًا سواء بعلمٍ أو من غير علمٍ، وهم يملأون الصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات، الأمر الذي أصبح »?فوضي» وشاهدنا اليوم من الفتاوي ما أضحك علينا العالم، وهؤلاء ظلموا أنفسهم وظلموا الإسلام .
الفقه القديم كان موافقًا لبيئته وظروف مجتمعه.. لماذا لا نجد الآن فقهًا إسلاميًّا يُراعي حال المُتلقي؟
- هذا هو المطلوب من العلماء تجديد الفقه وأحكامه ومراعاة ذلك لأن الفتوي تختلف باختلاف الزمان والمكان.
منذ الثورة حتي الآن يوجد صراعٌ خفي أحيانًا ومُعلن أحيانًا بين دعاة الحرية وبين بعض رجال الدين؟
- جاء الإسلام ليرفع من كرامة الإنسان من حيث هو إنسان فكرَّمه بالعقل وكفل لَهُ حرية التفكر وحرية الاعتقاد فالحرية في الفكر الإسلامي ضرورة من الضرورات الإنسانية وفريضة إلهية وتكليف شرعي واجب وليست مجرد حق »?من الحقوق، يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن هو أراد، وإذا كان الدين والتدين هو أغلي وأول ما يميز الإنسان، إلا أن الإسلام جعل هذا الأمر اختياريا فقال: »?لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، (البقرة:256».(قال يا قوم أرأيتم إن كنتُ علي بينةٍ من ربي وآتاني رحمةً من عنده فعُمِّيتْ عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون» (هود: 28).
»?ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعًا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين» (يونس: 99)، وبالتالي لا يُمكن المزايدة علي الإسلام ولا الحديث باسمه، فالإسلام دين الحرية ولكن حريتي لها سقفٌ ألا وهو مساس حرية الآخرين.
هل السجن علاجٌ لبعض المتجاوزين فكريًّا أم أن الفكر لا يُواجه إلا بالفكر كما يقول الأستاذ العقاد؟
- الفكر يواجه بالفكر، لكن عندما يُترجم الفكر لدماء وسلاح وألفاظٍ نابيةٍ فلا بد من الردع، وفي كل الأحوال لا بد من فكرٍ مستنيرٍ لمواجهة التطرُّف الفكري وحتمية تجديد الخطاب الديني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.