لا أدري لماذا تذكرت هذه الأيام فيلم »أرض النفاق« للفنان الراحل فؤاد المهندس قصة الأديب الكبير يوسف السباعي وسيناريو وحوار سعد الدين وهبه وتمنيت ولو للحظات أن أجد الرجل الذي يبيع حبوب الأخلاق.. لأشتري منه حبوب الصراحة وأقوم بإلقائهما في النيل كما فعل بطل الرواية.. وأخذت أحلم بماذا سيحدث في مصر إذا شرب المصريون مياه النيل الممتلئة بحبوب الصراحة؟! سنتغير جميعا وسيصبح كل منا لايفكر في شيء سوي عمله والاخلاص فيه... سوف يتعامل مع من حوله بتسامح وصدق... سوف يخلص في كل شيء يفعله مهما كان بسيطا لأنه سيفعله بصدق نابع من داخله. سيتوقف كل انسان في مصر عن الرياء والنفاق وسنجد أنفسنا جميعا في المدينة الفاضلة والتي دعا لها أفلاطون لكن أثناء رؤيتي لهذا الحلم الجميل... استيقظت فجأة علي نفاق ورياء مجموعة كبيرة من المصريين والذين يتعاطون صباح كل يوم علي الريق حبوب النفاق هؤلاء المنافقون اليوم معك وغدا ضدك... لايهمهم شيء سوي مصلحتهم الشخصية... وكيف يركبون علي الأخرين؟! للأسف شعرت بالصدمة وأنا أجد أغلب من حولي... يبتلعون حبوب النفاق يوميا حتي نفذت من عند تاجر الأخلاق... وأصبح مكانها خاويا بعد أن صار النفاق والكذب والرياء الايجابي يجري في شريانهم مع الدماء... حتي اصبحوا لايحتاجون لتلك الحبوب وعلي الرغم من ذلك فإن لدي شيء من التفاؤل أن نقف جميعا مع أنفسنا وأنا منكم لأنني لا أنكر إنني في يوم من الأيام إستعنت بتلك الحبوب حتي تسير مصالحي الشخصية. أتمني أن نتذكر أن هناك تجارة كاسدة لدي تاجر الأخلاق وتملأ مخازنه وهي حبوب الصراحة. أتمني أن يلتفت المصريون جميعا إلي تلك الحبوب حتي نتغير جميعا.