في لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع قيادات محافظة بورسعيد أكد الرئيس علي ضرورة رفع كفاءة وتطوير بحيرة المنزلة وإعادتها لسابق عهدها مؤكداً أن الدولة لن تسمح بأية تعديات علي البحيرة مرة أخري لأنها ثروة قومية. اهتم الرئيس بضرورة استغلال البحيرة اقتصادياً وسياحياً باستخدام أساليب جديدة وحديثة مبنية علي أسس علمية متطورة تضمن التطور الشامل بما يتوافق مع التصور الشامل لشكل الدولة الحديثة التي نتطلع إليها في المستقبل. والحديث عن بحيرة المنزلة حديث ذو شجون خاصة أنني أعرف جيداً هذا الملف وأعيش فيه قلباً وقالباً.. فهذه البحيرة عاشت علي ضفافها أقدم دولة مصرية عاصمتها "تنيس" وهي المنزلة حالياً وإذا كان الاسم القديم فرعونياً فإن الاسم الحديث إسلامي يرتبط بالصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي الذي دعا له عمرو بن العاص أن يبارك له الله في منزلته فكانت المنزلة.. وعلي ضفاف البحيرة وجدت أقدم حضارات مصر القديمة.. فرعونياً وإسلامياً.. من دمياط إلي الدقهلية إلي الشرقية وحتي بورسعيد أحدث المحافظات حول البحيرة.. ففي البحيرة جزيرة ابن سلام حيث عاش ومات الصحابي الجليل عبدالله بن سلام وعلي ضفافها الجمالية التي كانت محطة الاستراحة للانتقال من البحر الأحمر "حيث السويس" إلي البحر المتوسط "حيث دمياط" وبناها الوزير الفاطمي بدر الدين الجمالي وهي بذلك أقدم من عاصمة المحافظة المنصورة التي بناها السلطان الأيوبي أي بعد الدولة الفاطمية وكان علي ضفافها أيضاً صان الحجر وهي عاصمة فرعونية اسمها تانيس!! وبحيرة المنزلة لم تكن فقط أكبر بحيرة في مصر وفي المنطقة وموطن حضارة قديمة بل أيضاً كانت مورداً لأفضل الأسماك البحرية حيث كانت مرتبطة بالبحر المتوسط من خلال البواغيز وأذكر وأنا صغير أن الجمبري والكابوريا وأفضل أنواع السمك البحري كان يباع في بلدتي الجمالية بأرخص الأسعار!! وبعد إغلاق البواغيز عقب 1967 ثم مشروع تجفيف جزء من البحيرة في أواخر السبعينيات طالتها يد الإهمال ثم الفساد وبدأت الحرب ضد البحيرة حتي أصبحت مصدراً للمرض وأصبحت هذه المنطقة أكبر منطقة في مصر مصابة بالفشل الكلوي ناهيك عن بقية الأمراض.. وأصبح تجفيف البحيرة وبيع الأراضي تجارة رائجة معبرة عن حالة فساد كبيرة راح ضحيتها كثيرون في ظل وجود حيتان لم يقف أحد في مواجهتهم.. حتي جاء الرئيس السيسي وقرر تطهير البحيرة.. وزارها المهندس إبراهيم محلب وهو رئيس للوزراء ويعرف جيداً أبعاد المأساة هناك!! لقد تناقصت مساحة البحيرة أكثر من ثلاث مرات وأصبحت مساحتها الآن حوالي 125 ألف فدان وتعيش مأساة خماسية أولها الاهمال وعدم الاهتمام بنظافة مياهها التي يصب فيها خمسة مصارف أهمها بحر البقر الذي يحمل مياه الصرف الصحي للمنازل والمصانع في القاهرة والقليوبية والشرقية ويصب في البحيرة بما يصيب الناس بكل الأمراض وليس مصرف بحر البقر وحده بل هناك مصرف بحر حارس وبحر السرو وغيرهما.. وأذكر أنه كانت هناك طلمبات الأبرار وطلمبات السرو لتنقية مياه الصرف.. ولا ندري ما هو مصير كل الطلمبات علي المصارف الآن؟ المأساة الثانية: وهي اهمال البواغيز خاصة بوغازي الجميل وقناة الاتصال المتصلة بقناة السويس. مما يؤكد ضرورة الاهتمام بهذه البواغيز بما يسمح بدخول الكميات المناسبة من مياه البحر المتوسط وزريعة الأسماك البحرية التي غابت تماماً عن البحيرة. المأساة الثالثة: تناقص مساحة البحيرة يوماً بعد يوم بفعل التجفيف الجائر وتحويل الأرض إلي مساكن وأرض ومشروعات. المأساة الرابعة: هي اهمال البحيرة من خلال انشاء جزر صناعية تم استغلالها زراعياً وحيوانياً وتعيش فيها حالياً آلاف من رءوس الماشية. المأساة الخامسة: والأخطر أن أي اجراء سيتم لتصحيح الأوضاع في البحيرة سيكون له ضحايا كثيرون اشتروا أراض بعد تجفيف البحيرة ووضعوا في هذه الأراضي تحويشة العمر.. بل كل ما يملكون وأقاموا مشروعات حيوانية وصناعية مثل معامل الأجبان وصناعات علي الإنتاج الحيواني والزراعي في هذه المناطق وهؤلاء يملك بعضهم ما يثبت ملكيتهئهم وآخرون وهم الأغلبية لا يملكون هذه الاثباتات.. ومستقبلهم ومستقبل أبناءهم في مهب الريح!! القضايا الخمس لا تتعلق بمحافظة واحدة وإن كانت أكثر وضوحاً وخطراً في الدقهليةودمياطوالشرقية.. ما يستوجب تدخلاً إنسانياً قانونياً سمحاً لمعالجة آثار تلك المشكلة الخطيرة. وعندما تحقق الدولة خطتها الثنائية في تطوير بحيرة المنزلة ورفع كفاءتها فإنني أعتقد أنه من الضروري جداً أن نخلق مجتمعات صناعية وسياحية وزراعية حول البحيرة بحيث تكون منتجعاً سياحياً جاذباً. تطوير هذه المنطقة من بورسعيد إلي دمياط ثم من دمياط إلي المطرية دقهلية.. وكذلك من بورسعيد إلي الإسماعيليةوالشرقية يمكن أن يكون جذباً سياحياً داخلياً وخارجياً للاستمتاع بالطبيعة الخلابة في البحيرة والمزارع حولها والمناطق السياحية الأثرية في صان الحجر.. والمنزلة ومنزل حسني طوبار الذي واجه الحملة الفرنسية.. والجمالية التي واجهت الحملة وهزمتها شر هزيمة في البحر الصغير.. وصان الحجر وما حولها في دمياط حيث كانت تاريخاً كبيراً.. وميت الخولي عبدلا حيث تم أسر لويس التاسع قبل نقله إلي دار ابن لقمان في المنصورة. وبورسعيد ومنطقة الجميل وشطا حيث بطولات الجيش الشعبي المصري في مواجهة العدوان الثلاثي في بورسعيد ومنطقة بحر البقر التي شهدت الخسة والنذالة الإسرائيلية في ضرب مدرسة ابتدائية خلال حرب الاستنزاف التي كانت من أروع الحروب المصرية. المشروعات الاقتصادية إلي جانب السياحية يمكن أن تفتح أبواب رزق كبير لكثير من الناس خاصة الصيادين والفلاحين والمثقفين ناهيك عن إمكانية أن يفتح إمكانيات للتعاون والتنسيق بين محافظات أخري متجاورة خاصة الإسماعيليةوالسويس وكفر الشيخ وبقية محافظتي الدقهليةوالشرقية. أثق ثقة كبيرة في أن تطوير بحيرة المنزلة سيكون خطوة رائعة لصالح المواطن المصري ليس في المحافظات الأربع فقط ولكن في كل مصر..! وأعتقد أنها ستكون سريعاً وأسرع مما نتصور خاصة أنه يمكن ان نبدأ مرحلة التطهير والمصالحة مع الذين ظلمهم المغتصبون ثم تبدأ المشروعات التي أعتقد أنها ستحقق طفرة اقتصادية حقيقية في مصر. همس الروح * الحب غائب أم ضائع أم ميت؟ كل الطرق تؤدي إلي حقيقة واحدة هي أنه ليس هناك ثمة حب حقيقي في هذا الزمن!! * من يحب حقاً.. يملك قلباً.. ومن لا يملك قلباً.. لا يعرف الحب!! * لغة الروح صادقة.. ولغة الهوي مليئة بالأكاذيب. * كن صادقاً مع نفسك أولاً.. تصدق مع من حولك.. وتعرف من يحبك!!