مستشفي المطرية المركزي بالدقهلية أحد الصروح الطبية التي اقامتها وزارة الصحة لكنها كعادتها في كل المحافظات تركتها خاوية علي عروشها بلا أطباء ولا حتي فنيين لتشغيل الأجهزة الطبية الحديثة وصيانتها بصفة مستمرة.. المستشفي الذي تكلف أكثر من 60 مليون جنيه خارج نطاق الخدمة وفشل في تقديم خدمة طبية متميزة للمرضي الذين يقطعون عشرات الكيلومترات للوصول لأقرب مستشفي لتلقي العلاج المناسب وتحول المبني الذي يعتبر تحفة معمارية إلي نصب تذكاري يشهد علي سوء التخطيط والإدارة. يقول السيد إسماعيل إن الأهالي يعانون الأمرين نتيجة عدم وجود خدمة صحية مناسبة وكلما ذهبوا للمستشفي لا يجدون أطباء في العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية نتيجة للعجز الصارخ في كافة التخصصات الطبية والحل الوحيد المتاح هو قطع عشرات الكيلو مترات لمدينة المنصورة لتلقي العلاج وهو ما يضاعف من معاناة المرضي في الوقت الذي أقامت فيه وزارة الصحة مستشفي عملاقاً علي مساحة 10 آلاف متر مربع للتخفيف من معاناتنا لكن للأسف تحول لهيكل خرساني ومزار سياحي دون أن يقدم أي جديد للمنظومة الصحية أو المواطنين مشيراً إلي أن المستشفي كان من المفترض أن يقدم خدماته الطبية لأكثر من 200 ألف نسمة من أهالي المطرية وقري العصافرة حيث يمتهن 80% من السكان الصيد وهم دائماً معرضون للإصابة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد والكلي نتيجة التلوث من مصرف بحر البقر والمصانع التي تصب سمومها داخل البحيرة علي مدي سنوات طويلة. اضافت زينب خليل أنه يوجد بداخل المستشفي مبني طبي متميز علي مساحه 2000 متر تم افتتاحه في 2015 ويتكون من ستة طوابق للأقسام الداخلية ومبني للعيادات الخارجية علي ثلاثة طوابق وبلغت تكاليف انشاوئه 44 مليون جنيه وتم تزويده بأحدث الأجهزة الطبية بتكلفة 16 مليون جنيه إلا أنه لا يعمل بكامل طاقته نتيجة للعجز الصارخ والشديد في جميع التخصصات الطبية والطريف أن جميع الاطباء الذين يعملون بالمستشفي ليسوا من القوة الأساسية بل هم منتدبون بصفة مؤقتة من خارج المدينة وجميعهم من حديثي التخرج وخبراتهم لا تتناسب مع الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة كما يعاني المستشفي نقص العمالة الفنية المتخصصة لتشغيله حيث يبلغ عدد العمال بالمستشفي "24" فنياً وعاملاً منهم 9 عمال بالمطبخ بينما يحتاج المستشفي علي الأقل إلي 73 فنياً وعاملاً حسب تقرير إدارة التفتيش المالي والإداري. قال السد عيد سيجر إن المستشفي يئن ويتوجع منذ زمن طويل فلا يوجد به أطباء اساسيون لاقسام الجراحة العامة والحميات والمتوطنة والكلي الصناعي والأطفال والعظام والروماتيزم والتأهيل والأنف والأذن والتخدير والأشعة والأوعية الدموية والقلب وهو ما أكده تقرير ادارة الجودة بالمستشفي وقد سبق أن أصدر الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية السابق قراراً باعتبار مستشفي المطرية من المستشفيات النائية لإلزام الأطباء الذين يرغبون في الترقي بالعمل بداخله لفترة لا تقل عن ستة أشهر إلا أن القرار لم يتم تفعيله مشيراً إلي أن قسم الغسيل الكلوي بالمستشفي هو الوحيد بالمستشفي الذي يقدم خدماته للمرضي بعد تنفيذ محطة التنقية والشبكات وتوفير الكوادر البشرية حيث يوجد فردان من الفنيين لمتابعة التشغيل والصيانة وشركة للصيانة تقوم بالمرور شهرياً علي الأجهزة والمحطة. اشار أحمد حسن جبن إلي أنه تلاحظ أثناء زيارته للمستشفي وجود أعمال تخريب وسرقة للأدوات الصحية لعدم وجود رقابة عليها كما يقوم البعض بالقاء النفايات الطبية بخطوط الصرف الصحي مما يسبب خطراً كبيراً علاوة علي انسداد الشبكة وهو ما حدث كثيراً وتم معالجته اكثر من مرة بمعرفة الجمعية التعاونية للإنشاء والتعمير وقامت ادارة المستشفي بتحويل المسئولين عن ذلك للشئون القانونية كما يعاني المستشفي عدم وجود عمالة فنية لتشغيل أجهزة التكييف المركزي ويتم التشغيل عشوائياً مما يؤدي لكثرة الاعطال ويشكل خطورة داهمة علي الحضانات وغرف العمليات والإفاقة والعناية المركزة. قال السيد القرعة ان ادارة الورش والصيانة بمديرية الصحة أوصت بضرورة توفير العمالة الفنية وسرعة التعاقد مع الشركات الموردة للأجهزة والمعدات بالمستشفي لاجراء الصيانة الدورية حرصاً علي المال العام وتخفيض معدلات الإهلاك ومنعاً لحدوث كوارث أو حوادث نتيجة لسوء التشغيل من العمالة غير المدربة وغير المتخصصة.