مستشفي الهلال الأحمر بميت عقبة. بعد أن كان بارقة أمل للمرضي. حيث يخدم القطاع الأكبر من أبناء الجيزة من محدودي الدخل والمحافظات المجاورة. خاصة محافظات شمال الصعيد. توقف العمل به منذ أكثر من عشرة شهور. رغم أنه أحد المؤسسات العلاجية التي تمول ذاتياً. وتخضع لإشراف ورقابة وزارة الصحة. وتكلف إنشاؤه ثلاثين مليون جنيه. المستشفي مكون من خمسة طوابق بسعة 120 سريراً. وبه عيادات خارجية وداخلية وجناح للعمليات وحضانات وعناية مركزة ووحدة غسيل كلوي. كل هذا توقف بسبب إضراب العاملين بعد مطالبتهم بضم المستشفي لوزارة الصحة والنتيجة أن تحول الصرح الطبي العملاق المجهز بأحدث التجهيزات الطبية إلي مبني. أقرب مستشفي في البداية يقول محمد مصطفي.. سمكري: عندما افتتح استبشرنا خيراً. وبالفعل تم تشغيله. وكان محدودو الدخل يعتمدون عليه لأسعاره الرمزية. ووجود مختلف التخصصات به. خاصة أن أقرب مستشفي للمنطقة هو مستشفي إمبابة العام. ويبعد عنا كثيراً. مما يجد المرضي مشقة كبيرة في الذهاب إليه. وفوجئنا بتوقف العمل بالمستشفي. وتضيف آمال صالح.. ربة منزل: أن المستشفي كان به وحدة غسيل كلوي. وعندما توقف تم تحويل المرضي إلي مستشفيات أخري بعيدة. خاصة أن أغلب المرضي من سكان المنطقة. ومنهم من وجد مكانا بمستشفي آخر. ومنهم من لم يسعفه حظه في العثور علي مكان. مما أجبره إلي إجراء عملية الغسيل علي نفقته الخاصة. ويتساءل علي محمد.. موظف: لصالح مَن يتم إغلاق مستشفي كبير يقدم خدمات طبية للمرضي لأكثر من عشرة أشهر. لتتوقف الأجهزة والمعدات الطبية. مما أحدث بها الكثير من التلفيات وتحتاج إلي أموال كثيرة لصيانتها؟!! بنك دم ويطالب محمود عبداللطيف بسرعة إعادة تشغيل المستشفي بكامل طاقته مرة أخري. لرفع المعاناة عن المرضي. حيث يخدم المستشفي شريحة كبيرة من سكان الجيزة الذين كانوا يعتمدون عليه لانخفاض أسعاره عن المستشفيات الخاصة التي لا يستطيع المرضي تحمل نفقاتها. ويشير إلي أن المستشفي كان يتميز بأنه من أكبر المستشفيات المتخصصة للأطفال بعد مستشفي أبوالريش. إلي جانب احتوائه علي بنك للدم. ويضيف سيد حمدي.. محام: أن المستشفي يعد صرحاً طبياً عملاقاً لخدمة الأطفال مرضي الدم. والحضَّانات لأطفال الصفراء. والأطفال المبتسرين. وكان يعتمد عليه أهالي المنطقة بشكل كلي. قالت إحدي العاملات بالمستشفي.. رفضت ذكر اسمها.. إن السبب الرئيسي لاحتجاج زملائها. والمطالبة بالحصول علي حقوقهم المالية والمعنوية ونقل تبعيتهم من جمعية الهلال الأحمر إلي وزارة الصحة. لعدم صرف مستحقاتهم. بالإضافة إلي تثبيت جميع العاملين مما أوقف العمل بالمستشفي. 30 مليون جنيه سيد عمر.. المدير المالي للمستشفي.. يقول: إن المستشفي بني عام 2001 وكان عبارة عن وحدة صحية. وبعد صدور قرار من المجلس المحلي للجيزة بتحويله إلي مستشفي تم بناؤه بتبرعات رجال الأعمال. ويقع المستشفي في منطقة ميت عقبة علي مسطح ألف متر مربع. وتصل التكلفة النهائية للمستشفي نحو 30 مليون جنيه. وبه حوالي 120 سريراً. ويضيف أن المستشفي به عيادات داخلية وخارجية منهما عيادة لرعاية الأطفال المبتسرين مزودة بأحدث الأجهزة المتطورة وبه حضَّانات علي أعلي مستوي. ثابتة ومتنقلة.. لتستقبل جميع حالات الأطفال المبتسرين وحديثي الولادة الذين يعانون من نقص النمو وحالات الصفراء الوظيفية. والتشوهات الخلقية بالجهاز التنفسي والهضمي ومواليد الحمل الخطر. مثل السكر وارتفاع ضغط الدم. وتسمم الحمل.. ويشرف علي العيادة مجموعة من كبار أساتذة الجامعات والمتخصصين علي مدار 24 ساعة. بالإضافة إلي غرفة عناية مركزة. كما يضم المستشفي جناح للعمليات يضم 4 غرف عمليات كبري. ملحق بهم غرف الإفاقة التي تم تجهيزها وإعدادها طبقاً لأحدث الوسائل العلمية والطبية. إضراب يوضح سيد عمر ان المستشفي مر بظروف صعبة للغاية وتوقفت عن العمل فبعد قيام الثورة قامت هوجة المطالب الفئوية واضرب العاملون به وطالبوا بضمها إلي وزارة الصحة وهذا لا يجوز لانها تتبع جمعية الهلال الأحمر وقالت وزارة الصحة وقتها انها لا تستطيع نقل تبعيتها وكذلك وزارة التضامن واجه المستشفي محاولات كثيرة من جماعة الإخوان المسلمين للاستيلاء عليه ولكن الجمعية تصدت واستوعبت مطالب العاملين والتزمت برواتب العاملين. يضيف اننا طوال الفترة السابقةقمنا بعمل العديد من الاجتماعات لاعادة تشغيل المستشفي مرة اخري وبالفعل سيتم إعادة تشغيله خلال الأيام القادمة حيث اننا نقوم الآن بأعمال الصيانة في المستشفي والأجهزة فكثير من الأجهزة تعطل بسبب فترة التوقف وبدأنا في التعاقد مع الأطباء وتمريض. التزامات مالية الدكتور عبدالله عليوة مدير المستشفي بالرغم من توقف العمل بالمستشفي الا ان خدمات نقل الدم لأطفال التأمين الصحي من شمال الصعيد لم تتوقف ابداً علي الرغم من الالتزامات التي كانت علينا من دفع فواتير المياه والكهرباء ووصول نسبة مديونية التأمين الصحي إلي مليون ونصف المليون تحملنا المسئولية واستمررنا في خدمات نقل الدم للاطفال. مضيفا ان المستشفي سيتم اعادة تشغيله قريباً وبأسعار رمزية وحالياً تجري صيانته وقد انتهينا من صيانة قسم الكلي تمهيداً لاستقبال المرضي كما ان العيادات تعمل بكامل طاقتها وعودة العمل في العيادات الخارجية في مختلف التخصصات.