أزمة كبيرة تعاني منها حضانات الأطفال المبتسرين ويجد محدودو الدخل والبسطاء معاناة شديدة إذا ما رزقوا بأطفال ناقصي النمو لقلة حضانات المستشفيات الحكومية وارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة. والسبب هو النقص الواضح في أعداد هيئة التمريض وعزوف الممرضات عن العمل بالمستشفيات الحكومية لضعف الرواتب والمكافآت. ناهيك عن قلة الحضانات الموجودة بها مقارنة بالأعداد المتزايدة للمواليد يوماً بعد الآخر. توفير الحضانات والتمريض مسئولية وزارة الصحة والهيئة العامة للمستشفيات الجامعية والمعاهد التعليمية وثمة مطالب لمضاعفة الأجور للممرضات وزيادة عدد الحضانات وإلزام خريجات دبلوم التمريض بالعمل فترة التكليف ورفض مبلغ الغرامة الذي يدفعنه عوضاً عن القيام بالعمل بأحد المستشفيات الحكومية مدة هذا التكليف وغيرها من الحلول التي طرحها بعض الاستشاريين والمسئولين والممرضات الذين التقتهم "المساء" في التحقيق التالي: * يقول د. عصام توفيق - مدير مستشفي الجلاء للولادة واستشاري أمراض النساء والتوليد -: قرر وزير الصحة د. محمد مصطفي تزويد قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفي الجلاء ب 50 حضانة من ميزانية الوزارة لتلبية الطلب المتزايد علي المستشفي من محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة. أضاف د. توفيق: لابد من توفير ممرضات لتشغيل الحضانات اذا أردنا حل مشكلة عدم وجود حضانات للأطفال المبتسرين. ورغم ان مستشفي الجلاء به مدرسة تمريض فإنه يعاني عجزاً في عدد الممرضات خاصة بقسم الأطفال حديثي الولادة. فهناك 45 حضانة بالقسم المجاني يعمل منها 25 فقط بسبب العجز في الممرضات بالاضافة إلي ان هناك 10 حضانات أخري تعمل بالقسم الاقتصادي وهذا العدد لا يكفي لمواجهة الحالات المترددة علي المستشفي يومياً باعتباره من أكبر مستشفيات الشرق الأوسط في الولادة منذ العام .1934 أكد ضرورة توفير أكياس الدم. لسد العجز وتلبية الاحتياجات الفعلية للأمهات اللاتي يتعرض بعضهن للنزيف المستمر أثناء الولادة وقد ينتهي بوفاتهن. يقول د. توفيق: توليت إدارة مستشفي الجلاء منذ أسبوع واحد ولدي خطة لتحويله لمعهد عالمي يسهم بدور أكبر من الناحية التعليمية والبحثية وان يشارك المستشفي في أبحاث عالمية رغم ضعف التمويل الذي يعد عائقاً في طريقة تنفيذ هذه الخطة لكنني سأحاول تخطي هذه العقبة اعتماداً علي الاتصالات الشخصية الطيبة مع الجامعات والمؤسسات البحثية وشركات الأدوية. يوضح الدكتور أحمد سامح فريد وزير الصحة الأسبق ان مشكلة الحضانات تتعلق بعدم توافر أعداد كافية من الممرضات بدليل ان هناك عشرات الحضانات مركونة في مخازن مستشفي قصر العيني دون تشغيل وتوفير الحضانات ليست هي المشكلة بل عدم توافر كوادر التمريض تقوم بتشغيل هذه الحضانات التي يصل ثمن الواحدة إلي 120 ألف جنيه ويأتي كثير منها للمستشفيات الحكومية تبرعات من أهل الخير ورجال الأعمال. اضاف د. سامح: هناك عوامل عديدة تجعل الممرضات يهربون من العمل في أقسام الأطفال المبتسرين منها ضعف الأجور وعدم وجود مكافآت وحوافز تضاهي ما يتم صرفه في أقسام المبتسرين بالمستشفيات الخاصة والعيادات ولابد ان توفر وزارة الصحة ممرضات وأطباء متخصصين ومدربين للعمل بأقسام المبتسرين إلي جانب توفير الحضانات المطلوبة حتي لا يموت الأطفال الرضع بسبب عدم توافر الحضانات بالمستشفيات الحكومية. يؤكد الدكتور عبدالناصر صقر وكيل أول وزارة الصحة بمحافظة الجيزة ان العجز في الحضانات بالمستشفيات يرجع إلي نقص كوادر التمريض المدربة التي تستطيع تشغيل الحضانات بدليل وجود حضانات لا تعمل ببعض المستشفيات وخلال 6 شهور سيتم افتتاح مستشفي الوراق بتكلفة 26 مليون جنيه وسيكون به قسم خاص للاطفال حديثي الولادة يضم 30 حضانة بالاضافة لتوفير أطقم تمريض لتشغيله وفي حالة عدم وجود حضانات شاغرة بالمستشفيات الحكومية يتم تحويل الحالات إلي الجمعية الشرعية بمسجد الاستقامة بميدان الجيزة والتي تضم 50 حضانة بتمويل من أهالي الخير ورجال الأعمال. أضاف د. صقر: سيتم افتتاح مستشفي الحوامدية العام في ابريل القادم ويضم قسماً خاصاً للاطفال المبتسرين و30 سرير عناية مركزة كما سيتم افتتاح أقسام جديدة بمستشفي أم المصريين منها قسم للأطفال حديثي الولادة وأيضاً يتم حالياً الانتهاء من استكمال بناء مستشفي الصف بالجيزة وبه قسم للولادة لمواجهة الاعداد المتزايدة من الاطفال الرضع الذين يحتاجون للحضانات وأجهزة السريفو. أما د. علي الجيار استشاري قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفي الجلاء فيقول: نحاول التغلب علي مشكلة نقص الممرضات بالتعاقد مع ممرضات خارج المستشفي وصرف مكافآت خاصة لهن. أضاف: مشكلة نقص الحضانات ترجع لزيادة عدد المواليد وقلة الحضانات والممرضات بأقسام المبتسرين بالمستشفيات حيث يستقبل مستشفي الجلاء مثلاً 70 مولوداً يومياً. ويتم تحويل كثير من الحالات لمستشفيات أخري بسبب عدم وجود حضانات شاغرة.. أما بالنسبة للحالات الخطيرة فيجري تقديم الاسعافات الأولية وتوفير حضانة لها ووضعها علي جهاز التنفس الصناعي لصعوبة نقلها خارج المستشفي. تشير د. عواطف عاطف - مشرفة قسم الحضانات المجاني بمستشفي الجلاء - إلي ان مرتب الممرضات 250 جنيهاً وتتقاضي مشرفات التمريض 500 جنيه في حين ان المستشفيات الخاصة تتعدي أجور الممرضات فيها ألف جنيه وبعد 10 سنوات من العمل في قسم الأطفال حديثي الولادة المرتب بالحوافز الشهرية لا يصل إلي 800 جنيه رغم المجهود الكبير والاشراف علي 6 حضانات لكل ممرضة بالمخالفة لمعايير الجودة بوزارة الصحة والتي تحدد حضانتين فقط لكل ممرضة تتولي الاشراف ومتابعة حديثي الولادة بها. تؤكد د. عواطف انه لابد من توفير ممرضات حتي يستطيع مستشفي الجلاء تشغيل أكثر من 25 حضانة لا تعمل والمشكلة هي عدم وجود ممرضات والهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية هي المسئولة عن توفير ممرضات للمستشفيات الحكومية التابعة لها وطالبت بإلغاء قيام بعض الممرضات خريجي دبلوم التمريض بدفع 3 آلاف جنيه غرامة لعدم القيام بالتكليف الخاص بهن. يقول الدكتور حسام عاشور استشاري مساعد بقسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفي الجلاء للولادة حتي يتم حل مشكلة عدم الحضانات للأطفال حديثي الولادة فلابد من توفير تبرعات من رجال الأعمال لشراء حضانات وأيضاً توفير مكافآت مميزة للتمريض بقسم الأطفال المبتسرين تعادل ما توفره المستشفيات الخاصة مع ضرورة تحديد حصة من خريجات دبلومات التمريض بالمدرسة الملحقة بمستشفي الجلاء للعمل في المستشفي فور التخرج بدلاً من توزيعهن علي المستشفيات الأخري. يوضح الدكتور صابر وهيب أستاذ جراحات الأطفال بكلية الطب بجامعة الاسكندرية ان وحدة جراحة الأطفال بمستشفي الشاطبي بالاسكندرية تعاني نقصاً في الحضانات حيث لا يوجد بالوحدة إلا 12 حضانة فقط في حين انها في حاجة لتوفير 76 حضانة لانها تستقبل أطفالاً من الاسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ. كما تضم وحدة الاطفال المبتسرين نحو 150 حضانة تعمل منها 60 حضانة فقط بسبب العجز في التمريض ورفض كثير من الممرضات العمل في قسم الاطفال المبتسرين بسبب قلة وضعف العائد المادي. طالب د. صابر بزيادة أعداد الحضانات في وحدة جراحة الأطفال وناشد رجال الأعمال تقديم تبرعات لشراء حضانات أو دفع مكافآت مجزية للتمريض حتي يقبلن علي العمل بقسم الأطفال المبتسرين. أكد ان 25% من حالات الأطفال الرضع يموتون سنوياً بسبب نقص الحضانات في مستشفي الشاطبي أو عدم وجود أعداد كافية من التمريض لتشغيلها. أكد د. صابر ان المستشفي يستقبل سنوياً 3500 حالة من الأطفال الرضع ما بين تشوه خلقي بسيط وتشوه خلقي معقد. وكثير من الحالات تتعرض للوفاة بسبب نقص الحضانات في وحدة جراحة الأطفال. كما ان ثلثي الحضانات لا تعمل في قسم الأطفال المبتسرين بسبب نقص التمريض رغم توافر أعداد كبيرة من الأطباء المدربين المتخصصين علي أعلي مستوي. تقول فاطمة مهني - ربة منزل -: ابنتي منذ 29 يوماً وهي موضوعة علي جهاز السريفو وكل الخدمات الطبية المقدمة مجانية بمستشفي الجلاء ومسموح فقط للأب والأم بدخول قسم الأطفال المبتسرين للاطمئنان علي أطفالهما. تؤكد سميرة سالم - موظفة - ان ابنها بالحضانة منذ 4 أيام والقسم الاقتصادي يكلف 180 جنيهاً يومياً للحضانة وأنها تحصل علي رعاية طبية جيدة وأدوية مجانية ومحاليل. وتوضح نجاة محمد - ربة منزل - ان ابنتها في الحضانة بالقسم المجاني منذ أسبوع ولم تدفع إلا ثمن تذكرة دخول مستشفي الجلاء وان زوجها عامل دخله محدود ولا تستطيع ادخال ابنتها في القسم الاقتصادي بالمستشفي. تقول زينب فتحي - ربة منزل -: لم نجد مكاناً في الحضانات وحالة ابني كانت خطيرة وبعد ساعة تم توفير مكان في القسم الاقتصادي بصعوبة. بينما تؤكد انشراح نمر - مشرفة تمريض بمستشفي الجلاء للولادة - ان هناك حضانات لا تعمل بسبب نقص أعداد التمريض ولابد من صرف أجور وحوافز مميزة للممرضات خاصة في أقسام الأطفال المبتسرين لأن هذا القسم يحتاج إلي تمريض مدرب تدريباً عالياً وخبرة في متابعة الحضانات لأن الممرضة مسئولة عن أرواح الأطفال حديثي الولادة سواء داخل جهاز السريفو أو الحضانات.