جاءت الرسالة من الديار الجيزاوية. ارسلها عدد من عمال المطابع الأميرية يطالبون بمحاسبتهم بطريقة تناسب جهودهم المضنية ومهاراتهم الفنية. ولابأس أن نمر علي قصة مطبعة مصر الرسمية التي بدأت علي الضفة الشرقية وانتقلت الي الغربية ومن قبلها مطبعة الحملة الفرنسية ومخترع حروف الطباعة الذي نسي كتابة اسمه علي أول كتاب. ولم يجن شيئا من اختراعه الذي غير مجري حياة الانسانية. نشرت هذه الرسالة في 14/2/1999 تحت عنوان "عمال التسطير يطلبون الانصاف بتوقيعات عدد من عمال هيئة المطابع الاميرية - امبابه - جيزة. قالوا انهم يقومون بدور كبير في طباعة الكتب وتتم محاسبتهم بطريقة لاتتناسب مع جهدهم وامكانياتهم وخبراتهم. ناشدوا المسئولين التدخل لانصافهم. بدأت الطباعة في مصر خلال الحملة الفرنسية 1798-1801 حملت معها ثلاث مطابع استخدمتها في طباعة المنشورات للمصريين وجنود الحملة وايضا في اصدار الصحف.. اصدرت صحيفتين بالفرنسية الاولي لوكورييه دي ليجبت "البريد المصري" 29/8/1798 ولاديكاد اجبسيان "العشرية المصرية" لانها كانت تصدر كل عشرة أيام وهي صحيفة المجمع العلمي الذي أنشأته الحملة لدراسة احوال البلاد "اكتوبر 1798" وتم جمعه فيما بعد في كتاب وصف مصر. كما قرر القائد الثالث للحملة "مينو" بعد نابليون وكليبر اصدار جريدة باللغة العربية باسم "التنبيه" يرأس تحريرها الشيخ الخشاب احد علماء الأزهر الشريف لكنها لم تصدر. ظهرت أول مطبعة مصرية "مطبعة بولاق" في عصر محمد علي 1805 - 1848 سنة 1820 وكان اول كتاب اصدرته قاموس عربي - ايطالي وفي مكتبة الاسكندرية معرض للطباعة في مصر انشئ سنة 2004 به بعض الات المطبعة والعدد الاول في جريدة الوقائع المصرية "أول جريدة مصرية" 3 ديسمبر .1828 وفي عهد الخديوي اسماعيل 1863-1879 حملت اسم المطبعة السنية بعد ضمها للدائرة السنية "الخديوية". وفي عهد الخديوي توفيق 1879 - 1892 عادت للحكومة باسم مطبعة بولاق الأميرية وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني 1892-1914 حملت إسم المطبعة الأميرية بالقاهرة .1905 تقرر ضمها الي وزارة الصناعة بعد انشائها 1956 واصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بانشاء الهيئة العامة للمطابع الأميرية. وتم انشاء المبني الجديد 1958 علي ارض مشتل التنظيم بامبابة علي الناحية الاخري في النيل. ظهرت أول صحيفة مصرية 1828 باسم الوقائع المصرية وتم توزيعها علي افراد الجيش وموظفي الدولة وطلاب البعثات من رؤساء تحريرها رفاعة رافع الطهطاوي والاستاذ الامام محمد عبده ومن كتابها سعد زغلول قائد ثورة 1919 وخريج الازهر الشريف. وقبل الوقائع ظهرت تجربة لصحيفة شهرية هي جرنال الخديوي يحمل رئيس تحريره لقب جرنال ناظري "ناظر التقرير" وكان للجرنال مقر اساسي بالقاهرة ومكتب في الوجه البحري واخر في الوجه القبلي يعرض احداث الشهر علي الوالي وكبار المسئولين. كانت الوقائع المصرية صحيفة تشمل الاخبار والمقالات والقطع الادبية والشعرية وطبعت بمطبعة بولاق.. وتحولت مطلع القرن العشرين إلي جريدة رسمية تنشر بها القوانين والقرارات واستمرت في نشر وقائع جلسات البرلمان ونتائج الثانوية العامة. حتي اواسط القرن العشرين. صاحب اختراع الطباعة في العالم هو الالماني يوحنا جوتنبرج 1398-1468 صنع الحروف المنفصلة .1436 طبع الكتاب المقدس 1447 ونسي كتابة اسمه عليه ولم يربح شيئا من اختراعه رغم الثورة العلمية التي أحدثها في شتي المجالات تسللت الطباعة تدريجيا الي مدن أوروبا روما 1465 البندقية "فينسيا" 1469 باريس 1470 برشلونة 1471 ولندن .1474 واتجهت المطبعة الي الشرق فدخلت الاستانة عاصمة الدولة العثمانية سنة 1551 في عهد السلطان سليمان الاول القانوني 1520-1566 وظهرت في لبنان 1610 وفي حلب بسوريا 1706 وتتحدث الروايات التاريخية عن ظهور علم الطباعة في كوريا قبل اختراع جوتنبرج ومحاولات في الحضارات القديمة الصينية والمصرية القديمة وبلاد الرافدين بالطباعة بطريقة الاختام الحجرية التي يتم نقلها علي الورق. ارجو ان تكون مشكلة عمال التسطير بهيئة المطابع الأميرية وان يكونوا مع سائر العاملين بالهيئة وعموم الجيزة وبولاق في أحسن الأحوال.