لم ينجح أحد، نتائج الحصر العددي بالدائرة الرابعة في إبشواي بالفيوم    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    الجيش الأمريكي: مقتل 4 أشخاص في غارة على سفينة يشتبه أنها تنقل المخدرات    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    إعلام فلسطيني: زوارق وطائرات جيش الاحتلال تطلق نيرانها على ساحل خان يونس    استمرار عمليات تجميع الأصوات داخل اللجان العامة في سوهاج.. فيديو    محمد موسى: الاحتلال يثبت أقدامه في الجولان... والتاريخ لن يرحم الصامتين    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص بتسمم في المحلة الكبرى إثر تناولهم وجبة كشري    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    صفر صوت ل 20 مرشحًا.. أغرب لجنتي تصويت بنتائج الفرز الأولية للأصوات بانتخابات النواب بقنا    وزير العدل يلتقي وفداً من ممثلي مصلحة الخبراء    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    الدفاعات الأوكرانية تتصدى لهجوم روسي بالمسيرات على العاصمة كييف    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    كرة سلة - سيدات الأهلي في المجموعة الأولى بقرعة بطولة إفريقيا للاندية    كيف يقانل حزب النور لاستعادة حضوره على خريطة البرلمان المقبل؟    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    ترامب يستضيف توقيع اتفاقية سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    مراسل "اكسترا": الأجهزة الأمنية تعاملت بحسم وسرعة مع بعض الخروقات الانتخابية    أحمد سالم: مصر تشهد الانتخابات البرلمانية "الأطول" في تاريخها    انسحاب 4 دول من مسابقة «يوروفيجن 2026» وسط خلاف بشأن مشاركة إسرائيل    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    دار الإفتاء تحذر من البشعة: ممارسة محرمة شرعا وتعرض الإنسان للأذى    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    وزير الصحة: أمراض الجهاز التنفسي تتطلب مجهودا كبيرا والقيادة السياسية تضع الملف على رأس الأولويات الوطنية    ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح    صحة مطروح: إحالة عاملين بإدارتي الضبعة والعلمين إلى التحقيق لتغيبهم عن العمل    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عبد النعيم‮ ‬يفتح الكشكول
ويُنقِّب في دفتر أحوال‮ ‬مصر‮ ‬
نشر في أخبار الحوادث يوم 09 - 07 - 2016


قبل التنقيب‮ :‬
تطرق عبد النعيم إلي رحلة الصحافة المصرية منذ البداية‮ ‬بظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي‮ ‬،‮ ‬وكيف كانت انجازا حضاريا علي‮ ‬يد الألماني‮ ‬يوهان جوتنبرج‮ ( ‬1397‮ ‬‮ ‬1468‮ ‬م‮ ) ‬بديلا عن استخدام النسخ اليدوي لعدد محدود من النسخ التي لاتعني الانتشار وتظل مقصورة علي عدد محدود من القراء وغالباً‮ ‬تقتصر علي طبقة النبلاء والتلاميذ أو توضع في قصور السلاطين‮.. ‬ومع الاقتصار علي النسخ اليدوي تأخرت الصحافة والكتاب عن الدول الأوربية لا سيما بعض المحاولات الأوربية البسيطة لنشر الكتب العربية بأول مطبعة عربية في مدينة فانو بايطاليا‮ ‬،‮ ‬والتي اهتمت بالكتب ذات التعاليم الكنسية‮ .. ‬
وسرعان ما انتشرت‮ ‬المطابع بدول أوربا حتي وصلت إلي الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية من أوائل دول الشرق بعدها إيران ودول الشام‮ ..‬
وقد عرفت مصر المطبعة مع قدوم الحملة الفرنسية‮ ‬1798‮ ‬علي مصر واهتمام نابليون بونابرت بالمطبعة والصحافة وقد أصدر نابليون صحيفتين‮ ‬عندما قاد حملته علي ايطاليا‮ ‬1789‮ ‬ 1798 م وكان شديد الولع بالصحافة‮ ‬يكتب المقالات الصحفية وهو ضابط صغير في باريس‮ .. ‬وكانت حملته تدرك أن المطبعة والصحافة تعني الانتشار السريع للتعليمات والأوامر ويمكن من خلالها تزيف الوعي العام ونقل المبررات للرأي العام لتسهيل حملته دون مقاومة مما‮ ‬يعني أن الغرض من اهتمام نابليون بالطباعة ليس نشر الثقافة وتشكيل الوجدان الشعبي ولكن لغرض‮ ‬سياسي بحت‮ .. ‬فحين اقتحم نابليون ثغر الاسكندرية وزع رجاله المنشورات السياسية التي جهزها سابقاً‮ ‬و اهتم بتزويد المطبعة بأحرف الكتابة العربية والتركية والفرنسية واليونانية قاصدا كل الطوائف التي تعيش في ذلك الوقت بمصر‮ ‬،‮ ‬وبعد استقراره وضعت المطبعة بحي السيده زينب‮ ( ‬المطبعة الأهلية‮ ) ‬بيت السناري حاليا‮ .. ‬اصدرت الحملة الفرنسية صحيفة‮ ( ‬بريد مصر‮ ) ‬كبداية لظهور الصحافة في مصر‮ ‬،‮ ‬وإن كان لايمكن اعتبارها تجربة صحفية متكاملة حيث اقتصرت علي تغطية أخبار الحملة ونقل التعليمات والزيارات للقادة باللغة الفرنسية وكانت البداية الأولي التي‮ ‬يمكن أن نؤرخ بداية معرفتنا بالصحافة المطبوعة‮ .. ‬وإن اختفي الشكل المهني للصحيفه من حيث التبويب والاخراج وهيئة التحرير ولكنها البداية الأولية للصحافة المطبوعة في مصر‮.‬
‮ ‬ولم تقتصر‮ ‬المطبعة الأهلية بطبع الجريدة والمنشورات فقط ولكن بعض الكتب مثل‮ ( ‬أمثال لقمان‮ ) ‬و‮( ‬محاكمة سليمان الحلبي‮ ) ‬وأحيانا بعض النصائح الطبية‮ ‬،‮ ‬وكلها تصب في تهيئة المصريين لقبول الحملة واستمالة المشاعر الرافضة للوجود الغازي للحملة التي لم تستمر سوي ثلاث سنوات‮ .‬
ومع تولي محمد علي حكم مصر‮ ‬1805‮ .. ‬كان اهتمامه واضحا بالطباعة‮ ‬،‮ ‬فأنشأ مطبعة بولاق‮ ( ‬المطبعة الأميرية‮ ) ‬في‮ ‬1819م وكان الاهتمام الأول منصب علي الأغراض الحربية فطبع الكتب التي تخص تعاليم الجيش وفنون القتال‮.. ‬وأنشئت العديد من المطابع بعد مطبعة بولاق فكانت مطابع ادارات الجيش والمدارس الحكومية ومن أشهرها‮ : ‬مطبعة ديوان الجهاد‮ ‬،‮ ‬مطبعة الحجر بالقلعة‮ .‬
ولم تعرف المطابع الأهلية إلا بعد فترة قد تصل الي أربعين عاما بدأت بمطبعة الوطن‮ ‬1860‮ ‬وبعدها مطبعة وادي النيل لصاحبها عبدالله أبو السعود أفندي التي أصدر منها صحيفة وادي النيل‮.. ‬
ومع انتشار المطابع الأهلية عرفت الصحافة المصرية طريقها إلي جمهور القراء‮ ‬،كجرنال الخديوي الذي أصدره محمد علي كأول صحيفة بعد ولايته باللغتين التركية والعربية‮ .. ‬وإن كانت تفتقد الي الشكل الصحفي بمفهومه حيث كانت أقرب إلي المنشور السياسي وإن كانت تضمنت في بعض الأحيان بعض الأخبار وقصص ألف ليلة وليلة‮ .‬
ثم صدرت الوقائع المصرية في‮ ‬1828‮ ‬م وكانت الأقرب إلي شكل الصحيفة بأبوابها وتبويبها‮ ‬،‮ ‬فقط كان‮ ‬يعيب عليها عدم الانتظام‮ .‬
وتوالي اصدار الصحف المصرية وتنوعت اتجاتها مابين مؤيد ومعارض وساعدت الظروف السياسية والاحتلال والتناحر بين الاحزاب علي تنوع الصحف التي اتسمت بالطابع السياسي والوطني واستخدمت كمنابر لتوصيل الرسائل الي الشعب في مقاومة الاحتلال ونشر الروح الوطنية وتقوية العزيمة واستخدمت كسوط علي جسد الحكام وصوت للمصريين في توصيل الرسالة الي الحاكم أو المحتل وساعد أيضا امكانية نشر وطباعة وسهولة الحصول علي رخصة للصحف والمجلات‮ .‬وبرزت أسماء العديد من الصحف المصرية وقتها كان منها‮ : ‬الوقائع المصرية‮ ‬،‮ ‬العصر الجديد‮ ‬،‮ ‬التنكيت والتبكيت‮ . ‬ثم ظهرت المجلات الساخرة‮ ‬التي تستخدم الشعر الحلمنيشي وأشكال الفكاهة في الرسوم الكاريكاتيرية المصاحبة للمقال أو الشكل الصحفي وكانت البداية الرائدة في هذا الشكل‮ "‬مجلة أبو نظارة‮ " ‬لصاحبها‮ ‬يعقوب صنوع‮ ‬،‮ ‬وظهر العديد من المجلات الساخرة حصرها لنا عبد النعيم داخل الكتاب منها‮ : ‬
الحمارة‮ ‬،‮ ‬أبو قردات‮ ‬،‮ ‬الغول‮ ‬،‮ ‬مخلب القط‮ ‬،‮ ‬البعبع‮ ‬،‮ ‬الخازوق،‮ ‬المسلة،‮ ‬بابا أغلو‮ ‬،البعكوكة‮ ‬وهي المجلة الساخرة الاشهر والتي استمرت ومازالت في وجدان الشعب المصري‮ ‬،‮ ‬علي كيفك‮ ‬،‮ ‬اضحك،‮ ‬المجنون‮ ‬،‮ ‬أبو زيد‮ ‬،‮ ‬اللطائف المصرية‮ ‬،‮ ‬خيال الظل‮ ‬،‮ ‬و‮..............).‬
‮ ‬أسباب الظهور‮ : ‬
الظروف السياسية هي السبب الرئيسي وراء ظهور مجلة‮ " ‬الكشكول‮" ‬كما‮ ‬يؤكد عبد النعيم إلا أنها انتهجت سياسة تحريرية واضحة وهي الهجوم المستمر والدائم علي حزب الوفد والانحياز‮ ‬غير المبرر والدائم للحكومة حتي تم وصفها بأنها الجريدة الرسمية للدولة،‮ ‬وتأكيدا لذلك لم‮ ‬يكن الخط النقدي فيها هو الجانب السياسي فقط ولكن في مختلف أبوابها التي شملت السياسة والاجتماع والفن والرياضة،‮ ‬فلم‮ ‬يسلم أي مجال من الأسلوب النقدي الساخر‮.‬
أصدر مجلة الكشكول‮ "‬سليمان فوزي‮ " ‬في‮ ‬24‮/‬مايو1921‮- ‬وكان وكيلا لشئون الخديوي أنذاك‮ - ‬لتكون‮ ( ‬جريدة مصورة اجتماعية انتقادية تصدر‮ ‬يوم الجمعة من كل اسبوع‮ ) ‬وكان موقعها بشارع القاصد نمره‮ ‬20‮ ‬بالقاهرة‮ ‬،‮ ‬صدرت من‮ ‬8‮ ‬الي‮ ‬12‮ ‬صفحة‮ ‬وزادت حتي وصلت الي‮ ‬32‮ ‬صفحة في بداية الثلاثينات‮ ‬،و تغير حجم المجلة من
‮ ‬القطع الكبير‮ ‬إلي قطع‮ ‬أصغر مع زيادة صفحاتها‮ ‬،‮ ‬واعتمد صاحبها سليمان فوزي علي هذا نهج السخرية اللاذع في تحرير المجلة بعيداً‮ ‬عن الحيادية وساهم حزب الأحرار الدستوريين في تمويلها،‮ ‬واشترك في تحرير المجلة عبد العزيز البشري إمام الساخرين في ذلك الوقت‮.. ‬وظلت لا تحمل اسما آخر بجانب صاحب المجلة حتي تولي حسين عثمان منصب رئيس التحرير ليتصدر اسمه الترويسة الرئيسية لها‮.. ‬واستمرت هكذا في سياستها النقدية لحزب الوفد وزعيمه سعد باشا زغلول ولم تخرج عن هذا السياق إلا مرة واحده عندما تعرض سعد باشا لمحاولة الاغتيال في‮ ‬يوليو‮ ‬1924‮ ‬ليتصدر مقال بعنوان‮ ( ‬الاعتداء الفظيع‮ ) ‬وفي نفس العدد تهنئه بالعيد المبارك والدعاء لسعد بالشفاء‮ .‬
‮ ‬أول خُطوة‮ .‬
يبدأ العدد الأول من المجلة بغلاف ملون بريشة الأسباني سانتيس وبطن الغلاف بإعلان كامل لتياترو برونتانيا الجديد،‮ ‬إدارة الحاج مصطفي حنفي،‮ ‬واستمر الإعلان‮ ‬يصدر علي صفحة كاملة حتي افتتاح التياترو في‮ ‬17‮ ‬ديسمبر‮ ‬1923‮ ‬بمسرحية البرنسيسة تمثيل نجيب الريحاني وبديعة مصابني وأمين عطية وأبريز استاني،‮ ‬وفي آخر الإعلان وبخط واضح كتب نظام جديد لتشريفات العائلات المصرية وبعد انتهاء فترة الإعلان انتهاء عرض المسرحية استغلت إدارة المجلة الصفحة بالكامل لمجموعة من الإعلانات ل‮ "‬بنك مصر مكتب تجارب الأصبغة الكيماوية وغيرها‮ "‬،‮ ‬واستغل الجوانب‮ ‬يمين الصفحة لتنبيه من إدارة المجلة بمندوبين المجلة في القطر المصري،‮ ‬كذلك الإعلان عن افتتاح القسم التجاري لمطابع الكشكول في‮ ‬يوليو‮ ‬1926.‬
ومنذ افتتاح المجلة وحتي آخر عدد لم‮ ‬يختلف الغلاف ولا بطن الغلاف عما سبق،‮ ‬الكاريكاتير والإعلان أو مجموعة الإعلانات‮.. ‬أما افتتاحية العدد والتي حملت عنوان باب ثابت‮ "‬علي مسرح السياسة‮" ‬فلم‮ ‬يتغير توجهها إلا مرتين الأولي مقال‮ ‬يوم‮ ‬14‮ ‬أغسطس‮ ‬1925‮ ‬باسم‮ "‬حديث مع جلالة فيصل الأول ملك العراق‮"‬،‮ ‬والثانية مقال بمناسبة الاحتفال بالسنة العاشرة لصدورها في‮ ‬30‮ ‬مايو‮ ‬1930‮ .‬
بينما تنوعت بعض أبوابها اتسمت الأخري بالثبات مثل باب‮ "‬علي مسرح السياسة‮" ‬وهو سلسلة من الأخبار التي تفتتح بها المجلة العدد بتوقيع متفرج،‮ ‬والتي لا تسلم من الهجوم علي الوفد أو تصفية الخلافات مع الخصوم والنقد الواضح للزملاء من الصحفيين وأحيانا إدارات الجرائد والمجلات الاخري المنافسة،‮ ‬أيضا الباب الخاص بالبرلمان‮ "‬في البرلمان‮" ‬ويشمل تعليقات علي جلسات مجلس الشيوخ والنواب وأحيانا‮ ‬يكون تصورات افتراضية لحوارات دارت داخل الجلسات،‮ ‬ومع تطور الطباعة تطورت بعض الأبواب،‮ ‬وقد رصد عبد النعيم‮ ‬الأبواب الثابتة التي استمرت لفترات طويلة منها‮: "‬سمر الأسبوع‮"‬،‮ "‬للحقيقة والتاريخ‮"‬،‮ "‬تراجم‮"‬،‮ "‬في المسارح والملاهي‮"‬،‮ "‬فكاهات وفدية‮"‬،‮ "‬صحيفة الألعاب الرياضية‮" ‬وقد أضيفت في السنوات الأخيرة عقب تولي حسين عثمان رئاسة التحرير في الثلاثينات،‮ "‬كلام ورد‮ ‬غطاه‮"‬،‮ "‬في التياترو لمراسللنا الفني‮"‬،‮ "‬النقد المسرحي‮" ‬وغيرها‮.‬
أهم رسامي الكشكول‮ ‬
وتوقف عبد النعيم عند أبرز رسامي المجلة‮ ‬،‮ ‬فرصد لنا مسيرتهم‮ ‬،‮ ‬من بينهم‮:‬
الفنان الأسباني خوان سانتيس الذي شارك فيها منذ بدايتها في‮ ‬1921‮ ‬واستمر حتي أعدادها الأخيرة،‮ ‬وكان‮ ‬يرسم الغلاف وظهر الغلاف وصفحتين داخل المجلة بالألوان وأحيانا‮ ‬يستعان به في رسم بعض إعلانات المجلة بالأبيض والأسود‮. ‬
والفنان والمثال رائد النحت المصري محمود مختار والذي بدأ برسم الكاركاتير فيها منذ عام‮ ‬1922‮ ‬والذي لم‮ ‬يوقع باسمه وقتها بل كان‮ ‬يكتفي بكتابة حرفين‮ (‬م.م‮) ‬،‮ ‬انضم إليها أيضا الفنان محمد حسن وهو من الرواد الاوائل لكلية الفنون الجميلة‮ ‬والذي أسس مدرسة الصناعات الزخرفية مع مستر ستيوارس‮ ‬،‮ ‬عمل بعض الرسوم الكاريكاتيرية لمجلة الكشكول المصوره لفترة ليست بالطويلة‮ ‬
الفنان أحمد صبري والذي استمر لمده عام فقط‮ .. ‬و هو من الرعيل الأول لمدرسة الفنون الجميلة التحق بها عام‮ ‬1911‮ ‬وبعد التخرج في عام‮ ‬1916‮ ‬التحق بأكاديمية باريس وتخرج منها في عام‮ ‬1919‮ ‬ويعتبر رائد فن البورتريه في مصر تتلمذ علي‮ ‬يده الكثير من الفنانين أشهرهم الفنان بيكار‮ ‬
و‮ ‬يصف عبد النعيم‮ ‬صاحب مجلة الكشكول بأنه لغز محير‮ ‬يصف نفسه في مقالاته بالأديب الصحفي في حين‮ ‬يختلق المشاكل والقضايا‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يذكره التاريخ بأي انجاز صحفي سوي مطبوعة الكشكول المصورة حتي صوره المتداولة عادة ماتكون كاريكاتير منشور علي صفحات الصرخة مع مقال عن تلقيه المصروفات السرية‮ ‬،‮ ‬أو خبر الاعتداء عليه وعلي إدارة الكشكول بعد سلسلة المقالات التي نشرت في شخص قامة وطنية بحجم ووطنية سعد زغلول لصالح الخصوم وقد صدر عليه العديد من الاحكام ورفعت ضده القضايا‮ ‬،‮ ‬كان أشهرها قضيته مع أحمد زكي باشا الذي تناوله بالنقد والتجريح الصريح والمباشر وخرج عن الاطار العام للنقد وقد حكم عليه بالغرامه‮ ‬30‮ ‬جنيها وقتها‮.‬
ولا‮ ‬يزال التنقيب مستمرا‮ ‬
الكتاب لا تنتهي حكاياته الشيقة‮ ‬،‮ ‬هو مثير للقراءة حتي النهاية في رأيي‮ ‬،‮ ‬حيث أنه تأريخا هاما لفترة‮ ‬غفل عنها الكثيرون‮ ‬،‮ ‬ولكونه‮ ‬يوثق كيف بدأت الطباعة في مصر ومتي بدأت‮ ‬الصحافة‮ ‬تحبو خطواتها في الظهور‮ ‬وأسباب نشأتها‮ ‬،‮ ‬وما نوعية الصحف والمجلات التي ازدهرت في تلك الفترة‮ ‬،‮ ‬والنظرة العامة للصحافة وكيفية تناولها للحس الكوميدي المتمثل في الكاريكاتير كفن له تأثيره الكبير في طرح الأفكار علي جمهور القراء‮ .‬ولا زال الفنان أحمد عبد النعيم‮ ‬يؤرخ لفن الكاريكاتير والصحافة‮ ‬في مصر لتغدو كتبه مرجعا هاما للدارسين والمهتمين‮ ‬،‮ ‬والقراء‮ ‬ينتظرون جديده دائما في شغف‮ .‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.