مازال مسلسل الأخطاء الطبية مستمراً. وتحول الأطباء إلي أشباح في نظر المجتمع. وما بين قلة الخبرة وبين الاستغلال المادي يتوه المريض. ويتحول إلي سلعة للمتاجرة والاستغلال. وفي النهاية يكون هو الضحية. وباتت الأخطاء الطبية تشكل هاجساً مقلقاً للجميع. وتجعل الكثير يفكر مراراً وتكراراً قبل الذهاب لطلب العلاج أو الدخول للمستشفيات من كثرة ما يسمعه عن الكثير من الأخطاء الطبية الفادحة. التي قد تكون سبباً في تغير مستقبل طفل أو طفلة وتجعله معاقاً طوال حياته أو أخطاء مميتة في كثير من الحالات. مما أفقد الكثير الثقة في الخدمات الطبية المقدمة لهم في بعض المستشفيات الحكومية والخاصة. ولعل غياب الإحصاءات الموضحة نسبة الأخطاء الطبية داخل المستشفيات تقف عائقاً أمام تحديد حجم الكارثة. إلا أنه من المؤكد للجميع أن مسلسل الأخطاء الطبية بدأ منذ وقت ليس بقصير. لكن لا أحد يعلم متي سينتهي؟ بكل الحزن والأسي تسرد اليوم سماح مصطفي عبدالعال العشري مأساتها مع الاهمال الطبي تقول: أنا سيدة متزوجة وأم لأربعة أطفال هم قرة عيني وضحية الفقر وأطباء معدومي الضمير الذين يتاجرون بدماء الفقراء ومثلهم مثل الجزارين الذين يقطعون الذبيحة تلو الأخري من أجل الحصول علي المال وانعدام مفاهيم الرحمة.. تبدأ قصتي منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما فاجأتني آلام الوضع لطفلتي الصغري وأسرعت إلي أقرب مستشفي. ولكن للأسف لم أجد سريراً متوافراً في ذلك الوقت داخل قسم الولادة فأخذني زوجي إلي عيادة طبيب نساء وولادة والذي طالبنا بدفع 1500 جنيه لإجراء عملية ولادة قيصرية ووقف زوجي مكتوف الأيدي لا يستطيع فعل شيء لأنه رجل أرزقي يكسب اليوم بيومه. أضافت: اضطررت إلي خلع قرطي الذهبي لبيعه ودفع تكاليف العملية وبعد إجراء عملية الجراحة ووضعت ابنتي دخلت الحضانة التي كبدتني مبالغ مالية كبيرة واستدنت من القريب والبعيد لتسديد مصاريف الحضانة ومرت الأيام ثقيلة علينا حتي نستطيع تسديد ما علينا وبعد مرور 6 شهور علي ولادتي فجأتني آلام مبرحة في بطني فهرولت إلي الطبيب الذي أكد لي أن أمعائي خرجت من بطني ويرجع السبب لإهمال طبيب النساء والولادة أثناء خياطة الجرح إلي مكانها الطبيعي وتتكلف العملية الجراحية ألفي جنيه وأسرعت إلي طبيب أمراض النساء استجديه لدفع تكاليف العملية للطبيب الجراح نظير إهماله في العملية.. وهيهات لم يبال حتي بآلامي وتجاهلني ولم يستمع لي ولا لتوسلاتي. أكملت حديثها وقالت: اضطررت للاستدانة مرة أخري لإجراء عملية الفتق ومازالت المصائب تتوالي فبعد مرور عام من العملية شعرت بنفس الآلام السابقة. ولكن في هذه المرة كانت بشدة لدرجة إنها كانت تزهق روحي وكأن روحي تخرج من جسدي وهرولت إلي الطبيب الذي أكد لي أنه فتق للمرة الثانية وهنا حدثت لي هيستريا وصرخت بأعلي صوتي من المسئول عن الخطأ وعليك تحمل مصاريف العملية أنا مازلت أسدد في مصاريف العملية السابقة. وكأنني إذن في مالطا لم يسمع لي ولم يتحرك شعوره وكأن الأطباء قلوبهم أصبحت كالحجر كيف بهذا طبيب؟ وكيف يعالج الجروح؟ أنا لا أعلم. أوضحت: منذ ذلك الوقت وأنا أتعاطي كل المسكنات لتسكين آلامي ولكنها عجزت عن ذلك إنني أتحمل آلاما لم يتحملها بشر علي وجه الأرض وأشعر بسكاكين تقطع أحشائي وأنين متقطع طوال الليل ولم أر النوم مما يجعل أطفالي يستيقظون من نومهم ويجلسون بجواري يشاركونني البكاء.. والآن أصبحت عاجزة لا أستطيع فعل شيء ولا أجد من ينصفني وأكتفي بأن أرفع يدي للسماء وأقول حسبي الله ونعم الوكيل. أناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة بمساعدتي بثمن العملية كما أناشد أي طبيب جراحة بمساعدتي في إجراء العملية رحمة بي وإنقاذي من الآلام التي تزهق روحي.