تسونامي يضرب جزر الكوريل الروسية وهوكايدو اليابانية بعد زلزال قوته 8ر8 درجة    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 30-7-2025 مع بداية التعاملات    ترامب: يتم إرسال العديد من الأموال إلى قطاع غزة وحماس تقوم بسرقتها    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    عمر فاروق: وعي الشعب المصري خط الدفاع الأول ضد مؤامرات «الإرهابية»    الغمري: «الإخوان الإرهابية» تزور التاريخ.. وتحاول تشويه موقف مصر الداعم لفلسطين    الحكومة تواصل إنقاذ نهر النيل: إزالة 87 ألف حالة تعدٍ منذ 2015 وحتى الآن    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    غرق طفل بترعة في مركز سوهاج.. والإنقاذ النهري ينتشل الجثة    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    محمد محسن يحتفل بعيد ميلاد زوجته هبة مجدي برسالة رومانسية (صور)    لهذا السبب... لطفي لبيب يتصدر تريند جوجل    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    ترامب يهدد بفرض عقوبات ثانوية ويمنح روسيا 10 أيام للتوصل لاتفاق مع أوكرانيا    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ليفربول ضد يوكوهاما والموعد والمعلق.. موقف محمد صلاح    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    «التموين»: لا صحة لعدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة    بكابلات جديدة.. قرب الانتهاء من تغذية محطة جزيرة الذهب أسفل كوبري العمرانية    من المهم توخي الحذر في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 30 يوليو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    الخارجية الأردنية ترحب بعزم بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    استعدادًا للموسم الجديد.. نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امرأة.. في مهب الريح!
نشر في الأخبار يوم 18 - 03 - 2010


عزيزتي حُسْن شاه:
أنا سيدة أبلغ من العمر أربعين عاما.. هذا هو عمري في شهادة الميلاد ولكن من يراني يتصور انني أكبر سنا بكثير.. مع انني كنت فتاة في غاية الجمال والأنوثة والرقة.. ولكن المشاكل التي تعرضت لها منذ كنت شابة صغيرة قد تركت بصماتها علي وجهي.. وقد بدأت المشاكل عندما كنا في البلد العربي الشقيق الذي نحمل جنسيته.. فقد تركنا والدي دون كلمة وسافر.. وتركنا خمسة أبناء ووالدتنا.. وكان أصغرنا عنده خمس سنوات وأكبرنا في السادسة عشرة.. وعندما طال غيابه سافرنا له في البلد الذي يعيش فيه فما كان منه إلا ان طردنا فقد كان قد تزوج من امرأة أخري وقال انه قد بدأ حياة جديدة، وعدنا إلي بلدنا وقامت أمي علي تربيتنا.. ولكنها كانت تعاملنا بنفس القسوة التي عاملها بها والدنا مع اننا كنا أطفالا لا ذنب لنا فيما حدث.. وعشنا في ظروف قاسية عشر سنوات كاملة.. وبعدها عاد والدنا إلينا.. إلي الأم والأولاد الذين هجرهم كل هذه السنين.. ولكنه عاد لأسباب لم نعرفها وان كنا قد شعرنا بأنها عودة شكلية.. فلم نعرف بعودته الحب الأسري والحضن الدافيء الذي يتمناه الأبناء في هذه المرحلة الخطيرة من العمر.. ووجدت نفسي وسط دوامة من المشاكل الأسرية في الوقت الذي كنت أحلم فيه بأن يكون لي مستقبل واستقرار وأسرة.. فكان ان أقنعت أسرتي وحضرت إلي مصر لكي أدرس في احدي جامعاتها.. وعشت وحدي في القاهرة ولكنني كرست كل جهدي وعقلي من أجل الدراسة.. وبالفعل حصلت علي البكالوريوس بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وجاء ترتيبي الأول علي دفعتي.. وللأسف لم يتم تعييني في الجامعة لأنني لم أكن مصرية الجنسية. وبدأت أعمل في احدي مدارس اللغات.. ومضت بي الأعوام وأنا أعمل باجتهاد.. وخلال هذه السنوات تمت خطبتي مرتين.. وفي كل مرة تفشل الخطوبة بسبب بعض تصرفات أبي ولأنني غير مصرية. ثم حدث عندما بلغت الثامنة والعشرين ان جاءني عريس هو صديق لزوج احدي صديقاتي وكان زواجا تقليديا تماما.. وتزوجت وحيدة فلم يحضر زواجي أحد من أهلي.. فوالدي لم يحضر الزواج.. ووالدتي لم تذهب معي إلي الشهر العقاري لعقد قراني باعتباري غير مصرية. وعندما تزوجت عاهدت زوجي أن يكون أهله هم أهلي.. وأسرته هي أسرتي.. وان اخوته سوف يكونون أعماما لأولادي.. وسوف يكون لهم مقام كبير عندي. وللأسف أقول لك انه بعد ثلاثة عشر عاما من الزواج فإنني لم أر أهل زوجي سوي مرتين تقريبا.. وهم حتي الآن لا يعرفون أسماء أولادي.. ورغم تعليمي العالي وثقافتي الانجليزية فقد حاولت من أجل ارضاء زوجي ان أنزل إلي مستوي والدته الأمية لأن كل هدفي كان تكوين أسرة سعيدة بعد الذي قاسيته من تصدع أسرتي الأولي وقد اعتمدت علي نفسي لأن والدي واخوتي كانوا يسكنون في مدينة أخري غير القاهرة وكافحت.. وكل الذين يعرفونني والحمد لله يصفونني بأنني »ست جدعة« أساعد الضعيف قبل القوي. ومنذ تزوجت مررت باختبارات صعبة.. فقد كنت أدخل حجرة العمليات كل ثلاثة أشهر لأن الجنين كان يموت في بطني. وأقسم بالله العظيم انني عانيت من القسوة في هذه الأوقات الحرجة ما لا يحتمل فقد كان زوجي يوصلني في الصباح إلي المستشفي ويدفع مبلغا تحت الحساب ويذهب لعمله.. وأدخل وحدي حجرة العمليات وأخرج وحدي دون أن يكون معي أحد.. فأهلي كانوا يسكنون خارج القاهرة.. وأهله لا يعنيهم أمري.. وحينما كنت أعاتبه علي تركه لي في هذه الظروف الصعبة التي كنت أمر بها كان يرد بأنه أدخلني أحسن مستشفي ودفع لي الحساب ودفع للممرضة مبلغا لكي تهتم بي. واستمررت أدخل المستشفي كل بضعة أشهر لمدة ثلاث سنوات كاملة دخلت فيها حجرة العمليات مرات عديدة وفقدت خلالها ثمانية أطفال. وفي النهاية بدأ سبحانه وتعالي يرضي عني ويهبني الأولاد.. وقد أصبح عندي الآن أربعة أطفال أكبرهم عمره ثماني سنوات ونصف والثاني يبلغ ست سنوات ثم توأم عمرهما ثلاث سنوات. وقد ولدوا جميعا وهم أولاد سبعة أشهر وبأعراض ولادة طبيعية.. وكنت أصر علي ان ألد بعملية قيصرية خوفا عليهم.. وبعد كل هذا العذاب فعندما جاءني أول طفل وكانت فرحتي به كبيرة منعني زوجي من الاحتفال لأن زوج اخته كان يمر بمشكلة.. وسكت ولم أعترض. وكنت أسكن احدي المدن الجديدة ولم يكن بها منذ ثلاثة عشر عاما معظم الخدمات التي تحتاجها البيوت.. وتحملت.. فقد كنت أنزل لشراء متطلبات المنزل واحتياجات أطفالي واركب ثلاث مواصلات في حين ان زوجي كانت لديه سيارة. وكان أهم شيء في حياة زوجي هو ان يجتمع بزملائه وأصدقائه من الصف الأول الابتدائي كل يوم جمعة من الساعة الخامسة مساء تقريبا حتي الثانية عشرة أو الواحدة صباحا، كان هذا الاجتماع مقدسا في حياته حتي لو كنا في شهر رمضان أو في أيام الأعياد. وأذكر مثلا انه عندما أكرمني الله بأول أولادي وكانت بنتا فضلت ان أخرج من المستشفي بعد يومين من اجراء عملية قيصرية وذلك حتي أوفر مصاريف المستشفي لأدفعها أجرا للحضانة التي وضعت فيها البنت ذات السبعة أشهر وكنت وأنا علي هذا الحال أركب مترو الأنفاق والمواصلات صباحا.. واجلس في المستشفي بجانب الحضانة حتي الساعة الخامسة مساء لمحاولة ارضاع ابنتي.. وكان زوجي يأتي مساء ويأخذني من المستشفي للعودة إلي المنزل بسيارته.. وقد حدثت المصيبة الكبري في حياتي والتي تسببت في كل ما أنا فيه من مآسي بعد زواجي بقليل.. وكانت المدينة التي سكنا بها لا يوجد بها أي خدمات أو مواصلات أو تليفونات.. ووجدت أن هناك بعد منزلنا بشارعين تقريبا مدرسة لغات.. فاستأذنت من زوجي ونزلت وعملت بها لتمضية الوقت وكسب بعض المال.. وكنت أقوم في هذه المدرسة بأكثر من مهمة.. كنت أعمل مديرة وسكرتيرة ومسئولة عن العلاقات العامة وكنت محترمة من الجميع وأحوز علي ثقة مجموعة الشركاء ملاك المدرسة وأيضا المدرسين وأولياء الأمور نظرا لأسلوبي في التعامل ومظهري الجاد. وكما سبق أن رويت كنت أقوم كل ثلاثة أو أربعة أشهر بإجازة من أجل اجراء عمليات الاجهاض التي كانت تستدعي الحصول علي اجازة حوالي أسبوع. وبعد عملي مدة عامين بالمدرسة وفي أحد الأيام فوجئت بمدير المدرسة يطلبني لأمر عاجل.. وعندما ذهبت إلي المدرسة اذا بالمدير يخبرني بأن هناك عجزا في المصروفات يقدر بحوالي اثنين وأربعين ألف جنيه.. وأكد لي المدير أنه علي ثقة تامة انني لم أتسبب في هذا العجز ولكنني مسئولة في النهاية لأنني كنت أترك مفتاح الخزنة والايصالات أثناء تغيبي في الاجازات للمحاسبة التي كانت تعمل تحت يدي بدون أن أحصر المبالغ وأسلمها لها بشكل رسمي. وللأسف فقد كان لهذه المحاسبة أخ ضابط وآخر محام.. في حين لم يكن لي أحد سوي الله سبحانه وتعالي.. ولو كنت أشعر بالأمان مع زوجي لكنت صارحته بالموضوع.. ولكن نظرا لخوفي من زوجي لم أجد أمامي حلا لهذه الكارثة سوي أن أبيع ذهبي وكان الذهب منذ عشر سنوات تقريبا رخيصا وليس غاليا مثل هذه الأيام.. ثم أخذت اقترض من أصدقائي لسد المبلغ ثم لجأت إلي طريق آخر وهو التوجه لمحل بيع أجهزة كهربائية كنت اشتري مثلا غسالة ثمنها ألفي جنيه ثم أبيعها بمبلغ أقل مثل ألف وسبعمائة أو ستمائة جنيه.. وأسدد ألف جنيه من الدين الذي أصبح يثقل كاهلي وأضع السبعمائة جنيه مقدما لغسالة أخري. يعني ان الغسالة كانت تقع عليّ بمبلغ ألفين وسبعمائة جنيه بالقسط، وهذا علي سبيل المثال لا الحصر.. وأخفيت عن زوجي الأمر وتحملت هذا الموقف وحدي.. إلي ان حضر إلي منزلي ذات مرة أحد محصلي الكمبيالات وزوجي موجود واضطررت يومها أن اعترف له بجانب من قصة الدين.. ولا أستطيع أن أصف ما حدث نتيجة هذا الاعتراف بجانب السب والضرب والاهانات قام زوجي بإلقاء يمين الطلاق في وجهي.. فأخذت الولد والبنت وسرت في الشارع حائرة.. وعندما اتصلت به تليفونيا في عمله طلب مني ان أعود للمنزل. وذهب إلي دار الافتاء فأفتوه بأن الطلاق يمكن ان يحسب علي انه طلقة واحدة اذا عدت إلي البيت.. وفي ذلك اليوم سألني عن المبلغ الذي أنا مدينة به لصاحب محل الأجهزة فلم أجرؤ أن أذكر له المبلغ كاملا.. واتفقت مع صاحب المحل علي اظهار عدد معين من الكمبيالات فقط علي انها كل الدين.. وقام زوجي بدفع قيمة الكمبيالات التي أظهرها له صاحب المحل وقيمتها خمسة آلاف جنيه وفي مقابل ذلك جعلني زوجي أوقع له علي ورقتين علي بياض وأخذ عقد الزواج وعقد الشقة التي نسكنها ووضعها جميعا في مكتبه بالعمل حتي الآن. ثم حدث ان تكررت نفس القصة عندما جاء واحد من محصلي الكمبيالات من محل آخر.. وطلقني زوجي للمرة الثانية.. وذهب للمرة الثانية لدار الافتاء.. وجلس معي وقال خلاص عشان الأولاد اذكري لي حقيقة المبالغ التي أنت مدينة بها.. ونظرا لضخامة هذه المبالغ خفت مرة أخري ان أصارحه بالحقيقة وذكرت له ان هذا المبلغ هو آخر الديون وقد كذبت لأنني كما سبق ان قلت لا أشعر معه بالأمان.. وخشيت ان يجعلني أوقع له علي ايصالات علي بياض مرة أخري.. ولم أكن أعرف ما الذي يمكن أن يفعله. وفي عام 3002 استطعت الحصول علي الجنسية المصرية.. فكان كلما تشاجر معي يسب أهلي ويقول انهم بيئة منحطة وانني تزوجته من أجل الحصول علي الجنسية المصرية وانني بدونه لا أساوي شيئا.. ونتيجة لحصولي علي الجنسية تم تعييني عام 4002 في احدي المدارس التجريبية الحكومية وأخذت وضعي كمدرسة وأدخلت أولادي بالمدارس التجريبية المتميزة وطلبت تحويلي للعمل في نفس مدرستهم. والحمد لله فأولادي من المتفوقين في التعليم وفي مجالات أخري وهذا طبعا نتيجة مواهبهم ومجهودي.. وكل من حولي يقول لي اذا كانت الجنة تحت أقدام الأمهات فإن الله سبحانه سوف يجعل لك مكانا في الجنة بسبب ما تقدمينه لأولادك.. وأحب أن أذكر ان أحدا في مدرستي أو حتي من أهلي لا يعرف بمشكلتي ولا بعلاقتي السيئة بزوجي.. فالناس لها الظاهر.. وأنا لا أشكو.. وزوجي محترم أمام الناس وقد تعبت من حياتي.. فعلي ديون كثيرة.. ومرتبي حوالي أربعمائة وخمسين جنيها.. وكلما سددت دينا يكون ذلك عن طريق فتح دين آخر.. وأنا لا أنام الليل خوفا من ان يكتشف زوجي حقيقة ديوني فيطلقني للمرة الثالثة.. أيضا أخاف أن أموت وتظل روحي معلقة بسبب عدم سداد الديون، وقد طرقت أبواب جميع البنوك للحصول علي قرض كبير نسبيا لكي أقوم بسداد ديوني ولكن مرتبي صغير.. وذهبت إلي أحد المساجد في رمسيس بناء علي لافتة تقول انهم يقرضون الناس قرضا حسنا فاتضح أنهم لا يقرضون أصحاب الديون وإنما يقرضون أصحاب المشاريع، وأقسم بالله انني لم أشتر أي شيء لنفسي منذ ثلاثة عشر عاما.. ومنذ حوالي ثلاث سنوات بدأ اخواتي يرسلون لي ولأولادي بعض الملابس.. وأنا لا أضع في يدي حتي دبلة زواج وليس عندي حلق صغير في أذني ولم اشتر لبيتي أي شيء جديد وأنا فوق كل هذه المشاكل المادية أشعر بأنني وحيدة إلي أقصي درجة.. فزوجي يحضر من عمله كل يوم حوالي الساعة الخامسة.. ونظام حياته ان يتناول الغداء وحده في غرفته.. وبعد ان يأكل يجلس علي السرير أمام التليفزيون وحده أيضا.. واسمحي لي ان اعترف لك بأنني منذ أكرمني الله بابنتي التي هي أكبر أولادي وهو ينام بحجرة منفصلة وحده وأنا أنام بالحجرة الأخري مع ابنتي وعندما يريد العلاقة الحميمة فإنه يطلبني بأسلوب حيواني مهين.. وأخجل أن أردد ما يقوله لأن الحيوانات نفسها تتعامل مع اناثها أكثر انسانية واحتراما.. فلا يوجد في تصرفه أي نوع من المودة أو الرحمة أو الألفة والسكن.. ونادرا في حياتنا العادية ما يحدثني فالرجل من وجهة نظره ليس عليه أي واجب سوي أن يأتي بالنقود وعلي الزوجة القيام بكل شيء.. فلو مرض أحد الأطفال يكون عليّ أن أحمله واركب المواصلات وهو مشغول بعمله أو بالفرجة علي التليفزيون.. فالمهم ان يأتي بالأكل أو (المم) كما يقول بالرغم من أن أحدا من أهله لو طلب منه أي شيء فإنه يذهب لقضاء ما طلبه منه. واذكر ان ابنتي وهي كبري أولاده وكان عمرها شهرين لاغير قد ارتفعت حرارتها جدا.. فنزل وتركني لكي يوصل ابن اخته إلي المطار.. وحملت ابنتي وأخذت أدور في شوارع المدينة الجديدة للبحث عن أي طبيب لكي ينقذها. وهذه حكاية علي سبيل المثال لا الحصر.. فمثلا عندما كان يمرض الطفلان التوأم كنت أحملهما علي يدي الاثنين وأركب بهما المواصلات واذهب بهما وحدي إلي الطبيب. وعندما يضربني زوجي ويشتمني ويخاصمني للفترة التي يراها فعندما يعود يكلمني يكون أول شيء يفعله هو ان يعطيني يده لأقبلها. وقد
تحملت الكثير ولكنني تعبت فعلا.. وأصبحت شديدة الحساسية حتي انني عندما استمع لبعض الأغنيات أبكي وأشعر بأنني أريد ان أبحث عن شخص أضع رأسي علي صدره حتي أشعر بإنني انسانة.. وصدقيني فإنني لا أريد إلا المشاعر وحدها.. فأنا خائفة علي نفسي ومن نفسي.. خائفة علي أولادي. هل أتركهم وأهجر المنزل.. ولقد فكرت في الانتحار أكثر من مرة ولكنني عدت أقول لنفسي هل بعد كل هذا التعب في الدنيا سوف يكون مصيري في الآخرة جهنم وبئس المصير؟ هل آخذ أولادي وانفصل عن زوجي؟ لقد تحملت ثلاثة عشر عاما.. وأصبح وجهي الذي كان جميلا عجوزا ارتسمت عليه خطوط الهم والحزن وصحتي بدأت تتعب وهو لا يشعر بشيء. ومنذ شهرين شعرت بألم شديد فذهبت لطبيبة أمراض النساء وعندما جلست أحكي لها عن تاريخي السابق في عمليات الاجهاض والولادة قالت لي كيف تحملت كل هذا.. أنت لك الجنة.. أنت صبورة بطريقة غير طبيعية.. من المؤكد ان عندك زوجا يساندك فيما مررت به! وابتسمت في مرارة.. فزوجي لا يشعر اذا كنت مريضة أو سليمة لا يعرف شيئا عن مذاكرة الأولاد.. لا يعرف شيئا عن تربيتهم.. عن عملي.. عن مشاعري عن آلامي.. وقد ذهبت في احدي المرات إلي شيخ المسجد وجلست أبكي وأحكي له فطلب مني ان أحضر له زوجي.. ولكني طبعا لم أفعل. والمشكلة الآن ان أولادي لا يجرءون علي طلب أي شيء منه خوفا منه ويطلبون مني أنا فقط مما يزيد من مسئوليتي. فهل مثل هذا الزوج والأب وجوده معنا عامل مساعد أم عامل مدمر؟ فهو في كل شهر يعطيني ألف جنيه لاغير ويكون عليّ أن أصرف كل أمورنا بهذا المبلغ.. مع وجود أربعة أطفال ونفقات البيت والمواصلات والكهرباء والعلاج كل شهر؟ هل سوف أظل ثلاث عشرة سنة أخري أعيش بهذه الطريقة.. وبدون أي احساس منه بما أعاني.. هل سوف أظل ثلاثة عشر عاما اما اقترض لأرد ثم اقترض لأرد.. وهكذا آخذ من هنا وأضع هناك.. ثم آخذ من هناك وأضع هنا.. إلي متي؟ هل أترك الجمل بما حمل واهرب؟ ولكن أبنائي ما مصيرهم وما ذنبهم؟ هل أكون سببا في ان يعانوا مثلما عانيت بسبب تفكك الأسرة؟ ولكن الحياة أصبحت غير محتملة.. فهو لا يحترمني ويقول إنه لا يجب ان يعلن للناس انني زوجته.. مع انني بحمد الله محترمة في عملي سواء أمام زملائي أو أولياء الأمور أو حتي الادارة التعليمية لدرجة انهم اختاروني المدرسة المثالية. انني أعيش في خوف دائم.. خائفة ان أقسو علي أولادي بسبب قسوة زوجي عليّ.. خائفة من شدة تعب أعصابي وعدم نومي وأرقي حتي الصباح.. خائفة من ان يعرف زوجي بحقيقة ديوني التي وصلت إلي ثمانية وخمسين ألف جنيه فيوقع عليّ الطلاق للمرة الثالثة وتكون الطلقة الأخيرة. ألا يوجد حل لمشكلتي أو لمشاكلي.. ألا يوجد حل لانقاذي.. ليس من أجلي.. وإنما من أجل أطفالي الأربعة، ورغم كل ما أنا فيه فإنني أشعر بأن الله سبحانه قد سترها معي وكثيرا ما أتحدث إليه وأقول له يارب أنت فعلا جميل وأنا أحبك.. سبحانك وقفت معي وبجانبي دائما في أوقات الشدة.. وسترتها عليّ.. وأشعر بأن ما أفعله من خير في الخفاء يرده الله لي دائما.. ولكنني أحيانا أشعر بالخوف.. أشعر بأن ستري قد ينكشف يوما.. ويعرف زوجي بما أخفيته عنه علي امتداد سنين.. فما الذي يمكن أن أفعله وقتها.. وهل هناك من يستطيع أن يغيثني وينقذني مما أنا فيه؟!
عزيزتي:
شعورك بعدم الأمان جعلك تتمادين في اخفاء الحقيقة مما زاد من تعقيد مشاكلك فكبرت مثل كرة الثلج.. وأصبح لها وجهان.. وجه شخصي في علاقتك بزوجك وهي منذ البداية علاقة غير سوية وغير سعيدة فهو مثل كثير من الأزواج الشرقيين لا يأبه لمشاعرك.. ويعتبرك مجرد تابع يسهم في تسهيل حياته التي لا يشاركك فيها المشاعر.. فهو يعود مساء لكي يجلس وحده يتفرج علي التليفزيون.. ويسهر في يوم الجمعة مع زملاء الصف الأول الابتدائي.. ويترك زوجته تجري الجراحات وحدها.. وتتعرض للخطر وحدها.. وتنجب الأطفال بعمليات قيصرية وحدها.. وتخرج من المستشفي وجراحها مازالت مفتوحة وحدها.. تركب مترو الأنفاق والمواصلات العامة وهي تحمل توأميها علي يديها.. وتبحث لابنتها المصابة بالحمي عن طبيب في المدينة الخالية من الخدمات وحدها.. في حين لا يتأخر هو عن ايصال ابن شقيقته إلي المطار بسيارته.. فالسيارة ليست للزوجة والأبناء بل له وحده يركبها للذهاب إلي العمل أو إلي مشاويره الخاصة.. حتي عندما يرغب في العلاقة الحميمة فإنه يطلبها منك بأسلوب مهين لانسانيتك ومشاعرك.. فهو لكل هذه الأسباب أقام بينك وبينه حاجزا من الخوف مما جعلك لا تستطيعين مصارحته بكارثة الديون التي استغرقتك بسبب العجز في ميزانية المدرسة الذي حدث بسبب تغيبك أثناء العمليات واهمالك أيضا.. وفي رأيي ان أكبر خطأ وقعت فيه انك لم تصارحيه منذ اللحظة الأولي بما حدث في المدرسة.. فحتي لو كان قد طلقك في هذه المرحلة من العمر التي لم تكوني قد أنجبت فيها الأبناء لكان الأمر أفضل كثيرا مما حدث لك بعدها وجعلك تعانين علي امتداد أحد عشر عاما حتي اليوم.. فالكذب كما يقول المثل العامي »ليس له ساقين«.. وكان لابد للسر الذي أخفيته عن زوجك ان ينكشف.. وفي الواقع انني أعذره لثورته لسبب واحد هو انك وأنت زوجته قد كذبت عليه وأخفيت عنه أمورا ما كان يجب عليك ان تخفيها مهما كانت النتائج.. فهو أيضا قد شعر بخيبة أمل فيك.. وبأنك زوجة غير صادقة.. ولا تعاملينه بشفافية كاملة. وقد تكونين معذورة في خوفك منه باعتبارك كما وصفت نفسك في رسالتك أقرب إلي »الست أمينة« وهو أقرب إلي »سي السيد«.. ومع ذلك فقد كانت المصارحة أفضل من الاخفاء خاصة انك لم تستفيدي شيئا من الكذب والخوف من الطلاق.. فعندما اكتشف الأمر أقدم علي طلاقك مرة ومرتين.. ورغم ذلك فهناك جانب طيب فيه.. فعندما اتصلت به من الشارع بعد الطلاق طلب منك العودة إلي البيت ومعك الأطفال وذهب يبحث عن حل لمشكلة الطلاق عند دار الافتاء. فهو اذن ورغم كل ما بينكما متمسك بك وبأولاده. وكان من المناسب ان تصارحيه بالحقيقة في لحظة صفاء.. وهل من المعقول ألا توجد بينكما لحظة صفاء واحدة علي امتداد كل هذا العمر.. فأنا ضد الكذب بشكل عام.. والكذب بين الزوجين بشكل خاص.. وقد قام زوجك بسداد جزء من ديونك عندما علم بها.. فهو اذن لا يضمر لك الشر بالدرجة التي تتخيلينها.. ومع ذلك فاعتقد ان وقت المصارحة قد فات.. لأن زوجك لو علم بكذبك للمرة الثالثة.. فقد يؤدي ذلك إلي تدمير البيت وتشريد الأولاد.. وهو ما لا أتمني أبدا أن يحدث للأطفال بسبب تصرفات الكبار. أما عن ديونك فلا أعرف حقيقة كيف يمكن سدادها من مرتب أربعمائة وخمسين جنيها في الشهر وأظن ان نهايتك اذا أصررت علي الاستمرار في سدادها عن طريق شراء الأجهزة الكهربائية وبيعها سوف تنتهي بك إلي السجن كما حدث للكثيرات.. والأفضل لك ان تأتي ببعض أقارب وأصدقاء زوجك أو بعض رجال الدين وأن يعقد الجميع مع زوجك جلسة لمصارحته بالحقيقة ونصحه بعدم الاندفاع وطلاقك وخراب بيتكما وتشريد أطفالكما وهم جميعا في سن صغيرة في حاجة إلي الأم والأب معا.. ان حياتك الزوجية وحريتك في مهب الريح فواجهي الموقف بشجاعة. فإذا لم يكن في مقدورك مواجهة زوجك بالحقيقة فرجاء الاتصال بي لعلنا نجد لك حلا آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.