ذهول وغضب واشمئزاز كانت تتأرجح ردود أفعال أهالى البنات عندما طرحنا عليهم سؤالا بسيطا.. «هل تقبل تقديم شهادة لإثبات عذرية ابنتك إذا طلبها عريسها؟!». أما أهالى الولاد فقد كان لديهم ارتياح بل أكدوا فى أكثر من إجابة أن مثل هذا الطلب أمر طبيعى.. «مايزعلش»! مازلنا نرصد هذا الارتباك.. أبو البنت «ثائر» وأبو «الولد» مرتاح.. بينما صمت تماما من لديه أبناء «بنت» و «ولد». أهالى البنات: من يطالب بشهادة إثبات عذرية.. ناقص شرف! علامات ذهول كست وجه «رنا وليد رزق» 43 سنة وهى أم لثلاثة أطفال «بنات» مريم 16 سنة .. وريم 12 سنة وريدا 10 سنوات.. وبعد ثوان حاولت خلالها أن تمتص صدمة السؤال.. أو أنها ربما كانت تتخيل الموقف عندما يتقدم لابنتها أول فرحتها شاب طول بعرض يتمتع بمقومات مناسبة.. ويطلب يد «مريم» ومع طلب يدها تفاجأ به يطلب شهادة لإثبات عذريتها!! تداركت «رنا» نفسها وقالت: من المؤكد سوف أرفضه .. ودون مناقشة .. ولكن هل هذا منطقى.. طلب شهادة العذرية شهادة منه بتدنى أخلاقه، بالتأكيد هو رجل لم يتعامل مع بنات محترمات من قبل .. فصور له خياله المريض أن البنات كلهن كاللاتى يعرفهن. الحقيقة أننى لا أتصور الموقف.. ولا أضمن رد فعلى وقتها.. ولكن أؤكد أنه سيكون عنيفاً. فلا أتحمل الرجال الذين يتمتعون بقصور مزمن فى التفكير.. هذا بالنسبة لى .. أما والدها فأعتقد بل أجزم أنه سيدفنه فى مكانه ثم تصمت لحظات أعتقد لمزيد من التخيل للموقف .. ثم تقول: لا ..لا هذا خيالى ومستحيل أن يحدث.. أما المهندسة سها مجدى 48 سنة.. أم لبنت 20 سنة وولد 16 سنة أجابت بهدوء وبدون تفكير.. «وماله.. أوافق طبعا .. فمن حقه أن يتزوج فتاة بلا ماضى.. ثم تصمت وتبتسم ابتسامة ساخرة وتكمل.. ولكن من حقى وحق ابنتى أيضا أن نتأكد من أن زوج ابنتى أيضا دون سوابق .. أقصد أن أتأكد أنه «عذراء» بدون علاقات نسائية مشبوهة. فهل يستطيع أن يأتى لى بشهادة تثبت ذلك؟! لو استطاع إثبات عذريته.. سأثبت له عذرية ابنتى .. وهذه هى المساواة والعدل! أم أنه هو فقط الذى من حقه أن يطمئن أن البضاعة «مش مضروبة» . أراهن بكل ما أملك.. أننى إذا طلبت هذا الطلب من أى رجل حتى لو كان بدون ماض .. سوف يغضب لكرامته ويثور.. ويترك لى البيت ويخرج صارخا « أما عيلة مجانين صحيح».. لأننا فى مجتمع ذكورى بحت.. شعاره «الرجل دائما على حق» كشعار المحلات التجارية «الزبون دائما على حق» فلقد تعودنا أن البنت سلعة والرجل زبون يشترى ما يحلو له وبشروطه». طعنة فى شرفى! جابر عبدالحميد 54 عاما مهندس بترول.. واجهت صعوبة شديد فى إقناعه بالحديث فى الموضوع.. فلقد وصلت له معلومات أننى أتحدث عن موضوع يخص الشرف .. ولكنى باغته بسؤال .. «ماذا لو طلب منك عريس ابنتك بشهادة تثبت عذريتها؟!» رمقنى بنظرة غاضبة وكأننى سببته بلفظ ناب.. ثم قال: «إيه الكلام الفارغ ده؟.. شهادة إيه.. وهبل إيه» ثم تابع قائلا: سأطرده شر طردة.. وسأكسر أنفه أو حتى رقبته .. كيف يجرؤ من الأساس أن يدخل بيتى وفى قلبه ذرة شك فى أخلاقنا وشرفنا؟! طلبه لهذه الشهادة طعنة فى شرفى أنا شخصيا.. ولك أن تتخيلى ما رد فعل رجل حر عندما يطعن فى شرفه.. أتمنى إذا حدث هذا لا قدر الله أن أمسك أعصابى ولا أرتكب جريمة. أما الأستاذ «خيرى الكومى» فقد كان أكثر هدوءا. وكان رده بسيطا.. «لو ده شرط لزواج ابنتى الوحيدة «نسمتى حبيبتى» فأنا أفضل جلوسها بجانبى دون زواج حتى لو أصبحت «عانس» على أن يبيع ويشترى فيها شخص مختل نفسيا وعصبيا. فمن رابع المستحيلات.. أن شخصا يتمتع حتى ولو بقدر ضئيل من العقل أو الحكمة أن يدخل بيتاَ محترماً ويطلب هذا الطلب الذى لا أستطيع وصفه إلا «بالطلب السخيف»، ويتابع : تجلس فى بيتها معززة مكرمة، فلا عاش من يحاول أن يهين ابنتى ووحيدتى على وجه الأرض.. والحق أحق أن يتبع فلو كان هذا الطلب من حقه أو به أى شىء من المنطق .. فلماذا لم يطالبنا به الإسلام؟! أو أى دين سماوى أنزله الله تعالى.. أو حتى كان ذكره سيدنا محمد فى أحاديثه الشريفة.. فلا يوجد شرع على وجه البسيطة أمرنا بذلك .. فلقد أمرنا أن نخاف الله ونعبده.. وحسابنا عليه وليس على بنى آدم. وتؤكد وفاء قنديل سيدة أعمال وأم لخمس بنات وولدين 64 سنة.. أن الشاب الذى يدخل أى بيت ليرتبط ببنت منه فمن المؤكد أن هذا بإرادته واختياره، فنحن فى «2010» لا يمكن غصب رجل على فعل أى شىء فما بالك بالزواج.. فإذا كان لايثق فى اختياره فهذا معناه أنه لا يثق حتى فى نفسه.. وبالتالى فهو مرفوض قلبا وقالبا فلقد زوجت أربع بنات ولم أصادف شيئا كهذا.. لربما سأواجه به مع ابنتى لارا آخر العنقود.. وتكمل ضاحكة بمرارة: ابنتى الكبيرة تزوجت من رجل فى بداية حياتها .. وكانت صغيرة لم تتجاوز ال 20 عاما وكان يكبرها ب 10 سنوات.. وسألها بعد الزواج وأرجو الملاحظة «بعد» الزواج إذا كانت قد وقعت فى حب أحد من قبل .. وأجابت ابنتى ببراءة بالإيجاب وقالت له إنها كانت تحب ابن خالها وإننى رفضت زواجها منه لأسباب معينة .. ولم يقدر صراحتها وصار يذلها رغم أنها كانت مجرد قصة حب بريئة.. وبالطبع لم أكن أعرف ما يحدث.. ولكنى لاحظت شحوبها يوما بعد يوم.. وذبولها الشديد.. وأصبحت زيارتها لنا وحتى لصديقاتها نادرة جدا.. فضغطت عليها لأعرف ما الأمر؟.. واكتشفت أنه لايثق بها ولا يوافق على خروجها فى أى مكان بمفردها حتى إذا كان السوبر ماركت.. وجن جنونى ومرض والدها وانقهر.. وطلقتها منه على الفور.. ومن قوة تأثر والدها بالموقف.. توفى إثر جلطة فى القلب .. ولكنه كان مرتاحا لأنها تخلصت من هذا الإنسان المريض .. فبنات الناس لا يعاملن بهذه الطريقة أبدا. وأغرب إجابة ورد فعل وجدته كان من السيدة شيرين العالم -35سنة- أم لبنت وولدين. التى قالت: هذا والله قمة فى الغباء.. أولا الشهادة المضروبة لا يوجد أسهل منها .. ثانيا ألم يسمع الرجال عن الترقيع؟!! «بلاش» ألم يسمعوا عن الغشاء الصينى.. والله لقد قال لى أخى الأصغر وقد كان ذاهبا لتحديد ميعاد خطوبته على زميلته فى العمل.. وقال لى مازحا سأطلب منها شهادة تثبت شرفها .. فرددت عليه قائلة ياحبيبى سهلة لو مش واثق اتركها من أولها.. فالآن يمكن أن تتزوج بنتا وإذا قالت لك ليلة الدخلة انتظر ثوانى سأدخل الحمام.. أعلم أنها تضع الغشاء الصينى فإذا كان حقا الشاب غير واثق فى أخلاق من يختارها.. فلا توجد قوة على وجه الأرض تجعله يكتشف العذرية.. فالعيوب والطباع تكتشف أسهل بكثير.. الثقة وحدها ودقة الاختيار هى المفتاح الوحيد الذى سيفتح باب المودة والرحمة بين الزوجين .. وبالنسبة لى فشهادة عذرية ابنتى هى شهادة ميلادها .. وجود اسمى واسم أبوها هما ضمان شرفها الوحيد الذى نستطيع تقديمه. ؟ هل جاء ليطلبها من بيت دعارة لماذا لا نعود للدخلة البلدى!! وهكذا أجابنى المهندس حسن عبدربه والد لبنى وربا قرتى عينه كما يلقبهما .. واستطرد قائلا: أولا لا أعتقد أننى يمكن أن أدخل بيتى شابا بهذه العقلية والأخلاق أساسا.. ولكن إذا حدث ستكون طامة كبرى .. وسأدق عنقه.. هذا خدش لكل القيم والأعراف .. ولايرضى به دين أو حتى تقاليد.. ولماذا لا نعود للدخلة البلدى؟! ونعود 50 أو 60 سنة للخلف.. وساعتها .. ويكمل ضاحكا.. أريده أن يرينى شطارته و40 فردا ينتظرونه خارج الغرفة على الباب.. وأمه وأمها تقفان بجانب السرير أعتقد أنه سيكون امتحانا له أكثر منها هى .. ويضحك ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. زى ما فى الطالح .. فى الصالح. أما الزوجان الدكتورة وفاء وزوجها الدكتور عمرو غنيم.. فقد كانا متفاهمين جدا.. بل وبشدة وتقول الدكتورة وفاء: بصراحة البنات أصبحن «صعب قوى» ليس فى طريقة اللبس فقط ولكن فى أسلوب حديثهن ومشيهن حتى فى ضحكن. فأنا مثلا أجد فى إقناع سلمى وساجدة بناتى صعوبة أن الضحك بصوت عالى «عيب» ويقولا لى «إيه يا ماما إنت موديل كام» هما توأم ولم يتجاوز عمرهما 14 سنة ومع ذلك فهما بسبب ما يريانه فى المدرسة والنادى يعتقدان أن ما تربتا عليه أفكار عتيقة لا تصلح لهذا الزمن.. ويقولان لى «إشمعنى الولاد» ولكنى أصر على تعليمهما الآداب والأخلاق التى تربينا عليها.. ويضيف الدكتور عمرو.. بالطبع نعطيهما مساحة من الحرية ولكن مع الحرص على الالتزام بالأدب والدين. وأظن أن الشباب يجب أن يعلم أنه «زى ما فى الطالح .. فى الصالح» والجواب بيبان من عنوانه .. يجب أن يسأل الشاب على البنت ويراقبها قبل التقدم لها أصلا. ماذا لو كانت حقا ابنتى ليست عذراء .. وزورت الشهادة؟! أما بالنسبة لوجهة نظر أهداف إسماعيل - مدرسة رياضيات 45 سنة - فهى وجهة نظر تستحق التدقيق بها.. فهى والدة لبنت واحدة «نور» 12 سنة .. تقول أهداف: لو فرضنا أننى وافقت على شرطه وكان لى قريبة مثلا من بعيد دكتورة نساء وولادة.. وطلبت منها الورقة التى تثبت عذرية ابنتى .. والتى «لا سمح الله» لم تكن عذراء حقا .. فماذا سيكون وضعه هو بعد الزواج؟!! لو «اتشقلب» لن يستطيع أن يثبت غير ذلك.. فمعى ومعه شهادة «تخرم عين التخين» تثبت أنها بنت بنوت. الحقيقة أن إخلاص النية، وحسن الظن هما السلاح الذى يجب أن يتحلى به أى شاب عند محاولته دخول بيت لطلب يد فتاة من عائلة محترمة.. فمن يريد أن يخدع .. سيخدع ولا رادع له إلا ضميره.
آباء الأولاد: بنات الناس إبرة فى كوم قش!! وعلى الجانب الآخر.. جانب أهل العريس.. لم يستغرب أى منهما أن يطلب ابنهما من زوجة المستقبل شهادة إثبات أنها عذراء موثقة من طبيب.. وكانت لهم أسبابهم.. عم حسن أبو «طارق»- 60 سنة- هو صاحب محل تجارى «سوبر ماركت» ويسكن فى نفس العمارة التى بها المحل.. وهم يقطنون معى فى نفس الشارع.. وأردت أن أنوه عن ذلك لأقول أننى أعرف «طارق» فهو شاب وسيم طويل عريض المنكبين.. يتمتع بشعر «مسبسب» وعليه كمية جل لا بأس بها.. أرى طارق يوميًا مع شلة أصدقائه ليل نهار على ناصية شارعنا.. رغم انتهائه من الجامعة منذ عامين كاملين.. المهم.. بعد إعطائكم صورة وافية عن ابن الحاج حسن أو عم حسن كما نناديه.. طرحنا السؤال على عم حسن فرد علىَّ قائلاً: «والله يا بنتى لو طارق طلب من البنت اللى هيتجوزها شهادة لإثبات شرفها.. هيبقى معذور.. ما هو من اللىِّ بيشوفه».. و«بالطبع يقصد الذى يراه أثناء وقوفه على الناصية» ويكمل عم حسن.. «البنات مبقاش عندها حياء.. ولا حدود.. وبعدين هو إيه اللى يزعل ما هى لو واثقة من نفسها.. هتوافق.. إيه المانع». الطريف فى الموضوع أن عم حسن عنده بنت لم تتزوج بعد- 22 سنة- وعندما سألته ما إذا تقدم لابنته شاب وطلب الشهادة.. أشاح لى بوجهه ولم يرد. أما سلوى غنيم- 47 سنة- أم لشاب متدين وطفل «عمرو» 12 سنة.. تقول: بالطبع سيكون طلبه صادما جدًا ولن يتقبله أحد «بسهولة».. ولكن تطور الحياة بسرعة.. وبشكل مخيف وسط الإنترنت والعولمة، جعلت البنات وحتى الأولاد بيستهينوا بالتقاليد والأصول ولكن البنات يكنَّ ملفتات للنظر أكثر من الأولاد.. فنحن فى مجتمع شرقى ومتحفظ، ولا يقبل بأن تتصرف الفتاة دون التزام وحدود.. مثل اللبس المحتشم، ومصادقة الأولاد دون عمل حدود معهم.. وتتخذ البنت من الولد «أنتيم» أىَّ رجل سيرضى بذلك؟! حتى إذا كان هو له «أنتيمة» فهو رجل لا يُعاب عليه.. ولا أتكلم فى العموم، طبعًا هناك بنات غاية فى الأدب ولكن المشكلة الكبرى أن «السيئة تعُم». والأولاد أصبحوا عاجزين عن التمييز! وتؤكد على كلام سلوى غنيم الأستاذة راندا فكرى أشرف- 48 سنة- مدرسة لغة إنجليزية.. وتقول: أنا أم ل3 شباب أكبرهم 22 سنة.. تخرج هذه السنة.. «أنا أموت من الرعب والقلق عندما أتخيل أنه سيقبل على فكرة الزواج.. فأنا أرى الجيل الجديد الذى أدرس له فى المدرسة.. وبصراحة الوضع غير مطمئن بالمرة.. رغم أننى مُدرسة فى مدرسة internatioal ومع ذلك فبنات الناس الحقيقيين أصبحن كالإبرة فى كوم قش!! الجرأة، والانعدام التام للحياء هما سمات بنات اليومين دول.. ولذلك فالشاب يحاول أن يؤمن نفسه فهذه الفتاة ستصبح أماً لأولاده. وقاطعتها متسائلة إذا ما حدث هذا معها هى شخصيا.. فأجابتنى مستنكرة: «لأ طبعًا إحنا جيل أخلاقنا مختلفة تمامًا.. الفكرة دى أصلاً لا يمكن أن تكون قد خطرت حتى على خيال رجال هذا الزمن». أما هذه السيدة فهى سيدة صريحة مع نفسها وتعترف أن من يطلب هذه الشهادة فهو شخص فقد ثقته فى النساء لأن النوعية التى يقابلها نوعية «رخيصة» وسهل خداعها.. لذلك يعتقد أن «كلهن واحد»، كما يقول لها ابنها دائمًا، ابنها الذى يبلغ من العمر- 41 سنة- مهندس محترم (أمام الناس) ولكنه يرتكب الخطيئة مع كل امرأة تقابله.. حتى أنها علمت مؤخرًا أنه يرافق زوجة صديقه المسافر فى دولة عربية.. ومحاولة منها فى إصلاحه.. تحاول دائمًا البحث له عن «ضحية» عروسة عسى أن يهديه الله على يديها.. ولكن فى مرة أحضرت فتاة تم ترشيحها من قبل إحدى الصديقات وجعلتها تعمل عنده فى مكتبه ليتعارفا على بعضهما البعض.. ولكنها فوجئت بالفتاة فى يوم تكلمها منهارة وتقول إنها لا تريد العمل معه ولا تريد الزواج منه.. وعندما سألتها بضغط قالت لها أنه حاول التحرش بها.. وعندما واجهته قال لها: «كان يجب أن أختبرها وأتأكد أنها عذراء!!» وتنهى حديثها قائلة: «فاجر.. وعايزها عذراء». نسرين نصيف- 47 سنة- تقول فى بداية كلامها: «من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر أولاً». وتستطرد.. هل أصبحنا ملائكة على الأرض.. بالطبع هذا كلام غير منطقى ورغم أننى عندى ولد إلا أننى لا أوافق على طلب كهذا أبدًا.. فهذه رجعية.. فحتى لو فرضنا أنها خاطية.. فلم لا يكون السماح والغفران سبيلنا.. ثم أنه طلب جارح جدًا للفتاة.. وطالبه إنسان مهزوز.. ومن المؤكد أنه عاصِ.. لذلك يخاف أن يعاقبه الله من نفس جزاء العمل. وفى النهاية قبل أن ينزع أحد الشوكة من عين أخيه يجب أن ينزع الشوكة التى بعينه أولاً. لم يُرد صاحب هذه الحالة ذكر اسمه أو أى تفاصيل عنه لأنه برر موافقته على طلب شهادة العذرية بقصة شخصية حدثت له وابنه.. فهو رجل أعمال يبلغ من العمر- 57 عام رغم أن السن لا يظهر عليه فعندما تراه تشعر أنه قد تعدى لتوه العقد الرابع فقط من عمره فمن الواضح أنه شديد الاهتمام بنفسه.. عندما طرحت عليه السؤال.. وافق فورًا قائلاً: «والله عين العقل.. أحسن الحكاية بقت لخبطة». وبدأ فى سرد قصته قائلاً: «طب أنا هحكيلك حكاية مش هتصدقيها.. أنا كان عندى سكرتيرة كانت يادوب متخرجة بقالها سنتين يعنى كان عندها- 24 سنة بس.. المهم.. أعجبتنى.. وحاولت التقرب لها.. فلم تمانع.. ويوم بعد يوم تطورت علاقتنا.. وبدأت تلح علىَّ فى طلب الزواج، وفى النهاية.. أوضحت لها أننى لا أفكر فى الزواج مرة أخرى وأننى لم أعدها يومًا به.. فِلَم تطلبه الآن.. فكانت الصدمة عندما قالت لى إن ابنى منذ فترة يطاردها وعندما فقد الأمل فى الوصول لها دون زواج عرضه عليها.. ولذلك هى تريد الزواج منى ليفهم ابنى حدوده.. وبالطبع لم يحدث لا هذا ولا ذاك.. وانتهت القصة باستقالتها.. بعد إقناعها أن هذا الأفضل لها ولنا.. وإلى الآن يظن ابنى أنها فتاة بريئة رفضته وتركت العمل منعًا للإحراج.. لذلك أظن أن فكرة الشهادة وخصوصًا إذا أصبحت رسمية، ستكون رادعاً نوعًا ما للفتاة قبل التفريط فى شرفها. أنهى الرجل قصته وأنا عاجزة عن الرد عليه فقد كنت فى حالة ذهول من فرط جرأته وعدم إحساسه بأى نوع من أنواع الذنب، أو بألم فى الضمير أو أى شىء من أمراض الإحساس المُرهف!! فهو قام بإغواء الفتاة، واستغل حبها له، وتغافى عن طلبها الزواج ليحميها من محاولات ابنه واعتبرها وباء سيقضى على العائلة فقرر بكل ندالة التخلص منها لإنقاذ ابنه الذى إذا شابه أباه فلم يظلم.. ويتحرق لطلب الشهادة لإثبات العذرية رسميًا لحماية أمثاله من الأندال!!؟