تلقت عيادة الجمهورية رسالة من القارئة م. عبدالستار تقول فيها: أنا حامل لأول مرة وفي شهري السادس وقد أبلغني الطبيب أن "الجنين" يعاني من فتق بالحجاب الحاجز وأن المعدة والأمعاء موجودة داخل تجويف الصدر رغم أن حالة الجنين جيدة ولا توجد أي أمراض خلقية أخري.. وتقول ماذا أفعل.. وهل يمكن أن يعيش هذا الطفل أرجو النصيحة؟! بعرض هذه المشكلة علي الاستاذ الدكتور محمد عبدالباقي أستاذ جراحة الأطفال بطب الأزهر أجاب قائلاً: إن فتق الحجاب الحاجز من الأمراض الخلقية غير النادرة فهي تصيب مولود واحد من بين خمسة آلاف مولود وفي كثير من دول العالم يتم حالياً تشخيص هذه الحالات في شهور الحمل الأولي.. ومنذ عام 1980 بدأ الاهتمام بالتدخل الجراحي لإصلاح هذا الفتق للجنين في داخل الرحم حتي يولد الطفل معافي وفي حالة جيدة.. والمرض يصيب الذكور أكثر من الإناث وقد يصاحب الفتق وجود عيوب خلقية أخري ولكن الأهم والأخطر هوتأثير الفتق علي نمو وتكوين الرئة والأوعية الدموية الرئوية.. فالحجاب الحاجز هو عبارة عن عضلة رقيقة تفصل بين تجويف الصدر والبطن وهو من الأعضاء الهامة التي يحتاجها الإنسان لاكتمال نمو الرئتين بصورة طبيعية.. ولكن حين يغيب الحجاب الحاجز أو جزء منه فإن الأمعاء تصعد إلي تجويف الصدر وتضغط علي الرئة مما يعوق نموها بصورة طبيعية.. لذلك يحتاج الطفل بعد الولادة مباشرة إلي دخول الحضانة ويظل علي التنفس الصناعي لمدة 48 ساعة يتم اثناءها تحضير الطفل لإجراء العملية الجراحية التي يتم خلالها تصليح الفتق ورتق الحجاب الحاجز ليعود إلي وظيفته الرئيسية للفصل بين الرئة وتجويف البطن ويستمر الطفل علي جهاز التنفس الصناعي بعد العملية لمدة تتراوح من 3 إلي 5 أيام. ينصح الطبيب القارئة بأهمية متابعة الحمل في مستشفي متخصص يتوافر فيه طبيب نساء وتوليد وطبيب أطفال مبتسرين وجراح أطفال وقسم عمليات مجهز للتعامل مع هذه الحالة وأن يتم التأكد من توافر حضانة لاستقبال المولود بعد الولادة مباشرة.