تمكن فريق طبى بالإسكندرية، برئاسة الدكتور محمد على يوسف، استشارى جراحة الأطفال والعيوب الخلقية، وزميل كلية الجراحين الملكية بلندن من إجراء جراحة لرضيعة تبلغ من العمر 3 ساعات تعانى من فتق فى الحجاب الحاجز مع تكون النصف الأيسر من عضلة الحجاب الحاجز فى جراحة طويلة ومعقدة استغرقت 3ساعات فى أحد المراكز المتخصصة فى جراحات الأطفال الدقيقة والمتقدمة. وكانت الرضيعة وتدعى سهى أحمد المنصورى، تمت ولادتها فى أحد المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية، وعند إجراء الفحص الدورى عليها بواسطة استشارى طب الأطفال لاحظ ارتفاعًا فى عدد مرات التنفس للرضيعة مع وجود زرقة خفيفة بالشفتين عند البكاء وبعمل أشعة عادية على الصدر تبين وجود فتق فى الحجاب الحاجز على الجانب الأيسر. وقام رئيس الفريق الطبى بإجراء أشعة الصبغة عن طريق الفم فى الوضع الجانبى لتأكيد التشخيص وتبين وجود المعدة والأمعاء الدقيقة والقولون داخل تجويف الصدر مع دفع القلب إلى الجانب الأيمن من الصدر وتم اتخاذ القرار الجراحى لإنقاذ حياة الرضيعة. وعن تفاصيل الجراحة يقول د.محمد على يوسف، استشارى جراحة الأطفال، ورئيس الفريق الطبى إنه باستكشاف البطن تبين وجود المعدة والطحال وكامل طول الأمعاء الدقيقة والقولون الصاعد والمستعرض داخل النصف الأيسر من تجويف الصدر ضاغطًا على الرئة اليسرى، مؤديا إلى عدم اكتمال نموها ودافعا القلب إلى الجهة الأخرى ليضغط الرئة اليمنى لتعمل بنصف طاقتها وكفاءتها فقط وتم إرجاع كافة الأعضاء إلى تجويف البطن مع غلق وتقوية الحجاب الحاجز من الجهة اليسرى ووضع أنبوبة صدر للرضيعة. وخرجت الطفلة من العمليات إلى وحدة الرعاية الفائقة لمدة 4 أيام بدون الحاجة إلى وضعها على جهاز التنفس الصناعى ثم إلى قسم الأطفال مع آلام لمدة 3 أيام أخرى للتأكد من استعادة نشاطها وقدرتها على الرضاعة الطبيعية قبل خروجها إلى المنزل فى صحة جيدة. ويقول د.محمد على يوسف إن الاكتشاف المبكر للحالة وولادتها فى مركز طبى متقدم يحوى كافة إمكانيات التشخيص والعلاج الجراحى مع وجود طاقم طبى متخصص فى جراحات الأطفال ساعد على إنقاذ حياة الرضيعة، حيث إنه كان من الممكن فقدها لو تمت الولادة فى مكان آخر غير مجهز مع عدم وجود طاقم طبى مستعد على مدار الساعة، كما أن المتابعة مع طبيب النسا قبل الولادة تساعد فى تشخيص هذه الإحالات قبل الولادة ووضع خطة للتدخل بعد الولادة مباشرة.
