رصدت أجهزة المخابرات الغربية ارتفاع حركة انتقال قادة تنظيم داعش من سوريا والعراق إلي ليبيا حيث أصبحت مدينة سرت العاصمة الجديدة للتنظيم ومقراً للخلافة بدلاً من الرقة. أصبح هذا المخطط لايهدد أمن دول الجوار فحسب بل سيشمل دول أوروبا التي تقترب منها ولا يفصلها عنها سوي 400 ميل فقط.. وسيسعي دواعش ليبيا سريعا بمساعدة الميليشيات المحلية الممولة خارجيا الي توسيع النفوذ إلي ما وراء سرت سواء بإحداث مشكلات لدول الجوار مثل مصر والجزائر وتونس أو في جنوب أوروبا وبخاصة ايطاليا باعتبارها الدولة الوحيدة المهتمة بأزمة ليبيا منذ أن نفض الناتو يديه عنها. لكن السيناريو الكارثي هو أن تلتحم داعش الليبية مع جماعات الإرهاب في شمال وغرب افريقيا وعلي رأسها جماعات مالي وبوكوحرام. لقد بدأ تنظيم داعش الإرهابي فرض قوانينه في مدينة سرت من ارتداء النساء النقاب وتنفيذ عمليات الاعدام العلنية وإقامة شرطة اسلامية ومحاكم شرعية وبناء السجون مع حظر الموسيقي والتدخين والفصل بين الذكور والإناث. ولقد ساعدت ظروف ليبيا الداخلية في هذا الزحف الداعشي داخل أراضيها وتمركزه في سرت حيث تعددت القوات والميليشيات المتصارعة فنجد هناك جماعة فجر ليبيا ودرع ليبيا وأنصار الشريعة هذا كله في ظل فراغ سياسي فالبلد ينازعه حكومتان إحداهما معترف بها والأخري منبثقة عن البرلمان المنحل في طرابلس. ولعل أخطر ما أثاره الرئيس عبدالفتاح السيسي في اليونان تحذيره للعالم أجمع من ترك الأوضاع في ليبيا لمزيد من التدهور مثلما حدث في سوريا والعراق. إن الأمر يتطلب تحركاً عربياً مشتركاً لمواجهة هذا الخطر الإرهابي المأجور بهدف القضاء علي ما تبقي من الدول العربية وعلي رأسها مصر والسعودية قبل فوات الأوان. كلمات لها معني : يقول سبحانه وتعالي في كتابه الكريم : "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا". صدق الله العظيم