حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مجلس الشيوخ الأمريكى يتوصل إلى اتفاق مبدئى لإنهاء الإغلاق الحكومى    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    لمواجهة ارتفاع الأسعار.. التموين: طرح زيت طعام 700 مللي ب 46.60 جنيه في 1060مجمعا استهلاكيا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    غارات جوية أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها: فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 03 - 04 - 2015

هذه الوسيلة من أخطر وسائل التواصل خاصة بين الشباب وسيلة لا تعرف المحظور ولا تخضع لأي خصوصية وكل شيء فيها مباح.. مواقع التواصل الاجتماعي تختلط فيها الثقافات والعادات والتقاليد مع ما يوجد فيها من تناقض قد يعرض البيئات المحافظة إلي الخطر بقدر ما يعرض دولا مختلفة إلي التصدع ونشر الفتنة وتهديد الأوطان وتهديد للنظام العام لأي دولة.
من هنا كانت اتجاهات بعض الحكومات إلي الدخول علي هذه المواقع بما فيها من خصوصية في محاولة لمنع هذه الفتن.
سألت علماء الدين عن الحكم الشرعي في الدخول علي هذه المواقع وعدم اطلاع أحد عليها.. وهل هذا يعتبر نوعا من التجسس الوارد النهي عنه في سورة الحجرات "ولا تجسسوا".
الدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة القاهرة يقول: إن هناك مشكلة تثور في الاونة الأخيرة بعد ان أصبح العالم قرية صغيرة ولم يعد فيه شئ بعيد عن الاطلاع عليه بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة.
وأضاف د. عوضين أن الحكم الشرعي هنا يختلف حسب استعمال الانسان للشئ فيكون حلاله حلالا وحرامه حراما. فمن يستخدم هذه المواقع في تنزيل الوان الثقافة المختلفة من كتب علمية وآراء فكرية لا تتناقض مع الفطرة السليمة للانسان فان فائدتها ستعم للجميع وقد كفلت لها بعض الدول والمنظمات الكثير من القوانين وألوان الحماية ومنعت الاعتداء عليها أو سرقة بعض موادها باعتبارها من حقوق المؤلف والحقوق الذهنية ونحن في بلادنا في الطريق الي ان نضع تشريعات مثل هذه الدول المتقدمة لحماية هذه الأفكار والآراء.
وقال د. عوضين انه علي الجانب الآخر تستعمل بعض الناس هذه المواقع في ابداء آرائهم الشخصية في بعض الملاحظات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وفي بعض الأحيان انتقاد لبعض المسئولين فيما يعتقدونه تقصيرا منهم ويقومون بنشر هذه الآراء بحيث يطلع عليها أكبر عدد ممكن من الناس وهو ما نسمع عنه احيانا أن فلان له "تويته" أي تعبير عن آراء الشخص في أمر ما وهذا ينتشر أكثر في البلدان التي وصلت فيها الديمقراطية الي مرحلة متقدمة نتجت عن ارتفاع مستوي الثقافة لكن بعض الدول الأخري لا تعتبر ذلك ظاهرة صحية للظروف التي تمر بها في مراحلها الانتقالية وتعتبر هذا مانعا كافيا يحول دون انتشار هذا اللون من التواصل الذي يمكن ان يمس الاستقرار أو الأمن القومي.
وأضاف د. عوضين اننا نعترف بهذا العذر ولكن يجب ان يكون في اطار ضيق بحيث لا يحجر علي الحريات أو يحول دون استخدام الانسان لحقوقه السياسية والتعبير عن رأيه كما كفله الدستور والقانون ومن قبلهما الشرع الحكيم.
وأشار د. عوضين إلي ان الشرع لا يمانع في استخدام أي وسيلة للتعبير عن ارادة الانسان الداخلية وفق ضوابط الشرع فلا تحل حراما أو تحرم حلالا أو تخدش حياء أو تحدث فتنة بنشر كذب أو بهتان فهذا يحرمه الشرع بكافة وسائله سواء ما عرف منها صدر الاسلام أو ظهر بعد ذلك بل ان كثيرا من الدول المتقدمة الآن تعمل علي حماية المعلومات الخاصة بها وقد تخترق المواقع الخاصة وتنتهك حريتها بحجة تتبع بعض الفئات المتطرفة أو المغالية.
وقال د. عوضين ان مقاومة الفكر بالفكر والحجة بالحجة هو العلاج الوحيد للأفكار المتطرفة والخاطئة اما الكبت والقهر والمنع فهذا يولد فكرا يميل إلي العنف نحن في غني عنه.
أضاف ان هناك نوعا من الجاسوسية عن طريق التواصل الاجتماعي تمارسه بعض الدول ولكن في أضيق الحدود لأن الحقوق والحريات هي أقوي ضمان غير ان الحرية المطلقة مفسدة مطلقة أيضا ولابد من وضع قيود علي جموح الانسان رغم خصوصيته.
وقال د. عوضين انني مع الوسطية وكلما منحنا قدرا أكبر من الحرية وأبعدنا عنه الرقابة أعطيناه الثقة والمصداقية فيمتنع تلقائيا فيما لا ينفعه كما اننا مع القول الذي يذهب إلي الحرية المطلقة مفسدة مطلقة فلابد من وضع ضوابط وقيود لكل الأمور حتي نقطع الطريق علي المفسدين.
الدكتور عبدالفتاح ادريس الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: ان مواقع التواصل الاجتماعي لا خصوصية لها وذلك لأنها وسيلة لنشرأي شئ وان من صدر منه أي شئ فيه شبهة قولا أو كتابة لم يعد ملكا له ومن حق أي أحد ان يقف علي ذلك بأدب أو بغير أدب ومن حقه كذلك ان يعنفه ومن حقه ان يسخر منه وذلك لأن مجرد صدور قول أو مادة كتابة أو صورة حقيقية أو كاريكاتير علي هذه المواقع يعد قولا لكل ما يرد منها من تعليقات سواء كان تعليقا محترما أو تعليقا غير محترم وهذه المواقع يستطيع أي ان انسان ان يدخل عليها ويكتب ما يشاء سواء علي صفحته الخاصة أو علي صفحة غيره بل هناك ما هو أدهي من هذا.
وأضاف د. ادريس ان هناك مجموعات تتكون علي هذه الصفحات ولا يجد الانسان نفسه الا وقد انضم رغما عنه الي هذه المجموعات لأنها هي التي تقوم بهذا الضم وأكثر هذه المجموعات اما منحرفة الفكر أو منحرفة السلوك أو مشبوهة المعتقد وتريد ضم بعض الأفراد اليها لاكسابها قدرا من الاحترام والتقدير أو تلويث سمعة من قامت بضمه الي مجموعتها وهذا أمر معروف لدي كل المتعاملين علي صفحات التواصل الاجتماعي.
وقال د. ادريس انه لا يخفي ان علي هذه الصفحات اناسا ينشرون أفكارا هدامة من شأنها تقويض أمن المجتمع واحتقار واذراء رموزه والنيل من المجيدين فيه.. واذا كنا نعيب علي بعض دول الغرب انها تنال من رموز الاسلام وأهله فان من مصر من يسخر من رموز الاسلام وعلمائه وكذلك رموز الدين المسيحي وأتباعه وغيرهم من عامة الناس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وهذا معروف ومشاهد لكل أحد في الداخل والخارج.. فأين جهاز الأمن المجتمعي من هذا الذي يحدث علي صفحات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلي ان هناك أناسا تجاوزوا حد الأدب مع رموز الدولة والشرطة والجيش والقضاء والهجوم علي رؤساء وحكام وملوك دول صديقة وهذا غير مطلوب ولا مرغوب فيه شرعا.
وقال ان تسخين بعض الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي أو نشر أكاذيب تضر بأمن وسلامة الوطن ورموزه فلا شئ في اقتحام موقعه ومن حق المسئولين وقف هذا الموقع.
حذف صلاح الدين وعقبة.. تدمير للقدوة وإهانة لتاريخنا
الغرب أشاد بالناصر.. ونحن نتهمه بالدموية
عمر عبد الجواد
حالة من الجدل والاعتراض بين علماء التربية والتاريخ الإسلامي بسبب إقدام وزارة التربية والتعليم علي إلغاء قصة الصحابي المعروف عقبة بن نافع والقائد صلاح الدين الأيوبي. وأفصحت الوزارة عن سبب الالغاء في تصريحات لمسئوليها لعدد من وسائل الإعلام بأن القصص المحذوف يسهم في تنمية السلوك العدواني لدي الطلاب بما يجعلهم مهيئين نفسيا لإستقطابهم في أعمال العنف والإرهاب.
الجمهورية ناقشت القضية مع المتخصصين الذين وصفوا أفكار القائمين علي تعديل المناهج بأنهم يزرعون الإرهاب ويخلقون التطرف بسبب ما يقدمون عليه من تصرفات هوجاء يمكنها أن تطعن في الخلفاء الراشدين الذين أقروا ما أقدم عليه عقبة بن نافع.
الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة القاهرة أوضح أن وزارة التربية والتعليم تغرس الإرهاب وتزرع التطرف بما تقدم عليه من أفعال لا علاقة لها بالتربية أو التعليم. ووصف الدكتور القوصي ما أقدم عليه خبراء تعديل المناهج بأنه لون من التهريج. والكلام الفارغ عن المضمون "وفق وصفه". مشددا أن سيدنا عقبة بن نافع صحابي جليل له سيرته الزكية العطرة المعروفة. وقام بفتح بلاد الشمال الأفريقي حتي وصل إلي ميناء طنجة. ووقف بفرسه علي شاطئ المحيط الأطلسي وخاطبه بقوله: لو كانت الدنيا أمامي أرضا لدخلتها. ولم يثبت عن عقبة بن نافع أنه استخدم أسلحة دمار شامل أو استعمر أرضاً لأجل الحصول علي خيراتها ومنافعها. ولم يعرف عنه أنه قام بالاعتداء علي كنائس أو معابد يهودية أو غيرهما من المذاهب والملل العقائدية. بل كان يسير علي منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ابلغ صحابته ألا يعترضوا علي عباداتهم أو عاداتهم سوي ما يخالف السلوكيات البشرية الصحيحة وعدم الاعتداء علي العجائز أو النساء أو الأطفال والمتعبدين في أماكن عبادتهم. وعدم قطع الأشجار أو الزروع أو قتل الحيوانات أو حرق المنازل.
أضاف: كل هذه السلوكيات علمها النبي صلي الله عليه وسلم لصحابته الذين تابعوا سيرته في نشر الإسلام دين الله تعالي في جميع أنحاء الأرض تنفيذاً لأمر الله تعالي الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين. فإن يكن عقبة بن نافع يعلم الإرهاب فلماذا لم ينكر عليه سيدنا عمر ببن الخطاب تلك الممارسة حيث أنه كان فاتحاً في عصره. وساعد عمرو ببن العاص في فتح مصر. واستقر بمصر فترة من الوقت حتي أن هناك منطقة تابعة لمحافظة الجيزة تنتمي في اسمها إلي سيدنا عقبة بن نافع وهي منطقة "ميت عقبة".
من جانبها اشارت الدكتورة خديجة النبراوي الباحثة الإسلامية إلي أن القائمين علي شئون التربية والتعليم يريدون خلق فتنة مذهبية بين التيارات الإسلامية. ويريدون في الوقت ذاته تشويه التاريخ الإسلامي لقمم وقامات دينية وفكرية مثل الصحابي عقبة بن نافع والقائد المستبصر صلاح الدين الأيوبي. مشيرة إلي أن القائمين علي مناهج التربية والتعليم لم يعلموا أن سيدنا عقبة بن نافع له الكثير من الفضائل الذي تري وزارة التربية والتعليم أنه يعلم الطلاب الإرهاب. رغم أننا نسمح للمغرضين الذين يهدفون توشيه التراث الإسلامي بنشر مبادئهم وأفكارهم الملوثة. وإذا طالب أحد بحظر تلك الأفكار فيكون الرد من جانب المتحررين فكرياً كما يطلقون علي أنفسهم أن الفكر يواجه بالفكر. وأن النقاش العقلي والعلمي هو السبيل لكشف الحقائق ليهلك من هلك عن بينة. بينما يتم التعامل مع التاريخ الإسلامي بمنطق "القص واللزق". والأدهي أن وزارة التربية والتعليم تعلن أن هناك العديد من الموضوعات سيتم حذفها مستقبلاً. ولا يتحرك ساكن من جانب الجهات التاريخية فهناك جمعيات متخصصة للمؤرخين المصريين. وهناك أقسام للتاريخ الإسلامي في الجامعات المصرية. وهناك الازهرالشريف. ووزارة الأوقاف. والجميع يبدو من صمته الرضا بما يجري من تشويه لتاريخ رجلين من قامات التاريخ الإسلامي في الوقت الذي انزعج الأزهر الشريف فيه بالرد علي البرامج الفضائية التي تتناوله بالنقد بينما لم ينزعج لإساءة لتاريخ صحابين من الصحابة. وبهذا تعلن وزارة التربية والتعليم أنها تطور العملية التعليمية. دون أن تدري أنها تطور أساليب الكراهية والإرهاب.
أوضحت الدكتورة خديجة ان القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي من العظماء الذين يشار لهم بالبنان من غير المسلمين درجة أن اليهودي المعروف بن جوريون اشاد بسلكويات صلاح الدين الأيوبي وشبهه بالمسيح عليه السلام بعدما سمح صلاح الدين لليهود بالعودة للقدس بعدما طردهم منها الرومان. وعفا صلاح الدين عن اليهود وعن الصليبيين أنفسهم ولم يثبت أنه أراق قطرة دم واحدة عندما دخل بيت المقدس حيث أراقوا دماء المسلمين ودماء مخاليفهم من الصليبيين حتي وصلت الدماء إلي أعناق الخيل.
طالبت الدكتورة خديجة القائمين علي تحطيم التعليم وليس تطويره العودة إلي كتب التاريخ لمعرفة سيرة الرجلين قبل أن يلصقا بالتاريخ الإسلامي الاتهامات ليكونوا عونا لمن يشوهون الإسلام ويثبتوا للعالم أن المسلمين الأوائل كانوا دعاة قتل وصناع إرهاب.
التقليد الأعمي يفقد المجتمعات خصوصيتها وقيمها الدينية
الإسلام دعا إلي التعلم .. وحذر من التبعية العمياء
جمال حمزة
التقليد الأعمي أزمة شبابية فلم يعد غريبا ان نري شبابنا الذكور يطيلون شعرهم فبدوا أشبه بفتاة. كما يرتدون البنطلونات الغريبة المقطعة أوالهابطة بشكل قد يظهر بعض جسمه.
هذه السلوكيات الغريبة يفسرها العلماء بأنها لون من التمرد أو الخروج السلوكي علي قيم المجتمع المستقاه من الاسلام
الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق وأستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم يستنكر تقليد بعض الشباب الأعمي للعادات الغربية من غير رؤية وتثبت مما يجلبه هذا التقليد عليه مشيرا الي ان وسائل الاعلام المختلفة أسهمت من خلال ما تبثه في جذب انتباه الشباب خاصة في سن المراهقة لأنماط وأساليب الحياة الغربية.
وأوضح ان ثقافتنا الاسلامية فيها ما يكفينا لدنيانا في شتي مناحي الحياة.. ولا يتعارض الدين مطلقا مع الفطرة السليمة فعلي كل شاب أن يعتز بقيمه وعاداته الاسلامية.. ولا يلهث خلف تقليد أعمي.
قال ان التقليد لا يلهث وراءه إلا شاب خالي النفس بلا عمق ثقافي أو شخصية لها مكوناتها الخاصة.
وبين د. حامد طاهر أن النبي صلوات الله وسلامه عليه نهي عن التقليد الأعمي والتشبه فقال: "لا يكن أحدكم إمعة" يقول: "أنا مع الناس ان أحسن الناس أحسنت وان أساءوا أسأت.. ولكن وطنوا أنفسكم ان أحسن الناس أن تحسنوا.. وان أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم" وفي المعني نفسه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي إذا دخلوا حجر ضب دخلتموه معهم".
وقال الدكتور حامد طاهر هناك فرق بين التقليد المحمود للغرب والتقليد المذموم.. فلماذا يقلد الشباب سلبيات الغرب دون ايجابياته؟ وما الذي يجذب الشباب نحو السلبيات ويبعده عن الايجابيات؟ ولماذا لا نقلد الغرب فيما سبقونا اليه من علوم ومعارف.. ويقلدوننا فيما سبقناهم نحن فيه؟!
وطالب د. طاهر مؤسسات الدولة بمختلف أنواعها بتقديم التوعية اللازمة للشباب داعيا العلماء إلي حسن رعاية الشباب وتوجيههم.. وأيضا مد جسور الحوار معهم.. وكذلك توضيح السلوك الاسلامي الصحيح لهم والذي وضحته الآية الكريمة من قول الله تعالي: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين".
** يقول الدكتور ربيع شعبان أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسي بتربية الأزهر إن التقليد الأعمي دليل انحراف سلوكي يأتي نتيجة الخروج علي القيم وعدم الخضوع لأوامر ضبط السلوك الذي يصدر عن الوالدين لأن الأبناء في هذه السن يحتاجون إلي رعاية ودفء والديهم وقدرة فائقة علي الاقناع فقد لا يجد الأبناء هذا الأمر نتيجة انشغال كل من الوالدين عن الأسرة وعدم اهتمامهما بأبنائهما نتيجة الضغوط الأسرية والوفاء بمتطلبات الحياة المعيشية فيشعر الطفل بأنه محروم من الأسرة رغم الوجود الحقيقي للآباء فيلجأ إلي جماعة الشلة أو أصدقاء السوء أو الجماعة المنحرفة التي تؤدي به إلي هذا السلوك الذي لا يتفق مع ثقافتنا وقيمنا الاسلامية التي ترفض هذا الانحراف.
** وأشار د. ربيع شعبان الي ان الولد في حاجة لسلطة ضابطة لسلوكه وتصرفاته وأفعاله حتي لا يخرج عن المعتاد والمألوف في الأسرة المصرية.. أو قد يلجأ الولد إلي هذا الأمر نتيجة للضغوط الواقعة عليه من البيئة الأسرية مثل القسوة والعقاب والاكراه وعدم احترام ذاتية الولد والتدخل في شئونه الخاصة.. الشخصية أو المدرسية فيجد في هذا السلوك متعسفا انفعاليا ليلفت به الأنظار ويكون موضعا لجذب انتباه الآخرين.. مضيفا ان هناك بعض الأبناء قد تظهر عورتهم المغلظة أثناء أداء شعيرة من شعائر الاسلام وهي الصلاة ويتجلي هذا واضحا في ركوعه وسجوده.
وعن أسلوب العلاج وطرقه يقول د. ربيع شعبان لابد ان يشعر الابن بكيانه وبذاته داخل الأسرة وأن يربي فيه الآباء والتعبير عن الذات منذ صغره وبالتالي لا يكون لديه مخاوف اجتماعية في المستقبل وبمعني أدق أن يربي الولد علي أساليب سوية في التنشئة خلال سنواته الباكرة من حياته حتي يتعود في كبره علي معرفة الصواب من الخطأ والسلوك السوي من المنحرف فيلجأ إلي السلوك السوي والابتعاد عن المنحرف.
وأكد د. شعبان ضرورة ان يكون هناك نموذج يقتدي به الابن في سلوكه وتصرفاته.. والنموذج المقرب أو المحبب.. وقد يكون الأب أو المعلم أو شخصية مشهورة.
وأشار د. ربيع شعبان إلي أن أفضل نموذج عرفته الانسانية هو رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي نقتدي به في كل أموره.. في أقواله وأفعاله منذ طفولته وشبابه.. وأن يكافئ الطفل بتدعيم وتعزيز سلوكه المرغوب وهو الالتزام بالزي أو اللبس المناسب الذي لا ينتقده الآخرون مثل المثل الذي يقول "كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس" كلما التزم الطفل بهذا السلوك كلما كوفئ علي هذا الالتزام أو تعزيزه تعزيزا سلبيا كلما اقترب من السلوك غير المناسب مثل "ارتداء الزي المثير" كحرمانه من الفسح والمصروف أو الأشياء المحببة لديه.. أو المخاصمة من جهة الآباء.
ودعا د. ر بيع شعبان الشباب الي ضرورة الاقتداء بالنماذج النافعة الممنتجة المبتكرة المبدعة التي تؤدي إلي تقدم هذا الوطن والارتقاء به حتي نكون ضمن البلاد المتقدمة.
1⁄41⁄4 أما الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع والنفس بآداب القاهرة فيؤكد ان التقليد الأعمي دليل علي عدم الثقة في النفس وعدم الثقة في الامكانيات والقدرات.. فالثوابت والمفاهيم غير واضحة.
** ويري د. مجدي حجازي ان علاج المشكلة في علاج المرض وليس العرض وباقتلاع جذور المشكلة وليس في علاج الظواهر لأنه سيكون بمثابة علاج وقتي.. موضحا انه من الصعوبة تركيز كل الجهد علي اصلاح وتعديل سلوكيات هذا الجيل وحده والا سيضيع الجيل القادم ولكن مع التركيز والاهتمام بالجيل القادم يتم تدارك السلبيات التي أثرت ومازالت تؤثر في سلوك الشباب.
وأكد د. حجازي انه لن يكتمل بناء الشباب الا من خلال منظومة متكاملة ورؤية ثابتة مع صدق نية وبذل جهد لخلق جيل جديد من الشباب واع لقيمه ومبادئه مشيرا إلي ان التغيير يجب ان يكون في كل مناحي الحياة بداية من الأسرة والشارع وحتي المؤسسات الاعلامية والتعليمية.. كما انه لابد من اقامة مشاريع لشغل أوقات الفراغ لدي الشباب.. خاصة ان النفس ان لم تشغل بالحق شغلت بالباطل.
وطالب د. مجدي حجازي بضرورة التركيز علي الشباب في فترة المراهقة لأنها فترة التغيير الحقيقي.. وكذلك عدم تهوين الآباء لما يفعله الأبناء من تقاليع غريبة علي العادات الدينية وتقاليدنا الشرقية الأصيلة.. بل يجب أخذ الأمور بمجمل الجد ومواجهة هذه الظاهرة مبكرا.
دعاة الحقوق في الغرب..أعداء للإنسانية
أكد د.عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن استخدام الأطفال من قبل بعض الجماعات المتطرفة في ممارساتهم الإجرامية يعد من قبيل تشويه حقيقة الإسلام وصورته التي يدعو فيها إلي الحفاظ علي النفس البشرية.
أضاف خلال كلمته التي ألقاها بورشة العمل التي تنظمها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعنوان "آلطفل وحمايته من أشكال التطرف" أن الجماعات التي تدعي الدفاع عن الحقوق هي الأكثر عداء للإنسانية والأكثر إساءة للدين الإسلامي حتي من أعدائه.
وأشار شومان إلي أن المتطرفين استحلوا دماء المسلمين بحجة أنهم يتبعون حكاماً كافرين كما استحلوا دماء غير المسلمين بحجج واهية وتفسيرات منحرفة لآيات تم تشويهها عمداً لخدمة أغراض معينة.
وأكد د.شومان سعي الأزهر الشريف إلي نشر حقوق الطفل وهو معني به. داعياً وسائل الإعلام إلي بث رسائل معنية بالطفل تضيف إليه وتسهم في بنائه وتساعد في بنائه وحمايته من جميع أنواع التشوه الفكري.
بينما أشار الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة إلي أن العالم يعيش الآن وقتاً كشف فيه الإرهاب عن وجهه القبيح مدعياً زوراً وبهتاناً أنه صحيح الإسلام. مبيناً أن هذه النظرة السوداوية لها عدة ضحايا أولها صورة الإسلام نفسه. حيث تتعرض هذه الصورة للتشويه عبر القتل والتدمير. بما يساعد علي الإنحراف الفكري والتشويه. مما يؤثر علي النشء سلباً الذي يتلقي الإسلام بصورة غير صورته فيتلقاه بصورة تتسم بالسوداوية.
وأكد الدكتور القوصي أن الجميع سوف يسأل عن صورة الإسلام بسبب عدم سعيهم إلي أبراز صورته الحقيقية البعيدة عن التشويه والتي وصلت حداً غير معقول باستخدام الأطفال ذرائع إرهابية في حين وصلت رحمة الإسلام بالحيوان درجة أن دخلت إمراة النار في "هرة".
وقال الدكتور القوصي إن العلوم الإسلامية قائمة علي البناء وليس الهدم وإشاعة حب الإنسانية علي مفاهيم الذاتية والانانية. وأن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا. ذاكرة أن المسئولية ليست سياسية ولا مجتمعية فقط. بل مسئولية فردية. وأن الكل مطالب بالعمل في مجاله بأن يساعد في هدم هذه المفاهيم والقيم السلبية التي تسييء للإسلام والإنسان المسلم. وأشار القوصي أن الصمت علي انتهاكات حقوق الطفل يمثل جريمة وأنم.
بينما أوضح الدكتور جمال أبوالسرور مدير المركز الإسلامي للدراسات السكانية بجامعة الأزهر أن الإسلام دعا إلي العناية بالطفل وحمايته من جميع أشكال الانحراف الفكري والإساءة ودعا إلي حسن معاملته ومنع اختلاط الأنساب عن طريق عدد من الضوابط حماية للطفل من التشوه النفسي.
موضحاً خلال كلمته بورشة العمل برابطة خريجي الأزهر العالمية أن الأزهر الشريف شكل لجنة بالتعاون مع المنظمة الدولية للصحة العالمية يرأسها الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للدعوة إلي تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال. مضيفاً أن الإسلام حارب عمالة الأطفال. مستنكراً استخدام الأطفال في هذا العنف. وذكر الدكتور أبوالسرور أن الإسلام قد حارب تجارة الأطفال. مندداً بالممارسات المؤخرة التي تم في استخدام الأطفال في مهاجمة منشآت الدولة من قبل الجماعات المتطرفة. داعياً إلي تقديم التوعية اللازمة لحماية أطفالنا من الانحراف.
معلنا أن مركز الدراسات السكانية سيقدم كتاباً عن حماية الأطفال ضد كل الممارسات الضارة كما يتم تقديم عدد من الندوات في العديد من الدول الإسلامية منها أفغانستان لتوضيح الأمور وللتعرف علي حقيقة الدين الإسلامي ورأيه تجاه هذه الأمور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.