عقدت تايلاندوكمبوديا محادثات بوساطة صينية، الاثنين، بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، في أعقاب تجدد الاشتباكات الحدودية مع تايلاند في 7 ديسمبر الجاري. وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن وفدين برئاسة وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فوانغ كيتكاو، ووزير الخارجية الكمبودي براك سوخون، التقيا في مدينة يوشي بمقاطعة يونان جنوب غربي الصين. وأشارت إلى أن المحادثات عُقدت بوساطة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وبمشاركة مسؤولين عسكريين من البلدين، وأعقبها إصدار بيان مشترك. وأكد البيان أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يمثل خطوة مهمة على طريق السلام. كما شدد على ضرورة أن يعمل الطرفان في الخطوات اللاحقة على تعزيز وقف إطلاق النار وتنفيذه بشكل فعّال، وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وكذلك بناء الثقة المتبادلة، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. كما تعهدت بكين بتقديم مساعدات إنسانية للنازحين من أراضيهم بسبب الاشتباكات بين البلدين. وفي 18 ديسمبر الجاري، أطلقت الصين مبادرة وساطة من أجل وقف الاشتباكات الناجمة عن النزاع الحدودي بين تايلاندوكمبوديا. والسبت، أعلنت تايلاندوكمبوديا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد اشتباكات حدودية استمرت بينهما على مدى أيام خلال الشهر الحالي. وتشهد تايلاندوكمبوديا منذ مدة طويلة نزاعا حدوديا ممتدا على طول 817 كيلومترا تفصل بين البلدين بأسلاك شائكة. ويعود الخلاف الحدودي إلى الفترة التي جرى فيها ترسيم الحدود أواخر القرن ال19 خلال الاحتلال الفرنسي لكمبوديا. واندلع أول اشتباك عام 2008 عندما سعت كمبوديا إلى تسجيل معبد يعود للقرن الحادي عشر في منطقة متنازع عليها على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وفي 28 مايو الماضي، اندلع اشتباك محدود بين الجانبين، قبل أن تتوصل قواتهما المسلحة إلى تفاهم يقضي بحل الخلاف سلميا. إلا أن الاشتباكات الحدودية بين البلدين تجددت في 24 يوليو الماضي، ما أسفر عن مقتل 32 شخصا من الطرفين. وفي 26 أكتوبر الماضي، وقّع البلدان اتفاق سلام في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحضور ترامب، قبل أن تتجدد الاشتباكات في 7 ديسمبر الجاري.