لماذا يهرب المدمن من المصحة العلاجية للإدمان، رغم أنه ذهب إليها بمحض إرادته، بعد أن أُصيب بمرض الإدمان نتيجة تعاطى المواد المخدرة؟ الإجابة: لأن البعض يتعرض للضرب والتعذيب، نتيجة أن بعض القائمين على هذه المصحات يتعاملون مع المرضى على أنهم مجرمون، أو ارتكبوا جريمة عقابها الوحيد هو الضرب والتعذيب، وليس العلاج. مشكلة الإدمان تحتاج إلى وقفة حقيقية، لأن من يذهبون إلى المصحات هم فقط من تكتشف أسرهم أنهم أدمنوا المخدرات، وهنا تبدأ رحلة العلاج عندما تدرك الأسرة أن الذهاب إلى المصحة هو الحل الوحيد لإنقاذ مريض الإدمان، أو ستكون نهايته الموت أو الجنون، لأنه حتمًا سيفقد عقله من آثار تناول المواد المخدرة القاتلة، دون أن يعرف الحالة التى سيصل إليها جراء تعاطى هذه السموم. ما حدث فى مصحة الجيزة غير المرخصة، والتى يديرها مسجلون خطر طبقًا للتقارير الأمنية، وهروب الشباب منها رغم أن الأسر تدفع مبالغ كبيرة لإتمام عملية العلاج، يجعلنا نتوقف أمام هذا الملف الخطير على المجتمع. ورغم أن وزارة الداخلية تحارب وتضبط الكثير من تجار المخدرات، فإن ظاهرة تهريب المخدرات ظاهرة عالمية، ومعظم دول العالم تكافح هذه الجرائم لحماية المجتمعات من خطر الإدمان. قد نكون فى حاجة إلى عدد أكبر من المصحات، تُدار باحترافية وفهم أعمق، وتكون تحت مظلة الحكومة، أو تكون هناك ضوابط حاكمة للمصحات الخاصة وبأسعار رمزية، لتشجيع المدمنين على الإقبال على التعافى من آفة الإدمان، لأنها خطر حقيقى يهدد الجميع. يجب ألا نستسلم لهذه الظاهرة وأن نعتبرها جزءًا من مكونات المجتمع، خاصة أن آفة الإدمان غير مرتبطة بعمر، ولا تفرق بين شاب أو فتاة. إنها ظاهرة خطيرة، وخلفها حكايات كثيرة، ونهايتها دائمًا ما تكون مؤلمة. قد تكون حادثة مصحة الجيزة جرس إنذار شديد، يدفعنا لإعادة التفكير فى عقوبات التجارة غير المشروعة، أو التعاطى، أو حتى فى منظومة مصحات العلاج نفسها، لأن الاعتراف بمرض الإدمان والرغبة فى العلاج والتخلص منه من أهم مقومات محاربة هذه الظاهرة السلبية التى تصيب المجتمعات وتقضى على عقول الشباب. علينا أن نعيد النظر فى التعامل مع هذا الملف، وأن تشترك جميع الجهات المعنية فى الدولة لوضع تصور شامل لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها قبل أن تقضى على ثروتنا الحقيقية من الشباب. وتحيا مصر