«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إكرام المدمن..خطفه
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 06 - 2010

اقتحم بعض العاملين فى مصحة الإدمان بأبو النمرس، غرف المدمنين داخل منازلهم واعتدوا عليهم بالضرب وأوثقوهم بالحبال واقتادوهم تحت تهديد السلاح الى المصحة دون أن يعلم هؤلاء المنتكسين أن هناك اتفاقا مسبقا مع أسرهم على اختطافهم بالقوة لعلاجهم فى المصحة بمقابل مادي، واكتشف هؤلاء وأسرهم أنهم وقعوا ضحية عملية نصب كبيرة أستغلها محام لتحقيق مكاسب مالية كبيرة من جراء علاج المدمنين، مستغلا فشل صندوق مكافحة الإدمان من علاج المدمنين وحاجة الأسر فى التخلص من المدمن بأي طريقة كانت ولو كانت على حساب المدمن لتفتح تلك الجريمة اخطر ما يواجه المدمنين فى مصر وأسرهم.التقت الشروق بالمتهمين فى مصحة أبو النمرس و اهالى ضحايا الإدمان والمسئول الأول عن الخط الساخن لمكافحة الإدمان لنضع أيدينا على المشكلة بكامل مخاطرها.
أستيقظ محمد ،طالب الثانوي ،ذات الخامسة عشر ربيعا من نومة ،وجد 4 اشخاص داخل غرفته، يقومون بتوثيقه بالحبال ويعتدون عليه بالضرب ،أصابت الصغير علامات الدهشة والقلق لدخولهم الى غرفه نومه بالطابق الثاني من فيلا والدة دون أن يعترضهم أحد . صرخ باعلى صوته ،صرخات عاليه حتى ينقذه الحارس الذى يجلس أمام الفيلا .. حاول أن بقوامهم بجسده النحيف ولكن ضرباتهم كانت اقوى ، طلب منهم ان يحصلوا على اى شئ فى الفيلا ويتركونه طليقا.
انهالوا عليه ضربا باللكمات والاقدام حتى فقد الوعى ، حمله الرجال على الأكتاف وخرجوا به من الفيلا أمام أعين الحارس ،ألقوا به داخل سيارة فان صغيرة 7 راكب،وانطلقوا به الى الطريق الدائرى ،بدا الصغير يسترد وعيه فى الطريق ،سأل أحدهم عن سر إختطافة و هويتهم ،رد عليه احدهم بصفعة على وجهه قويه حتى يصمت وهدده بالقتل فى حالة التحدث مرة ثانية .سقطت الدموع على وجه الصغير وانخرط فى بكاء عميق وصرخ صراخا مكتوما خوفا من الاعتداء عليه مرة ثانية وتوسل اليهم الى ان يتركوه الى حال سبيله .
عاود الرجال الاعتداء عليه مره اخرى مستغليين توثيق يديه وقدميه بالحبال .اضطر الصغير الى ،كتم انفاسة أثناء سير السيارة الى ان وصل الجميع قرية زاوية ابو مسلم التابعة لمركز ابو النمرس .نزل الرجال من السيارة حاملين الصغير وقاموا بإيداعه فى غرفة منفصلة فى الطابق الثاني فى فيلا كبير .
حالة من الذهول والدهشة أصابت الصغير دون ان يعرف سر إختطافة والغموض الذى يحيط بهؤلاء الرجال الخاطفين .اغلق احدهم الباب عليه وتركه فى الغرفة وحيدا دون طعام حتى الصباح .اعتقد الصغيران الخاطفين سوف يطلبون من والده فديه طمعا فى أمواله الكثيرة حتى يطلقوا سراحه ،فلم يحدث أمامه أى مكالمات تلفونيه بينهم وبين والده او شئ يوحى بذلك وفقا لما كان يشاهده فى الأفلام السينمائية.
دارت الدنيا بالصغير وطار عقلة ماحدث معه ،مرت ساعات طويلة ،دون ان يدرى ماذا يحدث ؟ فاين والده المقاول الكبيرالذى يستضيف فى فيلته كبار المسئولين ورجال الشرطة ؟ وأين والدته سيدة الاعمال التى حصلت على الطلاق من والده وتزوجت اخروتعيش معه فى احدى الدول العربية ؟ ومن هم بالضبط هؤلاء الرجال الخاطفين ولحساب من تم إختطافة من على سريره؟ تساؤلات كثيرة فشل الاجابة عنها ؟
جلس الصغير على سرير فى الغرفة المغلقة حائرا لما يحدث له ،حاول ان يفتح الشباك وجده مغلقا باسياخ الحديد وباب الغرفة مغلقا بالمفتاح ، شعر بالياس ، إرتعشت يداه، أمسك الصداع راسه ، امتد الخمول الى جسد ه ، احتاج الى جرعة الهيروين التي كان يتناولها فى ذات الوقت ،اشتدت حالته ،بدا فى الصراخ الشديد ،طرق الباب بيدية وقدميه أيضا ، أرتفع صراخه إلى ان فقد إتزانة تماما ، انهار من الصدمة ،سقط على الارض دون حراك .
مرت دقائق قليله حتى فوجئ بدخول 3 من العمال الغرفة ،امسك الصغيرباحدهم ،حاول أن يقبل يديه وراسه ،جلس على الارض كالقرفصاء حاول ان يقبل حذاءه حتى يحضر له جرعة الهيروين ،رفض العامل ودفعه بقدميه بقوه وانهال عليه الجميع ضربا باللكمات وصفعه على وجهه عدة مرات ،وهددوه بذبحه بالسكين فى حاله الصراخ مرة اخرى .
أمسكه العمال من يديه وأجبروه على تناول عقاقير طبية ،تناولها تحت تهديد السلاح وغرس أحدهم حقنه فى جسده لتهدئته وتركوه داخل غرفته وخرجوا بسرعه .أستمر العمال فى الاعتداء على الصغير وتعذيبه وكي جسده بالسكين الى أن فقد الأمل فى الخروج من الغرفة المحبوس فيها واستسلم لجمع الاوامر وتنفيذ تعليمات العمال خوفا من السحل والضرب مرة أخرى الى ان دخل عليه طالبا أخر فى احدي كليات السياحة والفنادق ومن مدينة الاسماعيلية ووالده كان عميدا لاحدى جامعات القناة واحيل للمعاش ومازال يشغل منصبا طبيا مرموقا حاليا .
دخل أحمد الذى يبلغ من العمر 26 عاما الغرفة وهو معصوم العينين ومكبل بالحبال من يديه وقدميه وتظهر على وجهه علامات الضرب المبرح فهو كان متزوجا من محامية وأنجب منها طفلا وحيدا وتم الطلاق بعد ذلك بسبب ادمانه وسقوطه فى دائرة المدمنين منذ سنوات .
رفع الطالب الصغير قطعة القماش من على عين طالب السياحة والفنادق ، انهار الشاب فور حبسه داخل الغرفة وصرخ عدة صرخات معلنا رفضه للحبس وقبل ان يتمادى فى صرخاته واعتراضه سمع مفتاح الباب يدور داخل الكالون ويدخل الغرفة 4 رجال يحملون فى ايديهم خراطيم مياه وأخر يحمل فى يده سكينا مشتعلا بالنار ،انهال عليه الجميع بالضرب المتواصل الى ان فقد الوعى وسقط على الارض مغشيا عليه من شده الضرب والاهانه .،اقترب منه تلميذ الثانوي الصغير ،حاول إفاقته من غيبوبته ،ولكنه فشل ، انخرط فى البكاء حزنا على طالب السياحة والفنادق
انتظر الصغير اكثر من ساعة تقريبا الى أن استرد طالب السياحة وعيه ،اشتركا الاثنان فى وصله بكاء طويلة تخللها بعض الكلمات بينهما قال طالب السياحة والفنادق : أنه كان يعيش فى أسره هادئة بين أب وأم متحابين الى أن جاءت إحدى الفتيات عيادة والده وسيطرت على عقله وتزوجته وأصبح ينفذ كل طلباتها العمياءوبعدها فقد معنى الأسرة الحقيقية فالأب لايرى فى الدنيا إلا زوجته الجديدة ويصرف عليها ببذخ شديد وأم ليس لها حول ولاقوة وتعيش فى شقة بالايجار، وانه حصل على أموال كثيرة من والده وتعرف على أصدقاء السوء واد من المخدرات منذ 6 سنوات تقريبا ،وقال طالب السياحة :تعرفت خلال فترة الإدمان على محاميه ونشأت بيننا قصه حب عنيفة وتعاهدنا على العلاج فى احدى المصحات والزواج أيضا ولكن لم نستمر فى العلاج وتم الزواج منها ، وكان والدى يصرف على اموالا كثيره فى ذلك الوقت ويدفع ثمن المخدرات لى ولزوجتى ولكن الزواج لم يستمر وطلقتها لعدم مقدرتى على تحمل مصاريف البيت وجرعات المخدرات وقد حصلت والدتى على حكم بحضانه نجلى بسبب ادمان زوجتى وترددها على المصحات بين الحين والاخر واصبحت حياتى جحيما.
اضطررت الى العيش مع والدى ولكنه غدر بى وتركنى وسافر وفوجئت بمجموعة من الشباب يدخلون غرفتي ويعتدون على بالضرب أمام زوجه أبى ويحملونني مكبلا اليدين والقدمين الى هنا بعد الاتفاق مع مدير المصحة للعلاج بالقوة.
استسلم احمد وصديقة الصغير لعمليات الضرب والتعذيب والاهانه لأنهما دخلا مكانا مغلقا من جميع الجوانب بالاسياخ الحديدية الى ان احمد فوجئ بزيارة خاصة له بعد احتجازه وكانت المفاجئة حضور طليقته إليه وقدمت إلية بعض العقاقير الطبية وطلبت منه التوقيع على إيصالات أمانه وبيع شقة تمليك مقابل مساعدته فى الخروج من المكان وأسرع بالتوقيع لها على ايصالات الامانه وبعض الاوراق على بياض أملا فى الخروج من المصحة.
استمر تلميذ الثانوى فى إستقبال العشرات من المدمنين فى غرفته والغرفة المجاورة بالطابق الثانى من الفيلا الى ان علم انه يقيم فى مصحة للعلاج من الادمان وبالتحديد فى منطقة ابو النمرس وأن هناك سماسره يقومون بتوريد المدمنين الى المصحة ويحصلون على عمولات من أصحاب المصحة وأولياء أمور المدمنين،واكتشف ان المصحة لم يكن فيها اى طبيب نهائيا وان العلاج الذى يتناوله المرضى يؤدى الى إصابتهم بإمراض خطيرة.
اصطدم تلميذ الثانوى فى أسرته الغنية وأيضا طالب السياحة والفنادق لاشتراك اولياء امورهم فى جريمة اختطافهم من فوق اسرتهم والموافقة على الاعتداء عليهم بهذه الصورة المذرية وتدمير صحتهم عن طريق تناول الادوية والعقاقير المجهولة والتي أطلق عليها المدمنون طريقه "الشحن " اى شحن المدمن ونقلة الى المصحة.
حاول بعض المدمنين الاعتراض على الضرب والاهانه فى المكان المغلق عليهم فكان جزاءهم دخوله غرفة تسمى "السلخانة" وهى فى الطابق الثانى ويقوم فيها العمال بتوثيق الضحية بالحبال وخلع ملابسه كاملة وضربة ضربا مبرحا وبعد ذلك يقومون بوضع سكينا ملتهبا بالنارعلى جسده وفى اماكن حساسة من الجسم عندما يزداد اعتراضة ويتم حبسه انفراديا لمدة تزيد عن اسبوعا .
ومن بين هؤلاء الذين ذاقوا العذاب فى السلخانة هو الطالب الجامعي باسم ،23سنه، الذى اكتشف ان اسرته قامت بتخديرة عن طريق عصير البرتقال وفوجئ بنفسه داخل سيارة ملاكى و بجواره رجلين يوثقانه بالحبل من قدمية وانه فى الطريق الصحراوي وقد اصطحباه هؤلاء من منطقة العجمى بالاسكندرية الى ان وصل الى المصحة فى ابو النمرس .
وتذكر باسم اللحظات الأخيرة قبل سقوطه فى براثن التخدير والضرب حيث انه كان يجلس مع والدته فى غرفتها اخر مرة وهى التى قدمت له العصير وتذكر ابتسامتها جيدا فى ذلك الوقت وقرر فور دخوله المكان الهرب باى طريقه للانتقام من والدته التى ارادت ان تتخلص منه لادمانه بهذة الطريقة وقد دخل باسم " السلخانة" واستمر فيها اكثر من اسبوعا ذاق خلالها ابشع ألوان التعذيب وخرج نادما على إعتراضة على اى شئ وقرر انه سوف يصمت خوفا من التعذيب حيث ان أسرته ترفضه وتطرده من المنزل كثيرا وعاش طريدا بين والده ووالدته منذ طفولته حيث ان والدته تعمل مديرة فى احد البنوك الاستثمارية ومنفصلة منذ اكثر من 16 سنه عن والده مدير احد فروع بنك استثمارى أيضا و يعيش بمفرد ه بعيدا عن أبناءة فى احد الفيلات بشواطئ الإسكندرية ويعيش نزواته ويرفض الصرف على ابناءه الثلاثة وقد ادمن الحشيش منذ نعومه اظافرة عن طريق احد زملاءة بالمدرسة واستمر فى شرب الحشيش الى ان دخل الجامعة واضطر الى سرقة اسرتة ووالده اكثر من مرة وامتدت سرقاته الى جيرانه وتحرر ضدة العديد من محاضر السرقة وتردد قبل ذلك على العديد من المصحات ورفض مواصلة العلاج إلا انه سقط مع هؤلاء واتهم والدة ووالدته فى الجريمة لاتفاقهما مع المتهمين على إختطافة واحتجازه.
ارتفع عدد الشباب داخل المصحة الى اكثر من عشرون شابا كلهم جاءوا إليه عن طريق "الشحن الجسدي" وبنفس الطريقة الهمجية حيث يتم الاتفاق بين أسرة المدمن وسمسار المدمنين على إختطافة بطريقة وحشية من منزلة ونقله الى المصحة والتعهد بعدم زيارته لمدة شهر تقريبا ودفع 150 جنية مصاريف العلاج والطعام والخدمة يوميا وأن تدفع الأسرة الأموال مقدما وبعد الاتفاق يتم تبادل الاتصالات التلفونية بين اسرة المدمن وبين السمسار على ميعاد نقل الضحية ودخولهم عليه فى غرفته واختطافة بالقوه دون ان تتدخل اسرته وتترك رجال المصحة يتعاملون معه كيفما شاءوا.
وهذا لم يحدث مع حسام الذى دخل المصحة عن طريق والده وليس بالقوه حيث أنه شاب فى الفرقة الثالثة باحدى الجامعات الخاصة وأدمن الحشيش وقد فوجئت اسرتة بأحد سماسرة الإدمان يطرق باب منزلهم ويقدم لهم اعلانا مكتوب عليه بالحرف الواحد " نحن نقدم لك خدمة جليلة لعلاج ابنك من الادمان خلال شهر فقط حيث نستلمه منك مدمنا ونعيده اليك متعافيا وسليما ولدينا خبراء وأطباء أجانب والتوصيل بالمجان وهدفنا مكافحة الإدمان وإنقاذ الأسر من شر الادمان " ووجد والد حسام فى الاعلان الخلاص من ادمان ابنه وتم الاتفاق مع السمسار على اصطحاب ابنه الى الصحة ودفع 4 الاف جنية للسمسار تحت حساب العلاج وتم نقل حسام الى المصحة وفور دخوله انهال عليه العمال ضربا واعتدوا عليه أكثر من مره دون ان يعرف ماهو السبب فى ذلك حيث أنه دخل مصحات كثيرة للعلاج ولم يجد فيها علاجا بالضرب مثلما يحدث معه وتعرض للحبس الانفرادى وأصيب بتدهور فى صحته خلال شهر قضاه داخل الدار دون ان يجد طبيبا واحدا ينقذه وكل من يتعامل معه عمال وبلطجية ومسجلين خطروشاهد خلالها العديد من الشباب يتعرض لتعذيب والضرب والاهانه مستغلين فى ذلك منع الزيارات وعدم معرفة اسر الضحايا عنوان المصحة من الاساس.
تدهورت صحة حسام كثيرا ووصلت إلى علامات الخطر وفشلت الادوية فى علاجه واضطر المسئولين عن الدار الى طرده خوفا من موته داخل الدار وتم نقلة فى سيارة معصوم العينين وتركة فى مدينه الحوامدية.
استقل حسام تاكسي وعاد الى والده منتكسا ومريضا وعلى الفور تم نقله الى احدى المستشفيات الخاصة لعلاجة وتبين انه مصاب بالتهاب حاد فى المعدة نتيجة تناوله عقاقير شديدة المفعول دون تناول غذاء سليم وإصابته بأنيميا حادة ، حاول والده الاتصال على تلفون السمسار والمصحة الموجود فى الاعلان أكتشف ان أرقام المحمول خارج نطاق الخدمة واكتشف ان بعضها غير صحيح .انهار الاب من الصدمة.
اضطر الأب المكلوم الى التقدم ببلاغ الى اللواء أسامة المراسي مساعد وزير الداخلية لامن اكتوبر بالواقعة وقدم الإعلان وقرر فى بلاغه ان نجله تعرض للتعذيب داخل الدار. اعد العميد محمد أبو زيد رئيس قطاع وسط أكتوبر تحريات حول الواقعة بإشراف اللواء احمد عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر وتبين ان المصحة تم إنشائها منذ 5 أشهر بمنطقة أبو النمرس ويديرها وليد سيد محامى وبفحص الملف الخاص به بالأمن العام تبين انه محكوم علية فى 4 قضايا غيابيا بالحبس 5سنوات أخرهم القضية رقم10433 جنح الهرم 2009 سرقة بالإكراه وتبين انه استأجر الفيلا من وائل عبد الظاهر مقاول معماري وانه يحتجز داخل الفيلا العديد من المدمنين.وبعرض المعلومات على أسامة سيف رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة .
فأمر بسرعة تفتيش المكان وضبط المتهمين اقتحمت قوة من ضباط المباحث بإشراف المقدم احمد مبروك رئيس مباحث أبو النمرس مكان الفيلا وتم محاصرتها من جميع الاتجاهات حيث أنها مقامة على مساحة 500 مترا ولا يوجد حولها جيران وفور دخول فريق الضباط انهار عمال الدار وحاول بعضهم الهرب والقي القبض على 4 منهم فقط وعثرت المباحث بداخل الدار على 19 شابا مدمنا وبينهم 4 أشخاص فى حالة إعياء تام نتيجة الضرب المبرح والتعذيب وعثر على الباقي داخل غرفتين مغلقتين بأبواب وشبابيك حديدية .كما عثر أيضا على بعض العقاقير الطبية التي تستخدم فى المصحة.
تحررا لمحضر رقم 2582 إداري قسم شرطة أبو النمرس وتم إحالة الضحايا الى مصلحة الطب الشرعي واحتجازهم فى قسم الإدمان بمستشفى العباسية لعلاجهم تحت إشراف صندوق معالجة الإدمان التابع لوزارة الدولة للأسرة والسكان وتكليف الأطباء بتقديم تقرير مفصل عن حالة كل منهم وتقديمه خلال 15 يوما الى المستشار حمادة الصاوي المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة لارفاقة بالقضية وقررت النيابة حبس المتهمين الأربعة المقبوض عليهم وتجديد حبسهم فى المواعيد المقررة وسرعة ضبط المتهمين الثلاثة وهم وليد السيسى ،31سنه،محامى وكريم عثمان سليم ،34سنة ،عاطل وهارب من أحكام قضائية وحازم عبد المجيد ،25سنة،عاطل .
التقت "الشروق" بالمتهمين الذين بدت عليهم حالة اليأس والقلق منذ اللحظات الأولى حيث قال المتهم الأول عمرو احمد حسن ،15سنة، اننى التحقت بالعمل فى الدار منذ سنه وأتقاضى مرتبا 600 جنيه فى الشهر حيث ان اسرتى فى حاجة ماسه لهذه الجنيهات حيث اننى مسئول عن والدتي واشقائى الصغار بعد طلاقها من والدي والتزمت الصمت أمام عمليات التعذيب والضرب داخل الدار من اجل الحفاظ على لقمة العيش حيث اننى كنت أقوم فقط بإعداد الطعام لنزلاء المصحة وكنت أساعدهم فى بعض الأحيان فى الاعتداء على بعض المدمنين وقد شاهدت عمليات تعذيب كثيرة وانتهاكات للأشخاص داخل الدار بسب رفض المدمنين تناول العلاج ومحاولة الهرب وهناك الكثير منهم تعرض للكي بالنار وتهديده بالقتل لمنعهم من الهرب الى أسرهم .
أما المتهم الثاني ياسر محمد ،30 سنه سائق ويعمل فى المصحة منذ نشأتها قائلا ان اهالى المدمنين هم الذين وافقوا على إدخال أبنائهم الدار ووفقا للاتفاق فيما بينهم وبين مسئول الدار وليد المحامى حيث استغل المحامى الثغرات فى قانون الصحة النفسية وعلاج المدمنين الذى من شروطه الأساسية موافقة المدمن على العلاج ودخول المصحة وفقا لقانون حقوق الإنسان والذي تطبقه جميع المصحات ولكن اغلب اسر المدمنين يعيشون فى حيرة من أبنائهم حيث أنهم يريدون معالجتهم ولكن يعوق ذلك رفضهم للعلاج ودخول المصحات ووجد هؤلاء الأسر فى إعلان المصحة فرصة للتخلص من الابن المدمن بالقوة واجبارة على العلاج بالقوة أيضا واستراحة الأسر من المدمن لمدة شهر وهذه النقطة وجدت ارتياح لدى الأسر مما تهافت الجميع على الحجز لأبنائهم وسرعة اختطافهم من منازلهم للعلاج .
وفجر ياسر مفاجاه قائلا اننى كنت مدمنا ودخلت عنوة فى الدار وتم حبسي عدة أيام وتعرضت للضرب المبرح من العمال وقد تعافيت من الإدمان بسبب انقطاعي عن المخدرات نهائيا وهذه العزلة افادتنى فى العلاج ونظرا لأنه لاتوجد فرص عمل فى هذا البلد التحقت بالعمل فى الدر بمرتب 750 جنية شهريا أرسلهم جميعها الى امى زوجتي حيث اننى أعول أسرة مكونه من طفلين و3 بنات أشقاء بعد وفاه والدي وصرخ ياسر قائلا أننا عمال فقط فى الدار ولا يعرف احد من هو الطبيب المعالج أو غيرة وليس لنا دورا إلا تنفيذ أوامر مدير المصحة الذى يلقب بالدكتور ولأول مرة اعلم انه محامى الأخ بعد القبض علينا .
وقال وليد محمد ،20سنة، طالب جامعي، المتهم الثالث ، وهو يبكى بحرقة شديدة اننى التحقت بالعمل فى هذا الدار بواسطة كبيرة وعن طريق احد السماسرة الذين يتعاملون مع الدار وفوجئت فور دخولي ان التعامل مع المدمنين بطريقة غير إنسانية وأكد لي صاحب الدار ان هذه هوى الطريقة المثلى لعلاج هؤلاء ووفقا للاتفاق بينه وبين أهليتهم ولاننى لا اعلم شيئا عن علاج الإدمان فكنت أنفذ اومرالمدير حيث كنا ندخل على المدمن الغرفة ونضربه بأيدينا كثيرا حتى يفقد الوعي وبعد ذلك يقوم عامل أخر بحقه ببعض الحقن المخصصة لعلاج الإدمان
وحول العقاقير الطبية المستخدمة فى العلاج فقال أسامة محمد ،30 سنه،سائق .أنها كان تأتى عن طريق بعض سماسرة الأدوية فى الصيدليات ويقوم الصيدلي بوضع جدول لصرف الأدوية على المدمنين واغلبها مهدئات ويعتمد العلاج فى المصحة على الضرب والتعذيب والتهديد بالقتل لدرجة ان جميع المدمنين أصيبوا جميعا بالخوف من العاملين وخصوصا طريقة الشحن التي تم نقلهم بها الى الدار .
تركت "الشروق"المتهمين فى قضية المصحة الوهمية بعدما وجهت لهم النيابة تهمة إنشاء مصحة بدون ترخيص واحتجاز أشخاص وتعذيبهم بدون وجهه حق والتقت بضحايا مصحة الإدمان فى مستشفى العباسية والذين توافدوا على أبنائهم للبحث عن وسيلة لعلاجهم بعد انتكاستهم.
فقالت فوزية والده أحد ضحايا الإدمان إنني ذقت الأمرين مع أبنى المدمن بسبب قيام والده باعطاءه نقودا كثيرة رغم معرفته بإدمانه وقمنا بإدخاله أكثر من مصحة ولكن للأسف كان يخرج منها وترك العلاج بعد الأسبوع الأول لعدم احتجازه عنوه وفقا لما تطبقه مستشفيات الحكومة والخاصة مع المدمنين حيث لايمكن احتجاز المدمن بدون إرادته ولذلك كان عرض المصحة الجديدة مريحا للأسرة أولا ثم المدمن أيضا ولكننا لانعلم تماما ان المصحة ليس بها أطباء ولاامكانها أيضا وأننا فرحنا باجبارة على العلاج ولكن سوف يعود ابننا الى الإدمان مرة أخرى بعد انتكاسته الأخيرة ولانعلم ماذا نفعل ؟
أما احمد ،مقاول ، والد احد المدمنين فقال ان صندوق علاج الإدمان الحكومي فشل فى إنقاذ ألاف المدمنين حيث انه عندما يتصل المدمن بالخط الساخن يتم التعامل مع المدمن عن طريق تلقى أدوية والجلوس مع الأسرة لمدة 3 أسابيع وعندما يتأكد أطباء الصندوق من إرادة المدمن للعلاج وهذا من سابع المستحيلات ان يوافق المدمن على العلاج بإرادته ولذلك فكل أعمال الصندوق فاشلة وجميع الإعلانات التي ينشرها لاتفيد المدمنين .
وأضافت سيدة أخرى والدة احد ضحايا المصحة قائلة ان صندوق الإدمان فشل فى استقطاب وعلاج أبنتي الصغيرة حيث لايوجد أماكن لعلاج الفتيات المراهقات من الإدمان وهذه مصيبة كبرى حيث ان ابنتي وصدقاتها فى الجامعة مدمنات و لايجدن علاج فى المصحات الخاصة وهى مكلفة جدا ولا يقدر عليها إلا الأغنياء فقط وهذه الكارثة الكبرى.
وقال مهندس معماري والد احد المدمنين ان السبب فى السقوط مع هؤلاء المجرمين هو صندوق العلاج والخط الساخن الذى لافائدة منه نهائيا حيث انه يتبع أساليب تقليدية لعلاج الإدمان ولأيتم حجز المدمن داخل المستشفى منذ اللحظة الأولى عن الإبلاغ وهذه كارثة تؤرق أسر عريقة سقطت أبنائهم فى شر الإدمان .
وبمواجهة الدكتورة ليلى عبد الجواد المشرف على الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة الدولة للأسرة والسكان بصرخات أولياء الأمور والمدمنين فقالت : ان الصندوق يتعامل مع المدمنين وفقا لقانون حقوق الإنسان وقرار وزير الصحة بعدم احتجاز مدمن رغما عنة ووفقا للقوانين الدولية للعلاج من الإدمان وعندما يتصل احد بالخط الساخن يتم التعامل معه بجدية وتسليمه بعض الأدوية اللازمة أولا واختبار إرادته وفقا لجدول الطبيب المعالج وإذا تأكد الطبيب من إرادة الشاب فى العلاج يتم احتجازه فورا وعلاجه من الإدمان ولكن الذى يحدث ان المدمن يتعافى فى الأسبوع الأول ويخرج من المستشفى ولايمكن ان يمنعه احد وهذا مايحدث مع بعض المرضى وهذه مسالة خطيرة حيث ان المدمن يخرج فى وقت يحتاج فيه الى برنامج علاجي نفسي وجسدي واجتماعي وهذا سيسبب انتكاسته من جديد .
وأضافت د ليلى انه لابد من الاستمرارية فى العلاج ومشاركة الأسرة فى العلاج وهناك ألاف المدمنين تم علاجهم بالمجان وفقا للخط الساخن ولكن رغم ذلك فإننا مازلنا نحتاج الى المزيد من الدعم الحكومي والقطاع الخاص فى المساهمة فى إنشاء مصحات لعلاج إدمان البنات حيث لايوجد مصحات للفتيات إلا فى مستشفى المطار والعباسية وهذه لاتكفى لتلبية احتياجات المدمنين فى مصر وضرورة إنشاء مصحات خاصة ومنفصلة لعلاج المراهقين حيث انخفض سن المدمنين فى مصر الى سن ال12 و13عاما وهذ مؤشر خطير يجب الانتباه له حيث لايمكن ان احتجز طفل مع مدمن عمرة يزيد عن 40 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.