أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 20-11-2025 في الأقصر    البث المباشر لانطلاقة الجولة الثامنة من دوري أدنوك.. مواجهة مبكرة تجمع خورفكان وشباب الأهلي    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إكرام المدمن..خطفه
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 06 - 2010

اقتحم بعض العاملين فى مصحة الإدمان بأبو النمرس، غرف المدمنين داخل منازلهم واعتدوا عليهم بالضرب وأوثقوهم بالحبال واقتادوهم تحت تهديد السلاح الى المصحة دون أن يعلم هؤلاء المنتكسين أن هناك اتفاقا مسبقا مع أسرهم على اختطافهم بالقوة لعلاجهم فى المصحة بمقابل مادي، واكتشف هؤلاء وأسرهم أنهم وقعوا ضحية عملية نصب كبيرة أستغلها محام لتحقيق مكاسب مالية كبيرة من جراء علاج المدمنين، مستغلا فشل صندوق مكافحة الإدمان من علاج المدمنين وحاجة الأسر فى التخلص من المدمن بأي طريقة كانت ولو كانت على حساب المدمن لتفتح تلك الجريمة اخطر ما يواجه المدمنين فى مصر وأسرهم.التقت الشروق بالمتهمين فى مصحة أبو النمرس و اهالى ضحايا الإدمان والمسئول الأول عن الخط الساخن لمكافحة الإدمان لنضع أيدينا على المشكلة بكامل مخاطرها.
أستيقظ محمد ،طالب الثانوي ،ذات الخامسة عشر ربيعا من نومة ،وجد 4 اشخاص داخل غرفته، يقومون بتوثيقه بالحبال ويعتدون عليه بالضرب ،أصابت الصغير علامات الدهشة والقلق لدخولهم الى غرفه نومه بالطابق الثاني من فيلا والدة دون أن يعترضهم أحد . صرخ باعلى صوته ،صرخات عاليه حتى ينقذه الحارس الذى يجلس أمام الفيلا .. حاول أن بقوامهم بجسده النحيف ولكن ضرباتهم كانت اقوى ، طلب منهم ان يحصلوا على اى شئ فى الفيلا ويتركونه طليقا.
انهالوا عليه ضربا باللكمات والاقدام حتى فقد الوعى ، حمله الرجال على الأكتاف وخرجوا به من الفيلا أمام أعين الحارس ،ألقوا به داخل سيارة فان صغيرة 7 راكب،وانطلقوا به الى الطريق الدائرى ،بدا الصغير يسترد وعيه فى الطريق ،سأل أحدهم عن سر إختطافة و هويتهم ،رد عليه احدهم بصفعة على وجهه قويه حتى يصمت وهدده بالقتل فى حالة التحدث مرة ثانية .سقطت الدموع على وجه الصغير وانخرط فى بكاء عميق وصرخ صراخا مكتوما خوفا من الاعتداء عليه مرة ثانية وتوسل اليهم الى ان يتركوه الى حال سبيله .
عاود الرجال الاعتداء عليه مره اخرى مستغليين توثيق يديه وقدميه بالحبال .اضطر الصغير الى ،كتم انفاسة أثناء سير السيارة الى ان وصل الجميع قرية زاوية ابو مسلم التابعة لمركز ابو النمرس .نزل الرجال من السيارة حاملين الصغير وقاموا بإيداعه فى غرفة منفصلة فى الطابق الثاني فى فيلا كبير .
حالة من الذهول والدهشة أصابت الصغير دون ان يعرف سر إختطافة والغموض الذى يحيط بهؤلاء الرجال الخاطفين .اغلق احدهم الباب عليه وتركه فى الغرفة وحيدا دون طعام حتى الصباح .اعتقد الصغيران الخاطفين سوف يطلبون من والده فديه طمعا فى أمواله الكثيرة حتى يطلقوا سراحه ،فلم يحدث أمامه أى مكالمات تلفونيه بينهم وبين والده او شئ يوحى بذلك وفقا لما كان يشاهده فى الأفلام السينمائية.
دارت الدنيا بالصغير وطار عقلة ماحدث معه ،مرت ساعات طويلة ،دون ان يدرى ماذا يحدث ؟ فاين والده المقاول الكبيرالذى يستضيف فى فيلته كبار المسئولين ورجال الشرطة ؟ وأين والدته سيدة الاعمال التى حصلت على الطلاق من والده وتزوجت اخروتعيش معه فى احدى الدول العربية ؟ ومن هم بالضبط هؤلاء الرجال الخاطفين ولحساب من تم إختطافة من على سريره؟ تساؤلات كثيرة فشل الاجابة عنها ؟
جلس الصغير على سرير فى الغرفة المغلقة حائرا لما يحدث له ،حاول ان يفتح الشباك وجده مغلقا باسياخ الحديد وباب الغرفة مغلقا بالمفتاح ، شعر بالياس ، إرتعشت يداه، أمسك الصداع راسه ، امتد الخمول الى جسد ه ، احتاج الى جرعة الهيروين التي كان يتناولها فى ذات الوقت ،اشتدت حالته ،بدا فى الصراخ الشديد ،طرق الباب بيدية وقدميه أيضا ، أرتفع صراخه إلى ان فقد إتزانة تماما ، انهار من الصدمة ،سقط على الارض دون حراك .
مرت دقائق قليله حتى فوجئ بدخول 3 من العمال الغرفة ،امسك الصغيرباحدهم ،حاول أن يقبل يديه وراسه ،جلس على الارض كالقرفصاء حاول ان يقبل حذاءه حتى يحضر له جرعة الهيروين ،رفض العامل ودفعه بقدميه بقوه وانهال عليه الجميع ضربا باللكمات وصفعه على وجهه عدة مرات ،وهددوه بذبحه بالسكين فى حاله الصراخ مرة اخرى .
أمسكه العمال من يديه وأجبروه على تناول عقاقير طبية ،تناولها تحت تهديد السلاح وغرس أحدهم حقنه فى جسده لتهدئته وتركوه داخل غرفته وخرجوا بسرعه .أستمر العمال فى الاعتداء على الصغير وتعذيبه وكي جسده بالسكين الى أن فقد الأمل فى الخروج من الغرفة المحبوس فيها واستسلم لجمع الاوامر وتنفيذ تعليمات العمال خوفا من السحل والضرب مرة أخرى الى ان دخل عليه طالبا أخر فى احدي كليات السياحة والفنادق ومن مدينة الاسماعيلية ووالده كان عميدا لاحدى جامعات القناة واحيل للمعاش ومازال يشغل منصبا طبيا مرموقا حاليا .
دخل أحمد الذى يبلغ من العمر 26 عاما الغرفة وهو معصوم العينين ومكبل بالحبال من يديه وقدميه وتظهر على وجهه علامات الضرب المبرح فهو كان متزوجا من محامية وأنجب منها طفلا وحيدا وتم الطلاق بعد ذلك بسبب ادمانه وسقوطه فى دائرة المدمنين منذ سنوات .
رفع الطالب الصغير قطعة القماش من على عين طالب السياحة والفنادق ، انهار الشاب فور حبسه داخل الغرفة وصرخ عدة صرخات معلنا رفضه للحبس وقبل ان يتمادى فى صرخاته واعتراضه سمع مفتاح الباب يدور داخل الكالون ويدخل الغرفة 4 رجال يحملون فى ايديهم خراطيم مياه وأخر يحمل فى يده سكينا مشتعلا بالنار ،انهال عليه الجميع بالضرب المتواصل الى ان فقد الوعى وسقط على الارض مغشيا عليه من شده الضرب والاهانه .،اقترب منه تلميذ الثانوي الصغير ،حاول إفاقته من غيبوبته ،ولكنه فشل ، انخرط فى البكاء حزنا على طالب السياحة والفنادق
انتظر الصغير اكثر من ساعة تقريبا الى أن استرد طالب السياحة وعيه ،اشتركا الاثنان فى وصله بكاء طويلة تخللها بعض الكلمات بينهما قال طالب السياحة والفنادق : أنه كان يعيش فى أسره هادئة بين أب وأم متحابين الى أن جاءت إحدى الفتيات عيادة والده وسيطرت على عقله وتزوجته وأصبح ينفذ كل طلباتها العمياءوبعدها فقد معنى الأسرة الحقيقية فالأب لايرى فى الدنيا إلا زوجته الجديدة ويصرف عليها ببذخ شديد وأم ليس لها حول ولاقوة وتعيش فى شقة بالايجار، وانه حصل على أموال كثيرة من والده وتعرف على أصدقاء السوء واد من المخدرات منذ 6 سنوات تقريبا ،وقال طالب السياحة :تعرفت خلال فترة الإدمان على محاميه ونشأت بيننا قصه حب عنيفة وتعاهدنا على العلاج فى احدى المصحات والزواج أيضا ولكن لم نستمر فى العلاج وتم الزواج منها ، وكان والدى يصرف على اموالا كثيره فى ذلك الوقت ويدفع ثمن المخدرات لى ولزوجتى ولكن الزواج لم يستمر وطلقتها لعدم مقدرتى على تحمل مصاريف البيت وجرعات المخدرات وقد حصلت والدتى على حكم بحضانه نجلى بسبب ادمان زوجتى وترددها على المصحات بين الحين والاخر واصبحت حياتى جحيما.
اضطررت الى العيش مع والدى ولكنه غدر بى وتركنى وسافر وفوجئت بمجموعة من الشباب يدخلون غرفتي ويعتدون على بالضرب أمام زوجه أبى ويحملونني مكبلا اليدين والقدمين الى هنا بعد الاتفاق مع مدير المصحة للعلاج بالقوة.
استسلم احمد وصديقة الصغير لعمليات الضرب والتعذيب والاهانه لأنهما دخلا مكانا مغلقا من جميع الجوانب بالاسياخ الحديدية الى ان احمد فوجئ بزيارة خاصة له بعد احتجازه وكانت المفاجئة حضور طليقته إليه وقدمت إلية بعض العقاقير الطبية وطلبت منه التوقيع على إيصالات أمانه وبيع شقة تمليك مقابل مساعدته فى الخروج من المكان وأسرع بالتوقيع لها على ايصالات الامانه وبعض الاوراق على بياض أملا فى الخروج من المصحة.
استمر تلميذ الثانوى فى إستقبال العشرات من المدمنين فى غرفته والغرفة المجاورة بالطابق الثانى من الفيلا الى ان علم انه يقيم فى مصحة للعلاج من الادمان وبالتحديد فى منطقة ابو النمرس وأن هناك سماسره يقومون بتوريد المدمنين الى المصحة ويحصلون على عمولات من أصحاب المصحة وأولياء أمور المدمنين،واكتشف ان المصحة لم يكن فيها اى طبيب نهائيا وان العلاج الذى يتناوله المرضى يؤدى الى إصابتهم بإمراض خطيرة.
اصطدم تلميذ الثانوى فى أسرته الغنية وأيضا طالب السياحة والفنادق لاشتراك اولياء امورهم فى جريمة اختطافهم من فوق اسرتهم والموافقة على الاعتداء عليهم بهذه الصورة المذرية وتدمير صحتهم عن طريق تناول الادوية والعقاقير المجهولة والتي أطلق عليها المدمنون طريقه "الشحن " اى شحن المدمن ونقلة الى المصحة.
حاول بعض المدمنين الاعتراض على الضرب والاهانه فى المكان المغلق عليهم فكان جزاءهم دخوله غرفة تسمى "السلخانة" وهى فى الطابق الثانى ويقوم فيها العمال بتوثيق الضحية بالحبال وخلع ملابسه كاملة وضربة ضربا مبرحا وبعد ذلك يقومون بوضع سكينا ملتهبا بالنارعلى جسده وفى اماكن حساسة من الجسم عندما يزداد اعتراضة ويتم حبسه انفراديا لمدة تزيد عن اسبوعا .
ومن بين هؤلاء الذين ذاقوا العذاب فى السلخانة هو الطالب الجامعي باسم ،23سنه، الذى اكتشف ان اسرته قامت بتخديرة عن طريق عصير البرتقال وفوجئ بنفسه داخل سيارة ملاكى و بجواره رجلين يوثقانه بالحبل من قدمية وانه فى الطريق الصحراوي وقد اصطحباه هؤلاء من منطقة العجمى بالاسكندرية الى ان وصل الى المصحة فى ابو النمرس .
وتذكر باسم اللحظات الأخيرة قبل سقوطه فى براثن التخدير والضرب حيث انه كان يجلس مع والدته فى غرفتها اخر مرة وهى التى قدمت له العصير وتذكر ابتسامتها جيدا فى ذلك الوقت وقرر فور دخوله المكان الهرب باى طريقه للانتقام من والدته التى ارادت ان تتخلص منه لادمانه بهذة الطريقة وقد دخل باسم " السلخانة" واستمر فيها اكثر من اسبوعا ذاق خلالها ابشع ألوان التعذيب وخرج نادما على إعتراضة على اى شئ وقرر انه سوف يصمت خوفا من التعذيب حيث ان أسرته ترفضه وتطرده من المنزل كثيرا وعاش طريدا بين والده ووالدته منذ طفولته حيث ان والدته تعمل مديرة فى احد البنوك الاستثمارية ومنفصلة منذ اكثر من 16 سنه عن والده مدير احد فروع بنك استثمارى أيضا و يعيش بمفرد ه بعيدا عن أبناءة فى احد الفيلات بشواطئ الإسكندرية ويعيش نزواته ويرفض الصرف على ابناءه الثلاثة وقد ادمن الحشيش منذ نعومه اظافرة عن طريق احد زملاءة بالمدرسة واستمر فى شرب الحشيش الى ان دخل الجامعة واضطر الى سرقة اسرتة ووالده اكثر من مرة وامتدت سرقاته الى جيرانه وتحرر ضدة العديد من محاضر السرقة وتردد قبل ذلك على العديد من المصحات ورفض مواصلة العلاج إلا انه سقط مع هؤلاء واتهم والدة ووالدته فى الجريمة لاتفاقهما مع المتهمين على إختطافة واحتجازه.
ارتفع عدد الشباب داخل المصحة الى اكثر من عشرون شابا كلهم جاءوا إليه عن طريق "الشحن الجسدي" وبنفس الطريقة الهمجية حيث يتم الاتفاق بين أسرة المدمن وسمسار المدمنين على إختطافة بطريقة وحشية من منزلة ونقله الى المصحة والتعهد بعدم زيارته لمدة شهر تقريبا ودفع 150 جنية مصاريف العلاج والطعام والخدمة يوميا وأن تدفع الأسرة الأموال مقدما وبعد الاتفاق يتم تبادل الاتصالات التلفونية بين اسرة المدمن وبين السمسار على ميعاد نقل الضحية ودخولهم عليه فى غرفته واختطافة بالقوه دون ان تتدخل اسرته وتترك رجال المصحة يتعاملون معه كيفما شاءوا.
وهذا لم يحدث مع حسام الذى دخل المصحة عن طريق والده وليس بالقوه حيث أنه شاب فى الفرقة الثالثة باحدى الجامعات الخاصة وأدمن الحشيش وقد فوجئت اسرتة بأحد سماسرة الإدمان يطرق باب منزلهم ويقدم لهم اعلانا مكتوب عليه بالحرف الواحد " نحن نقدم لك خدمة جليلة لعلاج ابنك من الادمان خلال شهر فقط حيث نستلمه منك مدمنا ونعيده اليك متعافيا وسليما ولدينا خبراء وأطباء أجانب والتوصيل بالمجان وهدفنا مكافحة الإدمان وإنقاذ الأسر من شر الادمان " ووجد والد حسام فى الاعلان الخلاص من ادمان ابنه وتم الاتفاق مع السمسار على اصطحاب ابنه الى الصحة ودفع 4 الاف جنية للسمسار تحت حساب العلاج وتم نقل حسام الى المصحة وفور دخوله انهال عليه العمال ضربا واعتدوا عليه أكثر من مره دون ان يعرف ماهو السبب فى ذلك حيث أنه دخل مصحات كثيرة للعلاج ولم يجد فيها علاجا بالضرب مثلما يحدث معه وتعرض للحبس الانفرادى وأصيب بتدهور فى صحته خلال شهر قضاه داخل الدار دون ان يجد طبيبا واحدا ينقذه وكل من يتعامل معه عمال وبلطجية ومسجلين خطروشاهد خلالها العديد من الشباب يتعرض لتعذيب والضرب والاهانه مستغلين فى ذلك منع الزيارات وعدم معرفة اسر الضحايا عنوان المصحة من الاساس.
تدهورت صحة حسام كثيرا ووصلت إلى علامات الخطر وفشلت الادوية فى علاجه واضطر المسئولين عن الدار الى طرده خوفا من موته داخل الدار وتم نقلة فى سيارة معصوم العينين وتركة فى مدينه الحوامدية.
استقل حسام تاكسي وعاد الى والده منتكسا ومريضا وعلى الفور تم نقله الى احدى المستشفيات الخاصة لعلاجة وتبين انه مصاب بالتهاب حاد فى المعدة نتيجة تناوله عقاقير شديدة المفعول دون تناول غذاء سليم وإصابته بأنيميا حادة ، حاول والده الاتصال على تلفون السمسار والمصحة الموجود فى الاعلان أكتشف ان أرقام المحمول خارج نطاق الخدمة واكتشف ان بعضها غير صحيح .انهار الاب من الصدمة.
اضطر الأب المكلوم الى التقدم ببلاغ الى اللواء أسامة المراسي مساعد وزير الداخلية لامن اكتوبر بالواقعة وقدم الإعلان وقرر فى بلاغه ان نجله تعرض للتعذيب داخل الدار. اعد العميد محمد أبو زيد رئيس قطاع وسط أكتوبر تحريات حول الواقعة بإشراف اللواء احمد عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر وتبين ان المصحة تم إنشائها منذ 5 أشهر بمنطقة أبو النمرس ويديرها وليد سيد محامى وبفحص الملف الخاص به بالأمن العام تبين انه محكوم علية فى 4 قضايا غيابيا بالحبس 5سنوات أخرهم القضية رقم10433 جنح الهرم 2009 سرقة بالإكراه وتبين انه استأجر الفيلا من وائل عبد الظاهر مقاول معماري وانه يحتجز داخل الفيلا العديد من المدمنين.وبعرض المعلومات على أسامة سيف رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة .
فأمر بسرعة تفتيش المكان وضبط المتهمين اقتحمت قوة من ضباط المباحث بإشراف المقدم احمد مبروك رئيس مباحث أبو النمرس مكان الفيلا وتم محاصرتها من جميع الاتجاهات حيث أنها مقامة على مساحة 500 مترا ولا يوجد حولها جيران وفور دخول فريق الضباط انهار عمال الدار وحاول بعضهم الهرب والقي القبض على 4 منهم فقط وعثرت المباحث بداخل الدار على 19 شابا مدمنا وبينهم 4 أشخاص فى حالة إعياء تام نتيجة الضرب المبرح والتعذيب وعثر على الباقي داخل غرفتين مغلقتين بأبواب وشبابيك حديدية .كما عثر أيضا على بعض العقاقير الطبية التي تستخدم فى المصحة.
تحررا لمحضر رقم 2582 إداري قسم شرطة أبو النمرس وتم إحالة الضحايا الى مصلحة الطب الشرعي واحتجازهم فى قسم الإدمان بمستشفى العباسية لعلاجهم تحت إشراف صندوق معالجة الإدمان التابع لوزارة الدولة للأسرة والسكان وتكليف الأطباء بتقديم تقرير مفصل عن حالة كل منهم وتقديمه خلال 15 يوما الى المستشار حمادة الصاوي المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة لارفاقة بالقضية وقررت النيابة حبس المتهمين الأربعة المقبوض عليهم وتجديد حبسهم فى المواعيد المقررة وسرعة ضبط المتهمين الثلاثة وهم وليد السيسى ،31سنه،محامى وكريم عثمان سليم ،34سنة ،عاطل وهارب من أحكام قضائية وحازم عبد المجيد ،25سنة،عاطل .
التقت "الشروق" بالمتهمين الذين بدت عليهم حالة اليأس والقلق منذ اللحظات الأولى حيث قال المتهم الأول عمرو احمد حسن ،15سنة، اننى التحقت بالعمل فى الدار منذ سنه وأتقاضى مرتبا 600 جنيه فى الشهر حيث ان اسرتى فى حاجة ماسه لهذه الجنيهات حيث اننى مسئول عن والدتي واشقائى الصغار بعد طلاقها من والدي والتزمت الصمت أمام عمليات التعذيب والضرب داخل الدار من اجل الحفاظ على لقمة العيش حيث اننى كنت أقوم فقط بإعداد الطعام لنزلاء المصحة وكنت أساعدهم فى بعض الأحيان فى الاعتداء على بعض المدمنين وقد شاهدت عمليات تعذيب كثيرة وانتهاكات للأشخاص داخل الدار بسب رفض المدمنين تناول العلاج ومحاولة الهرب وهناك الكثير منهم تعرض للكي بالنار وتهديده بالقتل لمنعهم من الهرب الى أسرهم .
أما المتهم الثاني ياسر محمد ،30 سنه سائق ويعمل فى المصحة منذ نشأتها قائلا ان اهالى المدمنين هم الذين وافقوا على إدخال أبنائهم الدار ووفقا للاتفاق فيما بينهم وبين مسئول الدار وليد المحامى حيث استغل المحامى الثغرات فى قانون الصحة النفسية وعلاج المدمنين الذى من شروطه الأساسية موافقة المدمن على العلاج ودخول المصحة وفقا لقانون حقوق الإنسان والذي تطبقه جميع المصحات ولكن اغلب اسر المدمنين يعيشون فى حيرة من أبنائهم حيث أنهم يريدون معالجتهم ولكن يعوق ذلك رفضهم للعلاج ودخول المصحات ووجد هؤلاء الأسر فى إعلان المصحة فرصة للتخلص من الابن المدمن بالقوة واجبارة على العلاج بالقوة أيضا واستراحة الأسر من المدمن لمدة شهر وهذه النقطة وجدت ارتياح لدى الأسر مما تهافت الجميع على الحجز لأبنائهم وسرعة اختطافهم من منازلهم للعلاج .
وفجر ياسر مفاجاه قائلا اننى كنت مدمنا ودخلت عنوة فى الدار وتم حبسي عدة أيام وتعرضت للضرب المبرح من العمال وقد تعافيت من الإدمان بسبب انقطاعي عن المخدرات نهائيا وهذه العزلة افادتنى فى العلاج ونظرا لأنه لاتوجد فرص عمل فى هذا البلد التحقت بالعمل فى الدر بمرتب 750 جنية شهريا أرسلهم جميعها الى امى زوجتي حيث اننى أعول أسرة مكونه من طفلين و3 بنات أشقاء بعد وفاه والدي وصرخ ياسر قائلا أننا عمال فقط فى الدار ولا يعرف احد من هو الطبيب المعالج أو غيرة وليس لنا دورا إلا تنفيذ أوامر مدير المصحة الذى يلقب بالدكتور ولأول مرة اعلم انه محامى الأخ بعد القبض علينا .
وقال وليد محمد ،20سنة، طالب جامعي، المتهم الثالث ، وهو يبكى بحرقة شديدة اننى التحقت بالعمل فى هذا الدار بواسطة كبيرة وعن طريق احد السماسرة الذين يتعاملون مع الدار وفوجئت فور دخولي ان التعامل مع المدمنين بطريقة غير إنسانية وأكد لي صاحب الدار ان هذه هوى الطريقة المثلى لعلاج هؤلاء ووفقا للاتفاق بينه وبين أهليتهم ولاننى لا اعلم شيئا عن علاج الإدمان فكنت أنفذ اومرالمدير حيث كنا ندخل على المدمن الغرفة ونضربه بأيدينا كثيرا حتى يفقد الوعي وبعد ذلك يقوم عامل أخر بحقه ببعض الحقن المخصصة لعلاج الإدمان
وحول العقاقير الطبية المستخدمة فى العلاج فقال أسامة محمد ،30 سنه،سائق .أنها كان تأتى عن طريق بعض سماسرة الأدوية فى الصيدليات ويقوم الصيدلي بوضع جدول لصرف الأدوية على المدمنين واغلبها مهدئات ويعتمد العلاج فى المصحة على الضرب والتعذيب والتهديد بالقتل لدرجة ان جميع المدمنين أصيبوا جميعا بالخوف من العاملين وخصوصا طريقة الشحن التي تم نقلهم بها الى الدار .
تركت "الشروق"المتهمين فى قضية المصحة الوهمية بعدما وجهت لهم النيابة تهمة إنشاء مصحة بدون ترخيص واحتجاز أشخاص وتعذيبهم بدون وجهه حق والتقت بضحايا مصحة الإدمان فى مستشفى العباسية والذين توافدوا على أبنائهم للبحث عن وسيلة لعلاجهم بعد انتكاستهم.
فقالت فوزية والده أحد ضحايا الإدمان إنني ذقت الأمرين مع أبنى المدمن بسبب قيام والده باعطاءه نقودا كثيرة رغم معرفته بإدمانه وقمنا بإدخاله أكثر من مصحة ولكن للأسف كان يخرج منها وترك العلاج بعد الأسبوع الأول لعدم احتجازه عنوه وفقا لما تطبقه مستشفيات الحكومة والخاصة مع المدمنين حيث لايمكن احتجاز المدمن بدون إرادته ولذلك كان عرض المصحة الجديدة مريحا للأسرة أولا ثم المدمن أيضا ولكننا لانعلم تماما ان المصحة ليس بها أطباء ولاامكانها أيضا وأننا فرحنا باجبارة على العلاج ولكن سوف يعود ابننا الى الإدمان مرة أخرى بعد انتكاسته الأخيرة ولانعلم ماذا نفعل ؟
أما احمد ،مقاول ، والد احد المدمنين فقال ان صندوق علاج الإدمان الحكومي فشل فى إنقاذ ألاف المدمنين حيث انه عندما يتصل المدمن بالخط الساخن يتم التعامل مع المدمن عن طريق تلقى أدوية والجلوس مع الأسرة لمدة 3 أسابيع وعندما يتأكد أطباء الصندوق من إرادة المدمن للعلاج وهذا من سابع المستحيلات ان يوافق المدمن على العلاج بإرادته ولذلك فكل أعمال الصندوق فاشلة وجميع الإعلانات التي ينشرها لاتفيد المدمنين .
وأضافت سيدة أخرى والدة احد ضحايا المصحة قائلة ان صندوق الإدمان فشل فى استقطاب وعلاج أبنتي الصغيرة حيث لايوجد أماكن لعلاج الفتيات المراهقات من الإدمان وهذه مصيبة كبرى حيث ان ابنتي وصدقاتها فى الجامعة مدمنات و لايجدن علاج فى المصحات الخاصة وهى مكلفة جدا ولا يقدر عليها إلا الأغنياء فقط وهذه الكارثة الكبرى.
وقال مهندس معماري والد احد المدمنين ان السبب فى السقوط مع هؤلاء المجرمين هو صندوق العلاج والخط الساخن الذى لافائدة منه نهائيا حيث انه يتبع أساليب تقليدية لعلاج الإدمان ولأيتم حجز المدمن داخل المستشفى منذ اللحظة الأولى عن الإبلاغ وهذه كارثة تؤرق أسر عريقة سقطت أبنائهم فى شر الإدمان .
وبمواجهة الدكتورة ليلى عبد الجواد المشرف على الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة الدولة للأسرة والسكان بصرخات أولياء الأمور والمدمنين فقالت : ان الصندوق يتعامل مع المدمنين وفقا لقانون حقوق الإنسان وقرار وزير الصحة بعدم احتجاز مدمن رغما عنة ووفقا للقوانين الدولية للعلاج من الإدمان وعندما يتصل احد بالخط الساخن يتم التعامل معه بجدية وتسليمه بعض الأدوية اللازمة أولا واختبار إرادته وفقا لجدول الطبيب المعالج وإذا تأكد الطبيب من إرادة الشاب فى العلاج يتم احتجازه فورا وعلاجه من الإدمان ولكن الذى يحدث ان المدمن يتعافى فى الأسبوع الأول ويخرج من المستشفى ولايمكن ان يمنعه احد وهذا مايحدث مع بعض المرضى وهذه مسالة خطيرة حيث ان المدمن يخرج فى وقت يحتاج فيه الى برنامج علاجي نفسي وجسدي واجتماعي وهذا سيسبب انتكاسته من جديد .
وأضافت د ليلى انه لابد من الاستمرارية فى العلاج ومشاركة الأسرة فى العلاج وهناك ألاف المدمنين تم علاجهم بالمجان وفقا للخط الساخن ولكن رغم ذلك فإننا مازلنا نحتاج الى المزيد من الدعم الحكومي والقطاع الخاص فى المساهمة فى إنشاء مصحات لعلاج إدمان البنات حيث لايوجد مصحات للفتيات إلا فى مستشفى المطار والعباسية وهذه لاتكفى لتلبية احتياجات المدمنين فى مصر وضرورة إنشاء مصحات خاصة ومنفصلة لعلاج المراهقين حيث انخفض سن المدمنين فى مصر الى سن ال12 و13عاما وهذ مؤشر خطير يجب الانتباه له حيث لايمكن ان احتجز طفل مع مدمن عمرة يزيد عن 40 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.