نظمت دار الشروق الأربعاء ندوة في مبنى قنصلية بوسط البلد، حضرها نخبة من الكتاب والمثقفين، وتناولت قراءة نقدية لرواية شغف للكاتبة والروائية رشا عدلي. وناقشها الناقد والأكاديمي د. سيد إسماعيل ضيف الله الرواية الذي طرح رؤيته حولها. وقال د. ضيف الله إن رواية شغف الصادرة عن دار الشروق تقدم معالجة جديدة للعلاقة بين الشرق والغرب، تختلف عن الصورة التقليدية التي ربطت هذه العلاقة على مدى عقود بالبعد الاستعماري والجنس فقط. وأوضح أن كتابات الروائيات العربيات المعاصرات تعيد قراءة هذه العلاقة بطريقة مختلفة وذلك من منظور التعايش والخبرة الشخصية والعمل والهجرة، وليس من منظور الهزيمة أو الخضوع. وأضاف أن الرواية تقدم ما اسماه حبًا عذريًا بين رسام الحملة الفرنسية "التون جيرمان" وبطلة الرواية الفتاة المصرية زينب، وتقديم علاقة تتجاوز البعد البيولوجي لتطرح صراعًا جديدًا ليس بين الشرق والغرب هذه المرة، بل داخل الذات الفرنسية نفسها، حيث قسمت الرواية الذات الفرنسية إلى ما قبل الحملة الفرنسية وما بعدها، ما جعل الصراع داخليًا حول هوية فرنسا أكثر منه مواجهة مع الشرق. وأوضح ضيف الله أن الرواية تعري صورة نابليون، بوصفه صاحب مشروع شخصي للهيمنة لا يعكس مصالح الإمبراطورية الفرنسية، مشيرًا إلى أن شخصية التّون كانت الصوت الوحيد المباشر في الرواية مقابل حضور الراوي العليم في أصوات الأبطال الآخرين، مشيرًا إلى أن هذا الاختيار كان مقصودًا لكشف الجانب الإنساني والتحول التدريجي في وعي البطلة. واختتم حديثه بالقول إن التاريخ لا يكتبه الرومانسيون بل يكتبه المنتصرون، بينما الأدب يكشف ما وراء السطور، مستشهدًا بالجبرتي الذي وثق قصة زينب البكري، مؤكداً أن الأدب هو ما يعيد اليوم قراءة هذه القصة بمنظور إنساني وجمالي جديد. شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من الكتاب والمثقفين، من بينهم: الكاتبة منى أبو النصر، الروائية شيرين سامي، نادية أبو العلا مؤسسة "نادي كتاب الشروق"، نانسي حبيب مسؤولة النشر بدار الشروق، الكاتبة هدى أبو زيد، الشاعر أحمد حسن، الناقد الأدبي أسامة عرابي، الكاتبة وئام أبو شادي، شاهيناز الفقي، الكاتبة الصحفية سماح عبد السلام، الروائية زينب عفيفي، الكاتبة أمل حجازي، إضافة إلى عمرو عز الدين مسؤول التسويق بدار الشروق.