مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    باستثناء الكندوز، انخفاض ملحوظ في أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    إعلان نيويورك، خطوات ملموسة وإجراءات محددة زمنيا لتنفيذ حل الدولتين    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن لعقد لقاءات ثنائية مع مسؤولي إدارة ترامب وأعضاء الكونجرس    فندق إقامة بعثة المصري بتونس يهدي الفريق تورتة اعتذارا عن أحداث لقاء الترجي    مصرع عامل سقط من الطابق الرابع أثناء تركيب «دِش» في شبين القناطر    الجمعة.. عرض «أنتِ السما وأنا الأرض» يشارك في المهرجان القومي للمسرح    رئيس مبيعات الركوب ب"جي بي أوتو": طرح 5 طرازات تؤكد ريادة شيري في السوق المصري    استئناف معسكر منتخب الشباب بمشاركة 33 لاعبا استعدادا لكأس العالم    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أخبار كفر الشيخ اليوم... إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص    انخفاض الحرارة 5 درجات.. "الأرصاد" تزف بشرى سارة بشأن طقس الساعات المقبلة    خالد أبوبكر للحكومة: الكهرباء والمياه الحد الأدنى للحياة.. ولا مجال للصمت عند انقطاعهما    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    التجهيزات النهائية لحفل ريهام عبد الحكيم باستاد الإسكندرية.. صور    الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. كاتب إسرائيلى: تجميل إسرائيل إعلاميا سيفشل ولا تبرير لتجويع غزة.. ودولة الاحتلال تعترض صاروخا أطلق من اليمن وتهاجم لبنان 500 مرة خلال فترة الهدنة    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    حقيقة اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع رودري نجم مانشستر سيتي    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    خبير بيئي: حرائق قرية برخيل ناتجة عن اشتعال ذاتي بسبب تخمر بقايا المحاصيل والقمامة    مدرب إنبي: فلسفة ريبييرو واضحة    مفاجأة ممدوح عباس.. الزمالك يتحرك لضم ديانج.. تقرير يكشف    نجم بيراميدز يطلب الانتقال ل الزمالك وحقيقة «كوبري» وسام أبو علي.. تقرير يكشف    «مهلة لنهاية الشهر».. إعلامي يكشف قرار المحكمة الرياضية في شكوى سحب الدوري من الأهلي    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع وزير الخارجية السعودي تنسيق المواقف المشتركة    الجامعات الأهلية الأقل تكلفة في مصر 2026.. قائمة كاملة بالمصروفات ومؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    أطلقه بالخطأ أثناء تنظيف السلاح.. عامل ينهي حياة ابنه بطلق ناري في كفر الشيخ    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص على «الدولي الساحلي» بكفر الشيخ    التفاصيل الكاملة لسيدة تدعي أنها "ابنة مبارك" واتهمت مشاهير بجرائم خطيرة    مصرع شاب سقط من علو في أكتوبر    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    ماذا جاء في البيان الختامي لمؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    أحمد فؤاد سليم: مدرس سابق عصره أشعل شرارة التمثيل بداخلي منذ المرحلة الابتدائية    مي فاروق تكشف موعد طرح أحدث أغانيها«أنا اللي مشيت»    خبير ل ستوديو إكسترا : مصر مركز المقاومة الحقيقي وهناك محاولة متعمدة لإضعاف الدور المصري    زيلينسكي: سيتم توسيع برنامج تجنيد الشباب في القوات الأوكرانية بالتعاقد    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    خالف توقعات الأطباء ومصاب بعيب في القلب.. طفل مولود قبل أوانه ب133 يومًا يدخل موسوعة «جينيس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    «السياحة والآثار»: المتحف القومي للحضارة شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 28%    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    قبل الصمت الانتخابي.. أضخم مؤتمر لمرشحي مستقبل وطن في استاد القاهرة (20 صورة)    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واحد..اتنين الأخلاق راحت فين
نشر في المساء يوم 06 - 04 - 2012

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة علي مجتمعنا. فلم يعد الصغير يحترم الكبير. ولا المرءوس يحترم رئيسه. ووصل الأمر إلي حد التطاول علي الكبار. ظناً من الصغار أن هذا يعلي هاماتهم. وهو خطأ كبير يقعون فيه. لأن التطاول يهوي بهم إلي أسفل سافلين. "المساء" تفتح ملف الانفلات الأخلاقي. وضياع أخلاق القرية. التي كنا نتفاخر بها بين الأمم.
وداعاً مدرسة الأخلاق في سوهاج
سوهاج - طه الهوي:
خرجت الأخلاق السوهاجية المشهورة والكرم المعروف من الشباك بعد ثورة 25 يناير ودخل بدلاً منهما من الباب الجشع والطمع والأنانية وحب الذات. وأنا ومن بعدي الطوفان. وجدي وجدك. وعائلتي وعائلتك. وإحنا أسياد البلد. و"دول" كانوا "يشيلوا" القلل. وحلت ثقافة التنابذ بالألقاب. والأحساب. والأكثرية ابتعدت عن تعاليم الأديان. وانتشرت بين أوساط المجتمع نعرات التشرذم والعودة للجاهلية فهذا سيد وذلك عبد والآخر أبيض والثاني أسود. والقرية الفلانية فلاحين وجارتها هوارة. والبلد دي يعود تاريخها لأبوزيد الهلالي. والنجع الأحمر همامي والأشراف أهم. والأنذال يسكنون المربع الغربي.
* يقول د. خلف مبارك - وكيل كلية التربية وأستاذ الصحة النفسية ومدير مركز الارشاد النفسي والأسري بجامعة سوهاج أن الانفلات الأخلاقي ظاهرة غير مسبوقة في مصر الحبيبة التي تعلم العالم من أخلاقيات ثورتها. 25 يناير ثورة تزينت بالأخلاق المصرية الأصيلة الداخلية عكس ما كانت في العهد البائد أخلاق خارجية مستوردة.
تابع قائلاً: فقد أخرج الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه أفضل ما لديهم من أخلاقيات وسلوك حضاري فهذه فتاة مسيحية تصب الماء لشاب مسلم يتوضأ للصلاة ومسلمون يصلون بميدان التحرير في حراسة مسيحيين. وقداس للأقباط يقام تحت حراسة المسلمين لأن الهدف كان مصر والمصير كان مصر.
يضيف مبارك أن بداية الانفلات الأخلاقي الحقيقي الذي شهدته البلاد وضع أسسه ومبادئه المخلوع مبارك. عندما قال مقولته المشهورة ونظام حكمه يترنح "إما أنا ومعي الأمن.. أو غيري ومعه الفوضي والبلطجية". وهذا ما تحقق بعد الثورة حيث انطلقت الغرائز والشهوات. وضعف الروابط الأخلاقية وحلت النفس الأمارة بالسوء محل الأنفس اللوامة والبصيرة والحافظة والمطمئنة.
وتفرق الثوار ما بين إسلام مدني وإسلام سياسي وسادت أخلاقيات التخوين فلا احترام للكبير ولا عطف علي الصغير وساد الانفلات الأخلاقي في كل مناحي الحياة. فالطالب لم يعد يحترم الأستاذ ولا زميلته. في الكلية حتي وصل الأمر بالطالب الراسب بمطالبته النجاح ليس بالمذاكرة ولكن لأنه من شباب إئتلاف الثورة.
يطالب د. خلف مبارك بالتصدي لظاهرة الانفلات الأخلاقي والفوضي العامة بمصر بالعودة للردع والعودة لروح الثورة في بدايته خلال 18 يوماً الأولي والاسراع بعودة هيبة الدولة وسيادة القانون.
يطالب اللواء أيمن عبدالله أحمد مستشار المجلس القومي للرياضة أن يسود الصدق كل تصرفات أبناء مصر وأن يستمع الجميع لبعضهم البعض للتغلب علي ظاهرة الانفلات الأخلاقي والتشكيك من أجل التشكيك.. وأن تعود لجهات الإدارة قوتها. وأن يبتعد الجهاز الإداري بالدولة عن سياسة الأيادي المرتعشة وأن يقوم المحافظون بالتلاحم علي أرض الواقع مع المواطنين - كما يفعل محافظ الشرقية - وأضاف بأن الانفلات الأخلاقي في سوهاج جعل بعض البلطجية يقومون بالاستلاء علي السيارات المحملة باسطوانات البوتاجاز باستخدام السلاح الآلي وأصبحو مليونيرات من البيع في السوق السوداء.
أما د. أبوضيف مجاهد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية الأسبق للبنات التابعة لجامعة الأزهر بسوهاج فيقول ان ما تراه الأعين من ظواهر انفلات أخلاقي يعف اللسان عن ذكره حيث اختلط الحابل بالنابل. وأصبحت لغة العنف والفوضي هي السائدة.. وتطاول الصغار علي الكبار. وأكل الأقوياء حقوق الضعفاء والأمور تسير من سييء إلي أسوأ والسبب في ذلك مرجعه الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي.
الحنيف وتعليماته المنظمة للحياة وأخلاقياته السامية التي لو عمل بها الإنسان لأسعدته في الدنيا والآخرة.
وطالب أبوضيف الجميع كباراً وصغاراً العودة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتمسك بجوهره.. وأن يضع الجميع نصب أعينهم مصر.. لأنها لو ضاعت ضاع معها الإسلام.
يقول أحمد مقبول عمدة قرية عرب الأطاولة بمركز أخميم ان الجرائم التي ارتكبت بعد ثورة 25 يناير مفتعلة ومدبرة ويجب ألا تمر مرور الكرام ويجب أن يتم عودة هيبة الدولة بأسرع وقت ممكن لمحاسبة كل من ارتكب جرماً في حق مصر وشعبها.
وأضاف أن الانفلات الأخلاقي يعود لابتعاد الشباب عن دور المسجد ودور الكنيسة لأن الأديان تحض علي الفضيلة ومحاربة الرذيلة وأنه علي رجال الدين دور كبير في عودة الأخلاق التي افتقدها البعض.
الانفتاح الإعلامي المفرط وراء الفوضي الأخلاقية.. ببني سويف
بني سويف أسامة مصطفي :
يقول حسن فؤاد هنداوي عمدة منقريش ببني سويف ان الاحترام المتبادل كان موجود زمان بين الناس وخاصة في القرية التلميذ يحترم المدرس مثل الأب والموظف يحترم مديره أو رئيسه والصغير يحترم الكبير. أما الآن فنحن نعيش حالة من التسيب الأخلاقي فقد وصلنا إلي انفلات في الأخلاق أدي إلي الانفلات الأمني لأن زمان كانت تحترم ملكية الغير والجار يحترم جاره ويحافظ علي شعوره وقد عرضت علي مشاكل كثيرة من خلال موقعي كعمدة فلو حدث خلاف بين عائلتين كانت تعقد لجنة المصالحات وكلمتها في النهاية تحترم شأنها شأن حكم المحكمة وضرب مثالاً علي مدي احترام الجار لشعور الآخرين فقد كان أحد أهالي القرية يستعد لزفاف نجله وبعد أن أقام الزينات وأعد المسرح سمع بوفاة أحد الأهالي فأقسم علي زفاف نجله بدون أية مظاهر للفرح علي الاطلاق حتي الزغرودة منعها رغم موافقة أهل المتوفي علي استكمال الفرح إلا أنه رفض بشدة حفاظا علي شعور الجيران .
أضاف أن الشباب أصبح أنانياً لا يعترف بأخطائه فلو اعترف بالخطأ تسود روح التسامح بين الناس والود والمحبة التي افتقدناها حاليا في هذا الزمن.
أوضح الدكتور جمال عبدالمطلب جبر أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بني سويف أن الضبط الاجتماعي نوعا رسمي وغير رسمي والرسمي يتمثل في الضبط القانوني الأمني حيث تقوم المؤسسة القانونية متمثلة في المؤسسة التشريعية والقضائية بتحديد المعايير الضابطة للسلوك بما فيها السلوك الأخلاقي "جرائم الخروج علي الآداب العامة" وتقوم المؤسسة الأمنية بتنفيذ القوانين التي تقوم بصياغتها المؤسسة التشريعية حيث تقوم بضبط السلوك العام وتتمثل في أعلاه وظيفة الأمن أو المؤسسة الأمنية في منع السلوك المنحرف ووقاية المجتمع منه كجرائم الآداب العامة وفي أدناها المحافظة علي سلوك الشارع المنضبط متمثلاً في الحفاظ علي إشارات المرور مثلا.
أضاف أما الضبط غير الرسمي فهو عبارة عن مجموعة الأعراف والتقاليد والمعايير الاجتماعية المأخوذة المكتسبة من الدين أيا كان نوعه أو الشرع أو العادات أو التقاليد أو الانحراف والتي تلزم أعضاء المجتمع المتفق عليها في البعد عن السلوك اللا أخلاقي أو المنحرف. أما فوضي الأخلاق الموجودة في الشارع الآن وخاصة بعد الثورة فترجع إلي الانفلات منها الانفلات الأمني الذي فرغ الأمن أو المؤسسة الأمنية من وظيفتها الحقيقية وهي الحفاظ علي الأخلاق العامة وصون الحريات مما دفع بعدد ليس بقليل من البلطجية وغيرهم إلي الإساءة للشارع كما دفع العاديين من الناس إلي التحلل من سلوكهم حتي المنافي للأخلاق نتيجة لغياب الردع الأمني.
أكد عبدالمطلب أن التيارات السياسية الدينية ساهمت بجزء في هذه الفوضي متمثلاً في انشغالها بالحسابات السياسية القائمة علي البراجماتية والنفعية لحصد مكاسب من بعد الثورة والانشغال عن التوعية الدينية الملازمة لجوهر الدين.
أضاف أما الفوضي الأخلاقية التي أصابت القرية أيضا والتي كان يضرب بها المثل في صيانة الأخلاق فقد تحللت بفعل الانفتاح الإعلامي المفرط متمثلاً في وصول القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت إلي جانب انهيار مفاهيم العصبية والقبلية التي كانت تمضي علي احترام المعايير القروية المتفق عليها وشيوع التفرد والتشرذم داخل القري مما أدي إلي فوضي الأخلاق متمثلة في اندثار أهم مصطلح أخلاقي بالقرية وهو مصطلح "العيب" فنجد الأفراح تقام بجوار المآتم داخل القرية.
أرجع مصطفي الشيخ موجه عام اللغة العربية سابقا وخطيب بالأوقاف حاليا انحدار الأخلاق إلي عدم فهم الدين لأن الدين يعني الأخلاق والرسول صلي الله عليه وسلم قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. والقرآن الكريم وصف الرسول بالأخلاق فقال تعالي: وإنك لعلي خلق عظيم" .
أكد أنه في العهد السابق إبان حكم مبارك الذي تسبب في فساد أشياء كثيرة ومنها الأخلاق فهو لم يهتم بالجانب العلمي ولا الجانب الديني.
أبدي أحمد أحمد عبدالعزيز أحد شباب قرية ابشنا مركز بني سويف أسفه الشديد لما وصلت إليه الأخلاق بالقرية وخاصة بين الشباب فقد استغلوا التكنولوجيا الحديثة سواء من النت أو الموبايلات استخداماً سيئاً جداً في مشاهدة وترويج الأفلام المخلة كما تقوم بعض المقاهي بعرض الأفلام الإباحية علانية لروادها من الشباب كما أن الشباب افتقدوا التربية الصحيحة في المنزل وابتعدوا عن تعاليم الدين الحنيف.
أما اللواء عطية مزروع مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف فقد أكد أن الانفلات الأخلاقي يؤثر بالسلب علي الأمن موضحاً أننا كنا نتعامل في السابق مع أناس أصحاب أخلاق محترمة. أما الآن فقد أصبح كثير من الناس معدومي الأخلاق منهم من يسير عكس الاتجاه في الشارع ومن يتطاول باللفظ علي الآخرين وعلي رجال الأمن أيضا أثناء تأدية عملهم بالرغم أنه مطلوب من المواطنين مساعدة رجل الأمن بتنفيذ التعليمات والقانون وبالتالي يساعد علي الانضباط سواء في الشارع أو الأمن الجنائي وخير مثال علي ذلك انتشار الباعة الجائلين في الشوارع والميادين فهو يعلم أنه ممنوع ولكن لا يلتزم لا بالتعليمات أو القانون.
أضاف مدير الأمن أننا نشاهد هذه الأيام الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية كلها انفلات أخلاقي فالتطاول علي الرئاسات والقيادات يسودها وهو يعلم ويدرك أن هذه المطالب لا تتحقق في الحال ولكن مصمم علي التجاوزات.. فقطع الطريق وغلق الشارع والتعدي باللفظ علي القيادات يأخذ وقتاً ومجهوداً من رجال الأمن في التعامل مع هذه الوقفات.
"الفضائيات" السبب في تغيير ثقافة القناوية
قنا عبدالرحمن أبوالحمد :
أكد المحللون وخبراء التربية في قنا إن ظاهرة الانفلات الأخلاقي قد تؤدي إلي انهيار المجتمع. خاصة أن الممارسات التي تتم بين الحين والآخر جاءت نتيجة كبت 30 عاماً هي فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. والذي استطاع جهاز أمن الدولة المنحل أن يزرعه في نفوس كافة المواطنين وأكسبهم دون إرادة صفات الجبن والخوف. مطالبين في الوقت ذاته بسرعة تحرك دور العبادة والمؤسسات التعليمية لمعالجة الخلل الذي طرأ علي المجتمع المصري قبل أن يسقط إذا ضاعت الأخلاق.
في البداية يقول محمد حسيب حفني طالب بكلية التجارة بقنا إن الذين يظنون أن الشباب هم سبب ظاهرة الانفلات الأخلاقي مخطئون تماماً. لأن الشباب هم زهرة الحياة وان كان هذا لا يجعلنا ننكر وجود قلة تحاول المساس بما لدينا من عادات وتقاليد تربينا عليها منذ الصغر. مشيراً إلي أن هذه القلة هي التي تجعل الاتهام موجهاً لجيل الشباب مثلما يحدث داخل الجامعة. فمثلاً حينما يعترض الطلاب علي قرار أو نهج ما تجد الأكثرية يرفضون بشكل سلمي ولكن هذا لا يظهر بسبب لجوء البعض إلي ارتكاب أعمال غير لائقة من اقتحام للمباني أو محاولة التعدي علي الأساتذة وكل هذه الأشياء مرفوضة.
محمود عقيلي محمد من كبار العائلات: العادات والتقاليد التي تربي عليها الأبناء كفيلة بمنع ظهور أي صور للانفلات الأخلاقي. إلا أن هناك عوامل أسهمت في تنامي الظاهرة. منها علي سبيل المثال حالة الكبت التي كان يعيشها الجميع طوال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. أيضا الفهم السييء للحرية التي ولدت في أعقاب ثورة 25 يناير وجعلت البعض يظن أن الحرية تعني الفوضي. مشيراً إلي أنه كان لا يري في وقت سابق أحد الأبناء يرتكب فعلاً يعد من الأمور التي تستوجب العقاب حتي لو لم يشاهده أحد. أما الآن وقد طرأ علي المجتمع من تغيرات عديدة فقد اختلط الحابل بالنابل ولا يمكن أن نتغاضي عما يحدث من أفعال البعض التي تحتاج إلي تقويم قبل أن ينساق خلف تصرفاته عدد أكبر من الأصدقاء. مؤكداً أن نسبة الانفلات الأخلاقي في قنا أقل بكثير من أي مكان آخر وقد تنعدم في بعض المناطق بحكم أن القبلية بما لها من سمات حاسمة وعقابات رادعة مازالت تسيطر علي المشهد.
يضيف الحاج محمد طابع سعد عضو مجلس الشعب السابق أن ما يجري هو نتيجة للتأويل الخاطئ لمبادئ وأهداف ثورة يناير. حتي أصبحنا نري مجتمعا وقد انعدمت فيه المبادئ والأخلاق. أيضا غياب الشرطة لفترة طويلة جعل هناك أعمال بلطجة هي في الأصل انفلات أخلاقي. ولكن العذر للشرطة في هذا الصدد فإذا اجتهدت قيل إنها تتعامل بعنف وإذا جلس الضباط علي مكاتبهم كيلت لهم الاتهامات بأنهم متقاعسون. مطالباً بأن يكون هناك خطة تنفذها مراكز الشباب ومؤسسات المجتمع المدني ودور العبادة لزيادة الوعي لدي المواطنين صغارا وكبارا.
وريري د.محمد حسين حمدان بكلية التربية بقنا أن الانحدار الأخلاقي الشديد الذي نشاهده اليوم في المجتمع المصري. والذي ازداد بشكل ملحوظ بعد قيام الثورة. هو نتيجة طبيعية لحالة الكبت والاضطهاد الذي كان يعيشه الشعب المصري طوال ثلاثين عاماً هي مدة حكم مبارك. والتي تميزت بقهر السلطة وفرض سيطرة الدولة من خلال المنطق الأمني. ناهيك عن انتشار المخدرات وظاهرة أطفال الشوارع والعشوائيات في ظل غياب أجهزة الدولة وبخاصة الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها وانشغالها بحماية النظام. بل واستغلالها للبلطجية في أحيان كثيرة من أجل تنفيذ رغبات وأهداف السلطة. كل هذه العوامل السابقة تم افرازها في المجتمع بشكل سريع وواضح بعد قيام الثورة كنتيجة طبيعية لانهيار سيطرة الدولة ورغبة قطاعات عديدة من الشعب في الحصول علي حقوقها المسلوبة من وجهة نظرهم أو ابتزاز الحكومة. أو حتي تصفية الحسابات القبلية والثأرية القديمة بين العائلات في ظل غياب هيبة الدولة كما نشاهده الآن في الصعيد. بالاضافة إلي الخارجين علي القانون الذين انتهزوا فرصة انكسار وزارة الداخلية وعدم قدرتها علي فرض الأمن في ترويع المواطنين.
ويؤكد أن كل هذه العوامل السابقة أدت إلي انتشار معدلات العنف والجريمة كما نشاهدها الآن داخل المجتمع. فالانحدار الأخلاقي لقطاعات عديدة داخل المجتمع وغياب القدوة هو الذي أدي إلي ما نشاهده من عنف وجريمة.
ويقول د.مصطفي الجزيري أستاذ الإعلام بجامعة جنوب الوادي أن حالة الانفلات التي يشهدها الشارع المصري في تلك المرحلة هي في الأصل انفلات أخلاقي. متهماً القنوات الفضائية وبرامج "التوك شو" بأنها صاحبة الأثر الأكبر في تغيير ثقافة المجتمع وغياب الأخلاق بسبب استضافتها للبعض من جيل الشباب في حوار مع من هم أكبر منهم سنا وتجد الواحد منهم يجلس في وضع غير لائق ويتحدث دون أي ضوابط لدرجة أنه يرفع صوته علي من معه نتيجة الاصرار غير المبرر من جانب مقدمي تلك البرامج علي رسم صورة معينة لهؤلاء وتظهرهم علي أنهم قادة مما أعطاهم الفرصة للتطاول علي غيرهم. ويؤكد أن الانفلات الأخلاقي هو بداية الطريق لتدمير المجتمع وهذا ما يتطلب تحركا سريعاً من جانب المجلس القومي للشباب والجامعات وغيرها من المؤسسات لعقد ندوات التوعية. إلي جانب ذلك مراقبة وسائل الإعلام التي تسهم في ذلك وهي التي جعلت دون أن تدري الفهم الخاطئ للحرية يتسلل رويدا لاختراق العادات الأصيلة التي تربي عليها شعب مصر.
أما الدكتور سامح ريحان عميد كلية التربية السابق بقنا فيقول إن الكبت يولد الانفجار. فقد كان هناك نوع من عدم الصدق مع الشعب من قبل الحكام منذ عام 1952 وحتي الآن. فالناس ظنت أنها خدعت علي مدار 60 عاماً ففقدت إيمانها بالسياسة وبكل أشكال السلطة. وأيضا عورة نظام الحكم السابق متمثلة في جهاز أمن الدولة. اكسب الناس نوعاً من الخوف والجبن الشديد وكل هذا انقلب إلي الضد وفهم البعض أنه قد تحرر ومثلما تعامل علي مدار السنوات الماضية بالإهانة فإنه يتعمد الإهانة للجميع ليخرج ما بداخله من كبت.
ويؤكد علي قول الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" فإذا تيقن الجميع هذا القول وما له من دلالة لاستشعرنا الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان المجتمع إذا ما ضاعت الأخلاق. مؤكداً أيضا أن الانفلات الأخلاقي يجب أن يعاقب عليه مرتكبيه بشكل سريع دون انتظار للقانون أو الشرطة لأن مثل تلك الأفعال لن تحتمل الانتظار وبقدر المستطاع يجب أن ندعو بالحسني لنهي الغير عن ارتكاب ما يضر بالمجتمع. ونحن كشعب مصري صاحب حضارة عريقة علينا أن نعلم غيرنا وأن نأخذ من المجتمعات الأخري ما يتناسب وطبيعة أخلاقنا دون تقليد أعمي.
الانفلات القيمي.. ظاهرة تهدد السياحة بالأقصر
الأقصر - عمر شوقي:
يقول محمد يحيي عبد العاطي - مدرس- إن الانفلات الأخلاقي بات ظاهرة خطيرة تؤثر بالسلب علي تعاملات بني البشر وتهدم حضارات وثقافات وعادات كنا قد ربينا عليها وتقضي علي تماسك وأمن المجتمع. وبعد الثورة زادت حدة الانفلات الأخلاقي لدي البعض وأصبح كل من له حق ومن ليس له حق يرتدي قميص الثورة ويعتدي علي المال العام والخاص ويسعي لترويع المواطنين وتعطيل مصالحهم من خلال قطع الطرق والتعدي علي المرافق العامة أو التعدي علي الأشخاص بالقول أو الفعل. وأنتشرت ظاهرة السب واللعن خاصة بين الأوساط الشبابية وبدأت المصطلحات الغريبة التي تحمل الكثير من المعاني السيئة وتلوث الآذان وتجرح مشاعر الناس تنتشر بينهم.
أشار إلي أن ابتعاد الناس عن منهج الإسلام وعدم اقتدائهم بالرسول صلي الله عليه وسلم وأخلاقه أدي إلي انحراف أخلاقي مجتمعي واضح نما بشدة حينما أخطأ البعض ورأي الثورة من منظور مغاير لمعناها الأصلي واعتبرها حرية مستباحة يهدد بها حياة الآخرين ويعتدي عليهم وينشر بينهم ثقافة اللحطاط الأخلاقي تهدد بانهيار المجتمع المصري الذي أصبح في حالة يرثي لها جراء تردي الأوضاع الأخلاقية وانهيار منظومة القيم والمثل والمباديء.
الشيخ أحمد حسن أحمد علي: إمام وخطيب مسجد السلطان أبو العلا بالأقصر - يقول ظاهرة الانفلات الأخلاقي ظاهرة مستحدثة لم تكن موجودة في العهود السابقة وللقضاء عليها يجب علي المسلم أن يتحلي بأخلاق الرسول مستشهدا يقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلي الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن" وكان قرآنا يمشي علي الأرض.
وأوضح أن غياب الوازع الديني وانحسار مفهوم الإسلام لدي البعض في الصلاة والزكاة والصيام هو أحد أكبر الأخطاء التي تسببت في اختفاء معالم الأخلاق الفاضلة فالدين المعاملة والإسلام دين الأخلاق القويمة ودين المعاملة الكريمة ويظهر ذلك جليا في حديث النبي- صلي الله عليه وسلم - إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وفي قوله - صلي الله عليه وسلم "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" ولقد كان هذا واقعاً عمليا في حياة المسلمين فكان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يؤلف أصحابه ولا ينفرهم . ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم .. وكان يتفقد أصحابه ويغطي كل جلساته نصيبه . لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه .. من جالسه أو قاربه لحاجة صابره . حتي يكون هو المنصرف عنه .. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها . أو بميسور من القول .. قد وسع الناس بسطة وخلقة . فصار لهم آبا وصاروا عنده في الحق سواء . وكان دائم البشر . سهل الطبع . لين الجانب.
ويشير الإعلامي محمد أبوالمجد إلي أن الوضع أصبح مؤرقاً وأن الحياة في ظل هذه الأخلاق المتدنية أصبحت حياة فاترة تخلو من حرارة الشوق وتتسبب في تنشئة جيل ضائع لا يعي الأخلاق ولا يستطيع التحلي بها ومما يساهم في ذلك كثرة المواقع الإباحية والقنوات ذات المضمون الفارغ والصحف الصفراء التي تستحل المحرم وتعمي أبصاراً وتصم آذاناً عن أخلاقيات فاضلة وتدنو بالمستوي الفكري لمتلقي يستقي معلوماته وثقافته من آلات يتحكم بها أشخاص هم أبعد ما يكونون عن الأخلاق مؤكداً ان الأخلاق هي التي توضح سلوك شخصية الإنسان. فكيفية معاملة الناس من أهم الأشياء ويحرص ديننا الإسلامي علي السلوك الطيب بين الأفراد بعضهم البعض لأن سلامة أي مجتمع تتوقف علي المعاملة الحسنة لكي تسود العادات المحببة بين البشر الاخلاص في العمل وإيثار الغير وسيادة الأمن والأمان بين أفراد الشعب .. وفي وقتنا الحالي نجد من يقيمون الإسلام خارجياً فقط وليس داخلياً.
ويطالب الطار عوض باستحداث قوانين ولوائح تزيد من حدة العقوبات علي المتهمين في جرائم البطجة والسرقة وأحكام تردع كل من تسول له نفسه ان يهدد أمن المواطنين.
أضاف ان الأقصر تعتبر من المحافظات التي يسلط عليها تليسكوب الزائرين لها نظراً لأنها مقصد سياحي وقبلة للكثير من الجنسيات المختلفة التي تنهل من تاريخ وعلم آثار الفراعنة وذلك يفرض علي الأقصر أن يؤدي بها واقع الحال إلي إظهار الجانب الأخلاقي والبعد الثقافي المتحضر لإعطاء صورة حسنة وانطباع جيد لدي الزائرين عن أخلاق الإنسان المصري. إلا أن واقع الحال مغاير تماماً لهذا القول فالأفعال تظهر عكس الأقوال تماماً وذلك بسبب انحدار بعض مستويات الأشخاص الذين لهم علاقة تعامل مع السائح مباشرة مثل بعض الباعلة الجائلين وأطفال الشوارع وسائقي عربات الحنطور الذين يضايقون السياح بأفعال مشينة تهدد مستقبل السياحة في مصر وتنذر بكارثة قومية تؤدي إلي ضعف معدلات الإقبال السياحي بسبب ما يلقاه السائح من معاملة سيئة باعتباره سلعة وأداة لجلب الأموال للعمال. ومن منطلق ثقافة التعامل الخاطئة مع ضيوف الأقصر من السياح يتوقع بعض الخبراء السياحيين مثل الدكتور عبدالحميد يحيي وكيل وزارة السياحة الأسبق انخفاض نسبة الاشغال السياحي التي قد تصل إلي حد انهيار منظومة السياحة بأكملها بسبب ما يلقاه السائح من معاملة غير آدمية قد تودي به إلي عدم تكرار الزيارة لمصر مرة أخري وأكد المرشد السياحي محمد عبدالمنعم ان مظاهر الفوضي والهمجية التي أصابت المجتمع والشارع الأقصري طغت بشدة في الفترة الأخيرة وشعر بها السياح لدرجة أن أحد سائقي الحنطور قام برفع مطواه علي أحد السياح لأخذ أجرة إضافية ولولا تدخل البعض لحدثت جريمة كبري كانت ستنال من سمعة الأقصر السياحية وتؤدي إلي خراب ودمار السياحة خاصة أن الدول الكبري تتأثر تأثراً بالغاً بمثل هذه الأحداث ونحذر رعاياها من الذهاب لمصر في ظل حالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني.. وتطالب سحر جمعة مدرسة الإعلام الديني بضرورة توعية المواطنين بالقيم والضوابط العامة التي حددتها الشريعة الإسلامية لتحقيق أمن واستقرار المجتمعات. كما تطالب الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في تناول الأحداث وضرورة تطبيق القانون علي كل من يثير الشغب في المجتمع أو يحاول نشر الهمجية ويسعي لترويع المواطنين ومعاقبة المتهمين في جرائم البلطجة والسرقة بأحكام رادعة لكل من يتعرض لمواطن علي طريق عام ويستولي علي ماله.
الشراقوة : شباب الزمن الجميل كانوا رجالة بجد
الشرقية عبدالعاطي محمد:
يقول جمعة أحمد السيد "موظف" إن شباب زمان كانوا رجالاً يحترمون الكبير والصغير ويقفون علي أرجلهم بمجرد دخول أي شخص كبير عليهم وليس آبائهم فقط. أما الآن فالعوض علي الله في شباب اليوم الذين لم يعودوا يحترمون أحداً حتي آبائهم بالمرة حيث لا يسمعون كلامهم ويدخنون أمامهم ليضيع الاحترام بالمرة.
يقول مهدي سعد "أعمال حرة" إن شباب الزمن الجميل كانوا رجالة في منازلهم وخارجها ويكفي أنهم كانوا يهرعون لمساعدة أي ملهوف. أما الآن فهم آخر "طناش" حيث كان الشاب يترك الكرسي الذي يجلس عليه في السيارة لإجلاس الكبير أو السيدة حتي ولو كانت في سنه من باب الأدب والاحترام والدين. أما الآن فقد ضاعت الأخلاق.
إبراهيم شكري : شباب زمان كانوا ملتزمين دينياً وأخلاقياً ولا يقومون بارتكاب أي سلوك مشين باعتباره "عيب" وخوفا من عقاب والديه وفضيحته في المكان الذي يعيش فيه. لكن معظم الشباب أصبحوا بلطجية جهارا نهارا ولا يحترمون أحداً والكبير أصبح مهانا خاصة بعد ثورة 25 يناير حيث انتشرت أعمال البلطجة والسرقات والخطف.
مجدي عبدالعاطي عرفه : شباب زمان كان الشاب هو رجل البيت في غياب والده فكانت أخته لا تخرج من المنزل بدون إذنه ويقوم بقضاء مصالح والدته ويشتري كل حاجة. لكن هو الآن باشا في البيت وعاوز اللي يخدمه وينفق عليه.
د.محمد حبيب : شباب زمان كان ينام من المغرب ولا يتأخر ويخاف من والده وغضبه عليه. أما الآن مفتاح الدار معاه يدخل ويطلع براحته والعملية صارت طناش وسايبه علي الآخر وللأسف الأخلاق انعدمت.
عرفات سعيد : شباب زمان كان همه علي جاره يساعده في زراعة الأرض وحصاد المحصول ويدافع عنه لكن اليوم فهو ساكن في برج عاجي مع نفسه ولو طال سيأكل جاره المهم هو يعيش والأمر يتطور أنه يمارس البلطجة عليه.
السيد عبدالرازق: شباب زمان كانوا يقبلون أيادي أهاليهم ويخافون من مدرسيهم ويعملون لهم ألف حساب. لكن بعض الشباب الآن لا يحترمون والديهم ومعلميهم.
محمد البطران رئيس جمعية حقوق المواطن بفاقوس: شباب زمان كان طيباً بالفطرة وحكيماً وهادئا. لكن كان مغيباً سياسياً ولا يعرف حقوقه. وشباب اليوم مثقف واكتسب ثقافات عالمية من خلال النت وهم الذين حركوا ثورة 25 يناير وهم أكثر حركة وفهماً وتسرعاً.
غياب القدوة الصالحة .. بالدقهلية
المنصورة آمال طرابية:
أصبح الانفلات الأخلاقي هو المفهوم الوحيد للحرية والديمقراطية عند الشباب.. هذا علي حد قول العشرات من فئات الشعب المصري.
يقول المهندس عادل سلطان رئيس مدينة منية النصر إن أزمة الانفلات الأخلاقي نجدها في أزمتي السولار والبنزين. فقد غاب الضمير لدرجة أن البعض استباح خلق الأزمة وتعذيب المواطنين خاصة البسطاء وأضاف أن أزمة الأخلاق أيضا وصلت للترشيحات الرئاسية فنجد ضمن المرشحين الجزمجي والعاطل!!
عبدالعزيز فرج رئيس مدينة ميت سلسيل إن غياب الرادع في الظروف الراهنة التي تمر بها مصر زادت من حدة الانفلات الخلقي لدي الشباب والبطالة. وانعدام الثقافة زادت من الانفلات وقلة الاحترام.
محمد عبدالعظيم عبدالستار بكلية التربية النوعية بمنية النصر سبب الانفلات الأخلاقي هو غياب القدوة الصالحة في نظر الشباب والمتمثلة في كافة المسئولين من رأس الدولة إلي أصغر موظف وأصبح الشباب يرون كل مسئول يتكلم عن القيم والأخلاق والوعود البراقة ويعمل عكس ما يقول. وأيضا غياب الأمل لمستقبل أفضل بعد استيلاء المسئولين وأبنائهم علي المناصب والمال والوظائف مما جعل الشباب يفكر في نفسه فقط بعيداً عن الحلال والحرام والاحترام مما أدي إلي شيوع الانفلات الأخلاقي والحل الوحيد هو عودة مؤسسة الأزهر الشريف إلي دورها القوي كقدوة وسطية للشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية كما أمر الإسلام.
مهند ناصف السيد "22 سنة" طالب جامعي: بداخلنا طاقة لا نجد أين نخرجها وكيف نستفيد منها خاصة أننا مهملون طوال السنوات الماضية. ولم نجد القدوة طوال حياتنا وإن وجدنا شيئاً منها في الأسرة لم نجدها نهائياً في التعامل مع الآخرين فأصبح النصب والكذب وتلوين الكلام هو لغة الحوار.. إننا في حاجة إلي القدوة الصالحة وزيادة الانتماء للوطن لأن الانتماء انعدم بداخلنا وتساءل أين العدالة الاجتماعية والحياة الآدمية الكريمة التي نستحق أن نعيشها.
تساءلت إيمان السيد إبراهيم "21 سنة" طالبة جامعية أين تكافؤ الفرص في الحياة؟! نعم يوجد انفلات أخلاقي وهي أزمة نتيجة ظلم سنوات وفقر وجهل عشنا فيها سنوات.. نحن في حاجة لعلاج نفسي وقدوة فالكل يكذب حتي الأحزاب التي تتحدث باسم الدين "تكذب". إن أزمة الأخلاق تحتاج لعلاج أسبابها أولاً قبل الحديث عنها.
افتقاد لغة التواصل والحوار..بالبحيرة
البحيرة إبراهيم رشوان:
في البحيرة ورغم كونها محافظة زراعية بالأساس يرتبط أهلها بقدر عميق من العادات والتقاليد الراسخة الا ان رياح الانفلات الأخلاقي هبت بشدة عليها بعد الثورة حتي صارت نموذجا سلبيا لهذا الانفلات الذي ضرب الاخلاق في مقتل وأصبح القاسم المشترك بالشارع البحراوي. ورحنا نسمع عن حوادث وجرائم لم نعهدها من قبل بسبب الانفلات الأخلاقي.
يقول الدكتور ياسر الرفاعي مدير التأمين الصحي بايتاي البارود والدكتور محمد زغلول رئيس قسم العلاج الطبيعي بالتأمين الصحي بايتاي البارود ان الانفلات الاخلاقي ظاهرة دخيلة علي المجتمع المصري بصفة عامة والبحراوي بصفة خاصة وهي أخطر أنواع الانفلات الحاصل في مصر حاليا وتفاقمت تلك الظاهرة بعد ا لثورة بشكل متزايد في ظل ضعب دور الأمن واستمرار الانفلات الأمني اذي استتبعه انفلاتا خطيرا في الاخلاق مما يهدد هذا المجتمع في أهم ما يتميز به وهو حالة السلام والوئام والتفاهم بين أفراده. وأبديا اندهاشهما البالغ عن التسيب والانهيار الأخلاقي الذي يسود الشارع هذه الفترة رغم ان الطبيعي ان يصل المجتمع إلي درجة كبيرة من التفاهم والحوار والوئام بين عناصره في أعقاب ثورة عظيمة أعادت للمصريين كرامتهم وحريتهم واقتلعت الفساد وحطمت معاقل الظلم والاستبداد.
ويشير الشيخ عبدالفتاح لملوم امام وخطيب الي ان الاسلام يحثنا علي حسن المعاملة ونشر السلام والسكينة والمودة بين الناس كافة وينهي بشكل قاطع عن ترويع الأمنين ونشر الفزع والقلق والتوتر بين المواطنين. لأن رسالة الاسلام هي السلام مضيفا بأن الفترة التي أعقبت الثورة البيضاء هي أصعب فترة عاشها الشعب المصري عامة والبحراوي خاصة بسبب حالة الانفلات الأمني والأخلاقي الخطيرة وغير المسبوقة. وما يحدث حاليا في الشارع يجعلني أقول ان تغييرا قد طرأ علي المصريين وعلي سلوكياتهم اليومية وتعاملاتهم مع بعضهم البعض التي أصبحت تفتقد إلي أبسط قواعد الرحمة والمحبة والتفاهم والحوار.
ويؤكد ابراهيم حبيب قيادي بحزب غد الثورة ان هروب آلاف المساجين والمجرمين والبلطجية والخطرين من السجون في أعقاب الثورة أحد الأسباب المهمة في ترويع المواطنين وانتشار الجرائم المختلفة خاصة السرقة والقتل والسطو علي الممتلكات العامة والخاصة والبنوك وشركات الصرافة اضافة إلي الانفلات الأمني وهو ما أدي إلي تزايد الانفلات الأخلاقي في الشارع في ظل حالة انفلات عام تسود المجتمع. كما شاعت ثقافة "كل واحد يعمل ما بداخله". و"كل واحد يعمل اللي عاوزه". بالفعل نشاهد ونتابع بشكل يومي مدي التسلط والتسيب في اخلاقيات الناس في الشارع البحراوي وخير مثال علي ذلك عدد الأكشاك والاشغالات التي انتشرت في الشوارع والميادين بالبحيرة كلها بدون ترخيض علاوة علي انتشار جرائم اختطاف الفتيات والأشخاص وطلب فدية مقابل الافراج عنهم وكذلك تزايد وتنامي ظاهرة جديدة علي البحاروة بالاعتصام والاضراف عن العمل وقطع خطوط السكة الحديد والطرق السريعة من أجل تلبية بعض المطالب التي هي مشروعة لكن ليس وقتها مما غذي ظاهرة الانفلات الاخلاقي بقوة.
يوضح نبيل سالم مدير مدرسة السلام الابتدائية وعصام خير الله وبسيوني قطب ووائل حجازي مدرسون ومحمد السقا موظف ان مظاهر الفوضي والهمجية التي أصابت الشارع المصري في الفترة الأخيرة حدثت لغياب القدوة والمثل الأعلي وطالبوا بضرورة تطبيق القانون علي كل من يثير الشغب في المجتمع أو يحاول نشر الفوضي والهمجية ويسعي لترويع المواطنين ولابد ان يعاقب المتهمون في جرائم البلطجة والسرقة بأحكام رادعة لكل من يتعرض لمواطن علي طريق عام ويستولي علي ماله لأن الانفلات الأخلاقي أصبح ظاهر خطيرة تكاد تقضي علي تماسك وأمن المجتمع.
ويقول الدكتور عبدالحليم السقا الخبير الأثري ان المجتمع المصري يعيش فترة صعبة للغاية بسبب عدم احترام القواعد والقيم التي عشنا عليها وهو ما أدي الي ظاهرة الانفلات الأخلاقي بين الناس بسبب أو بدون سبب مطالبا بضرورة تطبيق القانون علي البلطجية والمجرمين والخارجين عن القانون وكل من يتسبب في تنامي وتفاقم تلك الظاهرة المؤسفة والتي تغذي انتشار الفزع والقلق والفوضي في المجتمع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي الهدوء والأمن والاستقرار للانطلاق نحو مستقبل أفضل.
انهيار المنظومتين الاجتماعية والاقتصادية عقب الثورة بأسوان
اسوان - عصمت توفيق:
يقول منصور حميد يوسف - حاصل علي مؤهل متوسط - إن الأبناء كانوا يحترمون الآباء بصورة واضحة في الماضي بعكس الوضع الحالي الذي ضاعت فيه قيم الاحترام.
واشار إلي أنه كان يدخن السجائر في فترة المراهقة وحينما رأي والده فجأة إضطر إلي أن يضع السيجارة المشتعلة داخل جلبابه خوفا من أن يكتشف والده أنه يدخن. أما الآن فإن بعض الآباء يدخنون السجائر مع أبناءهم بل ويحتسون الخمور سويا في أحيان أخري.
يضيف عبد الصبور علي - تاجر - أن تكرار قطع الطرق والسكك الحديدية يعتبر أحد مظاهر الانفلات الأخلاقي الجديدة والغريبة علي المجتمع المصري وبتسبب في حدوث ضرر شديد للمواطنين خاصة بالنسبة للمرضي وأصحاب الحاجات الذين يضطرون للانتظارلساعات طويلة بدون ذنب اقترفوه.
تقول ليلي إبراهيم أحمد مدير مركز إعلام أسوان إن الانفلات الأخلاقي ظهر بوضوح بعد ثورة يناير حينما شعر المواطنين بالحرية بعد سنوات طويلة من القهر والاستبداد ولكن بعضهم أساء استخدام هذه الحرية بدون وازع أو رادع. موضحة أن الانفلات الأخلاقي له أشكال عديدة منها عدم الالتزام بإشارات المرور وتعاطي المخدرات علنا أو بيعها في الشوارع والطرقات بدون الشعور بالخجل أو الحياء وعدم احترام الكبير أو القيادات. وانتشار المغاكسات للفتيات والسيدات والتي وصلت الي حد الخطف والاغتصاب.
اشارت إلي أنها كامرأة تخشي علي نفسها وعلي بناتها من الخروج من البيت أو ركوب التاكسي بدون مرافق في ظل الانفلات الأخلاقي المتصاعد بأسوان رغم أنها محافظة هادئة وتتميز بالعادات والتقاليد الحميدة.
عبدالله ابو الحمد - استشاري إعلام تنموي وتدريب بأسوان إن الانفلات الأخلاقي ظهر جليا بعد ثورة يناير لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالانفلات الأمني خاصة بعد أن شعر المواطنون أنهم يعيشون بدون غطاء قانوني لذلك خرج أسوأ ما فيهم وانتشر بينهم قانون الغاب والحصول علي الحقوق بالقوة وليس بالقانون.
جمال فاضل من انتلاف شباب الثورة باسوان أن انهيار المنظومة الاجتماعية والاقتصادية بسبب احتياج البشر أدي إلي الانفلات الأخلاقي وسعي كل فرد الي التعبير عن رأيه بطريقته الخاصة التي قد تكون بعيدة عن الالتزام الأخلاقي لذلك يجب تحقيق العدالة الاجتماعية بين الجميع من أجل عودة الأخلاق.. مشيراً إلي أن العرب كانوا يشتهرون بأخلاق الكرم والمروءة والشجاعة وتصره الضعيف واحترام الكبير ورحمة الصغير ويجب التمسك بهذه الأخلاقيات الحميدة .
ويؤكد الدكتور سيد سلامة الأستاذ بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان أن الأخلاق هي أساس نهضة الأمم وحينما امتدح الله عز وجل رسوله الكريم قال"وإنك علي خلق عظيم" والطامة الكبري هي عدم تمسك الناس بالأخلاق وانحرافهم عنها. موضحاً أن الانفلات الأخلاقي الذي تشهده مصر عقب ثورة يناير نتج عن عدم وجود عقوبات رادعة لمواجهة الخارجين عن القانون لذلك يجب تفعيل دولة القانون حتي نخرج من هذا الكابوس الكئيب والنفق المظلم الذي تزداد قتامته يوما بعد يوم.
أحمد عبد العزيز - مدرس بالأزهر الشريف: إن الهدف الأساسي من إرسال الرسل الكرام هو إخلاص العبادة لله وإتمام مكارم الأخلاق الحسنة منها قوله صلي الله عليه وسلم:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"وقال أيضا" إن العبد ليصل بخلقه عظيم درجات الآخرة وأشرف المنازل وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم"..
يقول الشيخ محمد توفيق نقيب الائمة بأسوان إن الانفلات الأخلاقي ظهر نتيجة وجود خلل في المجتمع بسبب غياب الوزاع الديني وضعف الإيمان في ظل تعمد النظام السابق عدم تفعيل دور المسجد في المجتمع علاوة علي دخول ثقافات جديدة علي المجتمع من الخارج وتقليدها. وتراجع دور الأمن في الشارع .وضعف الرقابة من الوالدين. مؤكداً علي طرورة تطوير منظومة التعليم بالكامل وتوفير مدرس متخصص في مادة الدين حتي يستطيع توصيل المعلومات الدينية الصحيحة علاوة علي ضرورة تفعيل دور الإخصائي الاجتماعي في المدرسة حتي يتصدي للسلوكيات الخاطئة.
أضاف أن علاج الانفلات الأخلاقي يتطلب إعادة دور المسجد في المجتمع وتفعيل دور وسائل الإعلام من أجل التصدي للأفكار الغريبة القادمة من الثقافات الأخري والاهتمام بالبراعم والنشء في دور الحضانة والكتاتيب لترسيخ مباديء الأخلاق السمحة في نفوسهم.
في المنوفية .. كانت وساماً علي الصدور وتاجاً فوق الرءوس
المنوفية نشأت عبدالرازق:
أكدت د. انشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بآداب المنوفية أن القرية حالياً لم تختلف كثيراً عن المدينة خاصة في ظل التقدم وثورة المعلومات والسماوات المفتوحة وتأثر الشباب بالمتغيرات التي تحدث في المجتمع والتي أثرت بدورها علي العلاقات الاجتماعية.
أوضحت انه عقب ثورة 25 يناير تغيرت ملامح القرية وصار معظم أبنائها في منأي عن أهداف تلك الثورة. حيث فهموا الحرية بطريق الخطأ وتناسوا عبارة "أنت حر مالم تضر" فانتشرت بينهم الانحلالية والعنف وعدم احترام الغير والأنانية وعدم القناعة وفي المقابل تلاشت الخواطر والطموحات وقلت الانتماءات.
طالبت د. انشاد بضرورة التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء مع تنقية الاعلام في اطار الالتزام بالأخلاق المهنية.
وقال علي الميهي مدير عام ادارة الاعلام بجامعة المنوفية ان كل الديانات السماوية أجمعت علي قيمة فضيلة التعاون وأهميتها في إصلاح حال الأفراد والأمم لقوله تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان" وقول الرسول صلي الله عليه وسلم : "الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" وقوله "من مشي في حاجة أخيه وبلغ فيها فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين" وأوصي بالجار في قوله: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثني".
قال الميهي اننا أصبحنا سلبيين في تصرفاتنا الاجتماعية إلي حد يمنعنا حتي من التعاون ولعل أثر العائل والتربية في ترسيخ ركائز التعاون المثمر والبناء في سبيل تحقيق المصالح المتبادلة دون أنانية وأثره تجدي في اصلاح ما نحن فيه بالاضافة إلي ما تقوم به المؤسسات التعليمية ودور العبادة لتغيير هذا المناخ وتناسينا ان الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية. وتخطت الاساءة للغير حتي لحقت بالأهل والوالدين والأقربين نتيجة خلل المنظومة القيمية التي تحكم تصرفاتنا ونسينا ان الدين عقيدة وعمل.. عبادات ومعاملات لابد ان تكون طيبة تتفق مع منهج الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.
أشار إلي أن آباءنا الفراعنة لم يستطيعوا تحقيق حضارتهم الزاهرة الا بتضافر جهودهم وتعاونهم. حيث استمرت روح التعاون كسمة رئيسية من سمات القرية حتي وقت قريب والتي كانت سبباً رئيسياً في ان تظل القرية هي الوحدة الاقتصادية المتكاملة التي نجحت في تحقيق اكتفائها الذاتي واعانة المدن القريبة منها بما يلزمها من مأكل وملبس. مؤكدا اننا تربينا في القرية علي التعاون في كل شيء في تجهيز الأرض للزراعة وحرثها وتسويتها والعناية بها. وفي مواسم الحصاد التي كانت أعياداً لجني ثمار الحب والتعاون بين أبناء القرية رجالاً ونساء علي حد سواء وكان أغنياء القرية يكفلون فقراءهم ويكفونهم المؤنة والمعايش مما يؤكد علي ذلك الرباط القوي الذي يجمعهم ويؤلف بين قلوبهم في السراء والضراء والأفراح والأتراح حتي أن الجاد لم يكن يهنأ بمأكل إلا إذا شاركه فيه جاره ولا يقوم علي اي عمل من شأنه أن يؤذيه أو يلحق به أدني ضرر بل كان الجار يؤثير مصلحة جاره علي مصلحته ويرع أولاد جاره رعايته أولاده.
أكد الميهي أن السلبية أزاحت القيم الايجابية واستبدلت الشهامة ونصرة المظلوم بالأناملية واللامبالاة والأنانية البغيضة. لافتا الي انه رغم ذلك فان الشخصية المصرية تتمتع بالتنوع والتميز والثراء متمثلا في حضارتها وآثارها كدلائل عظمة وازدهار وابهار وفضلا عن أنه لا يوجد شعب يخلو نسيجه من بعض العيوب وعلي الحماء تجاوزها والتقليل من آثارها فنحن مع نقد الذات وليس مع جلدها حتي لا نصل الي درجة من القنوط واليأس غير محمودة.
أوضح إبراهيم المحروقي موجه لغة عربية ان أخلاق القرية كانت وساما علي الصدور وتاجا فوق الأعناق والرءوس حيث كانت تجسد كل معاني الاخلاق والقيم والأصول كاحترام الكبير وتوقيره وكذا العطف علي الصغير وتقديره. والحفاظ علي روابط الأسرة واحترام العادات والتقاليد الي جانب تقدير دور المسجد والكتاب ومحفظ القرآن الكريم فلا يقدم علي أمر إلا باستشارة هؤلاء بكل إجلال للمشايخ وبكل تقدير للكبار. كذلك كان الحرص علي أداء الصلاة في المساجد وفي الجماعة الأولي. فضلا عن العمل بنشاط وفي تعاون بناء ولكل فرد في الأسر دوره.
أضاف أن الأحوال تغيرت الآن وتقطعت الأوصال وربما انعدمت القيم وتاهت الأصول وتحيرت العقول. فلم يعد هناك احترام للكبير بل هي الاهانة وبدلا من التقدير حل محله التكدير وبدلا من الحفاظ علي الأصول صارت الي النقيض ولم يعد هناك ترابط وفقدت القرية كثيرا من عاداتها وتقاليدها التي كانت مضرب الأمثال وبعد ان كان هناك التجمع والمشاركة في الأفراح والأتراح أصبح هناك الجفاء والشقاء وسوء الأخلاق يقول الشاعر ابن زيدون: أضحي التنائي بديلا من تدانينا. وناب عن طيب لقيانا تجافينا.
أوضح انه لم يعد هناك توقير للكبير ولا عطف علي الصغير ولا استماع للآراء وانما هو الجدال العقيم وارتفاع الأصوات ولا عمل أو نشاط.. الكل ترك البكور وراحوا يسهرون خلف الفضائيات وأسوار النت وراء جانبه المظلم الي جانب انه لم يعد هناك مجال للأمن ولا المروءة أو الشهامة وتبدل الحال إلي أعمال القرصنة والبلطجة إلي آخر معاني السوء والانحلال وكذلك ابتعدنا عن منهج الله.
وأكد حمدي النجار رئيس الجمعية العامة لحقوق الانسان بالمنوفية رئيس جهاز مكافة الفساد ان القرية تتميز بنسيجها الاجتماعي المتماسك والقوي والقيم والعادات الموجودة بها قائمة وفاعلة للتداخل الأسري بين أبنائها. وأوضح انه بعد الثورة حلت متغيرات سلبية في النسيج الاجتماعي للقرية فنلاحظ تكوين الائتلافات الشبابية وانقسام القرية الي طوائف متناحرة لا يستمعون لأحد معتبرين أنفسهم هم أصحاب الفكر والرأي لكن هناك بعض الشباب الذين يقومون بأعمال ايجابية كما في منظومة النظافة وتوزيع الخبز واسطوانات البوتاجاز ومحو الأمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.